عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 25 )
جعد الوبر
وسام التميز
رقم العضوية : 15612
تاريخ التسجيل : 06 - 09 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : المملكة العربية السعودية
عدد المشاركات : 3,068 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 25
قوة الترشيح : جعد الوبر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: الشاعر الحكيم / عبدالله بن حمد السناني رحمه الله

كُتب : [ 06 - 07 - 2009 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

أفضل ما أعجبني من قصيدة أو بيت : من من أحسن ما أعجبني من روائع شعر الوالد رحمه الله ما قاله في قصيدة بعنوان " يقولون " وهي في مرض والدته رحمها الله والتي كان مطلعها :-

يقولون كيف الحال ؟ قلت كعهدكم
= وتكفي حال من صحب المرضى

حيث ختمها رحمه الله ببيتين من روائع الشعر فقال :-

سنصدق لولا قسوة في قلوبنا
= ونبصر إن ناب الزمان لنا عضاً

وكم وعظتنا يوما بغيرنــــــــــا
= وفي ذات يوم سوف تجعلنا وعظاً

وكذلك ما جاء في قصيدته التي عنونها بـــــ " عرّج "، والتي كان مطلعها :-

عرج على أطلال يعرب
= واذرف على عدنان واندب

فقد ختمها برائعة من روائع الشعر حين قال :-

ليت القبـور رفـاتها
= كالروض يلوي ثم يخصب

لتعود دولـة أمــة
= غربت وما خلقت لتغـــــرب

أما أحسن القصائد في نظري فهي قصيدته التي مضى طرفها في رد تحية أحد الشعراء العراقيين ممن الشعراء العراقيين ممن وفد إلى عنيزة فمدحها فرد عليه الوالد بقصيدة طويلة من عيون الشعر عارض بها قصيدته فقال في مطلعها :-

حيتك نجد صباها أو ندى ماها
= ورندها وعبير في خزاماهـــــا

واستقبلتك مهود الشعر باسمــة
= كأن نــور أقاحيهــا ثنايـاهـــا

وقصيدته في رثاء الشيخ / سليمان بن عبدالله النعيم رحمه الله التي قال في أثنائها :-

والموت في هذي الحياة بدايـــــــــة
= ونهايـــة لبداية ما أقصــــــــــــرا

نأسى على الموتى ونحن وراءهم
= نطوي على جسر الحياة المعــبــــرا

نسهو ونلهوا بالحطـــام تهافتـــــــــاً
= ومتى استهام القلب لن يتبصــــرا

لو زار زائـــرنا المقابــــــر واعيــاً
= لأعاد تقييم الأمور وقــــــــــــــــدرا

جثث تمـــــــــور ثيابهــــــــا أكفانها
= فـوق التــراب وأخــتها تحت الثرى

تنساق للأمــــل الخـــــدوع كأنمــــا
= أخـذت بتمــديـــد الإقـــامة محضـرا

ومن ذلك قصيدته التي قالها رحمه الله في مرض موته والتي مطلعها ( ستأتي كاملة ) :-

تضاحك دار عند ميلاد قـــــــادم
= نذير بكاء سوف يبعثه الفقــــــد

وإن عمرت دار تبسم معــــــول
= وغازل من أحلام فرصته السهد

وفاته رحمه الله ومرضه : كان عام ( 1406هـ ) هو عام الحزن بالنسبة للوالد رحمه الله حيث فقد اثنين من أحب الناس إلى قلبه، أحدهما والدته رحمها الله التي فقد معنى الحياة بموتها لولا بقائه داعياً لها كما قال في بعض شعره، والثاني هو الشيخ / سليمان بن عبدالله النعيم رحمه الله الذي مات قبلها بيسير وكان إماماً لمسجد حيِّ الفيحاء الأوسط وكان عابداً زاهداً محبوباً بين الناس، فرثاه الوالد رحمه الله في قصيدة مطلعها :-

آل النعيم مضى القضاء كما جرى
= بفقيدكم حسب الرضـــا أن يؤجـــــــــــرا

ودعت فيـه مع الأحبـة عابــــــــداً
= حــــــــق الزمـــــــــــــان بمثله أن يعذرا

حتى قال رحمه الله :-

ولقـــد ألفــــت المـــوت في أمثـــــاله
= وفقــدتهـــم واعتــــــدت أن أتـــــذكرا

أحببتـهم منـــــذ الطــفولــــة والصبا
= ولـدى الكهـولة صـار وجدي أكبـــــــرا

فقـــد الرجـــال الصالــحين خسارة
= فهم المعالم في الطـريق لمن سرى

وحيــــــاتهم للمقتــــــدين سكـــــينة
= فإذا مضــــوا وجــــم المكــــان وأقفرا

تتضــاعف الحسرات فيمن ركبـــــه
= عن شــــأو ركبـــهم المجلـــي قصـرا

غالــــبت دمـــــعي والفــــراق مرارة
= لا لــوم للمحـــــزون أن يســتعبـــــرا

وبوفاة هاذين العزيزين على قلبه رحمه الله تغيرت حياته فاكتسى وجهه بمسحة حزن لا تفارقه، وصار يفكر بالموت والاستعداد لآخرته بشكل أكبر، وكان ذلك أحد أسباب تقديمه لتقاعده الذي لم يعش بعده إلا أحد عشر شهراً إذ أحس رحمه الله بشيء من الألم فراجع في مستشفى عنيزة العام القديم فترة ثمينة بلا طائل فأحالوه على المستشفى التخصصي ببريدة الذي وجهه سريعاً إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، وبعد الكشف عليه رحمه الله دخل عليه أحد الأطباء ممن نزعت الرحمة من قلبه فصدمه بأن أخبره بإصابته بمرض سرطان القالون وأنه منتشر، ومع أن للموقف رهبة تلمحها في قسمات وجهه ذلك اليوم فقد تماسك رحمه الله فصبر عند الصدمة الأولى ــ ولله الحمد ــ فلم يقل إلا ما يرضي الرب عز وجل، وعبّر ذلك في قصيدته التي قالها قبل خضوعه للعلاج الأول بالعمــــل الجراحي الذي قرره الأطباء لاستئصال الجزء المصاب والذي لم ينجح في وقف المرض، فقرر الأطباء الانتقال للعلاج الكيمائي الذي استمر معه حتى قبل موته بقليل ولم يؤثر ولله الحمد في شعر رأسه أو لحيته التي كست عارضيه، لكنها أبقت جسمه عظماً دون لحم، وحين ذهبنا به في أول شهر محرم لموعده في المستشفى، قال الطبيب : لا أمل له، ولم يبق له إلا أياماً معدودة . فرجعنا به إلى عنيزة . وفي يوم الأربعاء التاسع عشر من محرم تأزم وضعه ودخل المستشفى وهو في غيبوبة كان يفيق منها مرات دون وعي كامل فيردد كلمة : " جت الصلاة ؟ أبصلي " فيبدأ في الصلاة ثم لا يكملهـــــا رحمه الله، ولقد رأيت الطبيب قبل موته بيوم رحمه الله يغرز إبرة كبيرة الحجم جداً في رئتيه من جهة ظهره فيستخرج منهما سوائل كثيرة لأن المرض وصل إليهما فصعب عليه التنفس جداً، حتى إذا كان في صباح يوم الجمعة الموافق للحادي والعشرين من شهر محرم سنة ( 1409هـ ) في الساعة الثامنة وخمس وأربعين دقيقة أسلم روحه إلى بارئها، فبادرنا بتغسيله وتكفينه، وقدمناه للصلاة بعد صلاة الجمعة في الجامع الكبير بعنيزة، فشيعه جمع كثير جداً من أهالي البلد، وأثنوا عليه خيراً كثيراً مما أنطقهم الله به من خير والناس شهداء الله في الأرض فلله الحمد والمنة، وكان رحمه الله قال لي قبل موته بخمسة أيام وقد أحس بدنو أجله : أرجو الله أن يجعل موتي في يوم جمعة، فأعطاه ربه ما تمنى، وجمع الله له من الأجور : أن مات بمرض البطن الذي من مات به مات شهيداً كما جاء في الحديث، وأنه كان ولله الحمد صابراً على ما ابتلاه، ثم مات في يوم فاضل صلى عليه جمع كبير في صلاة الجمعة أرجو الله أن يكون قد قبل شفاعتهم فيه وأوجب ثناءهم عليه . ومن فضل الله على الوالد رحمه الله أن الله أمهله ما يقارب سنة بعد معرفته بمرض موته؛ لأن تأخير الأجل مع الإحساس بدنوه نعمة من الله على العبد الصابر خلافاً لموت الفجأة من وجهين : أحدهما : أن ذلك يكون تمحيصاً لذنوبه ورفعة لدرجاته، وفي الحديث الذي رواه الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَــالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا يَزَالُ الْبَلاءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ، حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ ). الثاني : ليعيش لذة العبادة والتذلل والخضوع والاطراح بين يدي الخالق جل وعلا فيلقى الله وهو على حال يحبها الله له، ولذا لمّا قال بعض الإخوة للوالد رحمه الله وهو يصلي القيام واقفاً في آخر رمضان أدركه، أي قبل وفاته بأقل من أربعة أشهر وقد أنهكه المرض : لو صليت جالساً يا أبا سامي !! فقال له رحمه الله : بل أصبر، وما يدريني فلعله آخر رمضان أصليه، وله رحمه الله قصيدة أظنها قبل مرضه بعنوان " وداعاً يا رمضان " قال فيها رحمه الله :-

بكيت على الفراق ولا أعاب
= فلو حزني يخففه احتســـاب

فهل ألقاك يا رمضان حيّاً
= وفي نفسي التنسك والمتـــــاب

فقد كنت الصديق يزور غبًّا
= وتزويه الأهلة والغيـــــــــاب

زمانك للنفوس ربيع روح
= به في النور تتسع الرحــــــاب

كأن العام هاجرة وجدب
= وأنت صبا المرابع والربــــــــاب

به تصفو القلوب على التجلي
= وتسبح نحو خالقها الرغاب

على القرآن تنبلج الخفايا
= فآذن النفوس لها انسيــــــــــاب

بقلبي منك يا رمضان برحٌ
= فعيدي رغم فرحته اكتئـــــــاب

لقاؤك كالطيور المهاجرات
= تمر وفي عزيمتك الذهـــــــاب

ثم لنختم هذه الترجمة له رحمه الله بقصيدته التي كتبها بعد معرفته بمرضه الأخير وقبل دخوله لغرفة العمليات لإجراء عمليته الأخيرة، فنعى رحمه الله نفسه مسلماً ومؤمناً بما قدره ربه تعالى فقال :-

تضاحك دار عند ميلاد قـــــــادم
= نذير بكاء سوف يبعثه الفقــــــــــد

وإن عمرت دار تبسم معــــــول
= وغازل من أحلام فرصته السهــــد

تخادنا حلــوى الأمـــانى مثلمــــا
= يهدهــد طفـــل إذ يهز به المهــــد

ويكسو بنا عين البصـــيرة برقع
= فلولاه لم يقدم على عمــــل جهـــد

نصارع فوق الأرض أمر حيــاتنا
= وللعيش بحر طبعه الجزر والمــــد

وما نحن الا نبتـــــة موسميـــــة
= وزرع سيطوي كل أطواره الحصد

وما عمر الأجيـــال إلا موحــــــد
= إذا جف عمر جاء رافده بعــــــــــد

وما قصر الأعمار إلا تحــــــــول
= لأخرى لتحيا الأرض والعمر ممتــد

تذوب وقودًا للحياة نفوسنــــــــا
= ومن منجم الأرحام يتصل الرفـــــد

فلم أر إلا حكمة الزهد حيلـــــــة
= ليخلص مـن أوجاع أطماعه عبـــــد

وما الناس إلا عاملان فبعضنـــا
= لبعض صديــق في سريرتــــه الحقد

وذاك شقي أنهك الكد جسمـــــه
= وهذا سعيــــــد داؤه عيشه الرغــد

وليس رضياً في الحياة كلاهمـــا
= ولكن فقر المرء يفضلـــــه الوجـــد

يسيل لمعشوق الثراء لعابنـــــــا
= ولم ندر أن السم يستره الشهــــــــد

قضى الله للإنسان ما هو كائـــــن
= ويغــــرم بالأحـــــلام ليس له حــــد

فقل لقوي اليوم ضعفك في غـــد
= كما أن ضعف الأمس في غده الرغد

يقلب رب العرش أحوال ملكـــه
= فليس لنا فيما قضى ربنــــــــــــــا رد

فهذا البيت ( يقلب رب العرش أحوال ملكـــه فليس لنا فيما قضى ربنــــا رد ) هو آخر بيت قرضه آخر بيت قرضه الوالد الحكيم رحمه الله رحمة واسعة وجعله في الفردوس الأعلى ووالديه وزوجه وذريته والمسلمين أجمعين . والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . كتبت هذه الترجمة في ليلتين انتهتا في صبيحة اليوم التاسع من شهر جمادى الثانية لسنة ثلاثين وأربعمائة وألف إجابة على أسئلة موجهة من طلاب بحث التخرج في كلية اللغة العربية تحت إشراف الدكتور / إبراهيم المطوع جزاه الله خيراً . والحمد لله رب العالمين . ثم راجعتها وزدت عليها يسيراً .
كتبه : د . عصام بن عبدالله السناني


سبيع ضد (ن) للحريب المعادي = أهل الرماح المرهفات الحدادي
مروين حد مصقلات الهنادي = سقم الحريب وقربهم عز للجار
]مدلهة الغريب - موردة الشريب - مكرمة الضيوف - مروية السيوف
رد مع اقتباس