عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
الراعي
عضو مميز
رقم العضوية : 13
تاريخ التسجيل : 12 - 04 - 2003
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 797 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 11
قوة الترشيح : الراعي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
حرية التردي وتقنين الفاحشة في الولايات المتحدة

كُتب : [ 09 - 04 - 2004 ]

حرية التردي وتقنين الفاحشة في الولايات المتحدة
منقول
http://www.jimsyr.com/07da3wa_tarbia/takneen.htm





نشرت في ( 07-04-2004)






وإذا كان الإنسان الأمريكي قد وصل في انحرافه عن الإنسانية إلى ما وصل إليه، وإذا كان المجتمع الأمريكي يعاني من الشتات والتمزق إلى هذا الحد، وإذا كان العقل الأمريكي يفتقد المرجعية الفكرية التي تحق الحق وتبطل الباطل اللهم إلا أهواء متلاطمة ودساتير متناقضة، فإن من هذا شأنه جدير بان يصمت ويبحث عن ضياء في حلكة ليله البهيم، لا أن يصدّر شقاءه وفشله لغيره.

فهل تعي الدول الإسلامية هذه الحقيقة وتقف أمام الولايات المتحدة بعقيدتها وقيمها مستعلية مشفقة بدلا من أن تركع مستجدية تابعة؟!

مفكرة الاسلام – 4/4/2004 :


--------------------------------------------------------------------------------
للأعلى





ما حدث قبل أسابيع في مقاطعة سان فرانسيسكو الأمريكية حيث قام مجلس البلدية بتوثيق زواج 2600 من الشواذ- ليس مجرد مظهرا جديدا من مظاهر انحلال العالم الغربي وبالأخص الولايات المتحدة، وإنما هو طفرة جديدة للانتكاسة الفطرية والأخلاقية التي يعاني منها هذا الشطر من العالم.

وقبل الحديث عن دلائل هذا الأمر وتبعاته نلقي الضوء على الحدث نفسه، فقد فتح عمدة المدينة الباب أمام الشواذ للحصول على تراخيص قانونية لزواجهم مما أدى إلى تدفق هذه الفئة الشاذة على مجلس البلدية لتوثيق عقود الزواج التي فاق عددها حتى الآن عن 2600 عقد، 15% منها لشواذ قدموا من خارج المدينة حيث لا تشترط قوانينها وثائق تتعلق بإقامة الأزواج.

ويقول عمدة المدينة جافين نيوسم عن الدافع وراء قراره :' أعتقد أن زواج المثليين أمر حتمي في بعض الحالات، ويعد تجاوزه خطئا كبيرا'.

وقد تقدمت جماعات معارضة للقرار بدعاوى مضادة إلى محكمة سان فرانسيسكو يستند أصحابها على قوانين ولاية كاليفورنيا تعترف بالزواج المبرم بين رجل وامرأة فقط، وقد أحجم قاضيان عن إصدار أحكام في دعاوى منظورة تتصل بوقف تلك الزيجات باعتبارها انتهاكا لقانون الولاية.

وفي القضية الأولى أمام المحكمة العليا بمقاطعة سان فرانسيسكو، قال القاضي، رونالد كيداشي، إنه تلقى دعاوى وشكاوى أصلية، وأخرى معدلة، لمنع زيجات 'المثليين'مؤقتا، ولذا طلب أن يتم تنظيمها للنظر.

وفي القضية الثانية، اعترف القاضي، جيمس وارن، أن زواج الشواذ يمثل انتهاكا لقانون الولاية، غير أنه لم يصدر حكما بإيقاف تلك الزيجات، بسبب خطأ في علامات الترقيم في صياغة الدعوى المقدمة أحدث تغييرا في المعنى. وقرر القاضي أن لسلطات المدينة الحق في إيقاف تلك الزيجات مؤقتا أو مواصلة عقدها لحين النظر في القضية مرة أخرى في مارس المقبل، ومن المرجح أن تشمل الجلسة القادمة دعوى جديدة تتصل بدستورية زواج الشواذ من عدمه.

إلا أن عمدة المدينة من جهته أكد على قرار الاستمرار في عقد تلك الزيجات المزعومة حتى يصدر حكم قضائي بإيقافها.

ولا تمثل هذه الإجراءات بالنسبة للشواذ أكثر من زوبعة في فنجان، فإن لديهم آمالا قوية بأن ترضخ الولايات المتحدة لمطالبهم كما صرح عدد من ناشطيهم بذلك عقب سماح الحكومة الكندية بإصدار تراخيص زواج للشواذ في شهر يونيو الماضي.

نظرة على أوضاع الشواذ في الولايات المتحدة
إن الشذوذ الجنسي لا ينظر إليه في المجتمعات الغربية على أنه جريمة دينية أو أخلاقية إلا في أطر ضيقة فهم يقومون بممارساتهم اللا أخلاقية في حرية، ولقد أنشأ هؤلاء المنحرفون عن الفطرة جماعات ومنظمات للدفاع عن حقوقهم في التردي والانحراف منذ أعوام عديدة، واستطاعوا الحصول على امتيازات وحصانات بالتدريج والوصول إلى مناصب هامة، ومع كل ميزة جديدة كانوا يرسخون بها أقدامهم في أوحال مجتمعاتهم ويثبتون أنفسهم اجتماعيا ويميلون بالأعراف الأخلاقية في بلدانهم.

فسن قانون لصالحهم أو استصدار مرسوم هو الخطوة الهامة والرئيسية عندهم، يقول أحد نشطائهم: 'بمجرد أن يتغير القانون ستتغير أمور كثيرة... في البداية نريد دفعة من القانون لأنه بمجرد أن يصبح الأمر قانونيا يبدأ الناس في التعود عليه.'

ولن نعجب كثيرا إذا علمنا أن اليهود كان لهم السبق في دعم مثل هذه التوجهات الشاذة في خطوة غير مسبوقة عندما صوت الحاخامات المنتمون لأكبر تجمع يهودي في الولايات المتحدة لصالح الاعتراف بزواج الشواذ وذلك في المؤتمر المركزي للحاخامات الأمريكيين التابع لحركة الإصلاح اليهودية حيث صرح رئيس المؤتمر[تشارلز كرولوف]:'إن من حق الشواذ الاعتراف بزواجهم واحترامهم'،ومنذ عام 1995، والحركة توافق على تعيين حاخامات مثليين اعتمادا على مبدأ[أن جميع اليهود متساوون في التدين بغض النظر عن توجهاتهم الجنسية].

ومن أمثلة هذه الامتيازات : موافقة بلدية نيويورك على افتتاح مدرسة للشواذ في فصل الخريف المقبل لحمايتهم من أي نوع من الإهانة أو السخرية قد يتعرضون لها، وتقع هذه المدرسة في حي ايست فيلاج في منهاتن وقد تم تجديدها بميزانية بلغت 2،3 ملايين دولار، وكانت تعمل منذ العام 1984 بفصلين دراسيين فقط وتحضرها مجموعة صغيرة من الطلبة الشواذ، وعندما تنتهي التجديدات في الخريف سيسجل في المدرسة 170 تلميذا وتلميذة.

وسيطلق على المدرسة الجديدة مدرسة هارفي ميلك الثانوية تخليدا لذكرى مشرف على الشواذ في سان فرانسيسكو قتل العام 1978.

ومما يجدر ذكره أن رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرج كما ذكرت صحيفة نيويورك دايلي نيوز متحمس لمثل هذا الإنجاز وقال في هذا السياق'أنا سعيد جدا انه في نهاية الأمر تم افتتاح مؤسسة فيها أولاد يحبون أبناء جنسهم ولا يقوم أي احد بمطاردتهم وإشعارهم بالذل' وأضاف بلومبرج'نيويورك دائما رائدة في البدء بالكثير من المشاريع والأفكار المتنوعة، نتمنى أن تكون هذه بداية انطلاقة لفتح مثل هذه المدرسة في شتى أنحاء العالم'.

ومن الإنجازات –إذا جاز التعبير- التي حققها الشواذ في الولايات المتحدة الأمريكية أنهم استطاعوا إبطال العقوبات التي كانت منصوص عليها ضدهم في 13 ولاية منها: فلوريدا وتكساس.

الشذوذ الجنسي محطة في طريق التردي
* إن توثيق عقود زواج رسمية للشاذين والشاذات لا يعني مجرد المزيد من الانحلال والإسراف كما كان شأن قوم لوط الذين قال الله فيهم 'إنهم كانوا قوما مسرفين'، فإن هذه المرحلة على ما يبدو قد تجاوزتها المجتمعات الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، فلقد تعاقبت على هذه المجتمعات صرعات ونزعات متنوعة كانت تؤصل وتؤطر لنبذ الأخلاق واعتبارها تكبيلا وتقييدا لحرية الإبداع والإنتاج!

* لذا فقد عجت هذه المجتمعات بالزنا وأسرفوا فيه حتى خبا نجمه وانتكست الفطرة بسبب الإسراف واستهوتهم شياطين الإنس والجن لمزيد من التردي والسقوط، فلقد تشكل وجدانهم وسحرت عقولهم بقيم مثل : البحث عن الجديد والغريب، والخروج عن المألوف، والإغراق في هلاك الروح والجسد، والحرية التامة والمطلقة من كل قيد، فظهرت فيهم الأوجاع والأسقام الروحية والنفسية قبل أن تظهر أمراضهم الجسدية.. وأي وجع وفجيعة أعظم من أن يفقد الإنسان الذي خلقه الله في أحسن تقويم استعداده الطبيعي والفطري للزواج -واللفظة ذاتها تقتضي المغايرة- .. ولا يجد رغبته إلا فيما يقلب فطرته حتى وصل الحال به إلى أن يتهم بارئه كما يصرحون بذلك علانية ويجهرون زاعمين أن أجسادهم خلقت بما لا يناسب ميولهم.. مرددين بذلك مقولة أسلافهم:' لقد علمت مالنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد'.

* إن المجتمعات الغربية وفي طليعتها الولايات المتحدة الأمريكية تئن تحت وطأة انتكاسة الفطرة بشكل لم يسبق له مثيل، فلئن عدل أصحاب الرجز عن فطرة الله التي فطر الناس عليها وتركوا ما خلق لهم ربهم من أزواجهم إلى الذكران من العالمين؛ فقد فاق الأتباع أسلافهم فاشترك النساء والرجال في طلب عذاب الروح وشقاء الجسد، كما عدل الإنسان في هذه المجتمعات المارقة المعذبة عن تكريم الله له وتسخير المخلوقات في هذا الكون لخدمته حتى طلب نكاح هذه الدواب لا لشيء إلا إغراقًا في اتباع الشيطان، علهم يجدون لذة في المعيشة الضنك.. نعم فلقد ظهرت حالات عديدة في الولايات المتحدة الأمريكية ومن سار على دربها من دول الغرب يقترن فيها من كانوا يصنفون تحت النوع الإنساني بالحيوانات خاصة الكلاب التي يعشقها الأمريكيون.

* ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ولن يتوقف مادام الشيطان يغوي بني آدم والأخير يتبعه بلا تروي غافلا عن عهد الله في الأزل :' ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين'، فلقد انتشر في هذا العالم الغربي الذي قيده شعار الحرية في سلاسل الغم والرهق مرض جديد أشد .. وهو اقتران العنف بالجنس فلم يعد يجد المريض لذته في زنا ولا شذوذ ولا نكاح دابة أ وبهيمة إلا إذا اقترنت الفاحشة بسفك دم وإيذاء.

* أما عن الأسقام البدنية فقد نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسئولي الصحة تحذيرهم من زيادة أعداد المصابين بالإيدز في الولايات المتحدة الأمريكية وخاصة بين الشواذ.

ماذا يعني توثيق عقود زواج للشواذ؟
* إن توثيق عقود زواج للشواذ يحمل معنىَ زائدا عن الإغراق في الفحش والانتكاس، حيث يمثل بديلا عن الزواج، ونوع جديد من الأسر.. فهؤلاء الشواذ لم يكتفوا بحرية ممارسة جريمتهم، بل يريدون جعل علاقاتهم المنحرفة أمرا عاديا شأنه شأن الأسر السوية.

وتوثيق عقود زواج يعني أن يرث كل فرد في هذه العلاقة الخبيثة رفيق فحشه، وأن يعاملهم الدستور معاملة زوجين طبيعيين .. رجل وامرأة، من الحصول على التأمينات والخدمات والراتب التقاعدي 'المعاش' إلى غير ذلك، كما يمكنهم الحصول على أطفال بالتبني وقد حدث هذا بالفعل في هولندا حيث سمح القانون بعد تبنى البرلمان الهولندي بأغلبية كبيرة قانونا يجيز رسميا زواج الشواذ وتبني الأطفال من قبل شاذين بشرط أن يحمل الطفل الجنسية الهولندية، تجنبا لمشكلات قضائية معقدة مع الدول التي لا تعترف بهذه العلاقات رسميا.

• وتوجد حتى الآن دولتان غربيتان يسمح دستورهما بتوثيق عقود زواج للشواذ، وهما: كندا وهولندا، ومقاطعة أمريكية واحدة وهي فيرمونت ، كما تسمح دول أوروبية لهم بالعيش المشترك بدون عقود رسمية، وعلى رأسها: السويد والدنمرك وفرنسا والمجر، كما تفعل السلطات الصهيونية في تل أبيب.

الفاتيكان وتوثيق عقود زواج للشواذ
• لقد دار كلام بابا الفاتيكان يوحنَّا بولُس الثاني في حديثه عن رسمية العلاقة الشاذة وتقنينها حول نقطة رئيسية لطالما أقلقته.. وهي القوة العددية للعالم النصراني.

فقد قال يوحنَّا بولُس:' إن هذا الزواج لا يؤمن الإنجاب والبقاء بطريقة ملائمة'.

نعم لقد أدرك الزعيم الكاثوليكي الهرم تبعة خطيرة للانحدار الأخلاقي الخطير الذي تهوي إليه المجتمعات الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وهو غياب النسل في هذه العلاقات الشاذة، ففي عدول الإنسان الغربي .. رجلا كان أو امرأة عن الطريق السوي لإشباع الغريزة انقطاع للذرية أو اضمحلال وقلة، وهذا يقلق –لا نقول عقلاءهم- بل من لدية مسكة عقل منهم أو ألقى السمع وهو شهيد.

دور الولايات المتحدة الأمريكية
على الرغم من أن قضية توثيق عقود زواج للشواذ في الولايات المتحدة تمر الآن بالزوبعة القانونية، في الوقت الذي سبقت إليه الجارة المتاخمة 'كندا'، إلا أن هذا لا ينفي صدارة الولايات المتحدة في تصدير الجريمة فكريا وأخلاقيا وتنظيميا.

فالحاخامات الأمريكيين هم أول من صوت للاعتراف بهذا الزواج المزعوم، ومع الازدياد العددي الهائل للشواذ من الجنسين في أمريكا بدأت العديد من المؤسسات والجمعيات في الظهور مطالبة بمساواة الشواذ مع الناس الطبيعيين، ومن ثم انتقلت عبر البحار إلى أوروبا.

تعيين أسقف شاذ في الكنيسة البروتستانتية الأمريكية
أما عن تصريحات بوش حول رفضه لفكرة 'زواج الشواذ' باعتباره يميني متشدد فلا تجد ما يغذيها لتصبح الحرب على هذا الانحراف الذي سيأكل أمته شغله الشاغل، إذ عارضها في جمل قصيرة ضمن خطابه في شهر نوفمبر الماضي.. لا لم تكن حربا يشنها بوش لحماية البنية التحتية لأخلاق أمريكا وصحتها فهو رفض هش ..رأي من ضمن الآراء.. لم يستحوذ على جزء من ألف جزء من الاهتمام الذي يصرفه وإدارته للحرب على الإرهاب المزعوم.. خشية أن يدمر الإرهاب أمريكا، ولم يشعر أن الدمار قد يأتي أمريكا من داخلها.

ولئن كانت الحرب على الإرهاب المزعوم يباركها الحاخامات والقساوسة المهووسون بفكرة الألفية، فإن الحرب على زواج الشواذ يقف ضدها الحاخامات والقساوسة.

فهذه هي الكنيسة البروتستانتية التي قد تكون المعقل الأخير-ولو كورقة التوت- لنوع من المرجعية الأخلاقية لهذه الأمة المؤتفكة الهاوية.. لا لم تبارك الكنيسة الإنجيلية الأمريكية زواج الشواذ كما فعلت أختيها في كندا وهولندا، بل –ويا للعجب- قامت بتعيين أسقف شاذ!!

نعم أسقفًا شاذًا.. فالكنيسة الإنجيلية التي تتمسك بحرفية التوراة والتي ينتمي إليها بوش وأغلبية الشعب الأمريكي، أحد رؤوسها الذين يتلقى منهم الأتباع الدين شاذ مجاهر.. لا يمارس خبائثه في الخفاء أو اكتشف أمره بعد حين.. بل عين نهارًا جهارًا.

فقد تمت ترقية 'جين روبنسون' وهو معروف بشذوذه حيث قضى في ممارسته 15 عامًا لمنصب أسقف بالكنيسة البروتستانتية الأمريكية.

الشذوذ وحماية حقوق الإنسان
وتحت شعار 'حماية حقوق الإنسان' تنافح العديد من المنظمات والهيئات والشخصيات عن دمار ذلك الإنسان، فهاهي منظمة 'العفو الدولية' تفاخر بإنجازاتها في الدفاع عن حقوق الشواذ الذين تطلق عليهم تلطفا [مثليي الجنس]، فقد جاء في تقرير المنظمة الإشادة بما حققه الشواذ من [نجاحات كبرى في الدفاع عن حقوق السحاقيات واللوطيين وذوي الميول الجنسية الثنائية والمتحولين إلى الجنس الآخر].

واحتجت منظمة العفو على استثناء الاتحاد الدولي للسحاقيات واللوطيين من المشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة العالمي لمكافحة العنصرية.

واستنكرت المنظمة كذلك اعتقال السلطات المصرية لستين رجلاً من الشواذ.

ومن المفارقات أنه في نفس التقرير الذي ذكرت فيه المنظمة جهودها الجبارة في حماية حرية الشذوذ، عندما جاء ذكر دور المنظمة تجاه الأفغان بعد القصف الأمريكي لبلادهم لم يضن كاتبو التقرير على هذا الشعب بأربعة سطور أدبية تصف شجاعة الأفغان وعزمهم على إعادة بناء بلادهم وارتسام البسمة على شفاههم بعد توقف القصف حتى إنه ليخيل للقاريء أن أفغانستان صارت دوحة غناء يتراشق أهلها بالورود والرياحين فلا يحتاجون جهود المنظمة كما يحتاجها الضعاف المساكين الذين يرزحون تحت معاناة حقيقية ويشكون ظلم حكوماتهم التي لم تمنحهم حق الشذوذ رسميا!!

الأمل الأخير لشعوب العالم
إن التجبر الأمريكي تحت شعار العولمة وإحساس الأمريكيين أنهم أهل لتصدير أفكارهم وأنماط حياتهم للعالمين على الرغم من أنهم يحتاجون لإعادة إعمار الوجدان والخلق والعقل-إن هذا التجبر جدير بأن يجعل الأمم العاقلة وعلى رأسها أمة الإسلام في حذر من استيراد الأفكار والألفاظ وأنماط الحياة من أمة موبوءة كهذه.

ولا يخفى على المتأمل أن الولايات المتحدة تصدر ما تشاء إلى دول العالم وإن رفضت دولة من الدول لوحت أمريكا بأن منتجاتها تحمل علامات مسجلة يجب ألا تجمرك أو تفتش أو تختبر وهي : 'حماية الحريات' و'حماية حقوق الإنسان' و'الحرب على الإرهاب'.

فباسم هذه المصطلحات الثلاثة تعترض أمريكا على غيرها وتتحكم وتحتل و تأمر وتنهى، وتغزو العقول والقلوب ويجب ألا تناقش ولا يعترض عليها ولا يرد قولها.

وإذا كان الإنسان الأمريكي قد وصل في انحرافه عن الإنسانية إلى ما وصل إليه، وإذا كان المجتمع الأمريكي يعاني من الشتات والتمزق إلى هذا الحد، وإذا كان العقل الأمريكي يفتقد المرجعية الفكرية التي تحق الحق وتبطل الباطل اللهم إلا أهواء متلاطمة ودساتير متناقضة، فإن من هذا شأنه جدير بان يصمت ويبحث عن ضياء في حلكة ليله البهيم، لا أن يصدّر شقاءه وفشله لغيره.

فهل تعي الدول الإسلامية هذه الحقيقة وتقف أمام الولايات المتحدة بعقيدتها وقيمها مستعلية مشفقة بدلا من أن تركع مستجدية تابعة؟!

وهل تحذر دخول قيم غريبة ومرفوضة إلى مجتمعاتها تحت شعار حماية الحريات وحقوق الإنسان؟

إن الأمل الأخير لهذه الشعوب الحائرة أن تجد مرجعية ثابتة بعد أن أصبح الثابت الوحيد لديها هو التغير!

إنه لا يوجد إلا أمل وحيد .. أن تهب الفئة المؤمنة في تلك البلاد لتعرض الحق الذي لديها الذي هو سفينة نوح، ولا نجاة إلا لمن تشبث بها.


رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي
مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات
الراعي
رد مع اقتباس