الموضوع: من هو البخيل ؟
عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 22 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post رد: من هو البخيل

كُتب : [ 19 - 08 - 2009 ]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيَّال الغلباء مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

من هو البخيل :-

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد : فإن البخيل إنسان صغرت نفسه، وساء ظنه بربه فخاف الفقر، وحبّب إلى نفسه الحياة في أحطّ صورها وأشكالها، لا يبالي بما يمسّ كرامته، أو يثلم شرفه، همه الأوحد أن يجمع المال، ويدخر الثروة، ويتلذذ بعدّ النقود وتكديسها بعضها فوق بعض، يخشى أن يمرّ على نقوده النسيم، أو تراها الشمس فهو من خوف الفقر فقير والمصيبة الكبرى في نظر هذا المخلوق المريض أن يؤمّ بيته طارق، أو يأوي إليه ضيف، أو يدعى إلى مكرمة حتى لينطبق عليه قول القائل :-

إذا كسر الرغيف بكى عليه
= بكاء الخنساء إذ فُجعت بصخرِ

ودون رغيفه قلع الثنايا
= وضرب مثل وقعة يوم بدرِ

نعم إن البخيل ليعيشُ في هذه الدنيا عيش الفقراء، وهل بعد البخل من فقر قال أحد الفلاسفة : البخيل ما أشقاه حيا، وما أتعسه ميتا، والويل للأمة التي يُقدّس أبناؤها الدرهم، فأغنياؤها فقراء وفقراؤها تعساء . والبخل مرض اجتماعي خطير، إذا تملك شخصا من الأشخاص، سلب منه السعادة والطمأنينة، وتركه يموج في خضم من القلق والحيرة، ونزع عنه رداء الاحترام والتقدير . وإذا ما أنشب داء البخل مخالبه الحادة في أجسام أبناء أمة من الأمم، وخالط منها اللحم والدم، هوت تلك الأمة من عليائها وديست كرامتها، لأن البخل يميت روح التعاون، ويقضي على أواصر الألفة ويطفئ نور المحبة، وهذا يؤدي إلى التصدع فالدمار والهلاك . وبالطبع فإن الناس ينفرون من البخيل ويتحامون لقاءه، كما قال الشاعر :-

أرى الناس خلان الجواد ولا أرى
= بخيلا له في العالمين خليلُ

وإني رأيت البخل يُزري بأهله
= فأكرمت نفسي أن يُقال بخيلُ

البخيل هو لماله وليس ماله له، لأن أكبر همه أن يجمع المال، ليكون عبدا له، على حساب حرمانه وحرمان أسرته من التمتع بنعيم الحياة، فيشترك في ماله الوارث والحوادث، ومثله في ذلك كمثل دودة القز تكد وتكدح في بناء سجن من الحرير، تحيط به جسمها، فتموت داخله مختنقه، بينما غيرها ينتفع بالذي تبنيه . وفي هذا الصدد يقول الشاعر :-

يغنى البخيل بجمع مالهِ مدّته
= وللحوادث والأيام ما يدعُ

كدودة القز ما تبنيه يَهدمُها
= وغيرها بالذي تبنيه ينتفع

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
البخل والشح والبخلاء :-

البخل : هو أن يمنع الإنسان الحق الواجب عليه، والبخل جامع لمساويء القلوب، وهو يقود إلى كل سوء وقد ذم الله تعالى البخل بدلالة قول الله عز وجل : ( ولا يحسبن الذين يبخلون بما اّتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم، سيطوقون بما بخلوا به يوم القيامة، ولله ميراث السموات والأرض والله بما تعملون خبير )

والشح : منع المستحب، والحرص على تحصيل ما ليس عندك، وقد ذم النبي صلى الله عليه وسلم الشح فقال : ( اتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم )، وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا يجتمع غبار في سبيل الله، ودخان جهنم في منخري رجل مسلم أبدا، ولا يجتمع شح وإيمان في قلب رجل مسلم أبدا، قال تعالى : ( ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) وقد وصف الشاعر البخلاء وأعمالهم فقال :-

قوم إذا أكلوا أخفوا كلامهم
= واستوثقوا من رتاج الباب والدار

قوم إذا استنبح الأضياف كلبهم
= قالوا لأمهم بولي على النــــــار

فتمنع البول شحا أن تجود به
= وما تبول لهم إلا بمقـــــــــــــار

والخبز كالعنبر الهندي عندهم
= والقمح خمسون أردبا بدينـــــار

وقال اّخــــــر :-

تراهم خشية الأضياف خرسا
= يقيمون الصلاة بـــــــــــلا اّذان

ومن الموصوفين بالبخل نذكر قصة الشاعر أبي حفص وضيفه، وهي أنه قد نزل عليه رجل من اليمامة فأخلى له المنزل ثم هرب مخافة أن يلزمه قراه في تلك الليلة، فخرج الضيف واشترى ما احتاج إليه ثم رجع وكتب إليه :-

يا أيها الخارج من بيته
= وهاربا من شدة الخــوف

ضيفك قد جاء بزاد له
= فارجع وكن ضيفا على الضيف

منقول بتصرف يسير مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس