[خيَّال الغلباء]

بسم الله الرحمن الرحيم

من أسباب تثبيط الهمم حب الدنـــــــــيا :-

لقد زين الشيطان للإنسان حب الدنيا وزخرفها في قلوب كثير من الناس وركنوا إليها وأخذوا يتنافسون من أجلها يتباغضون ويتقاتلون ويتحاسدون حيث استطاع إبليس أن يوقعهم في شركه حيث قال : ( لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين ) ولقد اتبعوا الشيطان وأطاعوه إلا من رحم ربي : ( ولقد صدق عليهم إبليس ظنه إلا فريقا من المؤمنين ) ولو فكر الإنسان مليا في الدنيا لما حسد أخاه الإنسان وتقاتل معه على عرض زائل وحياة فانية وقد بين الله جل جلاله حقيقة الدنيا فقال : ( اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الاّخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) فالحياة لعب ولهو وزينة كما ذكرها الله عز وجل والعاقل من عمل لاّخرته كأنه يعمل لدنياه وقد قال الله تعالى : ( سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين اّمنوا بالله ورسله ) كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذرنا من التمسك بالدنيا، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله قال : إن الدنيا حلوة خضرة، وأن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء ) رواه مسلم . وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الدنيا دار من لا دار له، ومال من لا مال له، ولها يجمع من لا عقل له ) رواه احمد والبيهقي . وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ( أوصيكم بتقوى الله والترك للدنيا التاركة لكم وإن كنتم لا تحبون تركها، المبلية أجسامكم وأنتم تريدون تجديدها، فإنما مثلكم ومثلها كمثل قوم في سفر سلكوا طريقا وكأنهم قد قطعوه، فلا تجزعوا لبؤسها وضرائها فإنه إلى الإنقطاع، ولا تمرحوا لمتاعها ونعمائها فإنه إلى الزوال، عجبت لطالب الدنيا والموت يطلبه، وغافل وليس بمغفول عنه . فحب الدنيا إذا دخل القلب فتح للشيطان بابا . والله يحفظكم ويرعاكم منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .