عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 140 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post رد: قبيلة بني هلال بن عامر بن صعصعة والروايات التاريخية والشعبية

كُتب : [ 24 - 08 - 2009 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

بحث الأستاذ / فهيد بن عبدالله بن تركي السبيعي في نسب فيصل الجميلي في مجلة العرب بعنوان ( رمح الجميلات في فرسهم ) :-

قرأت للشيخ / عبدالله بن محمد بن خميس في كتابة ( من أحاديث السمر ) قوله عن : ( رمح الجميلات في فرسهم ) فظهر لي أنه - حفظه الله لم يتمكن من معرفة قائله ولا معرفة بلد القائل أو قبيلته وحيث أن هذا المثل من التراث الذي ينبغي أن يعرف ويعرف للقراء الكرام كتبت هذا :-

صاحب المثل : هو / فيصل الجميلي من قبيلة سبيع من بلدة رنيه حدثني ثقاة من كبار السن في رنيه وممن يدعى الانتماء بالأصل إلى فيصل المذكور . قالوا إن من يعرف اليوم باسم ( الصنادحه ) الفخذ الموجود الاّن في عداد عشيرة المراغين من الزكور من سبيع الغلباء هم الأصل من ذرية ( الجميلي ) وهناك آخرون منهم أيضاً يدعون ( السنادي ) في الهدار من الأفلاج وفي الوادي ونواحيهما وهم مرافقون هناك في وادي للدواسر ولكننا نعرفهم ويعرفوننا ونحن منهم وهم منا، وإن كانت المنازل متباعدة - فكلنا من سبيع .

وقالوا : كان الجميلي فيصل وأخوه هجرس من أصحاب الإبل في البادية بناحية الشمال من رنيه في الطرف الشمالي الغربي من عرق سبيع مما يلي الحمار، في أناس من قومهم وكانوا يردون موردهم المعروف باسم : ( اللميسة ) بالسين - وكان فيصل أكبر سناً من هجرس وكان متزوجاً من ابنة عم وله منها أولاد وكانو صغاراً وذات يوم ورد فيصل وأخوه هجرس المذكور بإبلهما الماء وبعد أن شربت الابل وارتوت من الماء أخذت ناحية من المعطن، كعادتها بعد الشرب فذهبت هجرس خارج الإبل لبعض شأنه، وبقي فيصل بجانب البئر فقال في نفسه : سأعمل عملاً أختبر به أخي هجرس لأعرف منه هل يحبني أم لا فنزع ثيابه ووضعها إلى جانب البئر وقرب حجراً كبيراً فرماه في البئر ثم أختفى في مكان لا يراه فيه أخوه فلما عاد هجرس ولم يشاهد أخاه نادى فلم يجبه أحد، فنظر إلى البئر فرآى الثياب، فأسرع بالنظر إلى قعر البئر فرآى الماء متحركاً مزبداً وذلك من أثر رميه الحجر فيه فلم يشك بأن أخاه قد وقع في البئر فرمي بنفسه وهو لا يحسن السباحة، فغرق, وجاء فيصل مسرعاً لإنقاذ ولكن بعد فوات الأوان حيث وجده قد مات ففجع بسوء عمله وتفكيرة وقد عرف أنه هو الذي سبب وفاة أخيه بدون ذنب فندم ندماً شديداً وعزم على عدم رؤية أهله وأولاده وقومه بعد هذا الحادث المؤلم فترك بلاده وذهب منها ناحية الشرق متخفياً بين العرب، سائراً معهم، حتى استقر به الأمر مع حي من قبيلة تغلب وصار معهم أول آمره فقال : فيما آل إليه من حال :-

عودت عقب مرافق الهجن حشاش
= وهجسي أني أبيع التفق لي بشومي

وأجيب لزينات الخلاخيل بفراش
= وأثافي من عاليات الرجوم

ثم دارت الأيام :- كانت حوادث الغزو والنهب والفتل شعار ذلك الزمان فأغير على القوم الذين هو فيهم غارون فشارك الجميلي في صد الغارة فأظهر شجاعة وفروسية نادرتين لفتتا أنظار القوم إليه مما أكسبه احترام وتقديرهم له بعد ذلك فقال له أميرهم : اطلب ما تريده !! فطلب من الزواج ابنته ( جهم ) فحقق رغبته وبقي معهم وأنجبت له ( جهم ) ثلاثة بنين ثم إن القوم أخذوا يغاروا منه فدس عليه بعضهم حتى ظهر بعض سفائهم يقول : إن فيصل ليس له أصل ( ضائع أصل ) فحز ذلك في نفسه فعزم على الرحيل إلى بلاده قومه وقد بلغ من العمر أرذله وأصبح ابناؤه رجالاً فأخبر زوجته بما عزم عليه من رحيل وخيرها في الذهاب معه أو البقاء في أهلها فاختارت البقاء فقال يوصيها :-

يا ( جهم ) وإن زاعنا عنك نية
= حاذور مفلول الرجال حذار

لا تاخذين غمر على شان ماله
= يحطك جوف الصايبات غيار

ولا تاخذين عود أقفى شبابه
= يموت وعياله عليك صغار

ولا تاخذين إلا رجل مجرب
= رمحه نهار الكاينات كسار

ثم قال أيضاً - يصف طريق العودة وموضع بلاده - :-

أنا الجميلي والجميلي فيصل
= على دالهات كأنهن جمال

لهن ظلاله في الضحى طارداته
= ومستتبعات في العصير ظلال

يا ديرتي يا جاهلين وصوفها
= منها العروق النايفات شمال

ياما حلي وردة حنايا بفاطري
= إليا لج محال لها وعمال

عليها في وفي من الغضا
= وعليها من في العرين ظلال

يجيها مال من الحمان حمان ضلفع
= مال يتلوه قب كالسيال

ويحيها من يعومه مال وارد
= مال (ن) أوي والله مال

يا ديرتي فيها ثمانين عليهم
= وأثمانها الآلاف يوم تكال

وهي أطول من هذا ثم رحل بأولاده وبإبله عن القوم وفارق جهماً وسار إلى بلاده ناحية رنيه ولما قرب منها وأصبح في طرف العرق فما يليها في الموضع المسمى ( الخليج ) قال لأولاده : أقيموا هنا وأنا سأذهب وأعود إليكم فركب جواده وسار يبحث عن أولاده الذين تركهم، حتى اهتدى إلى موضعهم ولكنهم لم يعرفوه لطول العهد وقد ظنو أنه قد مات، ولكن أمهم أخذت تلحظة وتطيل النظر إليه فقالت لهم : هذا أبوكم الجميلي فلم يصدقوها فقالت : إن عادة إذا ناوله أحد الإناء وهو واقف خلفه لا يتناوله دون أن يلتفت فجربوا ذلك فكان كما قالت ولما تم التعارف قال لهم : لست لكم بأب ما دام الأعداء يرعون دياركم منذ ثلاثة أيام ولا أحد منكم يعلم بهم وكان يعني أبناءه الذين أمهم جهم فسألوه عن هؤلاء الأعداء فأشار إلى موضعهم فلما أصبحو شنوا الغارة عليهم أما هو فتأخر قليلاً عنهم ثم لحق وقد بدأت المعركة بينهم وعند اللقاء أرسل أحد المغيرين رمحه فأصاب فرساً لأحد أبناء جهم وثبت فيها الرمح عالقاً فصاح فيصل قائلاً : العافية - العافية : ( رمح الجميلات في فرسهم )فصارت مثلاً حتى الاّن، يضرب للقوم يأتيهم الأذى من أنفسهم، وتم التعارف والتصافي بعد أن علموا من والدهم ما جري وبقوا زمناً في كنف ولدهم حتى توف فعاد أولاد جهم إلى موطن أخوالهم، استقروا هناك، وهم كما ذكرنا اليوم - ناحية الأفلاج في الداهر ووادي الدواسر . رنيه : فهيد بن عبدالله بن تركي السبيعي .

الحواشي :-

1- فضلت نقل القصة عمن له صله نسب أكيدة بالجميلي، كالمرحوم / بنيان بن الوصيص بن فلاج توفي وعمره نحو مائة عام و / مسلط بن مسلط يبلغ من العمر فوق 80 عاماً كان عضواً في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في رنيه .
2- الصنادحه هم : الفلاليج وآل سويد
3- يعرف قديماً برمله بني عبدالله بن كلاب انظر ( بلاد العرب ) للأصفهاني .
4- اللميسة - بئر قديمة تقع في الحمار، وهي من بني غي في الغرب جهة الشمال . والحمار حزن ممتد فيه أبارق وأبراث ويقع شمال العرق مما يلي جبل ظلم وطريق نجد إلى الحجاز القديم . وعن اللميسة - حدثني مسلط قائلاً : أنه باعها رجل منهم يدعى / هجرس على أحد رجال البادية في ناحيتها وفي عهد ابن أمير الخرمة حدث فيها نزاع وخصومة فأرسل لنا ولأبي رسولاً بشأنها ونحن في رنيه لأنه يعلم أنها كانت لنا .
5- يأتي أنواع الأعشاب للحيوانات .
6- العصا والتفق ( تفنك - تركية ) : البندق .
7- العروق مفردها عرق : وهو يقصد عرق سبيع .
8- حنايا اسم بئر لهم تقع على ضفة وادي رنيه مقابل نهاية جبل سلي شمالاً مما يلي مجرى الوادي وهي مشهورة تردها البادية وهي بئر زراعية أيضاً . انظر ص 168 من الكنوز الشعبية .
9- الفي : هنا بمعنى الظل : والغضا والعرين من أشجار الحمض الكبيرة التي تكثر في وادي رنيه وما زالت
10- قب كالسيال : الخيل : والحمان : مجموعة أبراث في حقف رمال حنجران شمال شرقي جبل زنانير وبينها وبين ضلفع حبال رمل حنجران .
11- يعومه : بضم أوله وثانيه، كأنه أخذ من العوم والجمع يعايم وهن هضاب مركزة في قف من الأرض مرتفع ولعل اسمهن مشتق من صفتهن والعرب قد تطلق من الأسماء ما يوافق الصفات وهن شمال مدينة رنيه على بعد 35 كيلا فقط يتوسطن الشعاب الكبيرة المنحدرة من المرتفعات الشمالية الغربية من رنيه والنازلة إلى عرق سبيع وعندهن جرت عدة وقائع بين قبائل سبيع وقبائل من قحطان ومن يام وغيرهم وذلك في منتصف القرن الثاني الهجري وما بعده ولذلك ذكر يطول قال شاعر من سبيع : ( يا طير ياللي في يعومه تثنى ) قال شاعر من يام يتأسف لما صاب قومه، في يعومه :-

يا حيسفا يا غلمه في يعمومه
= دوك اللحم أرهوه ربع مناعير

وذلك أن الوقعة جرت في اشتداد الهاجرة بعد حصار بدأ من أول النهار .
12- عيلم : غريزة الماء، وهي آبار زراعية مشهورة مثل الرجع وجلاجل وحنايا والحفائر وغيرها انظر صحيح الأخبار ص : 120 ج : 4 والكنوز الشعبية ص : 168 .
13- الخليج : بسكون الياء على صيغة التصغير (؟) هو جزء من وادي رنيه ينشعب منه عند الحد الغربي من المعمور من الروضة قاعدة رنيه ناحية الشمال الشرقي، وسيلة يغمر منازل الأهالي في المدينة من الغرب إلى الشرق وفيه يصب وادي الأغر يأتي له من الشمال الغربي ويصب في وسط المدينة وعندما يخرجان ناحية الشرق منها يسمى : ( الخر ) يذهب ناحيته حتى تحويه رمال عرق سبيع من كل ناحية فيريع ماؤه، ويبقى وله عطوف فيها مراع جيده للبادية وهو في الشرق من رنيه على بعد : 25 كيلا انظر ( الكنوز الشعبية ) ص : 133 ج : 3. منقول بتصرف يسير مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس