رد: الخضران كما أوردهم ابن خلدون في تاريخه وسبب تسميتهم
كُتب : [ 17 - 10 - 2009 ]
اخونا في الله خيال الغلباء يدافع عن العرب وعن اهل السنة والجماعة بكوكبة من سير اعلام بني قشير ضد الفرس والروافض المتعصبين هداهم الله
رحمهم الله ابائي واجدادي بني قشير اياديهم بيضاء في حياتهم وسيرتهم تذب عن اهل السنة والجماعة والسلف الصالح بعد مماتهم
فيقول الشيخ ابو ابراهيم خيال الغالباء في منتدى الاشراف عنهم:
بسم الله الرحمن الرحيم
القول بمثل قولك هذا يؤكد ما قاله أهل السنة والجماعة عن الفرس وتورية تشيعهم والإمام / مسلم القشيري العامري رحمه الله وأسكنه فسيح جناته علم من أعلام السنة النبوية وهو الثقة الحافظ أمير المؤمنين في الحديث، إنه صاحب أصح كتاب في السنة النبوية بعد صحيح الإمام البخاري، إنه أبو الحسين الإمام / مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، والقُشيري نسبة إلى قُشير قبيلة من العرب معروفة سميت باسم جدها قُشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ( لمزيد النسب انظر : مستفاد الرحلة والاغتراب : 55-56 / التمييز والفصل :1/335 ). قال عنه الإمام النووي رحمه الله : " القشيري نسباً، النيسابوري وطناً، عربي صليبة، وهو أحد الأعلام في هذا الشأن - يعني في علم الحديث -" ( شرح النووي على صحيح مسلم ،1/10 ). ولد هذا العلم في السنة الواحدة والستين بعد المائتين للهجرة النبوية على أرجح أقوال أهل العلم، نشأ الإمام / مسلم في بيت علمٍ وجاهٍ؛ فقد كان أبوه من الصالحين وكان متصدراً لتربية الناس وتعليمهم، فانظر إلى أهمية صلاح الأب وكونه قدوة في صلاح الأبناء وحفظهم من بعده ويكفينا في ذلك قول الحق جل في علاه : { .. وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا .. } ( الكهف : 80 ) تعاهده أبوه بحسن التربية ودفعه لحلق العلم؛ فكان ثمرة جهده ذلك العالم الجهبذ؛ فأين من يهملون تربية أبنائهم وتوجيههم نحو الخير ثم يرجون ثمرة حلوة من هذا المثال العملي ..؟. بدأ الإمام مسلم طلب العلم وسماع الحديث وهو في الثانية عشرة من عمره، وقد تأثر بأبرز مشايخه الإمام / البخاري رحمه الله؛ فَشُغِفَ بحب العلم وكان حريصاً على تمييز الأحاديث الصحيحة من غيرها، ومعرفة علل الحديث والاطلاع على أحوال الرواة ومعرفة عدالتهم وضبطهم وأمانتهم وصدقهم ومعيشتهم ومسكنهم ومولدهم ووفياتهم ولقائهم فيما بينهم، ومقارنة الأسانيد بعضها ببعض ومعرفة اتصالها وانقطاعها وغير ذلك من فنون العلم، كل ذلك بدأ به في سن الثانية عشرة من عمره كان الإمام / مسلم ذا همة عالية فلم يكتف بطلب العلم في مدينته بل رحل كعادة العلماء في تلك الأزمان في طلب العلم؛ فرحل لمصر والشام والحجاز وعدة مدن من العراق، وكان رحمه الله قد يرحل للبلد أكثر من مرة ليلتقي بها علماء الحديث، يقول عنه شيخه محمد بن بشار : " حفاظ الدنيا أربعة : أبو زُرعة الرازي في الري، ومسلم بنيسابور، وعبدالله الدارمي بسمرقند، ومحمد بن إسماعيل البخاري " ( تاريخ بغداد : 2/16 ضمن ترجمة البخاري ) ومع ذلك كله لم يكن الإمام مسلم عالة على أحد بل كان يشتغل بتجارة القماش التي درت عليه أرباحاً طائلة؛ حتى كانت له أملاك وضياع يعيش منها ( شذرات الذهب : 1/145 ) والإمام مسلم فهم وطبق عملياً ما أخرجه في صحيحه عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَذْكُرُ الصَّدَقَةَ وَالتَّعَفُّفَ عَنْ الْمَسْأَلَةِ : (( الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنْ الْيَدِ السُّفْلَى .. )) ( مسلم، الزكاة، ح 1751 )تخلق الإمام / مسلم رحمه الله بكثير من الخُلق الحسن فكان كثير الإحسان للناس، يتسم بالورع والعبادة والعلم الواسع والاحتياط لدينه؛ لذلك عَظُمَ في أعين الناس وعلت منزلته وسمت مكانته وكان إلى جانب ذلك شجاعاً صدوقاً وفياً يقف إلى جانب الحق وأهله لا ترهبه قوة ومكانة الشخص المقابل؛ ومن شواهد ذلك أنه سمع شيخاً له يُعَرِّضُ بالإمام البخاري فأخذ الإمام مسلم الرداء فوق عمامته، وقام على رؤوس الناس، وخرج من مجلسه وجمع كل ما كتب منه، وبعث بها على ظهر حمال إلى باب الشيخ ( تاريخ بغداد : 13/101 ) ظل الإمام / مسلم يطلب العلم حتى أخر لحظة من حياته ذكر ابن الصلاح بسنده عن أحمد بن سلمه قوله : " عُقِد لأبي الحسين مسلم بن الحجاج مجلس للمذاكرة فَذُكِرَ له حديث لم يعرفه، فانصرف إلى منزله، وأوقد السراج، وقال لمن في الدار : لا يدخلن أحد منكم هذا البيت، فقيل له : أهديت لنا سلة فيها تمر، فقال : قدموها إليََّ، فقدموها، فكان يطلب الحديث ويأخذ تمرة تمرة، يمضغها، فأصبح وقد فني التمر، ووجد الحديث، لكنه مرض منها ومات " ( صيانة صحيح مسلم : 65-66 ) فتوفي رحمه الله سنة واحد وستين ومائتين للهجرة وعمره خمسة وخمسون عاماً وخلف خمسة عشر كتاباً مطبوعاً من أبرزها كتابه الصحيح، وثلاثة وعشرين كتاباً مفقوداً فرحم الله الإمام / مسلم وجمعنا به في دار كرامته في جنة الخلد : { جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّ } ( مريم : 61 ) والإمام / مسلم ثاني رواة الحديث بعد الإمام البخاري وينتسب في بني قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وهي إحدى القبائل العامرية ومسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري وسمي بالنيسابوري لأنه ولد فيها وشهرة هذا الإمام لا تحتاج إلى زيادة فهو علم فوق رأسه نار في رواية الحديث رحمه الله . وأبناء قشير بن كعب هم ربيعة، ومعاوية وسلمة الخير أمهم / الخنساء بنت علي بن ثعلبه بن بجيلة وسلمة الشر والأعور وقرط ومرة منهم مالك ذوالرقيبة ابن سلمه الخير بن قشير الذي أسر / حاجب بن زرارة سيد بني تميم يوم شعب جبلة وهبيرة بن عامر بن سلمه الخير أسر المتجردة إمراة النعمان فلما عرفها أطلقها وابنه قرة بن هبيرة وفد على الرسول صلى الله عليه وسلم فولاه صدقات قومه وكان له من الولد حبيب والطفيل ومن ولده الصمة بن عبدالله بن الطفيل بن قرة بن هبيرة القشيري الشاعر الذي يقول :-
وأذكر أيام الحمى ثم أنثني
= على كبدي من خشية أن تصدعا
فليست عشيات الحمى برواجع
= عليك ولكن خل عينيك تدمعا
ووحشي بن الطفيل بن قروة وزارة بن عقبة بن سمير بن سلمة الخير ولي خراسان وولدة بنيسابور وبكر بن محمد بن العلاء بن يحيى بن زياد بن الوليد بن الجهم بن مالك بن ضمرة بن عروة بن شنوءة بن سلمة الخير بن قشير القاضي المالكي وحيدة بن معاوية بن حيدة بن قشير له صحبه وابن ابنه بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة روى عنه وزياد بن عبدالرحمن بن عبدالله بن هبيرة بن زفر بن عبدالله بن الأعور بن قشير ولاه عمر بن عبدالعزيز رحمه الله خراسان وجياش بن قيس الأعور بن قشير شهد يوم اليرموك فيقال أنه قتل بيده ألف نصراني وقطعت رجله يومئذ وكلثوم بن عياض بن وحوح بن قيس بن الأعور بن قشير وابن أخيه بلج بن بشر بن عياض الذي ولي الأندلس ودار بني قشير بالأندلس جيان ومنهم بالبيرة عدد وهناك الكثير من أبناء القبائل العربية الذين ولدوا في خرسان ولقبوا بالنسابوري وأصبحوا أعلاما ومنهم على سبيل المثال العلامة الفقيه / حسان المنيعي المروروذي الخالدي النيسابوري والعلامة الشيخ السمعاني / التميمي النيسابوري فلا يستغرب إنتشار أبناء قبائل الجزيرة العربية في بلاد الفتوحات الإسلامية وتلقب أبنائهم بأسماء تلك البلاد التي ولدوا وترعرعوا فيها وشيخ الإسلام / أحمد بن تيمية نميري عامري رحمه الله وأسكنه فسيح جناته والله
|