عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post التراث والحضارة

كُتب : [ 27 - 10 - 2009 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فإن التراث : يطلق لفظه على مجموع نتاج الحضارات السابقة التي يتم وراثتها من السلف إلى الخلف وهي نتاج تجارب الإنسان ورغباته وأحاسيسه سواء أكانت في ميادين العلم أو الفكر أو اللغة أو الأدب وليس ذلك فقط بل يمتد ليشمل جميع النواحي المادية والوجدانية للمجتمع من فلسفة ودين وفن وعمران … وتراث فلكلوري واقتصادي أيضا .

والأصل من التراث هو كلمة مأخوذة من ( ورث ) والتي تعني حصول المتأخر على نصيب مادي أو معنوي ممن سبقه .

أما الأصل التاريخي لكلمة تراث فهي تعود إلى أقدم النصوص الدينية حيث وردت هذه الكلمة في القرآن الكريم [ وتأكلون التراث أكلا لما ] ( سورة الفجر اّية : 19 ) حيث كان المقصود بها الميراث .

حيث كان الأصل في البداية استخدام لفظ الميراث نيابة عن كلمة التراث ولكن مع تقدم العصور أصبحت ( التراث ) هي الكلمة الأكثر شيوعا للدلالة على الماضي وتاريخ الأمة و حضاراتها وما وصل إلينا من الحضارات القديمة سواء أكان هذا التراث متعلق بالأدب أو العلم أو القصص ( أي كل ما يمت للقديم )

أما عن المعنى المعاصر لكلمة تراث فهو : ( التراث الفكري المتمثل في الآثار المكتوبة الموروثة التي حفظها التاريخ كاملة ومبتورة فوصلت إلينا بأشخاصها )

ومن الجدير بالذكر أن التراث هو ليس الطابع أو الخصائص القومية بل هو أعمق من ذلك فهو يعبر عن مجموع التاريخ المادي والمعنوي لحضارة معينة منذ أقدم العصور فكثير هي الحضارات التي حكمت منطقة أو مكان واحد ومع أن هذه الحضارات قد ولت إلا أن التراث هو الوسيلة الوحيدة أو البصمة المميزة التي أعطت لتلك الحضارات شخصيتها والتي استطعنا أن نستدل على عظم هذه الحضارات من خلال مبانيها الأثرية أو أساطيرها المقولية التي وصلت إلينا .

أقسام التراث :-

من أهم الأقسام الشائعة للتراث هو :-

يضم هذا النوع كل التراث الملموس والذي يرى بالعين فهو يشمل :-

أ - كل ما شيده الأجداد من عمائر, الدينية كالمساجد والكنائس, دور العلم والأضرحة والزوايا والخانقاهات والتكايا وعمائر أخرى كالقصور والمنازل والأسواق والخانات والمراكز الصحية والحمامات والسبلان .

ب – الحرف اليدوية والصناعات التقليدية التي يتم صناعتها بالاعتماد على المواد الخام الموجودة في المنطقة كصناعة الصابون والزيت في نابلس وصناعات أخرى في مختلف أرجاء فلسطين كالخزف والفخار والنحاس والزجاج والصياغة والحياكة والتطريز والنسيج والغزل .

ج- الأزياء الشعبية كالثوب الوطني الذي كان يعد اللباس التقليدي للمرأة, وتضم أيضا وسائل الزينة والمطبخ بأدواته الختلفة والطابون والفنون الأخرى المختلفة .

وهو مجموع النتاج الفكري لأبناء الشعب فهو يعبر عن إبداعاتهم على مر العصور في مختلف المعارف سواء أكان في العلوم الدينية والفقهية والفلسفة واللغة والأدب والشعر والتاريخ والزراعة وحتى التشريعات القضائية والحكايات والأمثال الشعبية وغيرها من العلوم التي ارتبطت بشكل مباشر مع الانسان وواقعه وحياته اليومية .

الفنون الشعبية هي من أقسام التراث المهمة والضرورية جدا لما لها من دور كبير, حيث هي قوة لشعبنا بالإضافة الى أهميتها كقوة معنوية أيضا, فهي حصيلة وجدان ومشاعر شعب بأكمله, حيث كانت تلك الفنون من الوسائل المهمة للتعبير عن أفراحهم وأحزانهم وآلامهم وأمالهم وخيبات أملهم أيضا من عمليات التأمر المستمرة على شعبهم, ومن تلك الفنون الأهازيج والأغاني الشعبية التي تحتوي على العديد من الأمور التي تعبر عن عاداتهم .

كما أنها تضم أيضا الزخرفة والفنون التشكيلية التقليدية والتجريدية والفنون الشفاهية الأدبية وهذا التراث يتوارثه الأجيال أيضا جيلا بعد جيل, والفنون الشعبية هي التي تميز شعبا عن آخر .

أهمية المعرفة بالتراث المعماري :-

1. إن الأهمية في معرفة التراث تعود إلى ضرورة المعرفة بتاريخ المدينة التي نعيشها ومعرفة إرجاع كل أثر لدينا إلى العهد أو التاريخ الذي بنيت فيه لمعرفة الخصائص والعناصر التي ميزت الأبنية في كل فترة وذلك حتى نستطيع القيام بعمليات الصيانة والترميم والمحافظة على الاّثار التي لدينا ولمعرفة كيفية العناصر في تلك الاّثار وفي حالة القيام بالترميم لمعرفة كيفية التعامل مع المبنى من حيث المواد المستخدمة أو الطرق الهندسية سواء المعمارية أو الإنشائية أو الفنية .

2. أهمية التراث تعود إلى الأهمية في تعزيز الهوية الفلسطينية، فالهوية التي تجمع ما بين أفراد الشعب أو الأمة لها تاريخ عميق وماضي ولها أمجاد ولها ثقافة يعبر عنها التراث، التراث بما يحتويه من رموز معبرة عن الآم شعبنا ومشحونة بالمعاني والعواطف، حيث إن التراث يحتجز بتاريخ الأمة وعواطف الروحية .

3. أهمية المعرفة بالتراث أيضا هي مرتبطة بشكل أساس بالمحافظة على جذورها المتأصلة في الأرض, وقيمنا وثوابتنا صامدة في الأرض وهي دلالة على حقنا الشرعي .

4. إن المعرفه بالتراث تقودنا إلى الإطلاع على عظمة التاريخ الذي لدينا وإلى روعة الحضارات التي سكنت في مدننا مما يولد الدافع الذاتي لدينا لحماية هذة الاّثار والمحافظة عليها فهنا يخلق نوع من الوعي الشعبي بأهمية الاّثار الموجودة في مدننا وقيمتها بالنسبة لنا .

5. المعرفة بالتراث يدفعنا إلى الإهتمام بالاّثار وتحسين المناطق المحيطة بها فتصبح كمعالم أثرية تجتذب السياح والناس إليها مما يؤدي إلى النمو الاقتصادي والحضاري وتنشيط الاقتصاد في بلادنا مما يؤدي إلى رفع دخلنا الوطني .

التراث الحضاري :-

التراث الحضاري هو كل ما يدل على التطور الحضاري للمجتمع والدولة من مختلف النواحي سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية أو العمرانية, وغالبا ما تكون شاملة للشواخص والمباني أو حتى المواقع نفسها .

ولذلك تعد ثروة غير مختصة بجيل بعينه بل هي حق للناس جميعا ولمختلف الأجيال ولذلك تصنف على أنها جزء من النفع العام, وتعتبر الشواخص والمباني الأثرية جزءا من التراث الحضاري لأنها تمثل إحدى فترات التطور الحضاري في الدولة .

الحضارة في اللغة العربية كلمة مشتقة من الفعل حضر، ويقال : الحضارة هي القرى والأرياف والمنازل المسكونة، فهي خلاف البدو والبداوة والبادية، وتستخدم اللفظة في الدلالة على المجتمع المعقد الذي يعيش أكثر أفراده في المدن ويمارسون الزراعة على خلاف المجتمعات البدوية ذات البنية القبلية التي تتنقل بطبيعتها وتعتاش بأساليب لا تربطها ببقعة جغرافية محددة، كالصيد مثلاً، ويعتبر المجتمع الصناعي الحديث شكلاً من أشكال الحضارة .

تعتبر لفظة حضارة مثيرة للجدل وقابلة للتأويل، واستخدامها يستحضر قيم ( سلبية أو إيجابية ) كالتفوق والإنسانية والرفعة، وفي الواقع رأى ويرى العديد من أفراد الحضارات المختلفة أنفسهم على أنهم متفوقون ومتميزون عن أفراد الحضارات الأخرى، ويعتبرون أفراد الحضارات الأخرى همجيين ودونيين .

ويذهب البعض إلى إعتبار الحضارة أسلوب معيشي يعتاد عليه الفرد من تفاصيل صغيرة إلى تفاصيل أكبر يعيشها في مجتمعه ولا يقصد من هذا استخدامه إلى أحدث وسائل المعيشة بل تعامله هو كإنسان مع الأشياء المادية والمعنوية التي تدور حوله وشعوره الإنساني تجاهها ومن الممكن تعريف الحضارة على أنها الفنون والتقاليد والميراث الثقافي والتاريخي ومقدار التقدم العلمي والتقني الذي تمتع به شعب معين في حقبة من التاريخ إن الحضارة بمفهوم شامل تعني كل ما يميز أمة عن أمة من حيث العادات و التقاليد وأسلوب المعيشة والملابس والتمسك بالقيم الدينية والأخلاقية ومقدرة الإنسان في كل حضارة على الإبداع في الفنون والآداب والعلوم .

وللتعرف على حضارات الشعوب تُدرس العناصر التالية :-

طرق العيش والظروف الطبيعية .

الوضع الاقتصادي .

العلاقات الاجتماعية بين فئات المجتمع .

أنظمة الحكم السائدة .

الإنجازات العلمية والثقافية والعمرانية .

الحضارة :-

- مشتقة من الحضر وهم سكان المدنية وقد عرفت أحيانا باسم المدنية .

- وللتقريب بين لفظين المدنية والحضارة يكفي إلى الإشارة إلى ما سبق .

- مفهوم الحضارة صار يعني الرقي والتقدم الفكري والروحي والمعيشي والاجتماعي مثال : تحضر دولة لا يقاس مثلا بامتلاكها مفاعلا ذريا وإنما بحسن استخدامه، وكذلك امتلاك الفرد للسيارة، التحضر ليس بالامتلاك بل بكيفية استخدامها وهكذا .

- تاريخ البشر منذ القدم عبارة عن سلسة من الحضارات بعضها يرتبط بأماكن معينة وعصور محددة .

الحضارة الإسلامية :-

1. عرفت في العصور الوسطى ( بين أواخر القرن الخامس والقرن الخامس عشر للميلاد ما تسمى في الكتابات الأوروبية العصور المظلمة )

2. احتلت مكان الصدارة والزعامة .

• في بوتقة هذه الحضارة التقت حضارات متعددة كحضارات الصين والهند والرومان وغيرها من حضارات منطقة الهلال الخصيب، فانتقت منها مالا يتعارض مع روحها وقيمها ونبذت ماعدا ذلك من مساوىء وانحرافات .

• بين رحابها اجتمعت العناصر الحضارية المرتبطة بالديانات السابقة في ظهورها على الإسلام .

• بُناتها نجحوا عن طريق الخلق والابتكار فتوصلوا إلى مالم يتوصل إليه غيرهم من عناصر حضارية جديدة أثْـرت على الحضارة الإنسانية على مر الأجيال والعصور .

الاختلاف في تسمية هذه الحضارة هل نقول الحضارة العربية أم الحضارة الإسلامية ؟

البعض أسماها عربية لأسباب :-

• نقطة انطلاقها كانت مولد رسولنا الكريم الذي ينحدر من أصل عربي .

• القرآن الذي هو دستورها والتي استمدت منه روحها واطارها العام نزل بلسان عربي .

• العربية هي اللغة دون بها أعلام هذه الحضارة الجانب الأكبر من خلاصة أفكارهم .

• وعليه العروبية هي الأساس ويأتي الإسلام بعد ذلك أي تعرف حضارة عربية أو الحضارة العربية الإسلامية .

وفريق آخر :-

• إذا العروبة أداة هذه الحضارة فالإسلام روحها .

• تحت مظلة الإسلام ولدت وازدهرت .

• الإسلام هيأ لها مناخ أمن وسلام بظل ما نفخه من روح سامية .

• الإسلام وفر لغير المسلمين جوا من الحرية والتسامح والعدالة .

• بعض علمائها كانوا من أهل الذمة ( مسيحين ويهود ) مارسوا نشاطهم في ظله بنفوس مطمئنة .

• وأيضا وجود عناصر غير عربية ( الطبري والبيروني والخوارزمي وغيرهم )

وفريق آخر :-

هذه الحضارة قامت على دعامتين كبيرتين هما الإسلام والعروبة .

• والإسلام هو الأصل والعربية هي الفرع، وعليه نقول الحضارة الإسلامية العربية .

• العربية هي لغة القرآن لكن لولا رسالة الإسلام ما نزل القرآن .

• سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم انحدر من أصل عربي ولكن لولا رسالة الإسلام ما بعث نبينا الكريم على صفحات التاريخ .

• العرب هم الذين حملوا الجهاد في المرحلة الأولى في بناء الدولة الإسلامية ونشروه بلسانهم في مشارق الدولة ومغاربها لكن لولا رسالة الإسلام السامية ما كان للعرب ولا لغتهم أن ينتشروا هذا الإنتشار الواسع .

• وعليه مع اعتزازنا بالعروبة فهي لم تبلغ أسمى صورها وأنقى خصائصها إلا تحت مظلة الإسلام .

الحضارة الإسلامية العربية ذبلت ولكنها لم تمت كالشجرة الضخمة الممتدة الجذور في أعماقها، جفت أوراقها لافتقارها للغذاء والعناية المناسبة، ومع زوال الأسباب تستعيد نضارتها .

ذبول شجرة الحضارة الإسلامية العربية اليوم لا يرجع إلى عدم قدرتها على مسايرة التطور الحديث كما يقول البعض، إنما بسبب تقصير أبنائها وتخليهم عن روحها ومبادئها، فإذا أخلصوا لها عاد إليها وجهها المشرق .

وعليه نقول كانت حركتها تقدمية داخل إطار القيم الدينية والأخلاق الكريمة، أكبر حركة تقدمية على مسيرة التاريخ رغم المتشككون في ماضيها والذي يرون أن في إحياء التراث الإسلامي العربي نوع من الردة الغير مستحبة مع إتهامه بأنه تراث جامد ورجعي . هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول بتصرف يسير مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس