عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 6 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post رد: متن ثلاثة الأصول

كُتب : [ 21 - 11 - 2009 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد من الله تعالى على أهل هذه الجزيرة بعد أن انتشرت فيها البدع والخرافات، بقيام دعوة مباركة، وكان مؤسس هذه الدعوة الشيخ الإمام / محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – وأتباعه من بعده الأثر البالغ في إزالة هذه البدع ونشر العلم وإخراج الناس مرة أخرى من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ولم تكن هذه الدعوة لتمر بسلام بل واجهت عدة عقبات سواء في الداخل أم في الخارج وهذه سنة الله تعالى في عباده الصالحين، أن يبتليهم ليمحص إيمانهم – ومن تلك العقبات التي واجهت هذه الدعوة المباركة ما قام به أعداء هذه الدعوة من وصفها بـ ( الوهابية ) رغبة منهم في صرف الناس عنها وذلك في نسبتها إلى مؤسسها لا إلى منهج السلف وكان أبرز ما شغب به على أئمة الدعوة زعمهم أنهم يكفرون كل من لم يستجب لدعوتهم .

وهكذا نشر أعداء الإسلام هذه التسمية بما حملته من أوصافٍ باطلة في أنحاء العالم وفي هذا الوقت نسمع ما يثار حول هذه الدعوة من كذب وافتراء وهذا ليس بعجيب، لكن العجب عندما يعتنق هذه التراهات أناسٌ نصَّبوا أنفسهم دعاة حق وتجدهم بين الفينة والأخرى يتحدثون عن الوسطية وأنها هي المنهج الحق، ولكن عند التحقيق نجد أن هذه الدعاوى تتلاشى عندما يكون الخصم دعوة الشيخ / محمد بن عبدالوهاب وحتى لا نتخذ الأسلوب الجائر في حقهم كما اتخذه هو مع دعوة الشيخ / محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – أقول : لا يخلو قوله – هداه الله تعالى – من أحد أمرين :-

1. إما أن يكون جاهلاً فيما نسبه لدعوة الشيخ، وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم – في حديث / عبدالله بن عباس ( إنما شفاء العي السؤال … ) (1)

2. وإما أن يكون قاصداً ذلك، فأقول : لقد قص الله تعالى علينا في كتابه العزيز أن من صفات أهل الأهواء أنهم يتبعون المتشابه ويدعون المحكم كما قال سبحانه : ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنَّ أم الكتاب وأخر متشابهات. فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله … الآية ) [ آل عمران : آية 7 ] ِفهو عندما استدل بقول – لم يذكر الجزء ولا الصفحة ولا قائله – : ( وهذه عقيدة آل الشيخ فمن حاد عنها سلك سبيل أصحاب الجحيم )

تجاهل نصوص كثيرة تفسر هذا النص وتوضحه، فهذا النص من قبيل المجمل والنصوص الأخرى من قبيل المفصل وقاعدة أهل الحق وهم أهل السنة والجماعة أنهم يحملون المجمل على المفصل .

ولا شك أن هذه العبارات المجملة لا تمثل منهج أئمة الدعوة، وفي نفس الوقت لا أدعي العصمة لأحدٍ، بل قد يقع أحدهم في إطلاق حكم أو خطأ معين فالعصمة لله وحده .

أما أن أجعل من هذا الخطأ منهجاً لأئمة الدعوة بمجرد خطأ أحدهم فأعتقد أن هذا جور في الحكم لذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – ( وكثيرٌ من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة، إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة، وإما لآيات فهموا منها مالم يرد منها، وإما لرأي رأوه وفي المسألة نصوص لم تبلغهم ) (2)

ومع ذلك لم يقل أحدٌ أن هذه الزلات والأخطاء هي منهج سلف الأمة بل منهج أهل السنة أنهم يتبعون الدليل، ويدورون معه حيث دار، ويقتدون بأئمة الهدى، ويجلِّونهم ويعذرون المخطيء، ولا يتبعونه فيما أخطأ فيه .

وسوف أورد بعض النقول من كلامهم – رحمهم الله تعالى – تبين منهجهم خاصةً في موقفهم مع من لم يستجب لدعوتهم، فأقول مستعيناً بالله تعالى :-

1. يقول الشيخ / محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – في رسالة له، عنما سُئل عن التكفير فقال : ( وأما التكفير : فأنا أكفر من عرف دين الرسول، ثم بعدما عرفه سبه، ونهى الناس عنه، وعادى من فعله؛ فهذا : هو الذي أكفر، وأكثر الأمة – ولله الحمد – ليسوا كذلك …. ) (3) فأي بيان أعظم من هذا .

2. ويقول في جوابه لابن صياح عندما طلب منه بيان موقفه فيما نسب إليه فقال : ( .. فمنها : إشاعة البهتان، بما يستحي العاقل أن يحكيه، فضلاً عن أن يفتريه ومنها : ما ذكرتم : أني أكفر جميع الناس، إلا من اتبعني، وأني أزعم أن أنكحتهم غير صحيحة، فيا عجباً كيف يدخل هذا في عقل عاقل ؟! وهل يقول هذا مسلم إني أبرأ إلى الله من هذا القول، الذي لا يصدر إلا عن مختل العقل، فاقد الإدراك؛ فقاتل الله أهل الأغراض الباطلة … ) (4)

3. وعندما سئل الشيخ / محمد بن عبدالوهاب عما يكفر الرجل به أجاب بقوله : ( وإذا كن : لا نكفر من عبدالصنم، الذي على عبدالقادر، والصنم الذي على قبر أحمد البدوي، وأمثالهما، لأجل جهلهم، وعدم من ينبههم، فكيف نكفر من لم يشرك بالله ؟! إذا لم يهاجر إلينا …. ) (5)

4. نقف وقفة تأمل مع هذه القصة العظيمة التي تكشف لنا بجلاء موقف أئمة الدعوة ومنهجهم الواضح الجلي وهو عدم تعطشهم للتكفير .

يقول الشيخ / عبدالله بن الشيخ / محمد بن عبدالوهاب – رحمهما الله تعالى – عندما دخلت جيوش الموحدين مكة فاتحين لها … ) (6) وهي قصة طويلة نرجو الرجوع لها في المجلد الأول من الدرر السنية ص 222، لكن لي معها عدة وقفات :-

1- أن أئمة الدعوة دخلوا مكة منتصرين ومع ذلك لم يريقوا فيها دم أحد إلا دم الهدي كما قاله الشيخ / عبدالله بن محمد في رسالته . ومعلوم أن أهل التكفير يكفرون الناس ويستحلون دمائهم قبل أن تكون لهم الغلبة فكيف بعد أن يظهروا على خصومهم ؟!، أما أئمة الدعوة كانوا على النقيض من ذلك .

2- قاموا بعد فتح مكة بالعفو عن سائر أعدائهم .

3- جمع ( سعود ) علماء مكة من أهل المذاهب الأربعة وطلب من أئمة الدعوة مناظرتهم، فنتج عن ذلك :-

أ/ أقروا بأن الشيخ / محمد بن عبدالوهاب على حق وكتبوا بذلك كتاباً .

ب/ أقسموا أن الشيخ على حق وأنه على دين الرسول مع أنهم لم يطلب منهم الحلف .

4- كان موقفهم من أهل العلم الذين ماتوا وهم مصرون على هذه البدع ما يلي : ( فإن قلت : …. فما القول فيمن حرر الأدلة ؟ واطلع على كلام الأئمة القدوة ؟ واستمر مصراً على ذلك حتى مات ؟ قلت : ولا مانع أن نعتذر لمن ذكر، ولا نقول : إنه كافر، ولا لما تقدم أنه مخطيء، وإن استمر على خطئه، لعدم من يناضل عن هذه المسألة في وقته، بلسانه وسيفه وسنانه، فلم تقم عليه الحجة، ولا وضحت له المحجة … ) (7)

فهذا موقفهم مع من كان له علم من أعدائهم ثم أصر على بدعته، فكيف بجهلة المسلمين فأين من يزعم أنهم يكفرون عموم مخالفيهم، لماذا يتعبون أنفسهم في البحث عن النصوص المجملة ويعرضون عن هذه النصوص المفصلة المستفيضة، فهذا أن دل على دخن في نفوسهم، لأن طالب الحق يكون منصفاً مع الكافر فضلاً عن أخيه المسلم . نسأل الله تعالى أن يهدي ضال المسلمين .
___________
1) أخرجه أبو داود وابن ماجه وغيرهما .
2) الفتاوى 19/191.
3) الدرر السنية 1/ 73. وانظر أيضاً 1/82.
4) الدرر السنية 1/80.
5) الدرر السنية 1/104.
6) الدرر السنية 1/ 222- 241
7) الدرر السنية 1/235
__________

الشيخ / أحمد بن محمد اللهيب هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس