بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في بداية هذا الموضوع أحببت أن أبين سبب كتابتي له
أثناء تصفحي لهذا القسم أستغربت من كثرة المواضيع التي تتناول الحديث
عن التسجيل في الوظائف العسكرية وكأنه لايوجد غيرها
وأيضا في محيط معارفي ما إن يتخرج الشاب من الثانوية العامة إلا وتجده يلهث
خلف التسجيل في الأمن العام أو الجيش برتبة جندي ويقتل طموحه وهو في سن مبكره
أحد معارفي أتاني في الرياض بعد أن رفض نصائح أخوانه الكبار له بان يكمل تعليمه
سواء في جامعة رنية أو في الرياض أو حتى لو أراد الإبتعاث للخارج
لكنه أصر على أن يلتحق بالعسكرية سواء في المباحث العامه أو الأمن العام أو معهد الدراسات الفنيه
وكانت حجته المزعومه أن فلان بن فلان تخرج من الجامعه ولم يجد له وظيفة
وفلان له الآن خمس سنوات في الجامعه ولم يتخرج فلماذا أسلك نفس الطريق والنتيجه معروفة
قلت له يا أخي لما تقيس فشل الآخرين على نفسك ولماذا تحصر طموحك على ما آل إليه حال بعض أقرانك
ألا تؤمن بان الله تكفل برزق عباده وأن الرزق مقسوم لك من قبل أن ترى الحياه ؟!!
يا أخي لماذا لاتستثمر في قدراتك وطاقاتك وتطور من نفسك ومهاراتك فأنت لك فترة من الزمن وأنت عاطل
لماذا لاتدرس دورة في اللغة الأنجليزية أو في تطوير المهارات أو في قيادة الحاسب الآلي
لماذا لاتدخل دورة شبكات حاسب آلي أو دورة في التصميم والأنترنت أو غيرها ؟!!
لماذا لاتدخل دورات في المعاهد الصحية ذات التخصصات المطلوبة والمرغوبة ؟!!
لماذا لاتسجل في برامج الإبتعاث وتحصل على شهادات عليا وتستفيد وتفيد بلدك ؟!!
الحقيقة أنه يؤلمني كثيرا أن أرى أغلب أبناء محافظتي رنية اعلى طموحاتهم هو التسجيل في الوظائف العسكرية
وعندما تأتي المحافل والمناسبات الكبار فتبحث عن الطبيب والمهندس والأستاذ الجامعي والموظف المرموق أو صاحب المنصب لاتجد إلا القلة القلية
وعلى العكس تماماً تكاد ترى جل أبناء القبيلة موظفين في القطاع العسكري ومشتتين في مناطق شتى وقليلي التعليم
هذا والله يحز في الخاطر ويؤلم الواحد منا وهو يرى حال أخوانه ويرى طموحاتهم دون المستوى المأمول
أختتم موضوعي بموقف حصل لي
بعد غياب عن احد أقاربي قابلته في مناسبة عامة ودار بيننا الحديث والكلام وكان صديق الطفولة وكان هذا القريب ممن نلجأ له بعد الله أيام الاختبارات لما علم عنه من جد ومثابره وتفوق وسألته ما حال الدنيا به فشكا لي همومه وأنه لم يكمل دراسته الجامعيه وأنه لم يستطع أن يلتحق بالعسكرية وأنه بحث عن وظائف مدنيه ولم يجد ما يحقق رغباته فبادرني بالسؤال أين تعمل الآن وماحال الدنيا معك
فقلت له الحمد لله فوالدي يمنعنا من التفكير بالوظائف العسكرية نهائيا إلا بعد أن يتخرج الواحد منا من الجامعه
فأنا بعد الثانوية دخلت الجامعه وتخرجت وتوظفت والآن أكمل دراساتي العليا في المساء ووظيفتي في الصباح
فرأيت علامات الحسره باديه على محياه وكيف انه فرط في فرص كانت ثمينه في يديه لولا أنه لم يقتل الطموح والتفوق الذي كان بداخله
المعذره على طول الحديث ولكنها خاطره من غيور إلى كل أخ يقرائها بان يجعل طموحه دائماً عالي ولايلتفت للمعوقات
فلا يوجد بطل وفارس في ساحة المعركة وهو يسير بلباس منمق بل تجد الجراح أخذت منه كل مأخذ
وتذكر أن من طلب العُلى سهِر الليالي