[عالي العلي]

الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
أخي أبا شما ، وابن جراح ، وسائر الإخوة المشاركين في هذه الأطروحة ، والناظرين إليها .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد :
لا أخفيكم أولاً إنني من أكثر الناس تشرباً لمثل هذه الحوارات التي ترتفع فيها درجات الحرارة حتى تكثر أصفارها فنعود ونعشق الصفر الواحد بعدما :
قست القلوب ، وزادت الفرقة ، ونفرت الأبدان والقلوب من بعض ! .
إخواني : مما لا يدفع ولا يستطع أحد دفعه : أن كلام الإخوان السابق فيه خلاف واختلاف ! ، وقد يكون من الشخص الواحد في الكلام الواحد ! ، ومن المستحيل أن يكون الإخوان ( أبو شما ) و ( ابن جراح ) على الباطل المحض ! ، وذلك لأن الباطل المحض جبلت القلوب كافة على النفرة منه ، ولكن قد يكون في الكلام ما هو باطل مزخرف بالحق ! ، وهذه هي آفة كل باطل انتشر بين الناس كما قال تعالى : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) (الأنعام:112) .
وعلى هذا فإنني أعرض نفسي بين الإخوان ( مصلحا وحكماً ) .
فاقبلوا بـ ( الصلح ) أولاً .
ثم انظروا في ( الحكم ) ، فإن قبلتموه وإلاّ فاضربوا به عرض الحائط .
أما الصلح : فإن مما ظهر لي من المشاركات السابقة أنكما رفقة ، وبينكما صحبة ، ولقاءات وجه لوجهٍ ، خاصة وأنكما يجمعكما مسمى ( المراقب العام ) في هذا الملتقى المبارك ، فإذا كان كذلك ، فلا تكون أحدكما عونا للشيطان على الآخر ، حتى وإن قسا الأول في العبارة لا يعني أن يرد الثاني بأقسى منها فإن مقابلة الإساءة بالإحسان من شيما المؤمنين قال تعالى : ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)(آل عمران: 134) ، وقال تعالى : ( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً) (الفرقان:63) .
والله تعالى أمر محمداً صلى الله عليه وسلم بأن يجادل الكفار بالحسنى ، وليس بكيل الشتائم والتعيير ، والتدخل في المقاصد والنوايا .
فحبذا من الأخوين الفاضلين أن يطرحا كل ما سبق من ( حدة ) في الأسلوب وأن يعودا إلى التحاور الذي تكتنفه محبة دين الله والانتصار له .
إذا لقي كلامي هذا من الأخوين فتقبلاً مجلس الحكم في المشاركة التالية .
وقبل السلام أشكر الأخ ( الجربوع ) على نصيحته ، فهي في محلها ، ولا يعني ذلك ذمي المطلق للشيخ الغيور ( أبي شما ) فإن الحق أحيانا يكون لنصرته حرارة ، والأوضاع الراهنة تعذر من توقد في سبيل إنكارها ، ولكن المقام مقام طرح ومناقشة ، ومثل ذلك الرفق واللين فيه في الأصل مطلوب ، و ينتقل إلى طور الغلظة والقسوة إلاّ عند تبدل الحال ، وبغي المخالف كما قال تعالى : ( لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً) (النساء:148) .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .