عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
فايع الفراعنه
عضو هـام
رقم العضوية : 28513
تاريخ التسجيل : 04 - 07 - 2008
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 445 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : فايع الفراعنه is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post مذهب الوهابية ( من اجمل ما قرأت )

كُتب : [ 23 - 04 - 2011 ]

الأمير سلمان في محاضرته في الجامعة الإسلامية,

أعاد التأكيد على خطورة الادعاء بأن السعودية تقوم على (مذهب الوهابية)، وأنه ما يطبق من الإسلام، وهذا تصور غريب خطير
يسعى إلى ضرب الشرعية التي قامت عليها الدولة، عبر التهيئة الفكرية والسياسية للإيهام بأن إسلام أهل السنة والجماعة لا يطبق في السعودية، بل ما يتبع هو مذهب خاص. هذا تصور خطير، والأخطر أن يتم التساهل مع مصادره ومغذيه ومروجيه.

يقول الأمير سلمان: "ولا شك أن قيام الدولة السعودية الأولى وانتشارها الواسع في شبه الجزيرة العربية ونجاحها في إرساء الاستقرار والأمن والحكم الرشيد أدى إلى النقمة عليها، لذا بدأ البعض بإطلاق مصطلح (الوهابية) على تلك الدعوة لتنفير المسلمين من هذه الدولة ومبادئها الصحيحة".

ورغم أن هذه حقيقة عرفها كل من درس بحيادية تاريخ الدعوة التي جاء بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وبالتالي ظل التعايش مع هذه الحقيقة لفترة طويلة، حتى جاءت أحداث 11 سبتمبر، وهنا تم إحياء الهجوم على الوهابية وتلبيسها ما هو خارج عن سياقها، وقاد الهجوم على الدعوة السلفية المحافظون الجدد في أمريكا الذين لهم مشروعهم في الشرق الأوسط، ودخل معهم في الهجوم الأعداء التقليديون من أصحاب الطرق والبدع المنحرفة عن مسار أهل السنة والجماعة، وهؤلاء معروف أنهم في عداء مع الإسلام منذ عصوره الأولى.

ولذلك, فالأمير سلمان كان على حق عندما دعا من لديهم بعض اللبس إلى "العودة إلى تراث الشيخ محمد بن عبد الوهاب والبحث في ثناياه عن أي شيء يخالف الكتاب والسنة النبوية المطهرة، ولن يجدوه. أين الجديد أو الاختراع في هذه الدعوة حتى يطلقوا عليها أشنع الألقاب والصفات ويصموها بأنها تتضمن أشياء غريبة خارجة عن الدين الإسلامي".

والأمير سلمان يقدم دعوة علمية منهجية, أي دعوة للبحث والدرس، وقال ذلك وهو مطمئن بأن دعوة الشيخ محمد لو كانت جذورها خارج سياق الإسلام لما ترعرعت هذه العقود الطويلة، وبقيت مجددة لروح الدولة والمجتمع لأكثر من قرنين، فهي التي قادت روح الكفاح الاجتماعي لتأسيس الدولة وأعطت الشرعية السياسية لتوحيد المملكة ونقلت التجمعات السكانية المتحاربة والمتناحرة لتكون المكون الأساسي لدولة موحدة تستثمر موروثها الطويل في تكريس ثوابت المواطنة وهوية الشعب الواحد.

ستظل الدعوة الوهابية في متناول الباحثين عن الإساءة للإسلام أو الإساءة للمملكة كحكومة وكشعب، هذا قدرنا، وإذا ظل العالم الإسلامي مستهدفا بالهيمنة من القوى العظمى، والمملكة مستهدفة أيضا من القوى الإقليمية الطامعة مثل إيران، فعلينا أن نتوقع الهجوم على الإسلام وعلى نماذجه الناجحة. فالمملكة أقامت وحدة تستمد مصادر تأسيسها من القرآن والسنة، وهذه الوحدة ستظل قائمة ومتجددة بحول الله، لتقدم النموذج الحي المتطور الذي يأخذ من المدنية بمظاهرها الحديثة ما هو ضروري لحياتنا ، ومع الالتزام بثوابت الدين والأخلاق، والملك عبد العزيز ــــ رحمه الله ــــ كان زعيما سياسيا ومصلحا مدنيا واجتماعيا، وهذه من مقومات الزعامة الأساسية التي مكنته من إرساء الوحدة الوطنية على قواعد منهجية تعترف بسنة الله في خلقه.. وتراعي ظروف المجتمعات وطبيعة التحولات التي سوف تواجهها.

الملك عبد العزيز ـــ رحمه الله ـــ بما عرف عنه من ذكاء فطري وحنكة سياسية وإخلاص لمشروعه .. لو عرف أن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بعدما قيل فيها لم تكن تستند إلى ثوابت الدين وأصوله، فهل يستمر في تبني ما دعت إليه ويمضي في الدفاع عنها؟

الأمير سلمان في محاضرته ذكر أن الملك عبد العزيز كانت لديه القناعة التامة بأن الشيخ محمد بن عبد الوهاب لم يأت بجديد.. ونقل أن الملك عبد العزيز "قال ــــ رحمه الله ـــ كما جاء في صحيفة أم القرى: يسموننا الوهابيين، ويسمون مذهبنا بالوهابي باعتبار أنه مذهب خاص، وهذا خطأ فاحش نشأ عن الدعايات الكاذبة التي كان يبثها أهل الأغراض .. نحن لسنا أصحاب مذهب جديد، أو عقيدة جديدة، ولم يأت محمد بن عبد الوهاب بالجديد، فعقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله، وما كان عليه السلف الصالح، ونحن نحترم الأئمة الأربعة، لا فرق عندنا بين مالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة".

الملك عبد العزيز ـــ رحمه الله ـــ كان مدركا مدى الثوابت التي هو عليها، وهذا ما يجب أن نطمئن إليه الآن، فكما كان هناك الأعداء للدولة السعودية منذ قيامها، سيبقى هناك من يعادوننا وهذه سنة الحياة، وهؤلاء لا يجدون بالطبع أفضل من الهجوم على مرتكز الوحدة وأساسها.. أي: الدين! وكما كان الملك عبد العزيز يقارع الحجة بالحجة ويقدم البراهين ويقدم المنجزات على أرض الواقع, علينا أن نأخذ هذا المسار لنحصن الوحدة بالمنجزات التي تعمِّر الأرض وتفيد الناس .. وهذا الأهم.




رد مع اقتباس