عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
البدر
وسام التميز
رقم العضوية : 15
تاريخ التسجيل : 12 - 04 - 2003
الدولة :
العمر : 48
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,656 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : البدر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
الطفل النابغة وحال التعليم العربي

كُتب : [ 12 - 09 - 2004 ]




وقف طفل مصري لم يكمل الحادية عشرة أمام موظفة شركة مصر للطيران بالإسكندرية وطلب منها تذكرة سفر إلى كندا، فسألته الموظفة عن الباسبور فقال لها: هو ده يا طنط، وقلبت طنط أوراق جواز السفر فوجدته خاصا بأم الطفل ووجدت اسمه مضافا إلى الجواز فسألته مسافر لوحدك قال: آآآآ!! عندك فيزا دخول كندا؟ قال: فيزا يعني إيه؟ طب فين فلوس التذكرة؟ هنا وضع الطفل أمامها رزمة تحوي ثلاثة آلاف جنيه (لم يكن الجنيه المصري وقتها قد تعلم العوم ولهذا فقد كان قوي البنية)، هنا نسيت الموظفة التوجيهات التي تقضي بأن تعيد للزبون نقوده وجواز سفره لأنه لا يملك تأشيرة دخول إلى كندا وتقول له: أدينا عرض كتافك، فقد استيقظت فيها غريزة الأمومة التي تتمتع بها كل أنثى حتى لو كانت في الرابعة من العمر وسألته: أنت في سنة كام يا شاطر؟ فقال إنه في الصف الخامس!! عايز تروح كندا ليه؟ عايز أدرس هناك!! طب ليه ما تدرسش هنا؟.. الله يخليكي يا طنط أديني التذكرة،.. مش عايز أدرس هنا.. أصلهم بيضربونا ويشتمونا لو ما حفظناش الدروس!! ماما عارفة إنك مسافر؟ في الحقيقة هي ما بتعرفش أوي.. يعني حتعرف لأني سبت رسالة في البيت بقول لها باي باي وأوعدها بأني حارسل لها جواب كل يوم،.. ثم واصل تزويد طنط مصر للطيران بتفاصيل ما حدث: ماما طلعت الشغل قمت شلت الباسبور ولقيت في الدولاب فلوس كتيرة وخدتها عشان أروح كندا.. بيقولوا مدارسها حلوة وما بيضربوش فيها العيال".
بعبارة أخرى فإن هذا الطفل المصري "نابغة"، وعرف وهو في تلك السن الغضة أن التعليم في بلده فيه الكثير من "التأليم"، ولم يفكر في الهرب إلى الشوارع أو إلى بعض أقاربه في مدينة أو قرية أخرى، بل قرر الذهاب إلى بلد آخر يتلقى فيه تعليما حقيقيا.. ومن المهم أن ننتبه إلى أنه ينتمي إلى أقلية ضئيلة العدد تسافر إلى الغرب ليس بغرض الصرمحة والصياعة كما يفعل كثيرون ممن يطلبون "اللجوء السياسي" هناك، بل للحصول على اللجوء الدراسي... ووصفت الطفل بالنابغة، لأنه وبعبارات قصيرة مكثفة قال في إدانة لنظامنا التعليمي ما عجز عن قوله خبراء اليونسكو وجيوش الموجهين التربويين وخبراء المناهج.. طفل ذكي يريد استخدام عقله ويريد أن يعرف لماذا مناخ البحر الأبيض المتوسط حار جاف صيفا دافئ ممطر شتاء، دون أن يقول له المدرس: مش شغلك يا حمار..هي كده وبس! ويريد أن يعرف ما معنى أن الماء يتكون من عنصرين من الهيدروجين وعنصر واحد من الأوكسجين وهل سيتحول الماء إلى قنبلة هيدروجينية لو وضعنا فيه خمسة عناصر هيدروجين إضافية! باختصار أدرك النابغة المصري أنه كان في مدرسة لتربية الببغاوات وأدرك أنه آدمي ينبغي أن يكون في مدرسة لبني البشر... .....


مقال جميل للكاتب السوداني جعفر عباس


رد مع اقتباس