عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 18 )
كلي مشاعر
عضو مميز
رقم العضوية : 1504
تاريخ التسجيل : 12 - 09 - 2004
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : EVERYWHERE
عدد المشاركات : 521 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : كلي مشاعر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : ( ذكريات مجاهد ، واعترافات إنسان ، الحقيقة من الألف إلى الياء ) ؟؟

كُتب : [ 02 - 10 - 2004 ]

(( 13 ))

مرحباً بكم من جديد ...

عروة الطائفي .... أو لنقل هاني الطويرقي ... المعروف بـ هاني حنجور ...
والذي أبصرنا جميعاً شريط أسامة ابن لادن يثني عليه وعلى حبه للشهادة ؟ ومن ثم رأينا صورته عبر قناة الجزيرة حينما بدأ ابن لادن يعدهم واحداً بعد الآخر ...

عروة الطائفي الذي ضرب بالطائرة في وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون هو ومن معه من معاونيه ...

عروة الطائفي ... رجل نحيل الجسم شديد البأس وقوي التحمل ، كثير المزاح والمشاكسات لمن حوله ومن معه ، حركي لا تكاد تجده يستقر في مكان واحد سويعات ، يحب معرفة كل شيء من حوله ، ذو عقلية جيدة ، نبه فطن ، تحس أن في داخله طاقة كبيرة يريد تفريغها ...

كنت قبل أن أعرفه حينها في المعسكر في الأسفل لا أعلم ما يدور في سفح الجبل المجاور من الجهة الجنوبية وماذا كان هناك من تدريبات أو أشخاص أو حتى سلاح فكل ما نعرفه عنهم مجرد لقاءات عابرة قليلة التكرار ...

في سفح الجبل الدورة المتقدمة الأخيرة التي لا يكاد يصل إليها إلا من كابد الصبر وذاق المرارة تلو المرارة والألم تلو الألم ، فلم تكن التجربة مجرد دورة على سلاح أو على قدرات معينة معروفة وكنا نجهل فعلاً ما هي طبيعة الدورة ...

اتضح لي ذلك جلياً ، بعد أن انتهيت من فترة التدريب في معسكر الفاروق في الأسفل ومن ثم انتقلت على ضفة الهضبة في المعسكر من الجهة الشمالية ، حيث انتقلنا إلى دورة مدافع الهاون لمدة إسبوعين متتاليين ...

كان المدرب أبو محمد المغربي ، وكانت الدورة أكثرها نظرية ، حيث تعتمد على الشرح أكثر من التطبيق العملي ، وكانت دراسة المسافات والتام والمليم في هذه الدورة يعتمد كثيراً على مادة الرياضيات والحساب ، فليس من السهل أن تحدد مسافة الهدف دون فهم دقيق للتام والمليم في تحديد اتجاه وارتفاع أو انخفاض هذا المدفع الذي يأتي بأحجام عدة أو بعدك عن الهدف المقصود التي تريد استهدافه...

دورة المدافع كانت حافلة بالإثارة كونها سلاح قوي ومؤثر وفاعل في أي معركة ، وسلاح الهاون بالتحديد يتواجد في أرض المعركة بكثرة ومنتشر في أفغانستان كثيراً ، ويأتي حتى بحجم الاستعمال الفردي الصغير ، وهذا الصغير غالباً ما يستخدمه ما يسمى بفرقة الكامندوز حيث يستطيع تثبيته على صدره وهو اقف ومن ثم يرمي بالقذيفة منه وقد حدد مسافة الهدف وكل ما تعلمه في هذا السلاح ..

وهذا السلاح إذا كان من الحجم الكبير فيفضل حفر حفرة له في الأرض كخندق للمدفع على شكل دائري أو مربع ، كي لا يكتشف مكانه عند القذف به على هدف في أرض العدو ، وهو سهل النقل فهو عبارة عن سبطانة بشكل ماصورة كبيرة حديدية تثبت على قاعدة حديدية أيضاً وتمسكها قدمان ومن ثم يسهل رفعها وإنزالها حسب الهدف بسهولة من ماسك يدوي يدور ...

بعد انتهاء الدروس النظرية ، على هذا المدفع ومن ثم على قذائفه مختلفة الحجم ، وكانت قذائف هاون بعضها من صنع مصري وبعضها من صنع باكستاني وبعضها من صنع روسي ...
بدأنا التطبيق العملي على قذائف الهاون بذخيرة غير منفجرة ، أي ننزع الرأس المتفجر ونكتفي بالصاعق الذي يتسبب في أطلاق القذيفة فقط ..

وفعلاً بدأنا الرمي بعد تحديد الهدف ونصب المدافع في الأماكن المحددة وبعد دراسة البعد والمسافة وبعد تحديد التام والمليم ، ومن ثم الإطلاق على الهدف ، وكانت تجربة مثيرة للغاية تشعرك بأنك تعلمت شيء مختلف ومؤثر وفاعل ...

انتهت الدورة ومن ثم تم تخيير البعض بين الدخول إلى أرض المعركة في الجبهات أو الرباط في أراض محررة قريبة من صفوف القتال ، أو الاستمرارية في اكتساب مهارات أكثر أو الانتقال إلى أي معسكر آخر ، أو الرجوع إلى باكستان ، وكان الخيار الأخير أن يتم الالتحاق بالدورة المتقدمة والنهائية في المعسكر في أعلى الجبل هو اختيار البعض منا ..

رجع من رجع وذهب من ذهب ، ولم يبقى إلا اثنين وأنا قد اخترنا الصعود إلى الجبل والالتحاق بمن هم هناك نسمعهم ولا نراهم إلا ما ندر ، دفعني إلى هذه الدورة الفضول في الحقيقة وحب الإطلاع أكثر من كونها شجاعة ورغبة في الازدياد من التدريبات ، فرغبتي كانت شديدة في خوض التجربة ، وخاصة أنني سمعت من البعض بين همز ولمز وتخمينات أنها متعبة ولكنها ممتعة وعجيبة ..

أمرنا المدرب أن نرتاح يوماً بعد دورة المدافع ومن ثم الصعود للأعلى ، وفي هذا اليوم الذي أعطينا إياه للراحة وفي وقت قبيل العصر ، سمعنا صيحات تقول ( جهاد ، قوة ، عزة ، نصر ، جهاد قوة عزة نصر ، سبيلنا سبيلنا الجهاد الجهاد ) وهكذا صيحات يضج بها الجبل الأعلى وكأن تم من أناس يقتربون من النزول من هناك ...

وفعلاً كانت مجموعة الجبل قد نزلت للأسفل كي تشق طريق الجبال الشمالي كما تفعل أحياناً، وكان الجميع قد لطخ وجهه بالطين وجسمه كذلك وخوذات عليها مثل ورق الأشجار ، وكأننا نبصر ما كنا نبصره ونحن صغار على شاشات التلفزة من أفلام الحروب والمعارك ..

الكل منهم قد حمل سلاحه ، أسلحة متعددة ومتنوعة ، وشقوا الطريق وجميعنا ننظر إلى هذا الموقف المهيب عبر هؤلاء الرجال الذين كأنهم في قاعدة عسكرية فعلاً
..
تجد فيهم الصمود والحماس والقوة رغم أثر الإجهاد عليهم والتعب والنصب ، وما زالت أصواتهم تتعالى (جهاد ، قوة ، عزة ، نصر ، جهاد قوة عزة نصر ، سبيلنا سبيلنا الجهاد الجهاد ) ... حتى وصلوا إلى أرض المعسكر شاقين الطريق من أمامنا وأقدامهم تضرب في الأرض بقوة ..

قلت في نفسي حينها غداً أعرف ماذا هناك في سفح الجبل ، ربما لن أستطيع أن أصبر على مثل هذه التدريبات ولكنني سوف أحاول أن أصبر حتى أعلم الخبر وأفهم الخطب وكل ما يجري فلعلي أستفيد شيئاً جديداً ، وعلى أقل تقدير أتحمل حتى أنهل أكثر ما أستطيع من تعلم في هذا المجال ...

كان يوم راحة لنا بالطبع بعد دورة مثيرة وما زلت حينها أنتظر مزيداً من الإثارة الممزوجة بمشقة لا شك في حدوثها..

أتى الليل وما زلت أفكر في يوم غد كيف سيكون ، لا أعرف من هؤلاء أحد سوى ببسمة أو بكلمة أو بسلام فقط ، وربما تبادلنا الحديث مع بعضهم في نزولهم يوم الجمعة للصلاة ومن أجل المرور فقط أو في مسيرات يوم الخميس أحياناً ، ولم يكن عندهم لنا جواب كافي لأي سؤال فالسرية كانت كبيرة ومستحكمة من الجميع ...

طرحت جسدي على فراشي وقلت لصاحبي الذي بجانبي : ما رأيك هل سنستطيع الصمود في الأعلى ، فبدأنا نبتسم وقال لي أنا لا أعتقد أننا سنصبر أكثر من أسبوع ، فقلت هذا شيء جيد إن صبرنا أسبوع ، وتبادلنا أطراف الحديث والمزاح ...

لم يكن النوم حينها ليأتي ويسكت التخيلات ويقضي على الظنون إلا متأخراً قبيل الفجر ، صلينا الفجر ومن ثم عدنا نجهز حقائبنا وفرشنا للرحيل إلى قمة الجبل في الشطر الثاني من المعسكر في الأعلى على ضفة النهر من الناحية الجنوبية ..

جمعنا أنا واثنين من الأصدقاء ممن قررنا أن نستمر ونواصل التدريبات ، ومن ثم أتى رئيس المعسكر أبو عبدالرحمن المصري وكعادته تبسم ثم تجهم وصمت لوهلة وقال : شباب كيف أنتم مستعدون ، قلنا إن شاء الله ونحن متبسمون وكأننا نقول سنفترق الآن ونلتقي بعد قليل مستسلمين لا تستعجل ...

يتبع ( 14 )


رد مع اقتباس