عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 20 )
كلي مشاعر
عضو مميز
رقم العضوية : 1504
تاريخ التسجيل : 12 - 09 - 2004
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : EVERYWHERE
عدد المشاركات : 521 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : كلي مشاعر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : ( ذكريات مجاهد ، واعترافات إنسان ، الحقيقة من الألف إلى الياء ) ؟؟

كُتب : [ 02 - 10 - 2004 ]

(( 15 ))

كانت ليلة حافلة بالأنس والسمر حيث استأذنا من مدير المعسكر أن نسهر تلك الليلة في خندقنا وأن لا يوكلون إلينا حراسة المعسكر ، وفعل تقديراً منه رغم رفضه ابتداءً وكان عروة قد عرفنا حينها على شخصه أن اسمه هاني وأنه من الطائف وأعطانا عنوانه في الطائف وهاتفه وقال لعلنا إن لم يكتب الله له الشهادة أن نلتقي في الطائف ..

افترقنا في صبيحة ذلك اليوم ، ومرت الأيام وانقضت وتخرجنا من هذه الدورة ونحن نتذاكر قولنا أننا لن نستطيع ، عندها نزلنا في الأسفل كي نخبر المدرب بكل نية يقصدها شخص منا وتفرقنا كل ذهب إلى مقصده ، فواحد قصد الجبهة وآخر منا من قصد الرباط في أرض المعركة ومنا من ذهب إلى السعودية وهو واحد فتفرقنا نحن الثلاثة بعد حياة كان الفراق بعدها صعباً .......

بالطبع كانت مخالطتنا للمتدربين من الجزائر ومصر وسوريا وليبيا مؤلمة وكأن القوم قد أجمعوا حقدهم على أرض ما يسمونها بأرض الجزيرة ، فما أكثر أن يرغون ويزبدون في الكلمات بالتشكيك في مصداقية علماءنا ودعاتنا ، وما أكثر ما يتفاءلون بالشباب الكثير الذي تدرب في أفغانستان من الجزيرة أنهم سيغيرون المعادلة ويقيمون كما يقولون أرض الخلافة الإسلامية في جزيرة العرب وتعود الإمارة للمؤمنين ووو..

وكنا ما أكثر أن نمزج بين الاستغراب والصمت والمحاباة أمام هذه الصور ضعفاً لعلمنا وصغراً لسني أنا بالذات أمام هؤلاء الأشخاص ، والخوف تارة فلربما تبدي رأياً مخالفاً فيحقد عليك شخص يتهمك بولاء الكفار أو البراء من الجهاد فيتهمك بأنك عميل أو جاسوس فتذهب في خير كان لا سمح الله ، فما أكثر من يتهور من هؤلاء وتدفعه الحماسة لتحقيق أمر هو يراه قربة إلى الله وما هو إلا تهور وجنون وستأتي بعض المواقف تثبت ذلك في قتل قادة وأناس بعضهم البعض ..

مرت الأيام وانقضت الأشهر وسقطت جلال آباد ومن بعدها سلمت كابل وعدت إلى السعودية بعد نشوب الفتنة بين القادة بأشهر قليلة ..

قضيت قرابة ثلاثة إلى أربعة أشهر في المدينة التي أسكنها ومن ثم ذهبت إلى بيت الله الحرام قاصداً العمرة ومن ثم زرت الشباب في مكة ممن كانوا معنا في المعسكر ، وفرحنا باللقاء وسعدنا بهذه اللحظات وتذكرنا عروة ، اتصلنا عليه في الطائف فقيل لنا أنه موجود ولكن في الخارج ، وأخبرناهم أن يخبرونه أن يتصل علينا في بيت أحد الشباب ، وما هي إلا سويعات حتى اتصل عروة وطلبنا منه النزول لمكة فقال بل تأتون إلى الطائف ..

ذهبنا إلى الطائف وقابلنا عروة في منزله وما شاء الله هو ابن أسرة غنية ووالده عنده من الخير ما كتب الله له ، وجلسنا سوياً نضحك ونتذكر أيام المعسكرات والتدريب والمواقف الصعبة منها والطريف ، وما أسرع أن انقضت تلك الليلة بسرعة عجيبة .

عدت من مكة إلى منطقتي ومن ثم انشغلنا كل بدنياه ، ومرت قرابة سنة ونصف لم أرى عروة ، ولكن رأيت الشباب من مكة حيث زاروني في منطقة أنا أسكنها ومن ثم تجاذبنا أطرف الحديث والسمر والذكريات ..
رجعوا الشباب بعد قضاء أيام عندي في نفس المدينة التي أسكنها ، وغادروا إلى مكة ومن ثم انشغلت أنا بدراستي حيث أنني عدت إلى الدراسة من جديد ، مضت الأيام تلو الأيام والأشهر تلو الأشهر لا نرى بعضاً ولكن لنا اتصالات متقطعة ...

وسبحان الله في ذات يوم تذكرت الشباب في مكة واتصلت عليهم فقلت ما أخباركم فقالوا لي نحمد الله وهكذا ..فسألت عن عروة فقالوا لي والله نتصل عليه ولكن دائماً أهله يقولون ليس بموجود ليس بموجود ، وزرناه في الطائف مرة ولكن أيضاً يقولون ليس بموجود ..

تبين مستقبلاً وتأكد أن عروة تغير حاله وتبدل وضعه وركن إلى الدنيا وفتن بها والقلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء ، حاولنا الاتصال به مراراً دون فائدة ، فأهله دائماً يقولون ليس بموجود ، وهكذا حتى يئسنا من أن نجده ...

وسبحان الله هذا عهدي به إلى أن أبصرت وأنا خارج السعودية صورته على شاشات التلفزة وهي تقول عروة هاني حنجور الذي كان في عملية ضرب مبنى وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون ...

هالني الموقف ولم أصدق كيف هذا التحول من مئة درجة وكيف وصل إلى هذا الفكر ومن جنده لهذه العملية بعد عودته للسعودية وكيف استطاع أن يسيطر على نفسه بعد فتوره ويتقبل الأمر ، وكيف غادر إلى أمريكا ودرس الطيران وتعلم كل هذا ؟؟؟

كلها أسئلة تبقى غائبة في طيات القدر ، ولكن لا شك أنها مرحلة خطيرة تتحول بالإنسان بين ليلة وضحاها تكلف الكثير ، ولكن هل كانت العملية في غياب تام عن علم السي آي إيه الأمريكية ، هذا ما لا يتوقعه أحد ، فقد كان شائعاً في أفغانستان رائحة تفوح عن هذه العملية وأعلم من حدثني من طلاب بعض المشايخ أن الشيخ فلان عنده خبر قبل ضربة واشنطن ونييورك بيوم واحد أن تم من ضربة قوية ستحدث في أمريكا ، وعلم بها في السعودية البعض قرب تنفيذها ولكن أين ومتى بالتحديد الدقيق ومن هم من ينفذونها ، لا أحد يعلم إلا أن أسامة ابن لادن هو اليد التي عرف أن لها القدم في هذا الأمر ، والسؤال الذي يطرح نفسه أهناك شك في أن هؤلاء الشباب قد غرر بهم تحت مسمع وإبصار من إدارة واشنطن ، هل كانت خطة مرسومة بأيدي ابن لادن وبمباركة أمريكا دفع ثمنها شباب من وطننا الغالي ، لا شك أن الخبر إذا وصل إلى أناس في السعودية بهذه الضربة أنه لن يخفى على الإدارة الأمريكية التي لها العملاء في كل مكان ولها من الطرق التكنلوجية في تتبع الأخبار والاتصالات ما يفوق الوصف ؟؟

الأيام حبلى بالأخبار وإن غداً لناظره قريب والتاريخ لن يغيب عليه شيء ؟؟؟ ويا ترى يبقى السؤال قائماً : التفجيرات الأمريكية من التي ورائها من الأيدي الخفية ؟؟ لا شك أنها أيدي استطاعة أن تستدرج هؤلاء الشباب وتفتح لهم المجال كي يفعلون فعلتهم ومن ثم تقوم الإدارة الأمريكية بما تريده في هذا العالم ، والعاقل المتتبع للأحداث المتتالية بعد أحدا ( 11 أيلول ) لا يتبادر إليه شك أن الحدث كان ينتظر من قبل أعداء الإسلام ومطبوخ على نار هادئة ، ومن ثم خرج ابن لادن عبر الشاشات يبارك عملية لست أدري أنه قد علم أم لا يعلم أنه استدرج من خلالها وضحك عليه فيها ، وكانت عملية واضحة المعالم بما لا يدع مجالاً للشك أن أبناء وطننا قد تم استغلالهم على حين جهل في الدين كي ينفذون عملية لم تكن ثمارها يانعة مستغلاً ابن لادن حماسهم واندفاعهم الذي خالطه جهل في مفهوم الإسلام ، عملية هدمت دولتين من دول الإسلام أفغانستان والعراق ، وعملية جففت الكثير من منابع الدعوة إلى الله في العالم وقضت على الكثير الكثير من مد وانتشار الإسلام في أمريكا وأوروبا ، بل وقيضت دور دول الإسلام السياسي والاقتصادي وفتحت الباب لسفك مزيد من دماء المسلمين بحجة مكافحة الإرهاب ...

فهل من عاقل يبارك فعل رجل قدم للعدو على طبق من ذهب مفتاح حرب على الإسلام والمسلمين ، إنها مقايضة خاسرة لا ريب ، ونحن دفعنا ضريبة ذلك غالياً وما زلنا ندفع وسندفع .

ونصيحتي للأحبة أن نتسلح بسلاح العلم الشرعي وأن نلتف حول العلماء المخلصين الصادقين من الراسخين في العلم ، وأن لا نقدم على أمر ليس فيه من دليل لنا مسوغ إلا الحماس والاندفاع باسم حب الدين والعاطفة على ما يحصل للمسلمين ، إننا بحاجة ماسة للغاية إلى فهم الواقع والتسديد والمقاربة ، وتقديم درء المفاسد على جلب المصالح وأن ندرك أن الإسلام ينتشر بالتي هي أحسن والحكمة والموعظة لا بالسلاح والقتل والكراهية ، نحن أمة دعوة خير لا دعاة قتل ولا سفك دماء ولا تكفير ولا تضليل ... يجب أن لا نغتر بالشعارات الرنانة والألقاب اللامعة ...

ثم من منا لا يحب الجهاد في سبيل الله ولا يريد الشهادة ونيل شرفها ، كلنا ذاك الذي يؤمن بذروة سنام الإسلام ، ولكن يجب أن لا نقدم على أمور مخالفة للدين باسم الجهاد وطلب الشهادة وما هي إلا عنف وفتن لا يعلم نهايتها ...
نسأل الله صلاح الأمة .

للحديث بقية من حب ....... تحياتي

يتبع ( 16 )


رد مع اقتباس