عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 24 )
كلي مشاعر
عضو مميز
رقم العضوية : 1504
تاريخ التسجيل : 12 - 09 - 2004
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : EVERYWHERE
عدد المشاركات : 521 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : كلي مشاعر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : ( ذكريات مجاهد ، واعترافات إنسان ، الحقيقة من الألف إلى الياء ) ؟؟

كُتب : [ 02 - 10 - 2004 ]

(( 19 ))

وحول سؤال هام هل كل من ذهب إلى أفغانستان كان يريد الجهاد ؟؟ أو الإعداد

بالطبع الجواب لا ؟؟ فقد رأيت الكثير من الشباب وخاصة ممن كانوا في سن الشباب من المراهقة في تلك الفترة ، قد ذهبوا لكثرة ما سمعوه عن الشباب الذاهب إلى هناك والعائد من تلك الأرض الغائبة الحاضرة التي صورها لنا علماؤنا بأنها أرض الخلافة القادمة ، نعم ذهبوا لكثرة ما سمعوه وأبصروه من مكانة لهؤلاء الشباب إذا عادوا من هناك في قلوب من حولهم بأنهم الأشاوس الأبطال الذين خاضوا غمار المعارك وسطروا الأساطير بجلدهم وصبرهم وجأشهم وتضحياتهم ...

نعم ذهبوا وهم يبصرون من عاد يلبس اللبس الأفغاني والقبعة الأفغانية في الرحلات وفي الطلعات وحتى في أوقات ممارسة الرياضة في المراكز الصيفية والمخيمات المدرسية والجامعية ، بل وصل الحال أن نبصرهم يلبسون السديرية العسكرية على الملابس السعودية حتى بدت تلك الصور تفتح شهية الكثيرين من الشباب للذهاب ...

وحقيقة الأمر أن الكثيرين ممن ذهبوا ربما ذهب إما لهروب من واقعه لفشله في الحياة الدراسية التي بدت تسبب هاجساً له وملل كبير ، أو لبقائه فترة طويلة دون عمل ولا شاغل يشغله ، أو فعلاً قد ضحى بدراسته ووظيفته ولكن ما أسرع أن عاد بعدما فوجئ بأن ما سمعه وأبصره ليس الذي أمل أن يراه ، وأن من رأى فعلاً ليس كمن سمع ...وهذه حقيقة مؤلمة يجب أن نعترف بها رغم كونها قاسية ..

نعم لا تستغرب يوم أن تجد البعض قد وجد نفسه أمام واقع أليم وهو أنه ضحى بوظيفته أو دراسته أو أسرته أوبره بوالديه أو حتى مجتمعه ، وترك أشياء جميلة وواعدة في بلده من أجل لا شيء يذكر ( كمن يقول هذا الزحام لا شيء ) ..
فتجد البعض ممن صدموا بحقيقة كانت غائبة ، قد جلس في بيت الأنصار فترة طويلة في باكستان حتى أتاه الأمر أن لا يطيل البقاء أكثر من ذلك ، ومن ثم خرج يتنقل من مدينة لمدينة ومن سوق لسوق ومن مطعم لآخر وكأنه سائح أتى للنزهة ولكن يا لها من نزهة كالحة السواد يوم أن استغل فيها أموا المسلمين ...

والبعض وللأسف تجده يذهب لمعسكرات تدريب هي بمثابة مراكز للتسلية حيث لا قوانين صارمة تديرها ولا مدربين أشداء فيها ، ولا نظام يذكر على المتدرب وما أكثر من يهوون هذه المعسكرات والتي وللأسف خان القائمين عليها الأمانة ، أمانة تدريب هؤلاء وإعدادهم وتربيتهم التربية السليمة الحقة بحجة أنهم يكتفون ببعض الإعداد على بعض الأسلحة التي تمكنهم من الدفاع عن أنفسهم ..

فهؤلاء يذهبون إلى هذه المعسكرات المتراخية حتى تنقضي مدة يكتفي بها البعض أن يقال عنه أنه شجاع ذو بأس وأنه ذلك الجهبذ الذي خاض غمار الجهاد واغبرت قدماه في سبيل الله ، ومنهم من قد أخذ معه ما أحذ من بعض الصور مع تلك الدبابة أو المدرعة أو السلاح في مراكز التدريب كي يبدو للبعض ذلك الفارس الذي خاض غمار المعركة الشرسة وكي يثبت للناس إذا رجع أنه فعلاً كذلك ، وما هو إلا قابع في معسكرات تدريب هي أشبه بالمدارس الأهلية التي لا رقابة عليها ... والكثيرون ممن ذهبوا هذه المعسكرات يرفضون دخول الجبهات بحجة أنهم أتوا للإعداد فقط وما صدقوا ، وما هم إلا أصلاً لم يعدون العدة الحقيقية للقتال التي تمكنهم من خوض التجربة بثقة كاملة ...

يعودون هؤلاء إلى البلاد وكأنهم أولئك الذين فعلوا ما عجز الكثيرون عن فعله ويكون لهم الموقع الكبير بين محبيهم من الأهل والأصدقاء ، فيبصرهم من حولهم من الشباب فيتحمسون للذهاب بحثاً عن مثل هذه الأضواء التي ما أسرع أن تنتهي وتبدي الصورة الحقيقية لأمثال هؤلاء أنهم ليس إلا كما ذهبوا عادوا ...غير أنهم أصبحوا عبئ على المسلمين هناك وصرفوا من الأموال ما يسد حاجة بعض أهل الجوع والفقر من المسلمين في أفغانستان ممن هم أولى بهذه الأموال ..

نعم فأمثال هؤلاء لا شك أنهم صرفوا أموالاً على حساب أهل الخير ونادراً ما تكون على حسابهم الخاص ، وأخذوا أماكن كانت شاغرة في المعسكرات ، وأكلوا ولبسوا من أموال المسلمين وللأسف الشديد ...ولا تستغرب بعودة بعضهم إلى السعودية وقد حمل حقائب وكأنه أتى من مهرجان تسوق ؟؟ فلم يبقي في أسواق باكستان شيء إلا وحمل منه ما يسد رغبته ...

لست أنكر أنه يوجد كثيرين صادقين وأهل جهاد وفضل وعلم وإدراك على بصيرة غير أن هؤلاء أقوياء تجدهم في معسكرات تعد الفرد إعداداً صحيحاً وتخرج رجالاً لا أشباه رجال ، أو تجدهم يطلبون الرباط في أماكن من ساحات القتال محررة كي يحرسونها أشهر عدة في أجواء صعبة وغير مريحة البتة أو في ميادين القتال ...

يوجد الكثير ممن لم يحسنون التصرف وكانت بيشاور وحياة أباد وإسلام أباد ملاذاً لهم في الأسواق والمطاعم والمتنزهات ، وأهليهم يحسبونهم أولئك الذين رفعوا الرأس وذبوا عن عرض الأمة وما هم إلا ضباع وللأسف الشديد ، وما أسرع أن عادوا إلى المملكة حتى مضى وقت قليل ووجدناهم غير فاعلين في مجتمعاتهم ولا مؤثرين وللأسف الشديد وربما كان الفشل سبباً كبيراً لتعرضهم إلى التغرير بهم والإغراء حيث وصل بعم الحال في دنياهم إلى باب مسدود .

للحديث بقية من نبض ........ شكراً لمتابعتكم...


رد مع اقتباس