عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 28 )
كلي مشاعر
عضو مميز
رقم العضوية : 1504
تاريخ التسجيل : 12 - 09 - 2004
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : EVERYWHERE
عدد المشاركات : 521 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : كلي مشاعر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : ( ذكريات مجاهد ، واعترافات إنسان ، الحقيقة من الألف إلى الياء ) ؟؟

كُتب : [ 07 - 10 - 2004 ]

(( 23 ))

مرحباً بكم من جديد وشكراً لكل المتابعين ...

سوف آخذ مقتطعاً من الوقت كي نقف مع أبو سليمان المكي ، والذي أبصرناه جميعاً على شاشات التلفزيون وهو جالس بجانب أسامة أبن لادن وهو يبارك ضربات (11 أيلول ) ويثني عليه ويقول أن الحاضرة والبادية تدعو له في بلاد الحرمين الشريفين ..

الشيخ أبو سليمان المكي لا ريب أنه طالب علم جيد ومتمكن وخاصة في فقه الجهاد وفي السيرة وفي أسلوب الوعظ المؤثر ، فهو رجل ما أن تدخل عليه مجلسه في بيته وهو على عربته إلا وتذكر الله سبحانه وتعل على نور في وجهه ولسان لا يفتأ من ذكر الله وشكره ..

أبو سليمان المكي لن أتطرق لمولده وتفاصيل بطاقته الشخصية ، فالصحف لم تبقي على ذلك من شيء ، وشرحت ما يخص الشيخ كونه كشخص بتفصيل ممل وكاف لمن أراد أن يعرف الشيخ كرجل ابن وطن ..

ولكن لا ريب أن الكثيرين يجهلون الشيخ كحياة وكطباع وكمخالطة له من قريب ، فالشيخ أبو سليمان رجل ممن وطأت قدماه أرض أفغانستان وعرف فيها بصولاته وجولاته في بحثه عن الشهادة في سبيل الله ، رجل يهتم بنفسه كثيراً من ناحية التربية الخلقية الإسلامية التي يتصف بها الرجل المسلم المتزن ، رجل يفقه هذا الدين ويعبد الله على بصيرة من أمره جزاه الله كل خير ..

الشيخ أبو سليمان رجل سلم من لسانه كل مسلم على هذه البسيطة أياً كان انتمائه أو توجهه ، حاكماً أو محكوم ، فهو ممن يندر في هذا الزمان من أهل الصلاح ، ممن يمسكون أنفسهم عن الغيبة والنميمة واللغو وكثرة القيل والقال والخوض في الأعراض وتصنيف الناس ..

فإذا دخلت في مجلسه لا تكاد تسمع إلا الفائدة والمرح البريء الطريف ، وأخبار المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، فهو يتقبل بلهف من كل زائر أخبار المسلمين في كل بقعة من بقاع الأرض ، وما زلت أتذكر في يوم من الأيام أنني قمت بزيارته في منزله في عام ( 1421 هـ ) بعد أن قضيت سنة كامل في كل من ألباني وكوسوفا ، ودخلت عليه فرحب كعادته ترحيباً تظن أنك أحب الناس إليه ، فيهش ويبش ولا يبقي على كلمة طيبة إلا وأطلقها ، ولا شك أنك إذا أتيته في وقت غداء أو عشاء فلا تعتذر من الخروج دون هذه الوجبة لأنه من المحال أن يدعك فبيته بيت كرم وعطاء جزاه الله خير ...

كنت قد أتيته وهو في منزله بمكة المكرمة وأخبره من معي من الإخوة في مجريات الحديث أنني أتيت للتو من هناك من كوسوفا وألبانيا ، فإذا بالشيخ يقول في حماس شديد ، بشر يا أخي أبو ... كيف الأوضاع هناك وكيف حال المسلمين والدعوة إلى الله ، كيف حال إخواننا ممن سخروا أوقاتهم هناك لخدمة الدين ، فبشرته وبدأت أقص عليه بعض القصص التي تبشر بخير في مجال الدعوة ورجوع هذا الشعب إلى الله وتدفق الشباب على حلق التحفيظ والمراكز الإسلامية لتلقي العلم والتي أنشأتها مملكتنا الحبيبة في كل من ألبانيا وكوسوفا بشكل كبير وملفت ومؤثر ، وبينت له مدى الدعم الكبير من قبل ولاة الأمر وفقهم الله للعمل الخيري السعودي في هذين البلدين ألا محدود ، وكان كلما زدت في الحديث وذكرت له المواقف زاد حمداً لله وشكراً وتكبيراً لله ، ومن ثم دعاء وثناء منه على من خدم الدين هناك ومن ثم يطلق الأمنيات أن لو كان هناك يشارك إخوانه في الدعوة إلى الله سبحانه ويشكر للقائمين على هذه الأعمال جهودهم جزاه الله خير ...

الشيخ كما نعلم جميعاً أنه رجل مقعد من جراء طلقة في ظهره أصابته في أحد العمليات ضد الصرب في البوسنة والهرسك ، والتي أصيب على أثرها بشلل في القدمين قعد على أثره في الفراش مدة طويلة ومن ثم على عربته المتحركة ...

في ذات يوم كنت في مدينة ما وكان قد زار هذه المدينة دون سابق علم لي أو موعد منه وفقه الله ، اتصل علي بعض الشباب في السكن وقالوا لي نحن في أسفل السكن والشيخ أبو سليمان معنا آثر زيارتك ، وسبحان الله لم أتلقى حينها خبراً ساراً كهذا الخبر ، ومن ثم وقفت عند باب الشقة أنتظر الشباب يصعدون ومن ثم كان أحد الأخوة ولن أذكر كنيته لأنه مشهور جداً ومعروف ، قال لي مازحاً : بارك للشيخ لقد اشترى سيارة جديدة ، والشيخ يتبسم ويقول سامحكم الله ، ثم قال لي أرأيت يا أبا .... ماذا يفعلون بي الشباب ، وكانوا يقصدون أن الشيخ أبو سليمان قد اشترى عربة جديدة له وسموها سيارة من باب الطرفة مع الشيخ ....

بالطبع دخل الشيخ وبارك مسكني حينها ، وكان أحد الشباب بيننا منشداً ، والشيخ يحب النشيد الإسلامي وخاصة تلك الأناشيد التي تعزف على آلام الأمة وأوتار مصابها ، فطلب منه الشباب أن ينشد وقال لا إلا أن يطلب الشيخ أبو سليمان ذلك ففعل الشيخ وأنشد الرجل أنشودة جميلة أذكر منها هذه الأبيات :

أنا من جنود الله حزب محمدِ ... وبغير هدي محمد لا أهتدي
حاشاي أن أصغي لدعوة ملحدِ ... وأنا فتى القرآن وابن المسجدِ

والقصيدة طويلة في الحقيقة وكان الشيخ قد طأطأ رأسه وعيناه تذرفان بالدمع من أثر الأبيات التي أنشدها أخونا أمام الشيخ ، وكانت جلسة من العمر لا تنسى أبداً ، ومن يجالس الشيخ أبو سليمان من المحال أن يمل منه ، ومؤكد أنه سيخرج من مجلسه وهو كاره للخروج من لذة يحسها الإنسان من جلوسه مع الشيخ أبو سليمان ..

وفي ذات يوم من الأيام كنت في مكة أنا وبعض الشباب من مدينتي التي أسكنها ممن يعرفون الشيخ واشتاقوا لرؤيته ، وطلبنا زيارة الشيخ بعد صلاة العشاء فعلى الفور رحب الشيخ كعادته وشكرنا على أن خصصناه بالزيارة ..
صلينا العشاء في المسجد المجاور لبيته والذي لا يبعد سوى أمتار قليلة ، ومن ثم انتظرنا الشيخ حتى انتهى من سنة العشاء وقبلنا رأسه وما زال لسانه يلهج بالدعاء والشكر لنا والترحيب جزاه الله خير ، ومن ثم دخلنا منزله وبدأ يسأل عن أحوال الدعاة والمشايخ في نفس المدينة التي نسكنها ، وبعد قليل من الوقت أتى بعض شباب الطائف ممن يصلون الشيخ باستمرار وبعض شباب مكة ممن هم متواصلين مع الشيخ وأذكر منهم : ، أبوحفص السندي ، أبو يوسف الطائفي ، أبو عبدالله الطائفي أبو جعفر الطائفي ، أبو بلال المكي ، أبو طلحة المكي وأبو سليمان المكي وهو آخر غير الشيخ ، وللمعلومية فإن أبو طلحة وأبو سليمان وتسعة آخرون من شباب مكة هم معتقلون في سجن غوانتنامو ...

المهم كانت ليلة جميلة حيث طلب الشيخ من الجميع الاتجاه للمسبح الذي في منزله كي يستمتع الشباب بالسباحة مع بعضهم البعض ، وجميع الشباب استجابوا لطلب الشيخ إرضاءً له واحتراماً لكرمه ، ومن المواقف الطريفة أن الشيخ كان من ضمن من زاول السباحة معنا بمساعدة بعض الشباب ومن ثم استعانته ببعض أدوات السباحة التي تعينه على الطفو ، وكان بعض الشباب يمزحون مع الشيخ ويحاولون تخويفه بالغرق ، وفعلاً البعض من المقربين له كثيراً قاموا ببعض المزاح الثقيل مع الشيخ ولكن الشيخ يتبسم ويدعو لهم ويقول لمن حوله منا أرأيتم الشباب يريدون قتلي غرقاً ولكني أنا أريد الشهادة ولا بأس إذا ما أتت وأنا غريق فالغريق شهيد في سبيل الله ... وكانت همه الشهادة أن ينالها رغم أن الله قد عذره بمرضه ولكن الأشاوس من الأمة لا يقنطون ويصنعون من البلاء أملاً ومن الاختبار مجداً ..

في ذات يوم كنا في مجلسه وقال له أحد الأخوة يا شيخ أبو سليمان : لقد رأيت فيك منذ يومين رؤيا : فتبسم الشيخ وقال بشرني عسى أن رأيتني شهيداً في سبيل الله ، فقال لا يا شيخ هي بشارة عظيمة ... قاطعة الشيخ وقال يا رجل لا تمزح معي وتعلي من شأني كي لا أصدقك ( يمزح ) وكأنه يريد الرجل أن يسكت ..
فقال يا شيخ رأيتك في المنام وأنت تطوف حول الكعبة بعربتك لوحدك دون أن يساعدك أحد وكنت تطوف في خشوع ووجل وكأنك في حال مهيب ، فسكت الشيخ أبو سليمان لوهلة وقال : أستغفر الله ، نسأل الله أن تكون خيراً وكأنه يزدري نفسه ..


للحديث بقية من حب ــــــــــــ


رد مع اقتباس