(( 33 )) والأخير
للجميع التحية والتقدير وأشكركم على المتابعة
تشرفت منذ أسابيع قليلة لم تتجاوز الثلاثة بلقاء سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظه الله ) كان الحديث منذ أشهر بالطبع ) ،،،
الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ، ذلك الرجل الذي ولد في محافظة الطائف فولد معه شموخ كشموخ تلك الجبال التي حطت الطائف عليها الرحال كي تبدأ قصة مدينة جميلة وواعدة ، ذات طبيعة خلابة وجو بديع ، وكأنك تبصر طبيعة هذه المدينة الجميلة مرسومة في داخل سمو الأمير نايف الملفتة للنظر في تواضعه وحنكته ورقي تعامله ...
ولد سمو الأمير نايف في عام ( 1353 هـ الموافق 1924 م ) .. فولد معه حب الفراسة والصيد منذ نعومة أظافره بين يدي والد ملأ صيته المشرق والمغرب بل والعالم أجمع بعروبيته وجوده وأصالة جهاده وتوحيده لهذه البلاد ..
نعم إن نايف ابن عبدالعزيز هو ابن المؤسس لهذه البلاد والموحد لشرقها وغربها لجنوبها وشمالها وهذا فضل الله الذي ألف بين قلوب رجال هذه المملكة ثم الفضل للوالد عبدالعزيز غفر الله له ..
درس سموه في مدرسة الأمراء ومن ثم طلب العلم على أيدي بعض المشايخ والعلماء في زمنه منذ الصغر ، وكان مولعاً بحب الإطلاع على الشؤون الأمنية والسياسية والدبلوماسية ..
كان أول منصب له في الدولة عام 1371 هـ حيث عين وكيلاً لأمارة منطقة الرياض ، ثم في عام 1373 هـ أميراً للرياض ، ثم في عام 1390 هـ نائباً لوزير الداخلية ، ثم في عام 1394 هـ وزيراً للداخلية ، وما زال الأمير نايف يشغل هذا المنصب كما نعلم وذلك لجدارته ونجاحاته المتتالية فيه فهو في نظري رجل صعب أن يوجد له بديل في هذا الزمن يحل مكانه ويكون قادراً على تسيير أمور أمن هذه البلاد بسياسة متزنة كما سياسة سموه ...
وبالإضافة إلى هذا المنصب فإن لسمو الأمير نايف مناصب أخرى إلى جنب كونه وزيراً للداخلية ومنها :
رئيس المجلس الأعلى للإعلام ، ورئيس اللجنة العليا للأمن الصناعي ، ورئيس اللجنة العليا للحج ، ورئيس المجلس الأعلى للدفاع المدني ، ورئيس مجلس إدارة أكاديمية نايف التي تحولت إلى كلية ، وهوالرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب ، ورئيس القوى العاملة ، ورئيس لجنة وضع النظام الأساسي للحكم والشورى ونظام المناطق .
حصل سموه على أوسمة وأنواط وشهادات كثيرة منها على سبيل الذكر لا الحصر وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى ، شهادة الدكتوراه الفخرية من الصين ، شهادة الدكتوراه الفخرية من كوريا الجنوبية ، وشاح درجة السحاب من الصين ، وسام جوقة الشرف من فرنسا ، وسام الكوكب من المملكة الأردنية ، وسام المحرر الأكبر من فانزويلا ، وسام درجة الأمن القومي من كوريا الجنوبية ، وسام الأرز اللبناني ... وأخرى ليس مجال حصرها هنا ...
هذه نبذة بسيطة عن حياة سموه العملية ...
وتبقى حياته المشرقة الأخرى في الصورة التي غابت على الكثيرين ويجهلها الكثيرون ؟؟؟؟
و
هي حياة سموه الإنسانية التي لم يطلع عليها إلا الخواص أو من هم بقرب منه أو من عايش رجال الخير والعلماء والدعوة ممن يعرفون كم لأيادي سموه البيضاء من أعمال نبيلة مشرقة فهو الراعي الأول للأعمال الإنسانية في بلدان شتى في أنحاء المعمورة ، فقد رئس الإشراف العام على اللجنة السعودية المشتركة لإغاثة كوسوفا والشيشان ، وأشرف بنفسه على غوث اللاجئين الكوسوفيين في ألبانيا وقت الزحف من لهيب المعارك هناك ، ومن ثم استمر عطائه في كسوفا خمس سنوات متتالية في بناء مدينة نايف السكنية لأسر الشهداء والأيتام والتي جاوز عدد المنازل فيها أربع مئة منزل في مدينة ميتروفيتسا بالقرب من العاصمة الكوسوفية بريشتينا ، وهو من أشرف على بناء قرية الشهيد المناضل آدم يشاري من الأوشكا الكوسوفية والذي ملئت صيت شجاعته كوسوفا ، وهو من أشرف على بناء بيوت الأئمة الكوسوفيون بعد أن استهدف الصرب منازل الأئمة كونهم القلب النابض لكوسوفا ، فأمر بإعادة أكثر من مئة وخمسين منزلاً لأئمة المساجد في أنحاء كوسوفا ، كما أمر ببناء أربعين مسجداً في أنحاء كوسوفا وترميم بعضها وجميعها الآن تؤدى فيها الصلوات الخمس ، وهو من يشرف الآن على بناء أكبر مركز إسلامي في قلب العاصمة برشتينا في كوسوفا بجانب أكبر كنيسة للنصارى وبالقرب من مقر تواجد قوات حفظ السلام هناك ، وهو عبارة عن مركز إسلامي متكامل فيه مسجد ومكتبة إسلامية ومدرسة للعلم الإسلامي ومحلات تجارية كأوقاف يعود ريعها للمركز ووو ..
كما وجه بإنشاء دور للأيتام ومدارس عديدة ومعاهد لتعليم اللغة العربية والحاسوب وجميعها تعمل حتى هذا اليوم ، ووجه بدعم الجامعات والدوائر الحكومية والإنسانية في كوسوفا ، وقد أشرف بنفسه على بناء مستشفى جراحي متكامل في برشتينا العاصمة وهو قدم أكثر من ثلاثة آلاف عملية حقيقية وعشرات الدورات التعليمية الطبية منذ تحرير كوسوفا، كما كان قد أقر توزيع مئات الآلاف من الكتب وأشرطة الكاسيتات المعرفة بالإسلام وآدابه وعقيدته الصحيحة والتي تجاوزت في مجموعها ثلاثة ملايين نسخة ما بين كتاب وشريط ، ومشاريع كثيرة هي الآن تعمل في خدمة الإسلام وأهله هناك يصعب حصرها ...
أما الشيشان والذي كان متابعاً لدعمها منذ أربع سنوات مضت فهو قد وجه بكفالة أربعة وثمانون ألف لاجئ شيشاني يعيشون في الشتات في جمهورية أنقوشيا ، فتم إقامة الملاجئ لهم وتوفير الطعام والشراب والدواء والمدارس ودور العبادة في هذه الملاجئ بشكل يفوق الوصف ، فيصرف سنوياً على هذه المشاريع من إنفاق عبر ميزانية سنوية قرابة الثلاثة ملايين دولار أمريكي سنوياُ ، وكان تأسيس هذه الملاجئ جاوز قيمته المليوني دولار أمريكي ما زال البعض منها قائماً حتى الآن ...
كما أن سموه استطاع أن يستضيف في ضيافة خادم الحرمين الشريفين في خمس سنوات مضت متتالية ثلاثة آلاف حاج كوسوفي وألف وخمسمائة حاج شيشاني جميعهم من أسر الشهداء ومن كبار السن من هاتين الدوليتن
...
ولم يقتصر طموح سموه على دعم من هم خارج الشيشان بل وجه بدخول الغوث السعودي إلى داخل العاصمة غروزني ، فمنذ سبعة اشهر دخل أسطول من الشاحنات بالتنسيق مع الحكومة المؤقتة داخل الشيشان ووزعت عشرون ألف سلة غذائية متكاملة على عدة ملاجئ في الداخل بأيدي سعودية ، كما ووزعت أدوية وسيارات إسعاف على بعض المستشفيات وتم تزويد المفتيات الإسلامية والكليات والمدارس بأكثر من خمسة وأربعون جهاز كمبيوتر ...
واستمر عطائه الإنساني عبر ثلاث لجان جديدة إحداها منذ ثلاث سنوات فقط وهي اللجنة السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني ، ومن ثم منذ سنتين اللجنة السعودية لإغاثة الشعب الأفغاني ، ومنذ سنة ,تم إنشاء اللجنة السعودية لإغاثة الشعب العراقي والتي يشرف عليها سموه الكريم عن كثب وقرب ...
هذه اللجان حافلة بالعطاء ، فأما لجنة فلسطين فقد بلغ دعمها للشعب الفلسطيني مباشرة دون أي ريال يذهب للسلطة الفلسطينية ما يفوق المليار إلا ربع ريال جميعها حوالات بنكية عبر البنك العربي لأسر الشهداء والمعتقلين والمعاقين والمصابين في داخل فلسطين ، عبر ( 22 ) فرع للبنك العربي داخل فلسطين مباشرة وتكون الحوالات باسم كل شخص بعينه ، فأسرة الشهيد تحصل على عشرون ألف والمعاق والمصاب خمسة عشر ألف والمعتقل عشرة آلاف ريال ومن هدم منزله أو جرفت مزرعته عشرون ألف ريال تم صرفها لمرة واحدة بعد نشوب الانتفاضة حتى الآن وجاوزت الحوالات ما يفوق على خمسة وعشرون ألف حوالة ؟؟؟ ومن أراد أن يتأكد فعليه بزيارة مقر اللجنة في عمارة الميزان في الدور الثالث تقاطع شارع العليا العام بطريق خريص ..
وما زالت لجنة أفغانستان والعراق تواصل العطاء عبر دعم البنى التحتية وتوفير المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب ، وتوفير الدواء والكساء بدعم لا محدود ومن أراد الازدياد فعليه بمراجعة مكاتب هذه اللجان الأقسام الإعلامية ...
هذه حياة سموه في مجال الخير وما خفي أعظم ، وما غضضنا عن ذكره الطرف أكثر فما زالت جائزة سموه للسنة في طريقها للإشراق واللجنة الجديدة السعودية العليا في طريقها للبزوغ ... ووو
حياة حافة بالإنسانية وبذل الخير للغير لم نسمع من سموه يوماً عبر وسيلة إعلام واحدة قال أنني فعلت كذا أو قدمت كذا أو أمرت بكذا أو سهرت على دراسة كذا بل على العكس كان يحب كتمان هذه الأمور وعدم إظهارها رغم كثرة مشاغله وحمله لهم وطنه الذي أضاف عليه حمل هم أمة بأكملها ، إنهم الرجال الأخفياء الأنقياء الذين لا يريدون سمعة ولا رياءً نحسبه كذلك والله حسيبه ..
وفي ذات يوم ومنذ شهر تقريباً فكرت أن أقابل سموه كي أطلب شفاعته في أمر ما من أمور الدنيا التي تقضى بأمر الله على أيدي ولاة الأمر أيدهم الله ، ومن ثم توجهت إلى جدة من ثلاثة أسابيع كي أتشرف بلقاء سموه في مجلسه المعتاد كل يوم ثلاثاء ، وشرحت للمسؤول على الجلسة وضعي وحقيقة أمري وأني أريد سموه في هذا الموضوع كونني في حاجة إلى قضاء هذه الحاجة من لدن سموه شخصياً وما كان من الرجل إلا أن رحب ووافق ولله الحمد ..
وفي الوقت الموعود من عصر يوم الثلاثاء ، دخلت مبنى وزارة الداخلية في جدة بطريق المدينة ومن ثم تم إدخالنا في مجلس سموه ، ومن ثم ما هي إلا دقائق حتى دخل سموه وألقى تحية السلام والجميع رد على سموه ومن ثم قام سموه باستقبال المواطنين ببسمة وصدر رحب جزاه الله خير ..
بالطبع كنت أنتظر دوري ، حتى جاء فعلاً وبدأت أحس بهيبة كبيرة لسموه في داخلي فقلت في نفسي ، صدق من قال : إن لولي الأمر العادل لهيبة في قلوب رعيته ، بدأت أشرح له قضيتي منذ بدأت حياتي في أفغانستان إبان الغزو السوفييتي لأفغانستان مروراً بالقبض علي ومنعي من السفر ، ومن ثم سفري إلى ألبانيا ومن بعدها كوسوفا ومن بعدها الشيشان سنوات طويلة ، حتى طرحت عليه حاجتي في مواصلتي العطاء لهذه الجهود عبر قنوات رسمية تشرف عليها الدولة وتديرها أيديهم السديد الحانية ...
عندها قال لي سموه وهو يتبسم : ولكن يا ولدي بشرني عن فكرك ؟ كيف هو ؟ وكيف نظرتك لأهلك ووطنك وولاة أمرك وللعلماء في هذه البلاد ، إن شاء الله لم يكن لتجوالك هذا دور في التأثير عليك سلباً ..
فقلت أطال الله بقائك ، في البداية لست أنكر أن تم من تأثير فنحن بشر نتأثر بالمخالطة ، ولكن يوم أن منّ الله علينا بطلب العلم والرجوع إلى الكتاب والسنة واتباع أقوال العلماء من الراسخين في العلم وأهل الاجتهاد الذين يستنبطون الأحكام لا شك يا سمو الأمير أنني تغيرت تماماً ، وعلمت ما لي وما علي ، ولولاة الأمر حق السمع والطاعة وإن مكانتكم في القلوب مكانة الأب الرحيم بأبنائه ، ولكم منا بر الابن بأبيه ..
عندها تبسم سموه وقال ماشاء الله ، إن شاء الله خير وأبشر مالك إلا ما يسرك ، ومن ثم انصرفت من مجلسه حفظه الله ، وفي اليوم التالي أتيت إلى الوزارة كي أراجع المعاملة لدى مدير استقبال المعاملات من سموه ، فقال لي : ذكرني بمعاملتك ما هي فشرحت له الموضوع فتذكر وقال نعم نعم تذكرت ، معاملتك ، يا أخي معاملتك أخذها سمو الأمير معاه بنفسه هي ومعاملتان أخرى ، فقلت لماذا ؟؟؟
قال لا لا تخف هذا دليل اهتمام شخصي من قبل سموه بمعاملتك وإن شاء الله الأمر سيؤول إلى خير وإلى ما تريده فاطمئن فأنا أحكي لك من جراء تجربة ولكن عليك بالصبر أياماً قلائل ومن ثم اتصل بناء وإن شاء الله ستجد الجواب الكافي ..
بالطبع لن أتحدث عما وجدته من حفاوة وتكريم من سموه الكريم ، والذي فاق تصوري وتجاوز كل الظنون ، وما كان من سموه يعجز اللسان عن ذكره ..
فشكراً سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز والله أسأل أن يعينك على ما أوكله ولي الأمر إليك من أمانة كبيرة ، ولكن أنت لها بعون الله والأيام أثبتت ذلك وكلنا نحبك أيها الرجل الشهم ، أما من جهلك ولم يعلم قدرك ، فذلك شأنه ولا بواكي ...
تحياتي للجميع
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .