[بن بجاد]

كان موقفاً مؤثراً جداً ، أبكى جميع الحضور في ذلك المكان ، حيث كانت صبية في قمة الحزن و التأثّر ، في مساءٍ حالكِ السّواد ، مساء المجزرة الإسرائيلية المسمّاة عناقيد الغضب ، في 16 / 4 / 1996م والتي راح ضحيتها عشرات الأطفال الأبرياء من الجنوب اللبناني .

أطفال قـانـا

صرخَـت أصـدق بنـيّة تستـحـق الكثـير
تصرخ بصوت صادق فيه دمع و غــــرام

الصبـيـة حـزيــنــة بالـزمــان المــريــر
تشتـعـل مثـل شمـعة في مغارة ظــلام

تبكي أطـفـال قـانـا و الـوطـن و المصــير
تنتـظـر معتـصـمنـا لا بـرز بالحـســـام

صـاحـت بصـوت حزن ودمعها بالنظـير
شـاكـيـة للإلـه و بــاكــيـة للأنـــــــــام

في وطنهـا الصغـيـر يصـيح قلـبٍ كـبير
مثلهـا يـوم تبكـي للـوطـن مــا تـــلام

يوم صاحت وقالت : وين غاب الضمير ؟
عالم الصمت حلّ وضــاع معنى الكــلام

جرح لبنـان يصرخ يـا عـرب مـا يصــير
والعـرب نـايـمـين و عـايـشــين انقسـام

كيـف لبنــان يرضـخ للـعـدوّ الحـقـير ؟
كيف لبنان يشكـي من عيـال الحـرام ؟؟

بين طفـلٍ شهـيد وبين شـيـخٍ أســير
لا يـديـن تـطـول و لا عـيــونٍ تـنـــــام

كـانت أغـصــان زيتـونٍ وحمـامٍ يطير
والـبـلابــل تـغـرّد بـالمـســامع ســلام

وصـارت اليـوم نــار وكلّ غصنٍ كِسير
أحـرَقـوا كل ضَيعة لين مـات الحـمــام

أصمُدي يا الجنـوب وزلزليهم هـدير
ليـن تـرجع عناقـيد الغضـب للحـطــام

ردّة الفـعـل لازم في صَـداهــا نــذيـر
يروي الأرض دمع و نــور بعـد الظــلام

للشاعر /
محمد بن جلبان السبيعي