عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 6 )
metab
عضو
رقم العضوية : 4011
تاريخ التسجيل : 25 - 09 - 2005
الدولة :
العمر : 42
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 11 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : metab is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : قبل البدء .. كلمتين في نقطتين

كُتب : [ 06 - 10 - 2005 ]

" دولة بنو الزريع في عدن"


لما قتل الصليحي تغلّب بني معن على عدن فحاربهم المكرم وأخرجهم منها وولاها العباس ومسعود بني الكرم بن زريع بن جشم بن يام الهمداني فجعل للعباس باب التعكر وباب البر وما يدخل منه وجعل لمسعود حصن الخضراء وباب البحر وما يدخل منه (1) واستخلفهما للسيدة أروى [على] أن يسوق كل منهما إليها خمسين ألف دينار كل عام (2) ثم كانا واليا عدن من قبل الحُرة وقد قتلا على باب زبيد [في واقعة الكظائم] .وتولى أمر عدن بعدهما أبو السعود بن زريع بن العباس وأبو الغارات بن مسعود بن سمع (3) فلما فكرا في التغلب على ارتفاع عدن حاربها المفضل واستخلص نصف ارتفاع عدن، ولما مات المفضل تغلب أهل عدن على النصف الثاني ، فصار إليهم أسعد بن أبي الفتوح وصالحهم على الربع ، ثم تغلب أهل عدن على الربع الباقي بعد ثورة الفقهاء (4) ، وكان بنو زريع رؤساء همدان وهم من جشم ثم من يام ابن اصبا وكانت لجدهم زريع بن العباس جهاد واجتهاد في قيام الدعوة الفاطمية في بلاد اليمن في عهد علي بن محمد الصليحي وابنه المكرم واليهم يرجع الفضل في مساعدتهم ضد الدولة النجاحية (5) وكان منصور ابن المفضل ابن أبي البركات الحميري مستولي على ذي جبلة وملك بني المظفر في اشيح وحصونهم بعد وفاة أبيه وكان يدين بالطاعة إلى الملكة الحرة حتى وفاتها . وبعد ذلك استولى على ما كان تحت يدها من حصون وذخائر وأموال . ولما تقدمت به السن وصار لا يقدر على حماية هذه الحصون من الطامعين ، واعيته الشيخوخة عن التحرك ، باع حصون بني الصليحي ومدنهم سنة سبعة وأربعين وخمسمائة ، وهي ثمانية وعشرون حصناً ومدائن ، منها مدينة ذي جبلة وحصن التعكر وذي اشرق واب ، وقد ابتاعها المتوج محمد ابن سبأ ابن أبي السعود الزريعي (الجشمي) بمئة ألف دينار . وطلق منصور زوجته الصليحية الأميرة اروى [وهي أروى الصغرى ] (6) فتزوجها الملك محمد بن سبأ فانتقلت حصون آل الصليحي وذخائرهم وما ورثت الأميرة أروى الصليحية من الثروة إلى محمد بن سبأ الزريعي ثم إلى أبنه عمران بن محمد بعد وفاة أبيه في سنة ستين وخمسمائة. فقوى نفوذ الملك محمد بن سبأ الزريعي تبعاً لذلك وطاش فرحاً لما صار إليه من المال والمعاقل والعقائل (7) "....ولم تقف عرقلة الحافظ عبد المجيد للدعوة اليمنية عند هذا الحد ، بل اتصل ببني زريع في عدن واستعان بهم في نشر الدعوة باسمه. وكان القائم منهم في هذا الوقت هو سبأ بن أبي السعود الزريعي الجشمي (اليامي) الذي نصبه داعياً له في اليمن (8) . وكان السلطان سبأ بن أبي السعود يظهر الدعوة إلى الحافظ . وقد ذكر انه لم يجب عبد المجيد ويدعو إليه إلا تقية وخوفاً فخاف سطوته وعدوانه، وأنه كان باقياً على طاعة الإمام الطيب أبي القاسم (9) . - ولكنه ( أي الحافظ حرص على أن تكون له دعوة في اليمن فكتب إلى السلطان سبأ ابن أبي السعود الزريعي صاحب عدن أن يقيم له الدعوة فأجابه إلى ذلك ومعه الهمدانيون في صنعا [وهم ملوك صنعاء بني حاتم ] وان كانوا يظهرون ذلك تقية بينما هم يأتمرون بأمر السيدة الحرة (10) .كما أستمال الحافظ الزريعي للدعوة له أطلق عليه لقب الداعي ، وظل هذا اللقب ملازماً لخلفائه من بعده (11)
___________________________
1- الصليحيون والحركة الفاطمية في اليمن ص 164 ،(حاشية ).
2- اليمن عبر التاريخ ص 204 .
3- الصليحيون والحركة الفاطمية في اليمن ص164،(حاشية ).
4- تاريخ المذاهب الديننية في اليمن ص 187.
5- الصليحيون والحركة الفاطمية في اليمن ص191 ،(حاشية ).
6- )الأميرة اروى بنت علي بن عبدالله بن محمد الصليحي ) اما الملكة فهي اروى بنت احمد بن محمد بن القاسم الصليحي .
7- الصليحيون والحركة الفاطمية في اليمن صــ 240/241ـــ ،(حاشية ).
8- الصليحيون والحركة الفاطمية في اليمن ص191،(حاشية ).
9- الصليحيون والحركة الفاطمية في اليمن ص191 ،(حاشية ).
10- المذاهب الدينية في اليمن ص186.
11- تاريخ المذاهب الدينية في اليمن ص187.



قائمة سلاطين آل الزريع (1).


العباس بن الكـــــــرم ( 470-477) [أ] .
المسعود بن الكــــــرم ( 470-480) [ب] .
زريع بن العبــــــاس (477-480) [جـ] .
أبو الغارات بن مســـــعود ( 480-485).
أبو السعود بن زريـــــــع ( 480-494).
محمد بن أبو الغــــــارات ( 485-488).
علي بن محمد بن أبو الـغارات (488-489) [د] .
سبأ بن أبي الســــعود ( 489-533) [هـ] .
محمد بن سبــــــــــأ (533-550) .
عمران بن محمـــد بن سبأ (550-560) [و] .

===================

[أ] ولاه المكرم حصن التعكر وما يليه من البر وتعاقب على ذلك أولاده من بعده .
[ب] ولاه المكرم حصن الخضراء وما يليه من البحر ومدينة عدن وتعاقب على ذلك أولاده من بعده . ( وقد سبق للعباس أن اشترك في حملة المكرم على بني نجاح بزبيد لإنقاذ أمه ) .
[جـ] قاتل مع المفضل ابن أبي البركات قائد جيش المكرم ومعه عمه المسعود ابن الكرم الزريعي في غزوة زبيد وقتلا في المعركة عام 480هـ .
[ د] هو أخر أولاد المسعود بن الكرم الزريعي وقد اختط مدينة الزعازع بلحج (2) .
[هـ] تحارب مع ابن عمه علي بن محمد ابن أبي الغارات قرابة عامين وانتهت الحرب بانتصار سبأ واستيلائه على كامل المنطقة ، وقد قلده الخليفة الفاطمي بمصر الدعوة وسمي بالداعي سبأ المعظم ، وقد أحاط بمن بقي من أبناء علي بن محمد بن أبي الغارات وقتلهم جميعاً ، وقد قال عماره أن مكارم سبأ اكثر من أن تحصى وقد توفى على السيرة المرضية بحصن الدملوه عام 533هـ.
[و] لقب المكرم وكان ذا كرم فياض ويقول الخبري أن مكارمه اكثر من أن تحصى ، ومن آثاره الباقية المنبر بجامع عدن واسمه مكتوب عليه ، وقد توفى عن ثلاثة أولاد كلهم صغار هم محمد وأبو السعود ومنصور - كفلهم الأستاذ أبو الدّر جوهر المعظمي القائم بحصن الدملوه حيث دفن عمران وأبوه محمد بن سبأ ، وقد بقي هذا الحصن بيد جوهر حتى باعه من السلطان شمس الدولة توران شاه الأيوبي.
__________________________________
1- اليمن عبرالتاريخ ص 205/206.
2- … ومن الاتفاقات العجيبة أن بلال بن جرير الحمدي ( قائد جيش الداعي سبأ ) افتتح الحصن بعدن في اليوم الذي افتتح فيه سبأ ( حصن) الزعازع فأرسل كل منهما بشير إلي الآخر.
قلت وفي ذلك يقول علي بن زياد المازني :






خلّت الزعازع من بني مسعود

فعهودهم عنها كغير عهود

حلت بها آل الزريع وإنــما


حلت أسود في مقام أسود

هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن ص 57.

وكان السبب في استيلاء الداعي سبأ بن أبي السعود وزوال ابن أبي الغارات أن نواب علي بن ابن الغارات انبسطت أيديهم على نواب الداعي سبأ وعاثوا وافسدوا ولم ينههم مولاهم عن ذلك ولم يزالوا يتكلمون بما يوجب الغيظ ... (1) ." ولم يلبث سبأ أن جمع جموعاً من همدان وجنب وأسعد ، وعنس ، وخولان ، وحمير ، ومذحج وغيرهم وهبط من الجبال ، ( من الدملوه ) فنازل القوم بوادي لحج . وللداعي بهذا الوادي قرية ، مسورة ، يقال لها بني آبه ونزلها ، ولبني عمه مسعود بهذا الوادي مدينة كبيرة يقال لها الزعازع ،مسورة أيضاً فخيم كل منهم بمدينته ثم اقتتلوا أشد القتال .




وظلم ذوي القربى أشد مضاضة


على المرء من وقع الحسام المهند



وحدثني الداعي محمد بن سبأ قال كنت في طلائع الداعي ( سبأ ) فظهر لنا علي بن الغارات ، وعمه منيع بن مسعود ، ولم تحمل الخيل افرس من الاثنين ولا أشجع . فانهزمنا فأدركنا منيع بن مسعود . فقال لي : يا صبي قل لأبيك يثبت فلا بد اليوم عشية من تقبيل الجشميات اللاتي في مضاربه فلما أخبرت والدي بذلك ركب بنفسه ، وقال لمن حضر من آل الذئب وهم بنو عمه الأدنون : أن العرب المستأجرة لا تقدر على حر الطعان ، ولا يمسك النار إلا موقدها فألقوا بني عمكم ، فأصطلوها بأنفسكم ، وإلا فهي الهزيمة ، فالتقى القوم فحمل منا فارس ، على منيع بن مسعود فطعنه طعنة شرم بها شفته العلياء، وأرنبة انفه . وكثر الطعن بين الفريقين ،والجلاد بالسيوف ، و عقر الخيل ، والعرب المحشودة ناظرة ، ثم حملت همدان ، ففرقت بين الناس ، وتحاجز القوم . لان وادي لحج اقبل دافعا بالسيل ، فوقفوا على عدوتي الوادي يتحدثون فقال الداعي أو غيره لمنيع بن مسعود : كيف رأيت تقبيل الجشميا ت ،يا أبا مرافع ؟ فقال منيع وجدته كما قال المتنبي :

والطعن عند محبيهن كالقبل

فلم يزال الناس يستحسنون هذا الجواب من منيع لأن الشاهد وافق الحال (2) . ...ثم غزا آل زريع إلى الجوه فالتقى معه المفضل بن زريع يحمى بني سلمه . فطعن ابن (النجيب) نجيب الدولة ، وكان جعد الفراسة ، سقط إلى الأرض ، فطعنه عبد لمسعود بن زريع ، يقال له مسافر، وحمل الطوق الهمداني على مسافر فقتله ... وكان جوشنه قد سقط ، ووقع على الارض في هذه المعركة ، فقال مفضل بن زريع لأبن (النجيب) نجيب الدولة لما سقط جوشنة :




مضى هارباً ناسياً جوشنــه


مخافة يام بأن تطعنـــه

وليس من الموت ينجي الفرار


كذلك ترى الأنفس المؤمنة. (3)

وبقية عدن في ملك بني زريع الياميين حتى ازالهم عنها ( توران شاه ) بن أيوب ولم يبقى بعد ذلك بأيدي ( بني زريع ) إلا حصون ( حب ) و(الدملوه ) . إلى أن حاصرهم فيها الملك العزيز ( طغطكين ) وكان فيها ( جوهر المعظمي ) مولى ( لبني زريع ) وولدي سيده ( عمران بن محمد بن سبأ ) .
ولما ضاق بجوهر الخناق من طول الحصار وتأكد أنه لا بقاء له وراء الحصن الذي هو بداخله، اتفق مع (العزيز) وباعه له بعشرة آلاف دينار من الذهب ثم ركب البحر الى الحبشة ومعه حريم مواليه بني (زريع) .



أضغط هنا لتشاهد المسكوكات النقدية لدولة بني زريع في عدن. ______________________________
1- هدية الزمان في أخبار ملوك لحج وعدن ص55.
2- تاريخ اليمن لعمارة ص 67/68.
3- تاريخ اليمن لعمارة ص 59.


دولة بنو حاتم في صنعاء


وكان الملك المكرم قد ولى على صنعاء القاضي عمران بن الفضل اليامي الهمداني أحد أقطاب الدولة الصليحية " كان يلقب بقاضي همدان" أيام سكون المكرم بذي جيلة ، ثم عزله عنها ، وكان ذلك من الأسباب التي كانت المباعدة بينه وبين القاضي عمران ، وفي ذلك يقول القاضي عمران يخاطب المكرم و سبأ أبني أحمد الصليحيان :




ولا تجرحا بالعزل أكباد معشر


إذا اغضبوا على القنا وتكســـرا

فلو أن مولانا معداً أتاكما بعزل


تولى الكل منا وأدبــــــــرا

فلا تفرقا من لفه والداكـــما


وعودا إلي عقليكما وتدبـــــرا

فإن أنتما أنكرتما ما نظمتــه


فصدقي غداً من طلعة الشمس أزهرا



ولكن ما لبث أن عادت المياه إلى مجاريها مرة أخرى بعد وفاة المكرم لأن القاضي عمران حارب النجاحيين في عهد الملكة الحرة وقتل في معركة الكظائم (1) . وبعد وفاة سبأ بن أحمد الصليحي خرجت صنعاء من الدولة الصليحية .... واستولي عليها السلطان حاتم بن الغشيم المغلسي الهمداني وناصرته قبائل همدان وصارت بعده إلى ابنه عبد الله بن حاتم . ثم خلعته همدان وولت مكانه كل من هشام وحماس ابني القبيب الهمداني . ثم اختارت همدان السلطان حاتم بن أحمد (المجيدي ) بن عمران بن فضل اليامي الهمداني بأمر صنعاء وأعمالها. وملكها بعده ابنه علي بن حاتم اليامي .... فاتسعت رقعة دولة الهمدانيين على معظم اليمن الأعلى في عهد السلطان علي بن حاتم اليامي حتى أزاله وأخيه السلطان بشر بن حاتم اليامي الملك العزيز سيف الإسلام طغتكين بن أيوب (2) فلما رأى السلطان علي بن حاتم اليامي صاحب صنعاء وما يليها ميل الناس إلى الداعي حاتم بن إبراهيم الحامدي الهمداني وإقبالهم عليه ، دخلت المنافسة وخاف على ملكه واخذ يستميل همدان ببذل المال وضاعف إليهم العطاء حتى دخل في طاعته احمد بن الحبير الهبري ، وكان ممن يثق فيهم الداعي حاتم ، وممن اخذ عليه أكيد أيمانه وعهده ، فطلب أن يقدمه على همدان وتمكن علي بن حاتم من جلب كثيرين ممن كان مع الداعي حاتم في كوكبان ، فخرج من الحصن بمشايخ هبرة في لولوة وريعان ، فقصدهم الملك علي بن حاتم اليامي لمحاربة الداعي وأنصاره من بني هبرة وكتب إلى الداعي حاتم في نفس الوقت " يعاتبه ويلاطفه " ويقول : اظهر دينك ، واجمع أهل دعوتك ، ولا تفرق همدان وتحملهم على العداوة والشنان ، وضمن ذلك شعراً ، فأجابه الداعي حاتم بقصيدة جاء فيها :



أتاني من أبي زيد كتـــاب


تضمنه من العتبى فنــون

فكن في امرنا حكم وعــدلاٌ


فأنت لكل مكرمة خديـــن

مقالك فيما تصدع عود يــام


وأنت بلم شملهم قميـــن

أما والمصطفى أني ليـــام


بمالي والذي احوي أصـون

فانتم ياغطارف شم يـــام


مكانكم من العلياء مكيــن

لكم في الدعوة الغراء قدمـاً


سوابق كلما نشرت تزيــن

ولكن حلتم عنها فمنكـــم


لها الضد المعاند والقريــن

فإذا انتم رجعتم واستقلتــم


فقد لاح الصباح المستبـين

وواليتم إمام العصر حقا صفا


ما بيننا الماء المعيــــن. (3)


__________________________
1- الصليحيون والحركة الفاطمية في اليمن ص 137138/239.
2- الصليحيون والحركة الفاطمية في اليمن ص 239.
3-الصليحيون والحركة الفاطمية في اليمن ص 273.


قائمة سلاطين بني حاتم " . (1)


حاتم بن علي الهمــداني ( 492-502) .
عبد الله بن حـــــاتم ( 502-505) .
معد بن حــــــاتم [أ] (505-510) .
هشام بن القبــــــيب ( 510-518) .
حماس بن القـــــبيب ( 518-527).
حاتم بن أحمد عـمران [ب] ( 533-556).
علي بن حاتم بن احمد [جـ] (556-569) .
=============

[أ] - خلعه احمد بن عمران الفضل اليامي بعد أن جمع قبائل همدان في محل يدعى ( مصب الدروع ) بهمدان ، وجعل الأمارة في بني القبيب وهم هشام وحمّاس فتقدما إلى صنعاء وحاصرا معن بن حاتم في الدرب الذي كان يعرف بـ ( درب القطيع ) بأعلى صنعاء حتى خرج على يد القاضي احمد بن عمران إلى حصن براش .
وكان حمّاس أميراً مطاعاً وفارساً شجاعاً وهو الذي غزا بلاد جنب بذمار فقتل منهم مقتلة عظيمة ، ولما حضرته الوفاة جمع اخوته وهم أبو الغارات وعامر ومحمد وحثهم على الألفة وجمع الكلمة ، وأوصاهم بان يجعلوا أميرهم أبا الغارات بن أبي الفتوح ، وان يعاهدوه على الطاعات فخانوا ذلك وتفرقوا واختلفوا فيما بينهم حتى عزلهم أهل صنعاء ( .... أنباء الزمن ) .
[ب] - أقامه أهل همدان سلطانا بعد موت حمّاس بن القبيب بست سنوات وبقي ( بصنعاء ) حتى جاء الإمام احمد بن سليمان فغادرها إلى الروضة ، ثم سعى المغرضين بينه وبين الإمام حتى بدأ الخلاف من جديد وناصرته همدان في معركة الرحبة - شمال صنعاء بينه وبين أصحاب الإمام ودخل حاتم صنعاء فكان الإمام غائب بذمار فأسرع بالعودة ، وكانت معركة ( القليس ) في صنعاء أسفرت عن هزيمة الإمام ، لتصدع حدث في صفوف جيشه ، ومنها توجه إلى صعدة سنة 546 هـ ثم عاد في سنة 550 هـ وتمكن من احتلال صنعاء . بعد معركة عظيمة .... أسفرت عن هزيمة حاتم وأصحابه .(وكان قد قال حاتم قبل ذلك مخاطباً الإمام احمد بن سليمان )





أبا الورق الطلحي تأخذ أرضـنا

ولم تستحر تحت العجاج رماح

وتأخذ صنعاء وهي كرسي ملكنا


ونحن بأطراف البلاد شحـاح




ثم لما عرف السلطان حاتم عجزه عن المقاومة طلب الأمان نفسه وانشد يقول :




غلبنا بني حوى باساً وشدة


ولكننا لم نستطع غلب الدهـر

فلا لوم فيما لا يطاق وإنمـا


يلام الفتى فيما يطاق من الأمر



_______________________
1- اليمن عبر التاريخ ص210.

ولما احتدم الأمر بينهما خرج السلطان المذكور لمحاربة المتوكل فلقيه في مكان يقال له (الشزرة) ودارت بينهما معركة حامية وعنيفة . قتل فيها عدد ضخم من همدان من كل الجانبين في سنة 552هـ دخل على آثرها احمد بن سليمان صنعاء في شهر رمضان من نفس السنة . حتى استعادها السلطان ثانياً عام 553هـ بعد أن انظم إليه معظم أهل همدان . وبعد أن ساعده آل ( زريع) الياميون بعدن. (1)
[جـ] - بايعته همدان بعد والده وأقام بحصنه ( بوادي ظهر) ثم ثارت ضده بعض القبائل من (همدان ) بزعامة رجل من آل القبيب يدعى علي بن محمد بن حمّاس بصنعاء فاتجه إليهم معه جمع كثير من القبائل فاخمد ثورتهم وسيطر على الدرب . (2)
وفي عام 554هـ غزت جيوش عبد النبي بن علي بن مهدي الرعيني الحميري ) بعض الحصون والمعامل التابعة لسلاطين ( آل زريع ) الياميين بعدن . فطلب هؤلاء السلاطين من السلطان ( حاتم بن احمد اليامي ) الذي يحكم صنعاء في ذلك الوقت النجدة والمساعدة . فجمع السلطان ( علي بن حاتم ) جيشاً ضخما من (همدان) من ( سنحان ) وبعض من الحقل ، ونحصب ، ورعين ، وخرج بهم في شهر صفر سنة 569هـ حتى تقابل مع جيوش عبد النبي في تعز واستطاع أن يستولي على كل جنود (عبد النبي) تقريباً بعد أن هزمه هزيمة ساحقة .
وفي هذا انشأ عبد النبي متمثلا بقول الشاعر :




واعلم بنّي بأن كل قبيلة

ستذل أن نهضت لها قحطان





أما عن ابن السلطان على بن حاتم اليامي وهو السلطان حاتم فقد اخذ الحكم في صنعاء عن والده المذكور . لكن الملك (العزيز) الأيوبي لم يتركه يهنا بحكمه كثيرا ، فقد دخل الملك العزيز الأيوبي إلى اليمن وتمركز بجيشه في تعز استعداد لغزو صنعاء وكان مقيدا باتفاقية وقعها مع والده السلطان قبل ذلك ، فانتظر حتى انتهى ميعاد الهدنة ، فأحس السلطان حاتم اليامي بما يدبره الملك العزيز الأيوبي ، فأرسل وفدا لتجديد الهدنة ومدها ، فقبل الملك ذلك وربطها بشروط خاصة رفضها السلطان بشر بن حاتم الذي كان على رأس الوفد المفاوض ، وقال للملك : ( أيها الملك أن اختلفت على أخي أتأمن اختلافي عليك ) فاسترجعه الملك لقوله الحكيم ورد عليه " لو أن بشر ساعدني على الحلفة لملكته صنعاء وبلاد همدان " ولكن الملك العزيز الأيوبي غضب بعد ذلك غضبا شديدا عندما علم أن بعض من في الوفد قال : " كيف تملكه شيئا هو يرى انه له .. وانتظر سنة هي مدة الهدنة ثم زحف بجيوشه الجرارة فاخذ ( ذمار) و ( جهران ) ودانت له قبائلها ، وملك الحصون والمدن وجميع اليمن الأسفل ، ثم زحف ناحية صنعاء فاخذ حصن ( الشيح) ثم استولى على (صنعاء) في شهر شوال عام 585هـ ، وظل يطارد السلاطين آل حاتم حتى قصدوا حصونهم ( بذي مرمر) ونواحيها ، فلحقهم الملك وحاصرهم في هذه الحصون مدة طولية لكنه تركهم بعد أن يئس من الحصار الغير مجدي ثم زحف فاستولى على حصن ( عزان بن شهاب ) وقتل فيه


___________________


1- نجران الحديث ص 33 .
2-اليمن عبر التاريخ ص210 .

السلطان ( حاتم بن سعيد اليامي ) ابن عم سلاطين بني آل حاتم ثم استولى بعد ذلك على ( الغصين ) وصعد إلى جبل الظلمة وتمركز بقوته هناك فنصب المنجنيق وشد الخيام ، وعندما استولى على ( الفصين الكبير) و (الفصين الصغير ) كان فيهما أولاد السلطان ( بشر بن حاتم اليامي ) عمر وعلوان فاعتقلهما وأرسل ما معهما من حريم إلى حصن ( ذي مرمر ) ، كما انه اعتقل أخاهما الثالث ( علي بن بشر ) عندما غار على صنعا مع مجموعة من فرسان آل حاتم فلقيته خيول الأيوبيين فقاتلوه حتى أسروه . وظل الثلاثة سجناء عند الملك الأيوبي المذكور حتى تعبوا تعبا شديداً فكتب ( علي بن بشر ) إلى أبيه يخاطبه : كي يفعل أي شي لفك أسرهم :




أمولاي ما أسري بديع فلم يـزل

كذا الناس مأسور وآخر آسر

فان ظفر المولى بنا وبحصــننا


فلله منظور ولله ظافـــر

مليك عزيز لا يعيرنا بـــــه


لسان مذل للجبار قاهـــر

فلا غرو كم مليك قهرنا وماجد


أسرنا وأعطتنا المقاد العشائر

على ذا ممر الدهر عسر ومبدل


بيسر قضته حكمة ومقــادر

فلا تحسبن أني جزوع لما جرى


وحقك أني صادق العزم صابر

وما أنا أخشى غير قـول أراذل


أولِدُهُمْ عن فكهم متقاصــر

وما شعروا أن العظائم كـلهـا


كبار وأن هالت إليك صغائـر

بسعد ك عليِّ ملك همدان ترتجي


وسعدك أن تنجاب عنا الدياجر

فما أن لنا الا كما يعد ربنـــا


وعطفا من المولى معين وناصر





وواصل الملك العزيز حملاته فحاصر حصن كوكبان وكان فيه السلطان عمرو بن علي بن حاتم اليامي . ويقول في ذلك صاحب ( نموذج ملوك اليمن ) : أن قوة الملك العزيز الأيوبي التي هاجم بها حصن كوكبان فقط كان قوامها حوالي آلف وخمسمائة مقاتل ومائة فارس خيال ، وقد بلغت خسائر جنود الملك العزيز الأيوبي في هذا الحصن فقط حوالي آلف قتيل ، أما من داخل الحصن من همدان واتباع آل حاتم الياميين حوالي خمسمائة قتيل أنهار الحصن بكامله عليهم فدفنهم تحت الأنقاض . أما حصن ( ذي مرمر) فيقال أن جيوش الملك العزيز الأيوبي ظلت محاصرة له حوالي أربع سنوات ، وكان فيه السلطان علي بن حاتم نفسه لكن الملك العزيز تركه بعد أن عرف انه لا فائدة من الحصار خاصة انه كان يكلفه الكثير . ولم تنته حروب يام وهمدان مع الملك الأيوبي ألا بعد أن مات هذا الملك سنة 593هـ ، وأتحد آل حاتم وكان مقرهم ( ذي مرمر ) مع الإمام المنصور ( عبد الله بن حمزة الزيدي ) الذي كان مقيما في الجوف وأصر على مناصرة آل حاتم ، وقال في أحدهم وهو السلطان ( بشر بن حاتم اليامي ) يخاطبه عندما قاتل جنود الأيوبيين بشجاعة نادرة بعد أن فر كل من معه وتركوه يقاتل وحده ، حتى نجاه الله من بين أوار ولهيب الأيوبيين .. قال هذه الأبيات :





أسلطان قحطان بن هود وتاجهـا


وفارسها المشهور أن عظم الذعر

واضربها بالسيف برعد هيبــة


وأطعنها والسمهري به قصـــر

من يلتقي الجيش العرمرم ضحاكا


كان مخوف الثغر في عينه ثغــر

تيقن بأني لا أخونك والـــذي


له في منى خرت لأذقانها الـجزر

ومخضبة السيقان قد عقدت لهـا


من الخوف في اللبات اردية حمـر

وهل يقطعن بيني وبينك قاطــع


وحلمك طود شامخ شاهق وعــر

وأنت الذي نهنهت عن جانب العلا


بسيفك والأبطال كالحة حـــزر

غداة ليقت الألف لا القلب واجـم


ولا الباع مقبوض ولا الجنب مزور

وكم لك من يوم أغرٌّ مجمـــل


وأيام صدق حشوها البأس والبـر

ألستم بني عمران جودكم بـحر


وطعنكم شزر وضربكم هبـــر




ويقال بعد ذلك : أن آل حاتم أنهار مجدهم عند الصراع الحاد مع أقوى الدول الأجنبية من حولهم (الأيوبيين ) ومع معظم المناطق ذات القوة والعزة العسكرية ، وذلك لما اختلف أمرهم وانشق بعضهم على بعض عندما توفى السلطان علي بن حاتم اليامي وخلفه أولاده وأولاد أخيه (بشر) على السلطان ، حيث أساء الجميع إلى السلطان محمد بن حاتم ابن عمهم فالحقوا به الإهانات وعذبوه تعذيباً جسدياً قاسيا فكتم حقده في نفسه ، حتى أغار آل حاتم الياميون على مزارع ( الملك المظفر ) فاحرقوها ، وكان هو في ذلك الوقت في صنعاء ، ففر ابن عم السلطان محمد بن حاتم اليامي حتى وصل إلى الملك المظفر ، واتفق معه على محاربة أولاد عمه ، وخرج إليهم في قوة ضخمة ، وحاصرهم وهم في حصن (ذي مرمر) مدة طويلة ، وكان يعلم انهم لابد أن يسلموه الحصن في اقل وقت ممكن نظراً لسوء حالتهم وقلة الطعام لديهم ، وصدق حدسه بعد ذلك إذ سلموا له الحصن بعد ذلك ، وكان حصنا منيعاً يذكره التاريخ بكل إجلال . وكان يعتبر آخر شيء في أيديهم ، وقد قال في ذلك أحد الشعراء وهو (سالم بن عزان الحاتمي اليامي ) في قصيدته التالية :




ولا شك أن الدهر احدث بينهــــم


حوادث عقباها تبيد وتتلــف

وأصبحت الغوغاء الرعاع من الورى


تحكم في رائيهم وتصـــرف

لعمري لقد شدوا هناك شـــــدة


تكاد لها الشناخيب ترجـــف

وذلك الأمر قدٌّر الله كونــــــه


وليس لما قد قدر الله مـصرف

إذا ما قضى الله الزوال فليس عــن


قضأه في الورى متخلـــف

وعز علينا أن يفرق شملهــــم


حسود وكذاب سعي ومزخـرف

سعى بينهم بالزور والكذب معشـر


لهم قدم في الشر والبعض يحرف

جهارا لما قد كان منهم خفيــــة


ومنوا أماني الظلال وسوفـــوا

إلى أن جرت أولى وأخرى كلاهمـا


ظلال ولم يحنوا هناك ويــرأف

وما هي إلا سخطة الله ما رمـــى


بها الله إلا من يسيء ويسـرف

فأعقب ذلك المجد ذلــــــــة


أزيل بها الطود الأشم المنفنــف

فأعقبني حزن طويل ولوعــــة


بقلبي منه حرقة وتأســـــف

نحنٌّ وما يجدي الحنين ولوغــدت


مدامعنا مثل السحائب تــذرف


ولو قبلوا رأي الحسين ورشـــده (1)



هنالك لم يرجف بما كان مرجف

إذا لهداهم للصلح وللهـــــدى


وأعلن فيهم بالتي هي أحــرف

ومازال من إخوانهم زاجر لهـــم


وهم من أولى الشحنا احن وارأف

ولكنهم الغوا كلام صديقهـــــم


فكان من التأنيب ما ليس يوصف

يقولون لا يقبل فلان ورأيــــه


ومازال يصلهم ودادا وينصــف

غضبوا فأمر الله لابد نافــــــد


عساه علينا بالمراحم يعطــف

فلله رب الخلق من عطفاتـــــه


عواطف لا تحصى ولا تتكيــف




___________________
1- هو الداعي الحسين بن عـلي بن محمـد بن الوليد. وقد اراد اخماد الفتنة فيما بينهم ، فاهانه علي بن سعد بن حاتم بقولـه ( اقصر قيلك واعرف قبيلك ) فغضب ( عزان الحاتمي) وقال فيهما قصيد طويلا ينصحهم فيها بالاتحاد والرجوع الى الصواب وهو والد الشاعر صاحب القصيدة المذكورة.

وكان والد الشاعر السابق( عزان بن اسعد بن بشر بن حاتم ) قد أرسل لهم خطابا يعاتبهم وينصحهم فيه.وذلك قبل أن تتفاقم المصائب وينحسر ملكهم نهائيا. على شكل قصيدة قال لهم فيها :




ألا ابلغا ابنا علي بن حاتــــم

مقال له شم الـشنـاخيـب تـرجف

صناديد همدان بن زيد وسيدهــا


ومن مجدهم بـين الـبريـة يـعرف

أولئك أخواني وقومي ومعشـري


ومن بهم أسمو فخارا واشــــرف

وقولا لهم اني وان كنت مقعـدا (1)


فقلبي مما نالهم يتخطـــــــف

أيصبح أرذال الرعاع بأسرهــا


تحكم في أعرافكم وتنصـــــف

وتمشي على البطحاء تريق دمائكم


وتهتك أعراض تعز وتشــــرف

ألم تعلموا أن الحوامل عطلــت


وريعت نساء في المحـاريب عكـف

أبى الله أن ترضى بذلك عـزوة


بيام التي تأبى الدنايا وتأنـــــف

أعيذكم من عثرة الرأي أنهـــا


لمن عثرة الأقدام أشقى واتلـــتف

فلا ترخصوا ما كان بالأمس غاليا


ولا تسعدوا من بات بالشر يهتـــف

ولا تهدموا ما شاده الملك حاتــم


فبنيانه سامي على المجد مشـــرف

ولا تخذلوا في الرأي أبناء عمكـم


فما منهم ألا ودود ومنصـــــف

فإن تسمعوا وتقبلوا نصح ناصـح


يحن عليكم ما حييتم ويـــــراف

و إلا ففي سعي الحسين ودأبــه


لكم بركات عدها لا تتكيـــــف

فقد زادكم في نفعكم متشفعـــا


وكل شفيع بالشفاعة ينصـــــف

و إلا ففي (حدان) متسع لكــم


وارض التقاضي فهي بيضاء صفصف

ولا تتعبوا أن كان الرأي غلطـة


فلا كبد حرا على العز تأســـــف

ومني سلام كالرياض تبسمــت


وصاب عليها صيب المزن يـــذرف





____________________________

1-لقد كان في ذلك الوقت يقارب التسعين من العمر.


رد مع اقتباس