عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 2 )
سمير الحبوري
عضو
رقم العضوية : 4924
تاريخ التسجيل : 30 - 11 - 2005
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : سمير الحبوري is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الشيخ عثمان الخميس يهزم عالم الشيعة عصام العماد 1

كُتب : [ 03 - 12 - 2005 ]

سماحة الدكتور السيد عصام:

بسم الله الرحمن الرحيم, أنا انتهيت من المقدمة ولكن سأبدأ ويحسب الوقت من الآن سوف أبدأ وسأتحدث كما وعدت في الجلسة الماضية عن (آية المباهلة), وعن دور بني أمية في صرفنا عن (آية المباهلة) وعن الآيات الواردة في أهل البيت.

وقبل أن أتحدث عن دور بني أمية, أبدأ بالحديث عما وعدت به في إكمال البحث عن (آية المباهلة), ويحسب الوقت من الآن.

أقول في الحقيقة إنها حكمة* إلهية, وأحب أن ألفت أخي وحبيبي فضيلة الشيخ عثمان الخميس إلى قضية هامة في منتهى الأهمية, وهي عندما نبحث عن (آية المباهلة), يجب أن نلتفت إلى صيغة الصلاة الإبراهيمية, التي يرددها كل مسلم في صلاته, لماذا اختار الله هذه الصيغة في الصلاة؟ أليس من الواجب أن نسأل القرآن الكريم ما هو مقام آل إبراهيم في القرآن الكريم؟ حتى نعرف مقام آل محمد ـ المطهرين لا غير المطهرين ـ ؛ لأن الله أمرنا أن نقول في الصلاة وفي التشهد: «اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد, كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم, وبارك على محمد وعلى آل محمد, كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم», فإذا عرفنا مقام آل إبراهيم في القرآن, سوف نعرف مقام آل محمد في القرآن أو السنة, حينئذ سنتعامل مع (آية المباهلة) بطريقة تختلف عن الإهمال والنظرة السطحية لهذه الآية, ما الذي جعله الله لآل إبراهيم في كتاب الله؟ ونطق الوحي بآيات كثيرة وردت في سورة النساء, وفي سور أخرى تقدم بهذا التقديم المذهل العظيم، قال تعالى: (أم يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله، فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة واتيناهم ملكاً عظيماً), الله تعالى يرسم لآل إبراهيم هذا المقام العظيم, هم أهل الكتاب والحكمة كما نطقت الآية، والنبي* يقول: >تركت فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي<, كما في صحيح مسلم, وكما أن آل إبراهيم هم أهل الكتاب والحكمة, فهكذا أهل البيت هم أهل الكتاب والحكمة، والله في كتابه المجيد قرن آل إبراهيم بالكتاب, والنبي في سنته قرن* آل محمد بالكتاب, ولكن أهل السنة فصلوا بين بيت النبي والكتاب, وإن كانوا لا يقولون بالفصل بين آل إبراهيم وآل محمد, فمن هنا يصلون عليهم الصلاة الإبراهيمية, ويقولون: >اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد, كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم, وبارك على محمد وعلى آل محمد, كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم< في كل صلاتهم عند التشهد, ولكن لا أدري لماذا فصلوا بين أهل البيت وبين آل إبراهيم في الواقع, فلو تأملوا وأنصفوا لعلموا الحق, وهل في المنطق وفي الوجدان أن نؤمن بأن الله آتى آل إبراهيم الكتاب والحكمة, ثم ننكر أن الله آتى آل محمد الكتاب والحكمة [يعني: القرآن والسنة النبوية] مع وجود (حديث الثقلين), ما لكم كيف تحكمون؟! وإذا فصلنا بين الكتاب وآل النبي, فلماذا نقرن بين آل النبي وآل إبراهيم في الصلاة؟ وأرجوا من الشيخ عثمان أن يجيب على هذه الأسئلة *ومثل هذه الأسئلة هي التي جعلتني أنتقل من الوهابية إلى الاثني عشرية مثلها ومثل غيرها من عشرات الأسئلة التي طرحتها في الجلسات الماضية, ولم أجد جواباً عند الشيخ عثمان الخميس إلا أن يتهمني بالكذب أو أن يقول: ما سمعت شيئاً جديداً, كلما أتيته بدليل جاءني بتكذيبات, وأرجوا من أخي فضيلة الشيخ عثمان أن يتقي الله وأن يغير أسلوبه, فوالله ما كنت من الكاذبين.

إنها حكمة إلهية يا إخواني حين قرن الله في كتابه بين آل إبراهيم, وبين الكتاب والحكمة، أراد الله من هذا الاقتران أن يبين لنا أن النبي عندما قال: >كتاب الله وأهل بيتي< يعني إنه قد قرن بين أهل البيت المطهرين وبين الكتاب والحكمة أو بين الكتاب والسنة, فقد قرن النبي في (حديث الثقلين) بين آل البيت والكتاب, ولله حكمة حين أمرنا بالتشهد أثناء أداء الصلاة في كل وقت, أن نقرن بين آل إبراهيم وآل محمد, وأنا أرى إن الشيخ عثمان عندما يريد أن يبحث في (آية المباهلة), يجب عليه أن يلتفت إلى هذه النقطة المهمة, ثم يبحث عن مقام أهل البيت من خلال مقام آل إبراهيم في القرآن الكريم, وإن النظر إلى (آية المباهلة) وحدها دون النظر إلى الآيات والروايات الواردة في أهل البيت أو في أهل بيت إبراهيم, سوف يجعل الشيخ عثمان وغيره من أهل السنة والجماعة ومن الوهابية لا يدركون حقيقة مذهب أهل البيت.

إنني أكره أن أقف عند (آية المباهلة) وحدها فلو كانت وحدها تكفي لما أتى الله ورسوله بآيات أخرى في أهل البيت, ولكان الله ورسوله قد اكتفيان بـ (آية المباهلة) لتبيين مقام آل محمد.

ومن هنا عندما يطلب مني الشيخ عثمان الخميس أن آتي وأن أشرح له كل مقامات أهل البيت من خلال (آية المباهلة), فإن هذا الكلام لا يقوله إلا من لم يتأمل إلى مسألة هامة ذكرها علماء الأصول من الاثني عشرية ومن الوهابية ومن أهل السنة ومن السلفية, وهي إنك إذا أردت أن تبحث عن أي موضوع, فيجب أن تجمع كل الآيات والروايات الواردة في هذا الموضوع, لا أن تنظر إلى آية وحدها وتغض الطرف عن آيات أخرى أو الروايات الأخرى الواردة في نفس الموضوع.

ومن هنا أقول إننا علمنا مقام الذين باهل بهم النبي وهم علي والحسن والحسين وفاطمة, علمنا مقام آل محمد من خلال مقام آل إبراهيم, كما شرح في القرآن الكريم, وكأنّ الله لم يشرح لنا مقام آل إبراهيم, إلا من أجل أن الله علم أنه سيأتي أناس ويؤخرون آل محمد ويقدمون عليهم الصحابة مع أنه لا قائل يقول: إن أصحاب إبراهيم أفضل من آل إبراهيم المطهرين.

ومن هنا أنا أرى أن أخي وحبيبي الشيخ عثمان, عندما قال لي* في الجلسة الماضية: هل (آية المباهلة) هي التي جعلتك تترك مذهب أهل السنة؟ قال في الجلسات الماضية ـ أيضاً ـ: هل (آية التطهير) هي التي جعلتك تترك مذهب أهل السنة؟ فهذا السؤال خطأ؛ لأن مجموع ما ورد في أهل البيت جعلني أترك مذهب أهل السنة, وأقول: إن الآيات والروايات الواردة في أهل البيت بمجموعها هي التي جعلتني أترك الوهابية وأتبع أهل البيت, وهكذا إذا أردنا أن نفهم (آية المباهلة) يجب أن نراجع الآيات الأخرى, ومن هذا القبيل الآيات التي تصف آل إبراهيم باعتبار إننا في الصلاة نقرن بين آل إبراهيم وآل محمد في الصلاة الإبراهيمية الثابتة عند الاثني عشرية والسنة والوهابية والسلفية, يقول الله تعالى موجهاً خطابه لمحمد ـ صلى الله عليه وآله ـ: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا), الكتاب الذي أنزل على محمد يقول الله في شأنه: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا), والنبي في يوم المباهلة, بين لنا من هم الذين أورثهم الكتاب واصطفاهم من عباده عندما خرج بعلي وفاطمة والحسن والحسين وقال: >اللهم هؤلاء أهل بيتي<, وقد أخبرنا بقوله: >تركت فيكم الكتاب وأهل بيتي<, >أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي< أخبرنا بذلك, بأنهم هؤلاء هم ورثة الكتاب وإلا لما كانوا قرناء الكتاب؛ لأن الله يقول*: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا). وكما أورث الله الكتاب بعد إبراهيم, الذين اصطفاهم الله من آل إبراهيم, فقد أورث الله الكتاب من بعد محمد للذين اصطفاهم الله من آل محمد, وجاء القرآن وبين أن آل إبراهيم عندهم الكتاب والحكمة وجاء النبي وبين أن أهل البيت هم قرناء الكتاب وهم علي وفاطمة والحسن والحسين, كما بينهم النبي وحددهم في أكثر من موضع ولاسيما في (آية المباهلة) ولكنني أتأسف لأن أكثر الناس لا يتأملون في ذلك, ويجعلون القضية قضية اثني عشرية مع أن القضية قضية قرآنية وقضية متعلقة بالسنة النبوية, لا تتعلق بأي مذهب من المذاهب, بل نصوصها ثابتة عند كل المذاهب. والاثنا عشريون عندما قالوا بذلك إنما استندوا إلى آيات الكتاب المبين وإلى السنة الصحيحة الواردة عند الطرفين, هؤلاء الوارثون لكتاب الله هم المعنيون والمصطفون من قبل الله, ومن هنا قال النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ: >لا يزال الدين محفوظاً باثني عشر< وحفظ الدين لا يكون بالملوك الظلمة, كما قال أخي فضيلة الشيخ عثمان الخميس, عندما جعل حفظ الدين بالاثني عشر, جعل حفظ الدين بيزيد بن معاوية وبعبد الملك بن مروان, وبغيرهم من الظلمة الذين قتلوا أهل البيت واستباحوا دماءهم! فكيف يكون الذين استباحوا دماء أهل البيت ودماء الصحابة هم ورثة الكتاب المبين وهم الذين سيحفظون الدين؟! (ما لكم كيف تحكمون), وإنما يكون ورثة الكتاب هم الذين اصطفاهم الله وقرنهم بكتابه وأمرنا أن نقرن بينهم وبين آل إبراهيم ـ صلى الله عليه وآله ـ , ولكنني أأسف أن الكثير لا يتأملون ويتركون هذه الأمور؛ لأنهم في نظرهم لو تعلقوا بهذه الأمور لأصبحوا من الاثني عشرية, هؤلاء الذين اصطفاهم الله من آل محمد واصطفاهم الله من آل إبراهيم, يجب الصلاة والسلام عليهم بقول الله تعالى: (قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى). ومن هنا فرض الله الصلاة والسلام على آل إبراهيم في الصلاة الإبراهيمية التي تقال في التشهد؛ لأن الله اصطفاهم, وهكذا فرض الصلاة على آل محمد في الصلاة الإبراهيمية التي تقال في التشهد؛ لأن الله اصطفاهم. إن الإنسان عندما يقف أمام الله في صلاته خاشعاً لا ينبغي أن يذكر في صلاته إلا الذين اصطفاهم الله من آل إبراهيم ومن آل محمد, ومن هنا لا يجوز أن يذكر المسلم في صلاته لا أصحاب إبراهيم ولا أصحاب محمد، وإنما يذكر الذين اصطفاهم الله واجتباهم من آل محمد والذين اصطفاهم الله كذلك واجتباهم من آل إبراهيم, ولكن أكثر الناس فضلوا أصحاب محمد واعتبروا تأخير أهل البيت من العقيدة.


رد مع اقتباس