عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
خيال الحيزا
عضو
رقم العضوية : 5250
تاريخ التسجيل : 24 - 12 - 2005
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 4 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : خيال الحيزا is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
القصه الحقيقيه لزعب والذود عن جارهم الحربي

كُتب : [ 24 - 12 - 2005 ]

قصة حماية زعب لابل جارهم الحربى :

كانت قبيلة زعب آنذاك (( ما بين القرنين الثامن والتاسع هجرى وما قبلهما )) من اكبر القبائل العربية التى تقطن منطقة الحجاز وما جاورها من مناطق ووديان حتى الربع الخالى جنوبا.

وقد كانت منازل قبيلة زعب ومراتع حلالهم من الدبش (( الإبل والغنم )) فى هذه القصة التى نسرد أحداثها ، بالقرب من عين ماء كبيرة توجد حاليا جنوب نجد تحديدا على حد وادى الدواسر وقد نضبت إلا أن آثارها ما زالت موجوده حتى الان ومعروفه لدى أهل المنطقه.

وكانوا رجال زعب كثيرون وعدد حلالهم أكثر فكان الزعبى لا يرد حلاله عين الماء هذه إلا بعد فترة ليست بقصيرة وذلك بالتناوب على الدور مع أبناء عمومته من زعب أصحاب الحلال ،(( فقد ذكر الرحالة الايطالى فارتيما ويدعى الحاج يونس المصرى ( المصدر كتبه المترجمه على يد شيخ مترجمى الرحلات د. عبدالرحمن الشيخ ) : أنه عندما التقى بقبيلة زعب فى منطقه تسمى ( المزيريب ) وهو فى طريقه للحج مع قافلة حج شامية عام 902 هــ قال أن زعب تمتلك اربعون الف حصان وعشرة الاف فرس وثلاثين الف بعير كما قال أنهم فى غزواتهم يركبون الخيل من غير سرج و يبدو لى انهم كانوا لا يعــــــدون بل يطيرون كالصقور فقد كنت معهم )) و ما تقدم يدل على كبر عدد أفرادها وفروسيتهم .

والمهم أنه قد كانت إحدى القبائل العربية ( ........ ) تقطن بالقرب من زعب وقد حاولت أن ترد للماء عنوة على زعب ولكن فرسان زعب كسروها ولاكثر من ثلاثة أشهر متتاليه أى تسعين ليله لم يستطيعوا أن يورد حلالهم للماء
مفاوضات
بين
حاكم الحجازوالامير ناصربن سحوب
.
وبعد إنكسار هذه القبيله وعجزها على أن تورد إبلهم للماء ، لجأوا بالشكوى لحاكم الحجا زومكة آنذاك الشريف أبو طالب ( وقد قيل انه يدعى بركات وقيل ابن نما ولكن المهم والأكيد أنه من بنى حسين من قبيله الأشراف ) والذى كان يعتبر ملكا فى وقته على الحجازوما جاوره وياخذ على القبائل الزكاة ( الأتاوة ) وقد كان يجند القبائل كجيش عنده مقابل جنيهات ذهب ، وأرسل شريف مكه مبعوث إلى أمير قبيلة زعب ناصر بن سحوب والذى كان يتميز بشدة بياضه ووسامته وقد عرف عن إبن سحوب أنه كانا من جبابرة الحروب واحد الفرسان الذين شاع ذكرهم وعرف عنه الشجاعه وشدة البأس والدهاء (( ومازالت سلالته من أبناء هذه العائله الكريمه محافظة على مشيختها لقبيلة زعب حتى وقتنا الحاضر و أمير قبيلة زعب الحالى هو عبدالله بن فيصل بن فراج بن فيصل السحوب)) . وقد قام مبعوث الشريف بالإصلاح ما بين زعب وتلك القبيله بعد سماح زعب بأن تورد إبل تلك القبيله بعد إنتهاء دور أصحاب الحلال من زعب وذلك بالتناوب معهم تقديرا لتدخل شريف مكه بالمشكله .

وبادر ابن سحوب باكرام مبعوث الشريف فأقام الولائم له ، وطلب بأن يحلبو للضيفان من خيار الابل فالحربى كان جارا لزعب وكانت أبله هذه الحيزا وارثها من أجداده وتتميز بزين الشكل والطبع وروعه المظهر ,ومن طيبها كان حليبها يتقاطر منها ، واثناء عودة المبعوث رآها في طريقه وهو ذاهب الي الشريف ولروعةا تلك الابل بقيت في راسه وبعد وصوله الي الشريف ابلغه بحل الموضوع و قال لـــــــــه : (( يا طويل العمر لقد رأيت إبلا عند زعب لا تصلح إلا أن تكون لك ، فوالله من طيب الابل فان حليبها يتساقط منها- وقد قصد بذلك المبالغة فى طيب الابل وحلاوة حليبها)) ._

وعندها قال شريف مكة لمبعوثه اذهب لاميرهم ابن سحوب وأخبره بأن يبعنى تلك الأبل ، وبعد وصول المبعوث ، قام ابن سحوب بالعرض على ابن صبخى الحربى جارهم بأن ييعه الإبل وقد أخفى عليه أن ذلك الطلب من شريف مكه وذلك خوفا ان يقبل بالبيع خوفا وهيبة من الشريف وهو ليس راغب بذلك، فرد الحربى على إ بن سحوب بأنه لن يبيعها و بعد بلوغ الخبر للشريف بالرفض على بيعها، أصر بالطلب مهما كان المقابل ، ولكن الحربى مازال يرفض حتى قال لزعب : (( والله لا افرط بها لو عدلتوا لى وزنها ذهبا فهى نادرة ومتوارثه من أجدادى )) وقد كانوا– زعب - أخفوا عليه رغبة الشريف فى إبله وذلك حتى لا يجبر ولو من داخل نفسه هيبة او خوفا على اعطائها ولعمرى ان ذلك من وفاء زعب وطيب جيرتهم فقد تحرجوا من ابلاغه خوفا من أن يفرطوا بحق الوفاء والجار أو أن يقال أن زعب خافت أو باعت جارها لرضا الحاكم .

وعند تأكد ابن سحوب من رفض الحربى التام للتفريط بالحيزا ، ركب ومن معه من فرسان زعب لشريف مكه لاخباره بأن لا مجال لذلك وأن زعب تقديرا لكبر الموضوع واحتراما واجلالا لهيبة الحاكم الشريف سوف تفادى عن تلك الابل بما يطلبه الشريف عوضا عنها وعرض عليه ان يعطيه ناقتين يتخيرها من ابل زعب بدل كل ناقه من ابل الحربى ، وحيث أن الشريف قد بلغ من رفض زعب إعطاءه الابل ولو عنوه عن جارهم مبلغا كبيرا من الغضب ، فقد طلب من زعب بأن تقدم له تسعين فرسا صفرا ء ما فيها قالب اللون – اى كلها صفراء – من ضمنها علوتها أى حصان ذكرا لها ، وإلا الحرب لا محالة :

وإختيار الشريف الخيل عوضا عن الابل هو لتعجيز زعب عن الوفاء و من ثم اجبارها لجارها على اخذ ابله الحيزا خوفا من نشوب الحرب ، كما أنه معروف ومما لاشك فيه بأن زعب أهل مرابط خيل اصيله وتشتهر بالدقه بتربيتها وتتفنن بذلك ، كما انها كانت من القبائل التى اعتادت خيلها على المعارك والمواقف الصعبه مما يجعل خيلها مرغوبه لدى الحكام ليزودوا بها جيشهم ومازالت زعب تهتم بمرابط الخيل العربيه الأصيله حتى وقتنا القريب.
مشاورات
الامير ناصر بن سحوب مع فرسان زعب ورجالها
و بعد عودة ابن سحوب وفرسانه من الشريف ووصولهم الى ديارهم أمر عبده (( سعيد )) بإشعال نارا عظيمه حتى تجتمع زعب ((،واشعال النارلكي يرآها البعيد لاهمية الامر واستشارتهم فيه)) وبعد أن رأوا النار عاليه اجتمعوا فزعة و تحسبا لوقوع امرا جلل ، فقال لهم ما حدث واستشارهم فوافقوا على بذل العطاء ، وقاموا بجمع الخيل حتى أنه عندما بقى عدد من الخيل لاكمالها ، ارسل ابن سحوب لاحد رجال زعب وكان عنده عده مرابط للخيل ليطلب المزيد منه ولكرم هذا الزعبى ، ووفاءه لجاره كان يطلب من عبيده ان ايغمضوا عينيه وهم يأخذون الخيل(( وذلك لغلاتها عنده ومحبته ومحبة كل زعبى للخيل وليس شح ولا بخل بما للخيل من اهميه في ذلك الوقت ))، فقد كانوا يتمارون فيما بينهم بين وكذلك مع القبائل الاخرى بطيب خيلهم ، وبعد تجميع الخيل اتى مكملا لها التسعين حصان ويدعى شعيطان من أسبق الخيل وأجملها شكلا وخياله الفارس مهوس ولد عم ناصر بن سحوب ، وبعد إكتمال الخيل وحل موعد التسليم امتطى بن سحوب وفرسان زعب الخيل ليتوجهوا بها للشريف وحيث انهم من قبيلة اثارت العطاء على الحرب ايثارا لجارها ولم تكن خائفة من الحرب ولم تعتد على الاذعان فقد قال ابن سحوب لفرسانه يا هل المليحا ( وهى عزوة زعب سابقا ) يا بنى عمى رايحيين نقدم الخيل وفاء لجارنا ماهو ذلن على أعمارنا ، وعليها تسلحوا و اركبوا خيلكم واخذوا وضع الهيجا – ويقصد بالهيجا اى مرفوعه رءوسهم ورؤس خيلهم كأنهم فى غزو- وبالفعل اقبلوا فرسان زعب مع اميرهم حتى شارفوا على قصر الشريف ، وعندما رأت بنت الشريف عجة الخيل من بعيد وهى كانت تعتقد أنه غزو .
واثناء ذلك الموقف وصل ابن سحوب وربعه الى مجلسه فقال لبنته مستهزءا ومحاولا لرد كرامة بنته التى فزعت خائفة وهى بنت الشريف حاكم الحجاز : خفتى من هذا ومن معه ويقصد بن سحوب وفرسانه ، فسمع ذلك بن سحوب وزعل ، حتى انه من شده الزعل ارتفعت جوخته التى كان يرتديها و التى كانت تسحب تحت الكعبين فارتفعت الى مجذ الساق ، ومن فطنته ودهاءه علم ان الشريف يريد حربهم لا محاله ولا يريد غير الابل ، فقال ابن سحوب له : أبى وجهك وامان الله أنك ما تفك رباط الخيل ورانا حتى خمسة عشر ليل ، ويقصد بها مهله قبل الحرب فقال له الشريف لك ما طلبت ، فقال بن سحوب للشريف : والخيل ما لها عميل – ويقصد غزو ونهب كل من فى طريقه وهو عائد لديار زعب ، فقال الشريف له : وهو لك الا بنى عمى – ويقصد بنى حسين من الاشراف وهم ابناء عمومة ابو طالب الشريف حاكم الحجاز.، وبعد ما ذهب ابن سحوب قالت بنت الشريف لابوها هذا الفارس والله ومن معه ليأخذون بنى عمك فافزع لهم فقال لها ابوها : هل اعجبك بياضة ووسامته لتقولى عنه فارس ، قالت : لا والله لكن رايت جوخته ارتفعت بعد ما سمعك وزعل ، ولم يعرها اى اهتمام .
فانطلق بن سحوب وفرسان زعب عائدين وقد أخذوا بنى حسين ابناء عمومة الشريف أول من اخذوا(( ردا على وقاحته واستهزاءه وخيانته لوعده بعد ما اوفوه واتوا بالخيل له))، وقد أرسل على الفور شريف مكه عده فرق وكتائب للحاق بفرسان زعب الذين اخذوا بنى حسين الا أنهم عادوا مهزومين فى كل مرة ، وبعد ما وصلوا لمضاربهم وقد علموا ان شريف مكة لن ينتظر حتى أن يستعدوا ولكن سوف يتبعهم بجيش كبير عرمرم مؤلف من كل القبائل الحليفه لشريف مكه ، فأمر بن سحوب زعب بان يشعلوا النيران وذلك تمويها للشريف باقامتهم وتواجدهم في محلهم والاصل أن يرحل النساء وكبار السن والاطفال وأن يبقى الفرسان من زعب يتقدموا لقتال الشريف وجيشه ويلحقوا باهلهم بعد ما يأخروا تحرك الشريف ناحيتهم ، ولطيب هذه القبيله وشجاعتها فقد كانت تتباشر بالحرب من دون جارهم وارخصت النفس والنفيس فى ذلك .
وبالفعل خرج الشريف ومن معه وكان المناخ بين جيش الشريف وقبيلة زعب فى موقع يدعى (( ركبه )) واستمرت ثلاث شهور متصله يوميا وبعد ذلك اســتمرت لمده خمس عشر عـــاما متفرقه ومن صور بـــــداية الحرب فقد كان ناصر بن سحوب يصرخ فى زعب ارخصوا أعماركم من دون جاركم ، ربـــعى يا هل الابل وكانوا فرسان زعب الشجعان تتــــــسابق على ظهور الصفر من الخيل يعــــتزون ( خيل الحيزا ) وهى أبل الحربى بعدما كانت عزوتـــــــــــــــــهم ( خيل المليحا ) وهى ابل زعب ونخوتهم المشتركة .
ومن صور الشجاعه فى هذه اللحظات كان ابن غافل من زعب وهو رجل كبير بالسن و فارس شاع صيته يصرخ فى بناته بان يربطوا جفونه التى تغطى عينه من كبر سنه حتى يرى ويقاتل مع بنى عمه من زعب :
وليس هذا وحسب فقد قامت خوات الرجال من نساء زعب الأصيلات باعتلاء الابل ورفع الصوت يزهمون رجالهم وازواجهم وابناءهم واخوانهم بأن يقاتلوا بشراسه وإستبسال (( وهذه عاده قديمه عند العرب وحتي في الجاهليه لاثارة الحماسه في الفرسان حتي يستبسلوا في القتال )) حيث أن اعـــــداد أعــــــدائهم تفوقهم بعشر مرات وكل ذلك من دون جارهم و كن الزعبيات يرفعون الصـــــــــوت امـــــــا م رجالهم ليشجوعنــــــهم (( سقنا الحيزا على الدولة ....... وإبن سحوب صدق قوله))
والمراد ان زعب بفرسانها ورجالها واميرها يذودون عن الحيزا ابل جارهم من دولة الشريف وجيشه من جميع القبائل لعظم زعب وكثرتهم في ذلك الوقت
فقد كانت تلك الحرب من أعظم الحروب التى عرفتها الجزيرة العربية والعرب فما بعد حرب داحس والغبراء وكل حروب الجاهلية إ لا حرب زعب التى استمرت خمسة عشر سنه والتى كان يقاتل فيها الزعبى الواحد
ببساله لكثرة اعدآءه وعدم التكافأ .
وقد حمت زعب جارها وفكت إبله من ظلم الشريف وبطشه فقد قال فيهم الخلاوى عندما كان يصف مزايا كل قبيله على حده لأخوه :
(( رعاية الأقفار ، عسافة الامهار ، فكاكة الحيزا يوم الحاكم جار )) .
وقد أدت هذه الحرب الضروس ما بين قبيلة زعب وشريف مكة ومن معه من قبائل أخرى ألى قتل العديد من الجانبين فيها وقد أضعفت هذه الحرب كل من زعب والشريف والتى ادت بعد ذلك لسقوط دولة الاشراف وذلك بعد مرورهم بعدة حروب مع قبائل اخرى وقيام الدولة السعوديه ، وقد تفرقت قبيلة زعب بالجزيرة العربية وارض العرب نتيجه لتلك الحرب وذلك لعظمها وطول مدتها وقد أشار الملك عبدالعزيز رحمة الله عليه الى تلك الحرب الضروس فى احد مجالسه مشيدا بقبيلة زعب ومأثرها ومواقفها من دون الجار والدفاع عنه والوفاء له والتى فازت بها زعب من دون غيرها فى هذه الخصلة الطيبة .
قصة بنت ابن غافل وولدها سباع :

وفى خضم هذه الحرب والغارات بين قبيلة زعب وشريف مكة وأحلافه كانت الحجاز وما جاورها بالنسبه لزعب ومن وآلاهم من العرب ديار قوم (( ديار خطر)) ، وفى أثناء حرب فرسان زعب مع أعدائهم كانوا يشددون أهلهم ويقاتلون ومن ثم يتبعونهم وفى ضمن هذا الرحيل كانت بنت ابن غافل على ذلولها مع أهلها وهم فى رحيلهم نامت وخرت على رحولها نائمه من شده التعب والحذر ، وفى هذه اللحظات من نومها انحرف ذلولها عن مسير االأظعان اى القافله واخذ طريقا اخر وهى نائمه لا تعلم ما يدور حولها ولم ينتبه اهلها عن ضياعها حيث كان الرحيل بطريقه سريعه وحذره لانهم وسط طرق الاعداء وأحلافهم ، وفجأه أفاقت حيث وجدت نفسها وحيده فى الخلاء ومنطقه موحشه قفر لم يمر بها أحد ليس لديها لا انيس ولا رفيق فقد أضاعت أهلها وتعلم أنها فى ديار قوم وإن وجدها أعداءهم سوف يفعلون ما يعيب على زعب لاحقا وسوف تلزم ابناء عمها فيما لو حدث لها مكروه من احد مسؤولية الثار لها وهم مشغولين بأعدائهم الكثر والقويين ، فما كان منها وبعد أن رأت عين ماء بقربها وبجانبها شجره كبيرةإلا وأن نزلت من قعودها وضربته ليذهب بعيدا حتى لا يعلم أحد عن وجودها هنا ولا اثر لها وقامت متسلقه أعلا الشجرة مختبأه راجية رحمة الله وفرجه.
وبعد أن أستقرت فى أعلى الشجرة ، واذا بركب سيارة ( قافله ) يمر على المنطقه ويعرج على الماء ليشرب ويسقى حلاله وقيل أنهم غزو ، وقد كانوا من قبيله الدواسر من فخذ زايد و هم على الماء اتى رجل وامرأته ليشربوا من الماء واذا بانظارهم تقع على صورتها فى الماء فخافوا ان تكون جنية ، فسألوها بالله هل أنت جنيه ام من الإنس ؟ فأجابتهم : من الأنس ، فقالوا لها أنزلى ، فقالت وهذا من ذكائها وطيب أصلها لا أنزل حتى تأتوا لى بأميركم أو عقيدكم الذى تأتمرون بأمره ؟؟ وبالفعل نادوا لاميرهم ( شيخ المساعره من الدواسر) ولا زالوا ، فقال لها : أنزلى ، فقالت له : لآ أنزل حتى تعطينى امان الله وألف عهد من الله أنى فى وجهك ولن تتعرضوا لى بسوء ، فقال : ولك ما طلبت وبعدها نزلت . فسألها الأمير ما أصلك ؟ فقالت له : لا أصل لى ( وكانت تقصد بإجابتها تلك إخفاء أصلها خوفا من أن يكون أو أحد منهم حلفاء أعداء زعب فيتصرفون بما يسىء لها ولاصلها ) .
وبعدها أخذها الأمير مع باقى نساءه وعبيده ، ولكنها كانت أمرأه ظفره وجيده وجميله ، وقد أعجب بها إبن الأمير والذى كان متزوجا من أحدى بنات عمه وقد طلب أن يتزوجها وقد قوبل بالرفض والمنع من قبل والده حيث انها صلبيه الا انه أصر و وبعد ذلك تزوجها فبنى لها بيت شعر صغير وردئء ويكون كالخدر لصغرة ووضع خلف بيوتهم لانه زواجا معيبا ، وبعد مرور الزمن ولدت الزعبيه من زوجها ولدا اسمه سباع وكان له أخوه من أبوه ، وقد كان سباع هذا نادرا فإذا غزو هو أولهم وأطيبهم وإذا عدوا كان أعداهم وإذا قنصوا كان أوفرهم صيد ماهر واذا تسابقوا بالأعياد وعلى ظهور الخيل كان الفائز ولكن ابناء عمومته وأخوته بالأخص كانوا عندما يمتدح نفسه عليهم يعيبونه بتكرار السؤال عليه : من هم خوالك ويقصدون ان خواله صلب ، وكان دائما يتضايق من ذلك ويشكو لامه التى لم تخبره ابدا باصلها ونسبها.
وفى مرة من المرات خرج سباع للقنص وقد ابعد فى مقناصه حتى أنه وصل إلى مضارب زعب وديارهم والتى حدثت بها معركتهم مع الشريف ، ورأى تلك الديار وأعجب فيها ، وعندما عاد لامه أستقبلته وروى لها اين ذهب ووصف لها تللك الديار التى اصبحت خاوية من الناس وبعض الضلعان والجبال ومعالم الطبيعه ، فأدركت بنت إبن غافل أن إبنها قد وصل إلى ديار ومنازل زعب فإنهارت وبكت بكاءا شديدا حيث ذكرها فى اعيال عمها واهلها وتهيضت ، واستغرب سباع من بكاء امه وسألها ولم تجبه وعندما خرج من بيتها صادف جده وهو عم الزعبيه ابو زوجها فسأل سباع عن حالها ولما هى كذلك فقال له ما حدث فاستغرب وشك بالامر فهو من اللحظه الاولى كان يعلم ان هذه المراة ليست بصلبيه وان سباع لا يخرج بفروسيته وشجاعنه من امراه لا اهل لها ولا اصل ، وكان من حنكته ودهاءه امر بان يحضروا لام سباع خياش من عدة انواع للحبوب تحتاج للطحن بالرحى ، وقال لها اعديها الان وقبل ظهور الصبح لاننا سوف نخرج للغزو غدا وهو ذلك أرادها أن تتهيض عند سماعها لصوت الرحى وتقول ما فى خاطرها ، وكان قريب من الخيمه ليسمع ما تقول وكان له ما اراد فتهيضت بنت ابن غافل تقول وتنشد بالفخر بنسبها واصلها وطيب تاريخ أهلها وفعلهم فقالت اطول قصيده عرفها البدو من تسعه وتسعين بيتا ، وقد أعزها عمها وزوجها بعد معرفة اصلها وشاخ ولدها سباع فى قبيلته وانتسب له الكثير من الرجال والشجعان والفرسان والكرماء والذين يعودون بالاصل الى فخذ آل ابوسباع من اولاد زايد من بنى دوسر الكريمه .
وهذه قصيدتها :


تهيـــــضْت ياســـبّاع لدارٍ ذكـــرتها ولاعاد منهـا إلا مـواري حيودهـا

سبّاع أمّك تبكـــــــــي بعـــينٍ حفيه ودموعهـا تحفـي مـذاري خدودهـا

ولكن وقود النار باقصى ضميرها هاضَ الغرام و بيّحَ الله سدُودهـا

ولكن حجر العين فـــــــــيـها مليلة ولكـن ينهـش موقهـا مـن برودهـا

دمـعٍ يشـادي قربـةٍ شُوشــــــــليّة بعيـدٍ معــــــشّاهـا زعُـوجٍ قعودهـا

زِعبيّةٍ ياعــــــــــــــــمّ مانـي هميه ولانى مـن اللـيّ هافيـاتٍ جدودهـا

أنامن زِعب وزعـــــب إيلاَ أوْجَهوا على الخيل عجْلاتٍ سريعٍ ردودهـا

أهل سربةٍ لادْبرَت لكـــــِنّها مهجّرة وِنْ أقبلت كنَّ الجـوازي وُرودهـا

لطاح طايحهم شــــــــــوي ترايعوا تقـول فهـودٍ مخطيـاتٍ صيودْهـا

لصاح صياحٍ بالسّـــبيب اِفزَعوا له عزيِّ لـــــغمرٍ ثبَّـرت بـهْ بلودهـا

لحقوا على مثل القــــطـا يـوم ورد متغانـمٍ عيـنٍ قـراحٍ يرودهـا

خيلٍ تغذّى للبلا و المـــــــــــــعارك ترهِب صناديـد العِـدا فـي طرودهـا

لا تلقحونَ الخيل يا زعـــــب ياهلي ترى لقاحَ الخيل يـردي جهودهـا

إن جَن سماحَ الخدّ مايلــــــحقن بكم ون جن مع السّنْداء لـزومٍ يكودهـا

جينا الشّريـف بديرتِـه وإلتقانا كـلّ القبايـل جامعيـن جنودهـا

طَلَبْ علينا الخُورهجمت قصيرنا مصمل يبغـي حنازيـب سودهـا

يَامَا عطينا دونها مـن سبيّه تسعيـن صفـرا حسبهـا ومعدودهـا

تمامهن شعيطان خيالة مهوّس أصايل صنـع النّصـارى قيودهـا

يقطع قبيلةٍ ضفهـا مايذرّى تشـدي جمـالٍ عظهـا فـي بدودهـا
قصيرنا في راس عيطاً طويلة يحجى ذراها من عواصيف نودهـا

عيّـوا عليهـا لابِتـي واحتمُوها بمصقّـلات مِرهِفـاتٍ حدودهـا

حَرَبنا والبنت نشوٍ بهاامها لين استتمـت وستـوى زيـن عودهـا

تسعين ليلة والعرابـا معقّلة بشمـخ الـذراء محجـزاتٍ عضودهـا
شقح البكار الليّ زهن الجنايب قامت تضالِع مـن مثانـي زنودهـا

خيلٍ تناحي خيل وتضرب بالقنا مثل التهامي يوم أحلـى جرودهـا
\
بنات عميّ كلّهن شقّن الخبا بيـضِ الترايـب ناقضـات جعودهـا

على الحنايـا نقضـن الجدايل سمـرِ الذوايـب كاسيـات نهودهـا
وجيههن مثل مزنةٍ عقربيّة هلـت مطرهـا يـوم حنـت رعودهـا

كلن نهارَ الهوش تنخَى رجالها ستر العـذارى بالملاقـى اسودهـا

لباسةٍ للدّرْع والطاّس باللقاء على سروج الخيـل عجـل ورودهـا

مِن صنع داود عليهم مشالح تجيبـه رجـالٍ مِـن غنايـم فهودهـا

يا ماطعنوا في حربةٍ عولقيّة شلف تلظـى يَشـرَب الـدّم عودهـا
الليّ ايتموا في يوم تسعين مُهرة مامنهن اللـيّ ماتـلاوي عمودهـا

تسعين مع تسعين والفين فارس تحت صليب الخدّ تطـوى لحودهـا
تسعين بين بني عمي وابوي وخوتي وتسعين عنانٍ واللواحي شهودها
قبيلةٍ كم أذهبـت مِـن قبيلـة اذا عـدّت الجـودات ينعـدّ جُودهـا
زِعب أهلَ المدح والمجد والثنا من الربع الخالي الى الحجاز حدودها
إن أجْنبوا للصّيد منهم تحوّز الربد والوضيحي والجوازي عنودهـا

وِن أشملوا تهجّ مِنهـم قبايـل ودارٍ يجونهـا ضدهـم مايرودهـا

إذا انتوو فـي ديـرة ياصلونها تِقافـت ال ظّعـان عجـلٍ شدودهـا
واركابهم يمّ العِـدى مِتعبينها بيـضَ المحاقـب مقتـرات لهودهـا
يَامَاخذوا من ضدّهم مِن غنيمة من ذاق منهـم ضربـة مايعودهـا
نمرٍ تشادي للجراد التهامي ماطاعوا الحكـام مـن عظـم كودهـا
أشوف بالحـره ضعـون تقللّت ابـوي حمّـاي السرايـا يقودهـا

شفي معـه صفـرا تباريـه عندل مـرٍّ يباريهـا و مـرٍّ يقودهـا

أنا فتاة الحي بنت بن غافل كـم مِـن فتـاةٍ غـرّ فيهـا قعودهـا
شرشوح ذودٍ ضاربٍ له خَريمة ما ودّك يشوفـه بعينـه حسُودهـا
حوّلت من نظوى ورقيت سرحه حطّيت لي عـش باعلـى فنودهـا
جاني ركيبٍ ونوّخوا في ذراها وشافني عِقيدَ القوم زيـزوم قودهـا
قال حولي يابنت وانتِ بوجهي ولا جيته إلاّ واثقـة مـن عهُودهـا
أمرٍ كِتبه الله وصار وتكوّن وسبّب علينا مـن الأَعـادي قرودهـا
بحرب شِديدٍ ماتمنّـاه عاقل يعـده اللـي صاغـر فـي مهودهـا

ذكرت يوم فايتٍ قِد مضى لهم ويومٍ علينـا مـن ليالـي سعودهـا

ضوٍّ زمت للمال من عقب سرية ضوٍّ زمّت عودان الارطىَ وقودها

لكن قرون الصّيد من خلف بيتنا هشيم الغضا يدني لحامي وقودهـا
تسعين عدد صيدنا فـي عشيّة وضيحيّـة نجعـل دلانـا جلودهـا

قنّاصنا يروح شريقٍ وينثني ويجي بالجـوازي داميـاتٍ خدودهـا
وروّاينا يروى بيومه وينثني ويجي بالجـلادى لاحقـاتٍ حدودهـا
وغزّاينا يروح بيومه وينثني ويجيب العرابـا ضايمتهـا ديودهـا

لنا بين حَبْر والغرابـة منزلٍ نهـد فـي زيـن العرابـا قعودهـا
حنّا نزلنا الحزم تسعين ليلة وغلّ الأعـادي لاجـيٍ فـي كبودهـا
ِقليبنا غزيرةَ الجـمّ عيلم مـا ينشـدون صدورهـا مـن ورودهـا
طوله ثمانٍ مع ثمانٍ مع أربع قبلي واسـط فـي مـلاوي نفودهـا
وهي بحد ّ الحاذ مـن الغضى مادارهـا الـزرّاع يبـذر مدودهـا
ألفيـن بيـتٍ نازليـن جباها والفيـن بيـتٍ بالمظامـي ترودهـا
تخالِفوا في يوم تسعين لحيه علشان وقـف الأجنبـي فـي نفودهـا
دارٍ لِنـا ماهيـب دارٍ لغيرنا تحدّهـا الرّملـه لمـوارد عدودهـا


ملاحظة : القصيده أطول من ذلك ولكن ما توفر منها ما كتب أعلاه و بعض البيوت الباقية التى لم تذكرأما نسيت بفعل الزمن وبعضها ازيلت لانها تمس بعض القبائل العربية
) . هذه القصه متواتره عند رجال زعب وشيوخها )


رد مع اقتباس