عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
راعي الجوفا
وسام التميز
رقم العضوية : 4596
تاريخ التسجيل : 11 - 11 - 2005
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 7,391 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 106
قوة الترشيح : راعي الجوفا will become famous soon enoughراعي الجوفا will become famous soon enough
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
قلب الحقائق التاريخية من أستاذ جامعي

كُتب : [ 25 - 01 - 2007 ]

برأ عضو هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية الباحث في التاريخ الإسلامي الدكتور محمد عبدالهادي الشيباني ساحة يزيد بن معاوية من كثير من الإشكالات التي أثيرت ضده في موقعة الحرة سنة 63 هـ، وقدم الباحث في رده على تلك الاتهامات روايات تدحض ما يتعلق بقضية شرب يزيد للخمر، واستباحته للمدينة بالمفهوم الشائع لدى المؤرخين وما حدث في تلك الأحداث من هتك لأعراض أهلها.
وأشار الشيباني في محاضرته ضمن "لقاء المثقفين الشهري" في أدبي المدينة مساء الأحد المنصرم إلى دور الحزبيات السياسية والمذهبية الكبير في تشويه القرن الأول الهجري، وهو القرن الذي أغفلت فيه -بحسب قوله - الجوانب المشرقة، فيما تم التركيز على أحداث سيئة بعينها، مطالبا الباحثين بأن يكونوا أكثر حيطة ودقة "كي لا نسيء إلى تلك الرموز ونغفل دورها الكبير في القرن الأول" والذي يمثل بوصفه أفضل القرون.
وبالرغم من أهمية موقعة الحرة "التي لا تقل أهمية عن الجمل وصفين" برأي الشيباني، لأن جميع المتقاتلين فيها مسلمون إلا أنها "لم ترتق بكثرة مصادرها وروايتها على المصادر التي جاءت في مقتل الحسين رضي الله عنه" الأمر الذي عزاه الباحث إلى "أهمية مقتل الحسين رضي الله عنه في معركة كربلاء سنة 61هـ. وعزا الشيباني ذلك إلى ما عرف عن أهل المدينة من اهتمام بالفقه والتفسير والحديث وقتذاك أكثر من اهتمامهم برواية الأخبار.
وعن إرهاصات موقعة الحرة يقول الباحث الإسلامي في المحاضرة، التي قدمها رئيس منتدى المثقفين الدكتور عبدالله بن فهد الشريف وشهدت حضورا ضاقت به صالة النادي الداخلية، إنها تعود إلى مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان وما تبعه من تداعيات في صفين وقضية الخلاف بين الصحابة ثم تنازل الحسن بن علي عن الخلافة حقنا لدماء المسلمين "والتي تحققت فيها معجزة النبي صلى الله عليه وسلم في أن الحسن رضي الله عنه يصلح بين طائفتين من المسلمين".
ويمضي الشيباني في تبرئته لساحة يزيد من الاتهامات ذاكرا العامل الاقتصادي والنفسي والعصيان الذي مارسه أهل المدينة في خروجهم على الحاكم والتشنيع عليه، والذين كان على رأسهم عبدالله بن الزبير، وبالنسبة للباحث فإن تلك العوامل هي التي دفعت يزيد مجتمعة، بعد أن نفد صبره، لقتال أهل المدينة ومحاصرتها ثلاثة أيام.
ويكمن العامل الاقتصادي الذي أشار إليه الباحث في قصة منع أهل المدينة لابن مينا من جمع المحاصيل، وهي القصة التي ألقت بظلالها على المشهد ونمّت الشعور بالكراهية لدى المدنيين تجاه الأمويين، إذ أشار الشيباني عبر خليفة تاريخية إلى نظرية حرص معاوية بن أبي سفيان على دفع الأموال وشراء المزارع بغية رفع المستوى الاقتصادي لأهل الحجاز مما أدى إلى ازدهار الحجاز في تلك الحقبة، مما جعل كثرة المحاصيل تؤدي إلى خفض قيمة المنتج في السوق "ولذلك كان هناك اعتراض من أهالي المدينة" بحسب تعبيره.
وطرح الشيباني في قضية شرب يزيد للخمر تساؤلا عريضا يقول: "كيف لرجل يعيش في ذلك القرن بين أعظم الصحابة أن يجاهر في ذلك؟ وليضيف: شرب يزيد للخمر كان شبهة، والنبيذ الذي كان معمولا به، ولم يكن يُجرح فيه باتفاق هو الذي يقصد فيه وضع التمر في الماء ثم شربه قبل أن يتخمر وهو ما يرى جمع من العلماء أن لا حرمة شرعية في شربه".
ورفض الباحث في قضية استباحة جيش يزيد للمدينة ثلاثة أيام التفريق بين لفظتي الاستباحة والنهب، واللتين تحملان -بحسب قوله- نفس المعنى، في إشارة واضحة من المحاضر إلى نفي قضية هتك الأعراض والتي لم ينقلها بحسب قوله الطبري والبلاذري.
وقد انتقد عضو هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية الدكتور هاني فقيه افتقاد الباحثين لوجود منهجية علمية في كتابة التاريخ متسائلا "كيف نأخذ من الطبري رواية ولا نقبل أخرى؟




رد مع اقتباس