عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
درب زبيدة شاهداً على عظمة الحضارة الإسلامية

كُتب : [ 25 - 07 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

درب زبيدة شاهداً على عظمة الحضارة الإسلامية :

مقدمة :

هذه بداية سلسلة حلقات مصورة سأضعها في هذا المنتدى المبارك عن مشاهداتي وقراءاتي لدرب زبيدة ( الكوفي والبصري)، فقد كنت منذ الصغر معجب بهذا الدرب وقد وقفت على أغلب محطات درب الحاج بشقيه الكوفي والبصري ، ودرب زبيدة الكوفي الذي يربط بغداد بمكة ماراً بالتيسية ومنطقة القصيم متجهاً إلى الديار المقدسة ، أما البصري فيسلك طريقاً آخر سأتحدث عنه لاحقاً بإذن الله . درب زبيدة ينسب هذا الدرب إلى زبيدة بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور ( ولدت في عام 145هـ ، وتوفيت عام 216هـ ) زوجة هارون الرشيد أقوى الخلفاء العباسيين 170-193هـ التي أشرفت بنفسها على إنشائه ويتمثل هذا الدرب في خدمة حجاج بيت الله الحرام من بغداد ( عاصمة الخلافة العباسية ) إلى مكة المكرمة حيث تم وضع علامات على الطريق لإرشاد الحجاج وتم وضع برك لجمع الماء بطريقة ذكية حيث تم وضع كل بركة أسفل وادي صغير تجمع ماء المطر ويستفيد منها الحجاج للتزود بالماء ومع مرور السنين استفاد حجاج بيت الله الحرام من هذا الطريق . ومع ظهور السيارات تغيرت الطرق ولم يبق من هذا الدرب العظيم إلا آثاره . ولكن الحكومة السعودية جددت هذه البرك قبل ثلاثين عاما ودعمتها بالخرسانة المسلحة لما رأت من فائدتها لسكان الصحراء وحتى يومنا هذا يستفيد قطاع من سكان تلك المناطق من هذه البرك لسقيا ماشيتهم ويبلغ طول هذا الدرب 1400كم وينتهي هذا الدرب في عين زبيدة . وهي تنبع من وادي نعمان ثم تمر في عرفات فتقطع وادي عرنة ثم تنحدر إلى مكة وكانت مصممة بطريقة انسيابية انحدارية . وكانت سقيا أهل مكة إلى أن أجريت عيون أخرى في العهد الحديث وقد هجر اليوم مجرى العين فحولت إلى أنابيب ضخمة وبقيت عين زبيدة تقاوم التاريخ إلى اليوم وقد مر عليها قرابة ألف ومائتا سنة .

الدرب ما زال شامخاً عبر الزمن ويظهر في أماكن كثيرة وكأنه طريق ممسوح ( المعيزيلة ، شمال لينة ) :


صورة أخرى لنفس المكان وتبدو رمال الدهناء الحمراء تحاول القضاء عليه ودفنه :


الأشكال الجمالية والأقواس كانت تزين البرك :


بعض البرك ما زال يعمل بطاقته الإنتاجية دون تدخل من الآلات حيث تملأ البركة مياه السيول :


والبعض تم ترميمه وإرجاعه إلى عصره الذهبي وأصبح صالحاً للإستخدام :


بناء رائع وفريد وقوي صمد أمام الزمن :


نظراً لحاجة أهل البادية إلى الماء فقد قامت الدولة بإنشاء برك ملاصقة لهذه البركة حتى يستفيدوا من مياه الأمطار الموسمية لري ماشيتهم :


البعض من البرك صمم بطريقة رائعة وفريدة ويجبرك على الجلوس والمشاهدة لوقت طويل :


بعضها اندثر وغطته الرمال بانتظار من يجلي عنه الغبار ولا زالت هيئة الآثار تعمل على ذلك :


بركة الجفنية قرب قريةالنحيتية هي آخر البرك التي زرتها في العام الماضي وتبدو بحالة سيئة :


إحدى البرك وقد غطاها الطين والطمي فلم يبق منها إلا رؤوس الجدران :


بعض الجدران كشفت عن وجه العمارة الإسلامية العظيمة حيث يحوي جدار هذه البركة على ثلاث طبقات حفاظاً عليها من التكسر والتآكل ولإمتصاص قوة ضغط ودفع الماء :


بعض المواد المستخدمة في بناء البرك :


بئر مربعة الشكل ومنحوتة بالكامل من الصخر وما زالت تنضح الماء إلى يومنا هذا :


وأتمنى أن أكون وفقت في تقديم مادة مفيدة . منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس