بسم الله الرحمن الرحيم
حراضة :-
بلد الحصون وهي قرية من قرى محافظة الأفلاج تقع في الشمال الغربي عن مدينة ( ليلى ) وهي من أكبر مساكن بني عبدالله بن جعدة وبها أسوار وحصون وأطم وبروج أثرية ترجع إلى تاريخ جعدة قال / لوريمر في كتابة دليل الخليج : ( حراضة ) تقع في الشمال الغربي من ( الستارة ) وهي على رأس واد ينحدر إلى ( وسيلة ) ويلتقي في طريقه إليها بواد آخر يجري من ( الستارة ) إلى ( الغيل ) وقال / الأصفهاني صاحب كتاب بلاد العرب في ذكــــر بلاد بني جعدة : ولهم أيضا ( حراضة ) وفيها مياه ماشية ونخيل وذكـرهــا الهمداني في صـفة جـزيرة العــرب وهـو يعـدد بـلاد جعــدة وقشير ( حراضة ) بهـا حصـن ( آل لاحم ) وهو حصـــن أثــري ذو قيــمة أثــرية ملحوظــة وحـصــن ( آل مقرن ) وحصن ( العنقري ) ويفصل سور القرية بأبراج مرتفعة يراعى فيها مداخل القرية وممراتها وطرقها لحمايتها من المهاجمين على غرة عن طريق الحراسة في هذه الأبراج وبها آبار أثرية وحواجز مياه مما يدل على عمران قديم ومقام مرموق كذلك بها غار يقال له غار ( المجدور ) يقال أن من به مرض الجدري يعزل به حتى يتشافى وقال / الجاســـر : ( حراضة ) من قـــرى ( القبابنة ) في ( الأفلاج ) بمنطقة إمارة ( الرياض ) وقال / ابن خميـس : وادي ( حراضة ) آخـذ في جبــل العـــارض حـتى ينـتـهي بقـمتـه ويقــال : إن من بـرأس ( حراضة ) يرى جبال الهضب وهي مســافة ليست قــريبة وهــذا الــوادي ينشطر دون أعــلاه شطــرين وكــلا شطـريه يسـمى ( يعومة ) ويميـز بينهمـا باليـمنى واليـسرى وبه شعب ( العذرية ) وشعب ( الخربة ) تحت القرية شرقاً وبه قلته كبيرة جداً تدعى قلتة ( الوعل ) يمكث مـاؤها ما يقــارب من ستـة أشهـــر ويصـب في وادي ( حراضة ) أيـضـــا من الـروافــد وادي ( ثعـيلـبـة ) ووادي ( الهدل) ووادي ( مصيعية ) وشعـب ( سميرين ) ويلتــقي وادي ( حراضة ) بـوادي ( الغيل ) عند مكان يسمى ( خشيم فضل ) بعد حـوالي أربعة وثلاثين كيـلاً بين ( الغيل ) و ( حراضة ).
وكيف تم الإستيلاء على قرية ( حراضة ) من قبـل ( القبابنة ).
يقـول الراوية والشاعر المعروف ( عبدالله بن فايز آل غليّظ القباني ) :-
أنه و بعد إستقرارهم في ( الغيل ) وبعد أن هدأت الأمور بعد معركة ( القبابنة ) مع ( آل مغيرة ) في الغويبة أن جد ( آل غليّظ ) من ( القبابنة ) وأحـد المشاركين في معـركـة ( الغــويـبة ) قـــام بالتجـول في الجـبال أعلى ( الغيل ) فشـاهـد قـرية ( حراضة ) وتمعنها وطمع في الإستيلاء عليها وكان سكان ( حراضة ) في ذلك الوقت من ( آل مغيرة ) من بني لام من طي وهم ممن شاركوا في معركة ( الغويبة ) فرجع ( غليّظ ) لأمير ( القبابنة ) ( سعد بن مجلي بن رشيد بن قبان ) فقال له : ( يا عم هنا قرية صالحة ٍلي وأبي إنشيل البيرق عليها ) فوافق الشيخ ( سعد بن مجلي ) على كلامه وتقدم جيش ( القبابنة ) إلى قرية ( حراضة ) وكان سكانها قد أنهكتهم الحرب وأفـنـت أكــثـر فـرســانهم فقــام رؤسـاء ( حــراضة ) من ( آل مغـيرة ) وهـــما ( الخشيبي المغـيري ) و ( العنقري المغيري ) بالتحصن في قصور غاية في المنعة والقوة وهما قصريهما المعروفان حالياً في ( حراضة ) وسبب مناعتها أنها مبنية ليست على الأرض بل على الجبال وجدرانها ضخمة وعريضة مكوّنة من حجارة وطين وكانت مخزّنة بكميات كبيرة من المؤنة والزاد أما ما يحتاجة في القصر من الماء فيتوفر في بئر إعجوبة في أمرها فمع أن القصر مبني على جبل إلا أنه قد حفر في الجبل بئر تصل إلى الماء فكان الإستيلاء على القصر أمراً ليس بالسهل وبعد مدة طويلة من الحصار إستطاع ( القبابنة ) إقتحام القصرين قسراً والإستيلاء عليهما فسقطت بذلك كامل بلدة ( حراضة ) بـ أيّدي ( القبابنة ) وبعــد إنتهاء المعــركــة قـــام عبيد وخدم ( الخشيبي ) صاحب القصر بدفنه ودفن إبنه الصغير وأمه في مكان قريب من القصر وجعلوا قبورهم مروبعة ( أي على أربع نصائب ) وليست كالقبور العادية نصيبتين وذلك من بالغ تقديرهم وإجلالهم لأعمامهم وبقيت هذه القبور إلى اليوم شاهدة على هذه الأحداث القديمة .
ويقول الشاعر / حمود بن رهيش القباني في آل غليظ أهل حراضة :-
إلى طبيت مع درب ساقة فطرهـا
= يسار لعنبـرة العـرب والحمايـل
ينطحك غمر ٍما بعد شـان وجهـه
= لـه كرمـة ٍما نقصتهـا المكايـل
إخوانه هل الطولات حسن ٍولاحم
= هل الموقف الكايد إلى جاء الصمايل
ومن ذلك الوقت و ( حراضة ) موطن لـ ( القبابنة ) حيث إستوطنوا فيها ويرأس مركـزها الشيخ ( فراج بن تركي بن رشود القباني ) وتبعد عن الأفلاج ( 93 ) كيلاً في نهاية الخط الذي يوصل إلى ( الغيل ) مروراً بـ ( الستارة ) وهي قرية زراعية تشتهر بزراعة النخيل وتصدر أجود أنواع التمور مع بقية المحصولات الزراعية إلى ( ليلى ـ الأفلاج ) ومن ثم إلى بقية بلدان المملكة العربية السعودية . منقول من كتابة الأخ / عز المجاهيم مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .