الجمعه 27\7\1428
يلتحفون الصمت ويعيشون بذاكرة النسيان
وجوه تصارع الريح
ثواب هياف (رنية)
قبل حلول المساء وجدت نفسي اتجول مثل بحار خذله البحر في الاحياء الشرقية لمدينة رنية، اندمجت في المشاهد الغارقة في الصمت الا من بكاء الريح فوق هامات العشش البالية، شعرت انني مثل الشبح الخارج من طقس فانتازي، طرقت أول عشة صادفتها في طريقي خرجت من فرجة الباب امرأة مسنة، قالت ان اسمها أم فهد. روت حكايتها مع عشتها وقالت انها حينما كانت في عنفوان الشباب تمكنت من بناء العشة التي أطاحت بها الرياح أكثر من مرة لأنها هشة ولا تقوى على الصمود أمام الرياح الخفيفة ولا الامطار. أما أم عبدالله التي يلقبها أهل الحي بأم الايتام فهي تحاول مع أطفالها الصمود أمام رياح الحياة ورغم ذلك تقول انها سعيدة ولكن أكثر ما يقلقها حينما تهب عواصف المطر وتجد نفسها وابناءها يهربون للاحتماء في بيوت الجيران. ومن بعيد تشاهد أبو سعد أمام منزله كان يحاول «لملمة» بعض اعواد الحطب لصناعة الشاي قبل أن اتحدث معه تركني ومضى إلى حال سبيله.. يبدو أن حالة النسيان التي يعيش فيها جعلته ينفر من الناس ولا يحادثهم. تركت خلفي الصنادق المتكئة على خاصرة الريح في شرقي رنية وفي الذاكرة حكايات عن وجوه تلتحف الصمت وتعيش في ذاكرة النسيان.