الأمير عبدالرحمن يقدم فحول ابله للمتضررين
رنية تكشف عدم فعالية دواء الزراعة في إيقاف نفوق الإبل
ثواب آل هياف (رنية) عبده علواني - منصور مجلي (جازان) واس (الرياض)تصوير: فيصل مهدي
امتدادا لمساهمات سموه وحرصا منه لتعويض أصحاب الابل النافقة فقد أمر صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بتقديم فحول من ابله ليضرب بها لهذه السنة وذلك الى كل مواطن سبق أن أمر له بابل من ابله عوضا عن ابلهم النافقة من بعض الاعلاف...والهدف ان شاء الله هو نمو هذه الابل وغيرها على الا يمنعوا غيرهم اذا رغب أن يضرب ابله بها.
أدوية غير فعالة
من ناحية أخرى كشفت محافظة رنية عدم فعالية الادوية التي تستخدمها وزارة الزراعة لعلاج حالات تسمم الابل التي ظهرت مؤخرا.
وأكد رئيس لجنة الحصر التابعة للمحافظة ان هناك زيادة في اعداد الابل النافقة والتي بلغت حتى أمس 933 رأسا، فيما تنخفض اعداد الاصابات والتي وصلت الى 261 رأسا، مما يؤكد ان النفوق يجتاح الحالات المصابة.
من ناحيتهم طالب ملاك الابل برنية بسرعة اعلان نتائج التحاليل المخبرية للتعرف على نوع التسمم ومعرفة المتسبب فيه لحسم الظاهرة.
وفي جازان ارتفع عدد الإبل النافقة الى 113 حالة بعد نفوق حالة في قرية المحطة التابعة لمركز القفل بمحافظة صامطة.
وقال مدير فرع الزراعة في احد المسارحة عبدالله شويعر السويدي ان الطبيب البيطري باشر الحالة عقب تلقي البلاغ، واتضح ان النفوق ليس بسبب التسمم بل بمرض آخر لم يتم تحديده حتى الآن، وتم اشعار البلدية بدفن الحالة بعيدا عن القرية.
"الفاو": النخالة سبب نفوق الإبل و"الصحة" ستعلن نوع السم
إبل نافقة في شقة الكناور بمنطقة نجران أول من أمس
وادي الدواسر، نجران، أبها، رنية: حامد بن محمد، حسين بن مسعد، صالح آل صوان، مانع آل مهري، محمد مانع، رميزان السبيعي
أكد رئيس مركز الأبحاث الخاصة بالإبل في الجوف، مندوب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، الدكتور مختار طه أبوسمرة، أن نتائج العينات الخاصة بكارثة نفوق الإبل لا تزال تحت الدراسة بفرنسا، قائلا إنه في غضون الأيام الثلاثة المقبلة سيعقد وزير الصحة السعودي مؤتمرا صحفيا يعلن فيه النتائج النهائية لتحليل العينات،مضيفا أن الأسباب الرئيسية للنفوق لن تتجاوز النخالة التي تغذت عليها الإبل، غير أن النتائج ستُظهر نوع التسمم الذي لحق بها.
ومن جهته، أكد الدكتور صلاح عبدالرازق التابع لمكتب وكيل وزارة الزراعة لشؤون الثروة الحيوانية أن مختبرات الوزارة عجزت عن تحديد نوع السموم التي تعرضت لها الإبل، موضحا أنه ليس لدى وزارة الزراعة أية احتمالات أخرى تتعدى تسمم النخالة.
وقال عبدالرازق إن التعدد الواسع لأنواع السموم هو السبب الأهم للحاجة إلى وقت طويل في سبيل التوصل إلى نوع السمية التي لحقت بالنخالة وأودت بحياة مئات من الإبل بعدة مناطق في البلاد، مضيفا أن السبب الآخر للتأخر في إظهار النتائج يعود إلى افتقار وزارة الزراعة لأجهزة دقيقة ومتقدمة.
وحتى أمس، أوضح الدكتور صلاح أن إجمالي الإبل النافقة على مستوى البلاد قارب ألفي رأس، وتحديدا 1982 جملا.
وكانت اللجنة الوطنية الزراعية بمجلس الغرف السعودية قد أقرت خلال اجتماعها بمقر المجلس بالرياض أمس تشكيل فريق عمل مكون من رئيس اللجنة أحمد السماري وعضوية 3 من أعضاء اللجنة ذوي الاختصاص بالثروة الحيوانية لمتابعة قضية نفوق الإبل وتطوراتها.
وأكد السماري لـ"الوطن" أن أعضاء اللجنة أجمعوا على وجود خلل لدى وزارة الزراعة حيال تعاملها مع قضية نفوق الإبل، مضيفاً أنه لوحظ خلال الأيام الماضية غياب خطة طوارئ لمثل هذه الحادثة المؤسفة، حيث برزت اجتهادات من مسؤولين في الوزارة في عدد من المناطق بسبب غياب الخطة، مبيناً أن اللجنة ستقوم بإصدار بيان صحفي كامل اليوم، تحدد فيه موقفها من قضية النفوق.
وأشار السماري إلى أن أهم الأسباب وراء تأخر ظهور نتائج تسمم الإبل هو غياب تنسيق الوزارة مع المختبرات المتخصصة في مراكز البحوث بالجامعات (كليات الزراعة والبيطرة) الأمر الذي أدى إلى التأخر في اختيار المركز المناسب وبالتالي تأخر ظهور النتائج.
وثمن السماري تدخل هيئة الرقابة والتحقيق في قضية نفوق الإبل وعملها الذي يهدف إلى تقييم أداء الوزارات والجهات ذات العلاقة بالموضوع.
هذا ووجه الرئيس العام لهيئة الرقابة والتحقيق الدكتور صالح بن سعود آل علي بتكليف عضوين من فرع الهيئة بمنطقة عسير لزيارة إدارتي الزارعة والبلدية بمحافظتي تثليث وبيشة, لرصد الجهود المبذولة حيال مشكلة نفوق الإبل وكيفية التعامل معها وآلية التخلص من النافق منها بالطرق الصحية المتبعة إضافة إلى رصد ومعالجة ما قد يحدث من قصور في هذا الخصوص.
وتأتي زيارة مندوبي الهيئة لمحافظتي بيشة وتثليث ضمن اختصاصات الهيئة الرقابية على الأجهزة الحكومية ولأخذ عينات من النخالة المقدمة للإبل تمهيدا لإجراء الفحوصات المخبرية عليها .
على الصعيد ذاته، أعلنت المديرية العامة لشؤون الزراعة بمنطقة نجران ظهر أمس عن زيادة حالات النفوق الجماعي للإبل في المنطقة والمحافظات التابعة لها .
وقال مدير الإدارة المهندس فهد بن سعيد الفرطيش لـ"الوطن" إن الأعداد كانت في تزايد خلال اليومين الماضيين حيث وصلت الإبل النافقة إلى 261 بعد أن كانت يوم الخميس الماضي 244 فيما ارتفعت الإبل المصابة بالمرض من جراء تناول النخالة من 46 إلى 79 سجلتها فرق الثروة الحيوانية وباشرت علاج المريضة منها،فيما تواصل لجان الحصر أعمالها .
وعن الحالات الجديدة التي سجلت أمس، أضاف الفرطيش قائلا: هناك 6 من الإبل نفقت في شقة الكناور على طريق نجران شرورة وواحدة في حي المشعلية بمدينة نجران وعدد آخر في محافظة يدمة.
وأكد أن فرق الثروة الحيوانية والأطباء البيطريين يواجهون صعوبة في أعمالهم أحيانا بسبب الحالة النفسية لمن نفقت إبلهم، وقال: لا أخفيكم أننا واجهنا السب والشتم من قبل بعض ملاك الإبل، كما أن الأطباء يلقون مضايقات أحيانا منهم، ونحن نعذرهم، خاصة أصحاب الإبل التي توارثوها أبا عن جد، مع أن بعضها قد يكون قليل الإنتاج أو الفائدة المادية ، لكن ملاكها بكوا على فراقها لدرجة أن أحد كبار السن أصيب بحالة من الهلوسة.
وكانت شقة الكناور (200كلم شرق نجران) قد شهدت أول من أمس نفوق ستة إبل وإصابة 23 ناقة أخرى وذلك بعد إطعامها النخالة.
وأوضح علي حسن آل مردف مالك الإبل أنه فوجئ بعد إطعام إبله البالغ عددها 29 ناقة من النخالة بنفوق 6 منها وإصابة المتبقي منها، وبين أنه تم إبلاغ الزراعة بمنطقة نجران، حيث حضر مندوب الزراعة وأخذ عينة من النخالة المتسببة في نفوق الإبل لتحليلها وتحديد سبب النفوق، وهو الأمر الذي لم يتضح حتى الآن، مضيفاً أنه عثر على كرات معدنية صغيرة جدا داخل كيس النخالة وقد سلمها إلى مندوب الزراعة.
وفي رنية، تزايدت حالات نفوق الإبل أمس وأول من أمس، حيث نفق 52 رأسا من إبل كانت مصابة سابقا لعدد من المواطنين من ضمنهم المواطن فهد حسن السبيعي الذي نفق لديه أول من أمس 5 حالات وبذلك يصل عدد الإبل التي خسرها السبيعي خلال الأيام الماضية إلى 80 رأسا والبقية مصابة ويتوقع نفوقها في أي وقت.
وبين عضو لجنة الحصر محمد عمر السبيعي أن عدد الإبل النافقة في رنية وصل أمس إلى 933 رأسا والمصابة 262 ، وأشار إلى أنه تم تسليم لجنة التخلص من النافقة أمس عدة مواقع تضم 35 رأسا للتخلص منها .
من جانب آخر، ذكر مدير فرع الزراعة برنية المكلف مطلق صنيتان السبيعي أنه بناء على توجيه وزارة الزراعة تم أمس تشكيل لجنة من فرعي الزراعة برنية والأملح على أن تكون مستقلة عن لجنة الحصر السابقة، تتولى زيارة أصحاب الإبل النافقة والمصابة في مواقعها وتسجيل بياناتها من ناحية السن واللون والسلالة وكبر وصغر الحجم .