عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 19 )
فهد القريشي
عضو فعال
رقم العضوية : 9188
تاريخ التسجيل : 17 - 08 - 2006
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 160 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : فهد القريشي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : تاريخ الخيل العربية الاصيلة

كُتب : [ 23 - 04 - 2007 ]

قصة انتشار أول خيل بين العرب



روى ابن الكلبي أن أول ما انتشر في العرب من تلك الخيل أن قوما من الأزد من أهل عمان قدموا على سليمان بن داوود بعد تزوجه بلقيس ملكة سبأ فسألوه عما يحتاجون اليه من أمر دينهم وديناهم حتى قضوا من ذلك ما أرادوا وهموا بالانصراف فقالوا يانبي الله إن بلدنا شاسع وقد أنفقنا من الزاد مر لنا بزاد يبلغنا بلادنا فدفع اليهم سليمان فرسا من خيله وقال هذا زادكم فاذا نزلتم فاحملوا عليه رجلا وأعطوه مطردا وأوروا ناركم فانكم لن تجمعوا حطبكم وتوروا ناركم حتى يأتيكم بالصيد فجعل القوم لا ينزلون منزلا الا حملوا على فرسهم رجلا بيده مطرد واحتطبوا وأوروا نارهم فلا يلبث أن يأتيهم بصيد من الظباء والحمر فيكون معهم ما يكفيهم ويشبعهم ويفضل الى المنزل الأخر ، فقال الأزديون ما لفرسنا هذا اسم الا زاد الركب فكان أول فرس انتشر في العرب من تلك الخيل فلما سمعت بنو تغلب أتوهم فاستطرقوهم فنتج لهم من زاد الركب الهجيس فكان أجود من زاد الركب وكان من مشاهير خيلهم اضافة الى الهجيس القيد و حلاب فلما سمعت بكر بن وائل أتوهم فاستطرقوهم فنتجوا من الهجيس الديناري فكان أجود من الهجيس وكذلك فعل بنو عامر فكان لهم سبل من الخيل العتاق أمها سوادة وأبوها الفياض.




أشهر خيول العرب:داحس والغبراء
________________________________________
ويذكر ابن عبد ربه من مشاهير خيل العرب :

o الوجيه ولاحق لبني أسد

o الصريح لبني نهشل

o ذو العقال لبني رباح

o النعامة فرس للحارث بن عباد الربعي

o الأبجر لعنترة العبسي وهو ابن النعامة

o داحس فحل لقيس بن زهير

o الغبراء أنثى لحذيفة بن بدر: وقصتها معروفة ومشهورة قامت من أجلها حرب داحس والغبراء التي دامت أربعين عاما.


الجواد العربي الأصيل التفوق في الجمال والنقاء



يعدالجواد العربي الأصيل أكثر الخيول جمالا ً، ونقاء والأقدم بين كل سلالات الخيول في العالم ،إذحرص مالكوه وعبر آلاف السنين ، على استيلاده بعناية للمحافظة عليه ، وهي تفوق أنواع الخيول الأخرى في الحجم والسرعة ، ولا وجه للمقارنة بينها وبين السلالات الأخرى في اللياقة البدنية والصبر وقوة التحمل.
ومع ذلك لا يوجد دليل واضح ومحدد حول أصل الجواد العربي، لكن الدلائل والمعلومات التي جمعت من الرسوم والحفريات توضح أن فصيلة من هذه السلالة كانت تعيش في منطقة الجزيرة العربية منذ حوالي 2.500 سنة قبل العصر المسيحي .
ويرجع البدو الذين كانوا لصيقين بجواد الصحراء بداية علاقاتهم بالخيول إلى حوالي 3.000 عام قبل الميلاد ، كما أنهم يرجعون أصل خيولهم العربية إلى الفرس (باز) والفحل (هشابا).
وتروي القصص القديمة أن الفرس(باز) تم صيدها في اليمن بواسطة(باكس) حفيد سيدنا نوح عليه السلام، ومروض الحيوانات البرية.
يرجع الفضل في انتشار الدماء العربية للخيول في كل أرجاء العالم إلى الفتوحات الإسلامية التي بدأها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في القرن السابع عندما رفرفت رايات الإسلام الخضراء عالية خفاقة، تحملها خيول الصحراء لتغمر فضاء البلاد عبر شبه جزيرة ايبريا إلى أوروبا المسيحية.

الجواد المهجن الأصيل: صعب المراس لمقاومة الصعاب

الجواد المهجن الأصيل هو أسرع وأغلى سلالات الخيول في العالم، وقد نمت وازدهرت به صناعة السباق وبرامج توليد الخيول حتى أصبحت تجارة رائجة.
وظهرت أول هذه السلالات في إنجلترا في القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلادي كنتيجة لتهجين فحول عربية أصيلة مع خيول السباق الإنجليزية المحلية.
وقد اهتم الملوك ابتداء من الملك"هنري الثامن" بتأسيس إسطبلات ملكية يتم فيها توليد خيول السباق عبر تهجين الخيول الأسبانية والإيطالية المستوردة مع جواد "الهوبي" الإيرلندي وخيول" الغالاواي" الاسكتلندية، وبالتالي تحسين وتقوية

السلالات الجديدة بإضافة الدماء الشرقية.
وزداد الاهتمام بتوليد الخيول وتشجيع صناعة السباق في عهد الملك"شارلز الثاني" عام1660م عندما ارتقى العرش مرة خرى بعد إعادة الملكية في إنجلترا، ومنذ ذلك الوقت أصبحت مدينة "نيوماركت" المركز الرئيسي للسباقات في إنجلترا.
تأسست هذه السلالة من ثلاثة فحول عربية قوية تم استيرادها إلى بريطانيا
هي"بيرلي التركي، دارلي العربي، وجودلفين العربي". ويركز مولدو الجواد المهجن الأصيل الحديث على إعداده للنضج في سن مبكر، ويتم إشراك الخيول في السباقات وهي في عمر سنتين.
يتميز الجواد المهجن الأصيل بالقوة وحدة الذهن، كما أنة شجاع جدا لمقاومة الصعاب، ويبدو متوترا وعصبي المزاج، حساساً وصعب المراس في بعض الاحيان.
الألوان السائدة بين الجواد المهجن الأصيل هي البني والكميت والكستنائي الأشقر، بالإضافة إلى الأدهم والرمادي الذي يعود إلى جواد"كوك" العربي الذي ساد في القرن السابع عشر.
ومما يميز هذا الجواد طول أطرافة وهو مؤشر على السرعة، كما أن عمق محيط البطن يسمح للرئتين بالتمدد بارتياح إلى أقصى حد، وتعد هذه الميزة إحدى المتطلبات الهامة لخيول السباق.
رأس الخيول المهجنة الأصيلة مرسوم بدقة وعناية ويتميز بالنحول والرقة حيث يغطيه جلد ناعم رقيق يشف عن الأوردة من تحته، أما الوجه فمستقيم خلافا لأجداده العربية الأصيلة والعيون كبيرة ومتحفزة والمنخران متسعان،
أما عنقه فرشيق ويستند على حارك جميل الشكل.



الخيل العربية: الحجازي أشرفها والمصري أفرهها

يمكن القول بما لا يدع مجالا للشك أن الجواد العربي يحتل المركز الأول بين كل أجناس الخيل العالمية، وهو أكثرها أصالة، وأن كل ما تمتاز به الجياد الأخرى ذات الصفات الجيدة والدم الأصيل والقدرة على التحمل والسرعة والشكل الخارجي المتناسق، إنما تدين به إلى الجواد العربي الأصيل، وهذا ينطبق على جياد أوروبا وعلى تلك الموجودة في الشرق بشكل عام.
ولقد خشي العرب من أن يدخل إلى الخيل العربية أية هجنة أو صفة سيئة بتزاوجها مع فحول وإناث غير معروفة النسب.
فالشكل الظاهري المميز إن استمر توالده خلال عدة أجيال وعلى امتداد عدة قرون فهو يدل على مكنون وراثي ثمين خال من الهجنة في هذا النوع مما يؤدي إلى صفاء عرقي لا مثيل له.
ولقد قسم العرب أنسابها بحسب مواصفاتها فكانت كما ذكرها ابن البدر البيطار في كتاب (كامل الصناعتين) عشرة أنساب هي:
(أولها الحجازي وهو أشرفها، والنجدي وهو أيمنها، واليمني وهو أصبرها، والشامي وهو ألونها، والجزيري وهو أحسنها، والبرقي وهو أخشنها، والمصري وهو أفرهها، والخفاجي وهو آصلها، والمغربي وهو أنسلها والأفرنجي وهو أفشلها).
وما النتيجة التي وصلت إليها الخيل العربية من تقدير وثناء على صفاتها من قبل الغربيين إلا حصيلة جهود متواصلة قام بها العرب في اختيار الصفات المثلى لخيلهم وحسن تزويجها ورعاية تناسلها بما يتناسب مع طبيعة هذه الخيول في لسرعة والمناورة والسبق عبر قرون طويلة وأجيال متلاحقة وعلى امتداد الأرض العربية من مشرقها إلى مغربها.
فالخيل الموجودة في نجد ما هي إلا من أصل الخيل العربية، وهي متناسبة الأعضاء وآذانها قصيرة متحركة وعظامها ثقيلة ولكنها رقيقة وهي ذات وجه ضعيف وأنف كبير وعنق طويل وصدر ناتيء وكفل مستدير وشعر رقيق وذنب ثخين عند مغرزه ومنتشر عند طرفه وهي حمسة ركاضة قادرة على احتمال المشاق والمتاعب والحر والبرد.
ما الخيل المصرية، فهي خليط من جميع الأجناس التي سبقت بالحروب إلى وادي النيل، وهي معتدلة القد، عريضة، مستديرة قليلاً ذات رؤوس مستديرة الجهات، وعيون صغيرة وأنوف منحدرة النهاية وارنبات مفرطحة وصدور متسعة واكفال مائلة، والظاهر من الآثار المصرية أن الخيل لم يكن معروفا بها قبل الدولة الثانية عشرة.
أما الخيل الفارسية: قريبة جدا من الخيل العربية على أن رأسها أصغر وكفلها أحسن تركيبا وكذلك العنق، وبالجملة هي أجمل من العربية، ولكنها أقل قوة منها وغير قادرة على الركض لمسافات طويلة.
الخيل الشركسية: من أصلين أحدهما عام يشابه كثيرا الخيل التركمانية والآخر كريم أصيل اسمه (شلوخ).
ويعرف أصلها بعلامة في فخذها، وكان يقاصون بالقتل كل من وضع هذه العلامة على فرس من أصل آخر، وتفوق غيرها بالجمال أكثر مما تفوقه بالقوة والركض.
الخيل التركمانية: ليست متناسبة الأعضاء كخيل العرب المذكورة، فإنها ذات رأس كبير جداً وقوائم متجاوزة الحدود في الطول، وهي ركاضة قوية قادرة على احتمال التعب.
الخيل الأسبانية: في المرتبة الثانية بعد خيل العرب وخيل الغرب، أي شمال أفريقيا، وهي كثيرة الأصول منها الأندلسية وهي موافقة جدا للفرسان الخفاف، والغرناطية وهي قريبة منها، والأكذرية ولا تبلغ أشدها إلا في 8 سنوات، والركوب مرغوب فيها جدا وتباع بأثمان غالية، والنوارية وهي معتدلة العلو أو صغيرة قوية جدا وركاضة.
الخيل الإيطالية: لقد كان في إيطاليا خيل جميلة كريمة وممتازة على أنها اختلطت بخيل أخرى فانحطت كثيراً.

الخيل الإنجليزية: جميلة جدا وسريعة الركض وتشبه كثيراً العربية فإنها من نسلها ونسل النورمندية، ولكنها أقل جمالاً من خيول شمالي إفريقيا فإنها ذات رؤوس أقوى وأجسام أطول وأضخم وآذان أكبر وحمية شديدة جداً وشجاعة لا تؤخذ بالسباق، على أنها ليست بكاملة من جهة اللطف والظرف.
الخيل الأرمنية: هي أجمل قليلاً من الفارسية وأقوى منها.
الخيل الفرنسية: وأجملها خيل نورمانديا، وتصلح لجر العجلات، وخيل ليموزين أوفقها للركوب، وخيل كوتنتين كبيرة جدا وجميلة وموافقة لجر المركبات.
الخيل التترية: خفيفة الجسم قليلة الظرف والظاهر أنها من نسل الخيل العربية وتتميز بقوتها وسرعة ركضها.


الحصان العربي Arabian horse


الخيول العربية مثال للجمال والكمال والقوة. والحصان العربي الأصيل قوي رشيق، دائم النشاط، ذو حزم وعزم.
الحصان العربي.
من أقدم سلالات الخيول الخفيفة في العالم. وتُنسب إلى العرب؛ لشدة اعتنائهم ومحافظتهم على نسلها وخصائصها المميزة. وكانت للحصان منزلة كبرى لدى الإنسان العربي في الجاهلية والإسلام، فقد كان رفيقه في كل الأحوال؛ يطارد به ويكر ويفر عليه. كما كان أمضى وسيلة في الحرب. في العصر الإسلامي، أدرك المسلمون أهمية الحصان لنشر الدين الجديد، ووضع الإسلام الخيل في مكانة عالية فأقسم بها الله سبحانه وتعالى في قوله ﴿والعاديات ضبحا ¦ فالموريات قدحا ¦ فالمغيرات صبحا﴾ العاديات: 1-3 وحث على اقتنائها وإكرامها، حتى إن الرسول ³ خصّ الجواد العربي الأصيل في اقتسام الغزو بضعفي ما ناله المقاتل الراجل (بدون الحصان). لذا نجد أن المسلمين ارتبطوا بحصانهم العربي وعنوا به لأنه قد اجتمع لهم فيه حُبَّان: حب شرعي وحب طبعي؛ ومن أجل ذلك احتل الحصان مكانة لديهم تفوق مكانة الولد؛ حتى إن الرجل كان يبيت طاويًا ويُشبِع فرسه ويؤثره على نفسه وأهله وولده.
والخيول العربية مثال للجَمال والكمال والقوة، إذا قورنت ببقية سلالات الخيول؛ فالحصان العربي الأصيل قوي رشيق، دائم النشاط،كريم وفيّ يصبر على الشدائد، ذو حزم وعزم. ومن أهم ميزاته أنه لا يدهس فارسه إذا وقع عن صهوته


الحصان العربي قبل الإسلام وبعده


العرب سموا الخيل خيلاً لأنها تشعر بالخُيَلاء في سيرها وعَدْوِهَا وأثناء وقوفها

قبل الإسلام. كان للحصان عند العرب قبل الإسلام، على ما كانوا فيه من جدب وفقر، مكان مكين. وقد سموا الخيل خَيْلاً، لأنها تشعر بالخُيَلاء في سَيْرها وعَدْوِهَا وأثناء وقوفها.
لقد ساعدت طبيعة الجزيرة العربية بصحاريها المترامية ومراعيها ومضاربها على شدة إقبال العربي على امتلاك الخيول.كما أن الواقع الاجتماعي للحياة الجاهلية التي تقوم على الغزو والسلب والنهب ساعدت على اعتناء العربي بفرسه. وقد آثر الجياد من الخيل على أولاده، حتى إن بعض الزوجات كن يلمن أزواجهن على تفضيل الجياد عليهن مثلما حدث من شكوى امرأة عنترة الذي توعّدها شرًا إن شكت إليه ثانيةً. وكان الفارس يؤثر جواده على نفسه فيقدم له طعامه ويغطيه بردائه ويسقيه الماء السلسبيل واللبن الخالص، ويشرب هو وأسرته ما يبقيه الجواد. وكان العربي لا يغضب لشيء غضبه إذا أهان أحدهم فرسه أو أطلق عليه مالا يستحب من الصفات. وكان من مظاهر ولع العربي بجواده أن علق عليه التمائم كما يفعل بأبنائه، كذلك كان يخشى عليه العين من الحاسدين.
من مظاهر اعتزاز العربي بالخيل أنه أعطاها أسماءً وأنسابًا؛ فسجل للخيل مشجرات مطولة بأنسابها حتى لا تشوب أصالتها شائبة ويبقى دمها نقيًا. وبلغ به الحرص إن منع ذكور الخيل العربية الأصيلة من النزو على الأفراس مجهولة النسب حتى لا تكون هناك سلالة رديئة.
أصل الحصان العربي. تقول الأساطير الجاهلية أن الخيل فرّت إلى القفار عقب انهيار سد مأرب ولم تلبث أن توحشت، فخرج خمسة من الأعراب في يوم من الأيام فشاهدوا خمسًا من كرائمها في بلاد نجد. ظل الأعراب الخمسة يترددون على أماكن ورود الماء، واحتالوا لصيدها بأن نصبوا لها كميناً من الفخاخ الخشبية وأبقوها في تلك الفخاخ حتى أخذ منها الجوع والعطش كلَّ مأخذ. وحتى تألفهم هذه الجياد، صار الرجال الخمسة يترددون عليها يوميًا ويقتربون منها حتى تعودت عليهم، فركبوها متجهين نحو خيامهم، إلا أن ما معهم من طعام نفد وأنهكهم الجوع. واتفقوا على أن يتسابقوا باتجاه مضاربهم ويذبحوا الفرس التي تتأخر. وتسابقوا، وتأخرت واحدة من الخمس إلا أن راكبها أبى إلا أن يعاد السباق. وتأخرت فرس أخرى فرفض الثاني وطلب إعادة السباق، وتأخرت الثالثة فالرابعة ثم الخامسة. وفي اليوم الخامس ظهر لهم قطيع من الظباء فصاد كل منهم واحدة وأكلها وسلمت الأفراس الخمسة. وسُمِّيت الفرس الأولى التي كان يركبها جُدْران الصقلاوية، لصقالة شعرها، وسمّوا الفرس الثانية التي كان يركبها شَويَّة أم عرقوب لالتواء عرقوبها، وسموا الفرس الثالثة التي كان يركبها سباح شويمة لشامات كانت بها، وسموا الرابعة التي كان يركبها العجوز كُحيلة لكَحَل عينيها، وسموا الخامسة التي كان يركبها شراك عبية لأن عباءة شراك سقطت على ذيلها فظلت ترفعها بذيلها إلى أن انتهى السباق.
ذكر ابن الكَلْبي في كتابه أنساب الخيل أن أصل الخيول العربية من الحصان العربي زاد الراكب، وتزعم الأساطير أنه من بقية جياد سليمان عليه السلام، وأن فحول العرب من نسله ومنها الهجيسي وأعوج الذي كان لايُدانى في السرعة، وجلوي أم الجواد داحس وجذيمة التي ظلت تعدو من شروق الشمس حتى مغيبها إلى أن سقطت ميتة في مضارب صاحبها بعد أن أنقذته، ومن سلالتها جلاب التي ذبحها حاتم الطائي لأضيافه، وعوج التي تخلصت من قيدها، وظلت تعدو أربعة أيام متتاليات حتى عثرت على صاحبها، ومنها داحس والغبراء اللتان تسببتا في الحرب المعروفة باسمهما بين قبيلتي عبس وذبيان مدة بلغت 40 سنة.
وباستقصاء ما وصلنا من أشعار العرب عن الحصان العربي إبان الجاهلية، نجد أن الشعراء كلهم في الغالب الأعم لم يصفوا لنا سوى فرس واحد وهو الفرس النجدي الذي يمتاز برأسه الصغير، و عنقه المقوس، وظهره المستقيم، وذيله المرفوع المموّج، وحوافره الصلبة الصغيرة، وشعره الناعم، ومفاصله المتينة، وصدره الواسع، وقوائمه الرفيعة.
في الإسلام. لم يُكْرِم دِين من الأديان الخيل إكرام الإسلام لها، ولا أدل على ذلك من أن الله أقسم بها في قوله تعالى : ﴿والعاديات ضبحًا ¦ فالموريات قدحًا¦ فالمغيرات صبحًا ¦ فأثرن به نقعًا ¦ فوسطن به جمعًا﴾ العاديات 1- 5 وقال الرسول ³: (الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة) رواه البخاري.
وحث الرسول ³ على اقتناء الجياد وإكرامها، وكان الرسول أول من اقتنى الخيل في الإسلام واستخدمها في الجهاد امتثالاً لقوله تعالى: ﴿وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم﴾ الأنفال60
كان من الواضح أهمية اقتناء أكبر عدد من الجياد الأصيلة للمساعدة في نشر الدين الإسلامي في صدر الإسلام، فقد قامت الخيول بدور مهم في كل الحروب التي خاضها المسلمون في صدر الإسلام وبعده. ولم تستطع الإبل أن تنافس الخيول في ذلك، وإن كانت أصبر منها على الجوع والعطش وتحمّل الحياة القاسية في الصحراء؛ وذلك لسرعة الخيل في الكرّ والفرّ، وقوة تحملها وثباتها أثناء القتال على عكس الجمل الذي يهيج بسرعة مع الجلبة وقعقعة السيوف. وقد خُصّت الخيل التي تعدُّ للجهاد في سبيل الله بمزيد من العناية والرعاية، وخُص الذين يعنون بها بمزيد من الأجر والثواب، حتى أنهم ليحاسبون على شبعها وجوعها، وريها وظمئها، وإرواثها وأبوالها فقد جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده أن الرسول ³ قال: ( الخيل في نواصيها الخير معقود أبدًا إلى يوم القيامة، فمن ربطها عدة في سبيل الله فإن شبعها وجوعها، وريها وظمأها، وأرواثها وأبوالها فلاح في موازينه يوم القيامة ). ولأن الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام، لذا فإن الخيل التي تُربط للجهاد ينبغي أن تُكرم ويعتنى بها لما في ذلك من أجر مضاعف عند الله سبحانه وتعالى.
ومع انتشار الإسلام في الآفاق، انتشر الحصان العربي حيثما حلت أقدام المجاهدين. فمع بداية الفتح الإسلامي، انطلق فرسان المسلمين على ظهور خيولهم العربية الأصيلة فاتحين بلاد العراق والشام وفارس ومصر، وتواصلت الفتوحات إلى شمالي إفريقيا، وفي سنة (711م) دخل الحصان العربي إلى أسبانيا، واجتاز نهر الهندوس على بعد 6,000كم شرقًا بعد أن اجتاح إمبراطورية تبلغ مساحتها أربعة أضعاف الإمبراطورية الرومانية.كل ذلك قد أتاح الفرصة لانتقال الحصان العربي الأصيل من بيئته في الجزيرة العربية إلى تلك الأرجاء، وربما تكون أولى عمليات التهجين بين الخيول العربية الأصيلة وغيرها قد حدثت بدءًا منذ ذلك الوقت، وبالتدريج أثّر ذلك على الأجيال التالية حتى صار الجواد العربي الأصيل نادرًا


صفات الحصان العربي الأصيل

أحسن رؤوس الخيول العربية ما كان على شكل هرم؛ قاعدته إلى أعلى وقمته إلى أسفل
.


أذنا الحصان العربي منتصبتان تدلان على أن الجواد لايزال يحتفظ بقوته ونشاطه
.
صفاته الجسمية. يختلف الحصان العربي عن الخيول الأخرى بعدد من الصفات التي تميزه عنها، وأول ما يلفت الانتباه في الحصان العربي الأصيل رأسه، وعليه يتوقف حسنه ومعرفة مدى أصالته وهمته. ورأس الحصان العربي الأصيل صغير الحجم، جميل التكوين، ناعم الجلد، خال من الوبر. وأحسن رؤوس الخيول العربية ما كان على شكل هرم؛ قاعدته إلى أعلى وقمته إلى أسفل، والرأس في الأنثى أصغر قليلاً منه في الذكر.

تعلو الرأس أذنان طويلتان حساستان منتصبتان تدلان على أن الجواد لا يزال يحتفظ بعنفوانه وقوَّته ونشاطه، أما استرخاء الأذنين فمستقبح في المشرق العربي. أما الأذن في رأس الأنثى فهي أطول قليلاً عنها في الذكر. وإلى جانب الأذنين يضم الرأس العصفور؛ وهو العظم الظاهر في الجبين تحت الناصية؛ وهي الشعر المسترسل على جبهة الفرس، ومنبتها بين الأذنين، وأفضلها الناصية الطويلة الصافية اللون التي تقي عيني الجواد من أشعة الشمس. والعرب يرسلون نواصي خيولهم إلى الجهة اليمنى من العنق، ويستقبحون جزّها بخلاف نظيرتها العربية في الغرب التي تُرسل نواصيها إلى الجهة اليسرى ويجزون نواصيها. وتعطي الجبهة مسحة من الجمال إلى الفرس العربي الأصيل، وأفضلها ماكان عريضًا واسعًا تزينه غُرّة (بياض) في وسط الجبهة. والحصان العربي الأصيل ذو عينين كبيرتين صافيتين حادتين بعيدتين عن الأذنين، وخداه أسيلان قليلا اللحم. وله خطم (أنف) مستقيم به منخران مستديران واسعان يساعدانه على التنفس أثناء الركض. وفمه واسع الجحفلتين (الشٍّدقين) اللتين تلائمان اللجام



عنق الحصان العربي الأصيل متَّسق مع جسده. وأفضل الجياد العربية ما كان ذا ظهر قوي قصير مستقيم، منحرف قليلاً من الخلف إلى الأمام



الحصان العربي من أجمل الخيول في العالم، ويعود جماله إلى صغر رأسه وتناسق أعضائه تناسقًا تامًا.


عنق الحصان العربي الأصيل متسق مع جسده، يكون في الغالب غير مفرط في الطول ولا القصر وليس بالضخم ولا بالرقيق، وأفضله ماكان مستقيمًا رقيق الجلد يأخذ بالاتساع كلما اقترب من الكلكل (الصدر). وينبت على حافة العنق من الجانب الأعلى شعر طويل مسترسل يسمى العُرْف، وأجمل الأعراف لونًا ما اسودَّ وحلك كشعر النساء.
أما الجذع الذي يبدأ من قمة الكتفين وينتهي بأصل الذنب، فعليه تتوقف بعض أهم صفات الحصان العربي ومنها: قوته، وصبره، وسرعته. وينقسم الجذع إلى عدة أقسام هي الغارب والظهر، والمنكبان والصدر والأضلاع والبطن، والصلب، والكَفَل والغاربان.
فالغارب تسميه العرب الكاهل والمتن والحارك وهو ما بين الظهر والعنق عند ملتقى الكتفين، ويكون في الحصان العربي الأصيل دقيقًا بارزًا يابسًا خاليًا من الدهن، وتُعرف الخيول النجدية

بعلو غاربها وحسن تركيبه. أما الظهر فيسمى أيضًا الصهوة والمتن؛ وهو موضع السرج. وأفضل الجياد العربية ما كان ذا ظهر قوي قصير مستقيم، منحرف قليلاً من الخلف إلى الأمام. ومن الخصائص التركيبية لظهر الحصان العربي أن عدد الفقرات العظمية الظهرية أقل بواحدة من عددها في الخيول الأخرى. أما المنكبان فهما موضعا التقاء الطرفين الأماميين بالجذع، ويتوقف تناسق تركيبهما على تركيب الكتفين والصدر، ويكون بينهما فسحة. وكلما كانت أضخم كان ذلك دليلاً على الصدر الحسن وسرعة الركض. وصدر الحصان العربي عريض متسع بارز العضلات، وأضلاعه متسقة تملأ فراغ الخاصرتين، وبطنه مستدير متناسق مع جسمه، إلا أنه يكون أوسع لدى الأنثى الولادة، وصُلْبه مرتفع مستقيم محدب قليلاً. أما الجزء الذي يلي الصلب فهو الكَفَل، وهو في معظم الخيول العربية عريض مستقيم قليل التحدب شديد العضلات، ويحتوي هذا الكفل على عظمتين ناتئتين من أعلى الوركيْن هما الغاربان.
وقوائم الخيول العربية الأمامية ذات عضلات قوية يتصل بها كتفان مائلان إلى الأمام، يتصل بهما العضد الطويل الشديد العضلات الذي يعطي الحصان دفعة من السرعة، ويتصل ساعده من أعلى بالعضد بوساطة المرفق. والساعد في الحصان العربي معتدل الطول، كما يتصل الوظيف (الذراع) من أعلى بالساعد، وأفضل السواعد ما كان قصيرًا مستقيمًا ذا أوتار بارزة. وحوافر الخيول العربية الأصيلة صغيرة، مصقولة الجدران صلبة قوية. أما قوائمها الخلفية فتتكون من الحجبات ونتوءين من العظم يُستحسن فيهما بُعْدُ الواحدة عن الأخرى مع شدة عضلاتها واتساع المسافة بينهما، والإليتان تكون كل واحدة بعيدة عن الأخرى مع استدارتها وشدة عضلاتهما، أما الفسحة التي بينهما فتسمى المجرّ، ومن ميزاته في الحصان العربي اتساعه. أما أوراكها فطويلة متناسقة مع الكفلين تتصل بفخذين طويلتيْن، ويفصل بين الفخذ والساق عُرْقوب يكون فوق مؤخر القدم وعليه يتوقف جمال الفرس، وهو في الحصان العربي غالبًا ما يكون عريضًا رقيق الجلد. أما ساقا الحصان العربي فمتينتان قصيرتان مستقيمتان تنحدران إلى الأرض دون انحراف.
لا نجد الصفات المتقدمة باطِّراد في كل الجياد العربية، لكن تختلف هذه الصفات باختلاف المناطق التي نشأت فيها؛ فالخيول في الجزيرة العربية تختلف من إقليم إلى آخر، وبالتالي تختلف عن نظيرتها العربية في الشام والمغرب. فالحصان السعودي، رقيق الجحافل، ذو عيون سوداء جميلة، طويل الأذنين، صلب الحوافر، ذو عنق طويل متناسق وكَفَلين عريضين وقوائم رقيقة ممشوقة، غليظ الفخذيْن. والحصان السوري ذو حوافر لينة، وألوان جميلة، وعيون كبيرة، وشدقين واسعيْن. والحصان اليمني ذو جسم مستدير خشن تقريبًا، غليظ القوائم، خفيف الأجناب قصير العنق. والحصان المصري طويل العنق، دقيق القوائم، حديد الأذنيْن، طويل الرسغيْن، قليل الشعر. والحصان المغربي عظيم العنق، غليظ القوائم، ضيق المنخرين، وسبيبهما طويل غزير. ويقال إن أشرف الخيول العربية وأيمنها الخيول السعودية النجديّة، وأجلدها اليمنية وأشدها المصرية، وأغزرها نسلاً المغربية وأكثرها ألوانًا السورية.
للعرب روايات كثيرة في صفات الجواد الجيد؛ من ذلك ما قيل من أن الحجاج سأل أحد الأعراب الخبيرين بالحصان العربي الأصيل عن صفة الحصان الجيد فأجابه: القصير الثلاث، الطويل الثلاث، الرحب الثلاث، الصافي الثلاث، وفُسّرت الثلاث القصار بالصُّلْب، والعسيب والقضيب. والثلاث الطوال بالأذن والعنق والذراع، والثلاث الرحبة بالجبهة، والمنخر، والورك. والثلاث الصافية بالأديم والعين والحافر. وذكر الأصمعي في كتاب الخيل أنه يُستحب في الفرس الأصيل أن يطول بطنه، ويقصر ظهره، وتشرف حجبتاه، ويشرف منسجه، وتعرض أوظفة رجليه، وتحدّب أوظفة يديه، ويدق صدره، ويتسع جلده، ويرق أديمه، وتقصر شعرته، وتطول عنقه، ويعرض منخره، ويَدقُّ مذبحه، ويتسع منخره ويرحب شدْقاه.
صفاته الأخرى. إلى جانب المميزات الجسمية، يتصف الحصان العربي الأصيل بصفات أخرى يشترك فيها مع بقية الخيول، وبعضها ينفرد به، ومن هذه الصفات؛ حبه للموسيقى فالخيول عامة ـ والعربية خاصة ـ تحب الموسيقى وتطرب لها. فنجد أنها تتمايل راقصة بفرسانها على إيقاع الطبول والمزامير وغيرها، وقد تتراقص في استعراضات السيرك على أنغام الموسيقى، وغالبًا ما تشرب الماء بالصفير. والحصان العربي من أجمل الخيول في العالم، وهو الأصيل بلا منازع، ويعود جماله إلى صغر رأسه وتناسق أعضائه تناسقًا تامًا. ومن صفات الحصان العربي الخصوبة سواءً للذكر أو الأنثى؛ فالحصان العربي لا يفقد قدرته على التناسل حتى لو تقدمت به السن، ومن صفاته أنه ليس شرهًا، ويكتفى بالقليل من الطعام، حيث إن أمعاءه أقصر من أمعاء الخيول الأخرى، لذا فهو يهضم طعامه ببطء، ومن ميزاته أنه يعتاد بسهولة على تقلبات الطقس ولا يمرض إلا نادرًا، كما أنه يتمتع بجهاز تنفسي فعال، وذلك بفضل كبر قصبته الهوائية إذا ما قورنت بحجمه، وكذلك ضخامة قفصه الصدري، مما يساعده على أخذ كمية أكبر من الأكسجين إلى الرئتين. ومن صفاته التي لا جدال فيها صبره وقدرته على تحمل المشاق. كما أنه أيضًا رقيق الإحساس، سريع الاستجابة. ويأتي الحصان العربي في مقدمة الخيول من حيث الذكاء وقوة الذاكرة والوداعة والوفاء لصاحبه مما يجعله جديرًا بصداقة صاحبه. وهو يفهم سيده ويستجيب لأدنى إشارة أو حركة تصدر عنه، ويُسرَّ بمواساة صاحبه له إذا مرض، وإذا سمع وقع خطوات صاحبه دخل السرور إلى نفسه ويعبِّر عن ذلك بصهيل منخفض



الحصان الأشهب كان ولا يزال إلى حد ما مركب الملوك والقادة
.
ألوانه. للحصان العربي لونان: بسيط ومركب؛ فاللون البسيط نجده في الحصان ذي اللون الواحد، والمركب نجده في الحصان الذي له أكثر من لون. وألوان الحصان العربي ألوان زاهية مشرقة أساسها أربعة ألوان: الأبيض والأحمر والأسود والأصفر. وينتج عن تمازج هذه الألوان ألوان أخرى وضعت العرب اسمًا لكل منها.
اللون الأبيض. الصافي نادر في الخيول العربية عند ولادتها، لكنَّ نسبته تزيد في الخيول التي كان لونها أشهب في صغرها بعد أن تتجاوز السادسة من العمر ولا يُرى في الخيل العتاق، ويستحب في الحصان الأبيض سواد عُرْفه وذنبه وهذا نادر جدًا. ويتفرع من اللون الأبيض اللون الأشهب، وهو مزيج بدرجات متناسبة متفاوتة بين اللونين الأبيض والأسود. وللحصان العربي في الشَّهبة خمسة ألوان: قرطاسي، وصِنّابي، ورمادي، وأبرش، وأبلق، وسوسني، وحديدي، وكافوري.
فالقرطاسي ما كان الغالب عليه البياض ويسمى أيضًا أضحى، والصنابي ماكان الغالب عليه الحمرة، والصنَّاب هو الخردل بالزبيب، والرمادي ما كان الغالب عليه غبرة فيها كدرة، والأبرش ما كان فيه نُكَت بيض، وإن كثرت هذه النُّكَت وعم البياض جميع جسده سمي أبلق ومغلّسًا. أما إذا تفرقت هذه النكت سمي أشْيم، والسّوسني ما خالط بياضه صُفْرة. والحديدي ما زاد فيه اللون الأسود عن الأبيض إلى درجة يغلب فيها اللون الأسود على الأبيض، أما إذا قل فيه الأسود، بحيث يطغى اللون الأبيض، فهو الأشهب الفاتح أو الكافوري.
وكان الحصان الأشهب ولايزال، إلى حد ما، مَرْكَب الملوك والقادة وكبار القوم عند العرب وخلافهم؛ فقد اقتنى سلاطين الدولة العثمانية الجياد العربية الشهباء، وكذا أمراء الأندلس وملوك الفرس. وتكثر الجياد الشهب في بلاد الشام.
واللون الأحمر . تندرج تحته عدة ألوان فرعية منها الورد، والكُمَيْت، والأصدأ، والأشقر. فالورد يكون في الحصان الأحمر خالص الحمرة، لكنّ عرفه وذيله أسودان. أما الكميت فهو ما كان في حمرته سواد، وتتفرع منه خمسة ألوان هي: الأحوى، والأحم، والمدمّى، والأحمر، والمحلّف. فالكميت الأحوى يعلوه سواد، والأحم يشبه الأحوى إلا أنه أقل سوادًا منه، أما المدمّى فهو ما اشتدت حمرته في السواد، أما إذا كانت كمتته بين السواد والبياض فهو ورد أغبس. أما الأحمر فيكون أشد حمرة من المدمّى، وهو أفضل أنواع الكميت، لأنه خالص الكمتة ويسمى الكميت المصامص (الخالص). أما الأحمر الأصدأ فهو ما قاربت حمرته السواد؛ أي مثل صدأ الحديد أما المحلف فهو ما قاربت حمرته إلى الشقرة، وعرفه وذنبه يميلان إلى السواد. والكمتة أحب الألوان إلى العرب، وهي أكثر الخيول صبرًا في الحرب وأقلها جلودًا وحوافر كما قال الأصمعي. أما اللون الأشقر فلا فرق بينه وبين الكميت إلا في العُرْف والذَّنَب والقوائم؛ فإن كانت سودًا فكميت وإلا فأشقر. والأشقر هو مزيج من اللونين الأحمر والأصفر، ويكثر الجواد الأشقر في الحجاز بينما يكثر الأحمر في بلاد نجد. والأشقر يتباين أنواعًا: فمنها الذهبي، والعسلي والمحرق، والغامق. وكان الرسول ³ يحب الخيل الشُّقر، فقد روى ابن عباس أن الرسول ³ قال: (خير الخيل الشُّقر).
أما اللون الأسود في الحصان العربي فيسمى أدهم، وهو مستحب نادر بين الخيول العراب. ويتفرع منه ستة أقسام: فإن كان حالك السواد فيسمى غيهبي أو غَيْهَب، فإذا اشتد سواده حتى يضرب إلى الخضرة من شدته فهو أخضر، فإن كان بين الدهمة والخضرة وعلا سواده حمرة فهو أحوى، فإذا خالطت سواده شقرة فهو أدبس، فإن خالطه أدنى حمرة أو صفرة فهو أحمّ، فإن كان سواده ضاربًا إلى البياض حتى يقرب من لون الرماد فيسمى الأورق.

أما اللون الأصفر فيتفرع بدوره إلى ستة أقسام: أصفر فاقع، وهو ما شاب صفرته الحمرة من شدة الاصفرار، ويكون لون شعر عرفه وذنبه أسود شديد السواد، ومن معرفته إلى ذنبه خط أسود، وأوظفته سود، وهو أحسن ألوان الأصفر. والأصفر الناصع ماكانت صفرته خالصة ولون شعر الذنب والعرف أسود حالك السواد. وهناك الأصدى وهو ما علت صفرته كدرة، والأبيض الذي تضرب صفرته إلى البياض، ولون شعر ذنبه وعرفه أصهب وهو أشهر ألوان الصفر. والأعفر ماكانت صفرته كالتراب، والأكلف ماكانت صفرته مشوبة بسواد ويوجد من معرفته إلى ذنبه خط أسود، وأوظفته سود.


فرس مُحجَّل الثلاث وهو مستحب لأن قائمته الأمامية اليمنى غير محجّلة.

.
الشِّيات. وهي العلامات اللونية المخالفة لمعظم لون الحصان. وأكثر شيات الحصان العربي بيضاء، فإذا كان هذا البياض في الوجه يسمى غُرة، وإذا كان في قوائم الفرس يسمى التحجيل. فإذا ابيضّت أذنا الفرس أو كانت فيهما نقط بيضاء فتسمى الذُّرأة، إلا في الفرس الأشهب فإنها لا تختص باسم وحدها، إلا أن تكون سوداء وحينئذ تسمى التطريف، وإذا ابيض رأس الفرس يسمى أصقع، وإن ابيضَّ قفاه يسمى أقنف، أما إذا خالط شعر ناصيته بياض فهو أسعف، فإن ابيض وجهه كله فيسمى أغشى أو أرخم، وإن كان أبيض البطن فهو أنبط، أما إذا كان البياض على جانبيه فيسمى أخصف، وإذا كان البياض في الكَفَل فيسمى عندئذ آزر.
الغُرَّة البياض الذي يكون في وجه الفرس وسط الجبهة، ولا تسمى غُرّة إلا إذا كانت أكبر حجمًا من الدرهم، أما إذا كانت دون ذلك فتسمى قرحة، والعرب تتشاءم بالقرحة، إن لم يصاحبها بياض في شيء من أعضاء الفرس. وقد وضع العرب أسماء لأنواع الغرر التي تُحلِّي الجواد العربي، وهي أنواع نذكر منها هنا تسعة أنواع أولها النجم وهي أول مراتب الغرر، أما إذا انتشرت في الجبهة وملأتها فتسمى الشادخة، وتسمى سائلة إذا امتدت في الجبهة إلى قصبة الأنف أو سالت على أرنبة الفرس، أما إذا نزلت إلى قصبة الأنف ولم تبلغ الجحفلة فتسمى الشّمراخ، وإن أخذت جميع وجهه قيل له مبرقع، فإن فشت حتى تأخذ العينين فتبيض أشفارهما فيسمى مُغرب، وإذا بلغت الغرة محل المرسن وانقطعت أو كانت بين العينين والمنخر فتسمى الغرة المنقطعة؛ وهي من أفضل الغرر، وأخيرًا تسمى الغرة السارحة إذا ما ملأت الوجة ولم تبلغ العينين.
التحجيل بياض في قوائم الفرس مأخوذ من الحِجَل وهو الخلخال. فإذا كانت قوائم الفرس الأربع بيضاء سمي مُحجَّل الأربع، وإن كان في ثلاث سمي محجل الثلاث ويُستحب إذا كانت قائمته الأمامية اليمنى غير محجَّلة، وإذا كان في اثنتين فهو محجل الرجلين، وإن كان البياض برجل واحدة فهو أرجل وإذا كان البياض بيده دون رجليه يسمى أعصم، فإن كان في واحدة فقط فهو أعصم اليمنى أو اليسرى، وإذا بلغ البياض الركبتين والعرقوبيْن يسمى مسرولا، وإذا كان البياض في يد ورجل من خلاف كأن يكون في اليد اليمنى والرجل اليسرى أو العكس فيسمى حينئذ مشكولاً وهو ليس بمحبوب.
الدوائر علامات تنشأ من نمو الشعر المختلف الاتجاه على سطح الجلد فينشأ من التقاء الشعر ما يشبه الدوائر، ولها أسماء أخرى تختلف باختلاف البلدان العربية فتسمى النياشين والنخلات والنقشات، ومن هذه الدوائر دوائر يتفاءل بها العرب ومنها ما يتشاءمون من وجوده في الفرس، ومن التي يتِفاءلون بها: دائرة العمود؛ وتكون في موضع القلادة قريبة من العُرْف، ودائرة الصدر ويتفاءلون بها في الكسب والغنى، ودائرة الهقعة وتوجد تحت الإبط ويتفاءلون بها في الصبر وطول العمر، ودائرة السمامة وتكون في وسط العنق. ودائرة الحزام، ومكانها موضع ممر الحزام ويتفاءلون بها في زيادة الخير. أما الدوائر التي يتشاءمون بها فهي: دائرة التابوت ومركزها قمة الكتف على الحارك وتمتد إلى أسفل، وتدل عندهم على أن صاحب الفرس سيموت على ظهره، ودائرة البكَّايات على الخدود. انظر: الحصان.
ألفاظ أطلقها العرب على الحصان
بلغ من عناية العرب بالخيل أنهم وضعوا لكل شيء من أطوارها وأصواتها ومشيها وعدوها ألفاظًا شتى اختصوها دون غيرها، ولم تبزهم في ذلك أي لغة أخرى .
مراحل عمرها. يسمى وليد الفرس إذا ما وضعته أمه مُهرًا ثم فُلْوًا. وبعد أن يبلغ من العمر سنة واحدة فهو حولي ثم في الثانية يسمى جذعًا والثالثة ثَنيًا، فإذا أتم الثالثة ودخل الرابعة سمي رباعًا، وفي الخامسة قادحًا حتى يبلغ الثامنة وهي نهاية القوة والشدة، ثم يأخذ في النقص إلى الرابعة عشرة، فإن تجاوزها إلي نهاية عمره يسمى مُذَكىً. وعلامات كبرها استرخاء جحفلتها واختفاء أنيابها واغورار عينيها.
أصواتها. إذا خرج الصوت من الفم سمى شخيرًا، وإذا خرج من المنخريْن يسمى نخيرًا، وإذا خرج من الصدر يسمى كريرًا. وأنواعه ثلاثة: أجش وصلصال ومجلجل. ومن أصواته الصهيل، وهو صوت الفرس في أكثر أحواله خاصة إذا نشط والجلجلة أحسن أنواع الصهيل، وتخرج صافية مستدقة. وهناك الحمحمة وهي صوت الفرس إذا طلب العلف أو رأى صاحبه فاستأنس به. ومن أصواتها الضبح وهو صوت نفس الفرس إذا عدا، وقد ذكرت هذه الصفة في القرآن في قوله تعالى ﴿والعاديات ضبحًا﴾ ، وهو ليس بصهيل ولا حمحمة. والنثير صوته إذا عطس، والصوت الذي يخرج من بطنه يسمى البقبقة، والقبع صوت يردده من منخره إلى حلقه إذا نفر من شيء أو كرهه. أما الجشّة فصوت غليظ كصوت الرعد.
المشي والعدو. كما وضع العرب أسماء لأنواع أصوات الحصان، وضعوا كذلك مصطلحات لأنواع مشيه وعَدْوِه وجريه. ومن ذلك الضَّبر وهو إذا وثب الحصان فجمع يديه، وإذا باعد بين خطاه وتوسع في مشيه فيسمى العنق، وإذا عكس ذلك بأن قارب بين خطاه فتسمى المشية عندئذ الهملجة، أما إذا عنق مرة وهملج أخرى فذلك يسمى الارتجال، وإذا قبض رجليه وراوح بين يديه واستقام جريه فهو الخبب، وإذا خلط العنق بالخبب فيسمى التّقدّي، وإذا لوى حافريه إلى عضديه فذلك الضّبع. أما إذا كان أثناء جريه يضع يديه ويرفعهما في آن واحد فيسمى التقريب. وإذا جمع في جريه بين التقريب والخبب فذلك العُجَيلي. والإمجاج هو أن يأخذ في العدو قبل أن يضطرم والإحضار أن يعدو عدوًا متداركًا، والإرخاء أشد من الإحضار، والإهذاب أن يضطرم في عدوه، والإهماج هو قصارى جهد الفرس في العدو. على ذلك يكون ترتيب العدو كالآتي: الخبب، فالتقريب فالإمجاج فالإحضار فالإرخاء فالإهذاب ثم الإهماج.
ومن الألفاظ الأخرى التي يتواصل بها الفارس مع جواده ومنها ألفاظ الزّجر، ومما استعملته العرب في ذلك يَهْياه وهَلْ وأرحب وأقدِم وهب. وكان يقال في إسكاته وكفه عن الحركة والمرح هلا. ويفهم الجواد الأصيل كل إشارة أو صوت يصدر من صاحبه كما يفهم الصّفير عند شرب الماء. وقالوا في ذلك ¸عاتبوا الخيل فإنها تعتب•، أي أدّبوها فإن فيها قوة تدرك بها العتاب أمرًا ونهيًا .
أسماء عتاق الخيل. حظيت عتاق الخيل في كلام العرب بنصيب وافر من الألفاظ التي تدل على عتقها وكرمها؛ من ذلك الجواد الطِّرف الحسن في طول المقابل في الجياد من أبويه الحسن المظهر، واللهموم الجيد الحسن الخلق والصبور في العدو الذي لا يسبقه شيء طلبه ولا يدركه من جرى خلفه، والعنجوج الجيد الخلق الحسن الصورة في طول، والهذلول؛ الطويل القوي الجسيم، والذّيّال؛ الطويل الذيل، والهيكل؛ العظيم الخَلْق الحسن الطلعة، والنهد؛ الجواد العظيم الشديد الأعضاء عظيم الجوف، والجرشع؛ العظيم الخلْق الواسع البطن والضلوع، والخارجي؛ الجواد العتيق بين أبوين هجينين، والبحر؛ الكثير الجري الذي لا يصيبه التعب، وأول من أطلق هذا المصطلح الرسول ³، والمسوّم؛ الذي لديه علامة ينفرد بها عن غيره، والسابح الذي يرمي يديه قدمًا إذا جرى، والمطهَّم؛ التام الحسن الخلق، والمجنَّب؛ البعيد ما بين الرجليْن من غير اتساع، والجموح؛ النشيط السريع. والهضب؛ كثير العرق، والشّطب؛ الحسن القد، والعتيق والجواد؛ إذا كان كريم الأصل رائع الخلق، والمُعْرِب؛ إذا لم يكن فيه عرق هجين، والطموح؛ ما كان سامي الطرف حديد البصر، والسّكب؛ الخفيف السريع الجري وبه سمي أحد أفراس الرسول (ص).
ألفاظ للذم. وضعت العرب في عيوب الخيل البدنية والعادية مصطلحات تدل على ذلك في أوصاف مخصوصة؛ من ذلك الفرس الأسفى؛ قليل شعر الناصية، والأغم؛ الذي يكثر شعر ناصيته حتى يغطي عينيه، والأزور الذي دخلت إحدى صفحتي صدره وخرجت الأخرى، والأصك؛ الذي تصطك ركبتاه وكعباه، والأشرج، ما كانت له بيضة واحدة، والأعشى؛ الذي لا يرى بالليل، والأجهر؛ الضعيف البصر الذي لا يرى جيدًا في الشمس، والعضوض؛ الذي يعض من يدنو منه، والنفور؛ الذي لا يثبت لمن يقترب منه، والجموح، الذي لا يوقفه اللجام عن جريه، والحرون إذا ثبَّت أرجله في الأرض وامتنع عن المشي، والقموص؛ الذي ينفض راكبه حتى يسقطه.
ألفاظ في خيل السباق. كانت العرب قديمًا ترسل خيل السباق عشرة عشرة، ولكل واحد منها اسم خاص به، ومكان السباق هو المضمار، وكانوا يضعون عند آخر نقطة من المضمار الجائزة على رؤوس قصب الرماح؛ ومن ذلك جاءت عبارة ¸حاز فلان قصب السبق• فمن وصلها أولاً أخذها. وكانوا يسمون الأول السابق والمبرّز والمجلّي، وكانوا يمسحون على وجه الفرس الفائز، ويقال إنه سمي المجلّي لأنه جلّى عن صاحبه ما كان فيه من الكرب والشدة. ويسمون الثاني المصَلّي لوضع جحفلته على قطاة (عجز) السابق، والثالث المعَفّى والمُسَلّي لأنه سلّى عن صاحبه بعض همه بالسبق حيث جاء ثالثًا. والرابع التالي لأنه تلى المسلِّي، والخامس المرتاح لأن راحة اليد فيها خمس أصابع. والسادس العاطف، فكأن هذا الفرس عطف الأواخر على الأوائل أي ثنّاها، والسابع البارع والحظيّ لأنه قد ناله حظًا، والثامن المؤمَّل؛ لأنه يؤمل وإن كان خائبًا، والتاسع اللطيم؛ لأنه لو أراد أن يدخل الحجرة التي هي نهاية السباق لطم وجهه دونها أو لأنهم كانوا يلطمون صاحبه. والعاشر السُّكَّيْت، لأن صاحبه تعلوه ذلّة وحزن ويسكت من الغم، وكانوا يجعلون في عنقه حبلاً ويحملون عليه قردًا ويدفعون للقرد سوطًا فيركضه القرد ليعيرّ بذلك صاحبه.
النَّزْو والتضمير
النزو. هو أن يأتي الفحل (الذكر) الحِجر (الأنثى الأصيلة). وكان العرب ولا يزالون يُعْنون بنزو الحجر عناية كبيرة لأن نزوها يعني أنها ستلد ونتاجها يُعد الثروة المرجوّة لاسيما إذا ولدت أنثى. والحجر الأصيلة لا تسمح للذكر أن يأتيها إلا إذا كانت وادقًا (تشتهي). وهناك اعتقاد شائع ـ وليس صحيحًا ـ أن الفحل العربي الأصيل لا ينزو على أمه ولا أخته، ولهم في ذلك روايات عديدة. والمشهور عندهم أن كثرة نزو الفحل تسبب له أمراضًا وتجعل لون منيه أحمر، ولا يسمحون له بأكثر من خمس إلى ثماني مرات في إتيان الأنثى فقط. أما إذا كان الفحل ليس معدًا للركوب فلا حد أقصى لذلك. والعرب تستقبح بيع عسيب (مني) الفحل لأنه مناف للكرم الذي جبل عليه العربي، ويحرص أصحاب الخيول العربية الأصيلة على اختيار الفحل الأصيل لينزو على حجورهم، وكذلك الأعراب في البادية حتى الآن، وإن لم ينجحوا في ذلك تركوا الأنثى ما يقرب من ثلاث سنوات دون نزو، ووصل الحد ببعضهم أن يضع ما يشبه الأقفال على فروج الإناث حتى لا يطرقها جواد غير أصيل خلسة دون علم أصحابها فيفسد سلالتها.
ويختلف موسم التقفيز من بلد لآخر؛ ففي كثير من البلدان العربية يُفَضَّل أن يكون في فصل الربيع لتكون ولادة الفرس فيه بعد سنة. وفي بعض البلدان كالشام مثلاً يقفزون الخيل مرتين في السنة، في الربيع والخريف. إلا أن بعض الأعراب يفضّلون أن تجرى عمليات النزو مرة واحدة كل سنتين حتى تتمكن الأنثى من إرضاع مهرها، في حين يعتقد آخرون أن ترك الأنثى دون حبل كل هذه المدة يجعلها عقيمًا. والمشهور في بلاد الغرب أن الفحل العربي نزّاء ذو خصوبة عالية ممتاز في تحسين السلالات، وأن نزوه على أي حجر ينتج خيلاً أفضل من الأب والأم من حيث الطول والسرعة، ويصدق هذا القول على الحصان الإنجليزي والفرنسي من أصل عربي.


رد مع اقتباس