عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 50 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post رد: مخطوطة الخديوي / عباس باشا - أصول الخيل العربية

كُتب : [ 31 - 12 - 2009 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

عباس باشا الأول ( حياته 1813م إلى 1854م ) ( حكمه 1849م إلى 1854م ) :-

مقدمة :-

ورد في مواضيع مختلفة نبذه تاريخية عن الخيل المصرية ولمعرفة المزيد حول نفاسة الخيل العربية الأصيلة وسبب تميز الخيل المصرية لا بد أن نستعرض رجال تلك الخيل ومربيها بشيء من معايير الجرح والتعديل ومعرفة " شروط " اقتناء الخيل عند المربين إن صح التعبير وقد ورد في أكثر من موضوع نبذة عن أوائل ملوك مصر من الذين اهتموا بالخيل العربية الأصيلة والتي جلبوها من أعز خيل الجزيرة من عصور وحقب مختلفة وتحدثت بعض المواضيع عن التاريخ التقريبي لنشوء حركة إنتاج وتربية الخيل العربية الأصيلة في مصر حيث بدأت عناية حكام مصر بتربية الخيول العربية الأصيلة في القرن الـ 13 الميلادي، ( 1200م ) في فترة المماليك البحريون / القبجاق ( كان المماليك عبيدا استقدمهم الأيوبيون، ثم زاد نفوذهم حتى تمكنوا من الإستيلاء على السلطة سنة 1250م وأصل حكامهم إتباع نهج الأيوبيين في القيام باستقدام المماليك من بلدان غير إسلامية، والذين كانوا في الأغلب أطفالا، يتم تربيتهم وفق قواعد صارمة في ثكنات عسكرية، كان يتم عزلهم عن العالم الخارجي حتى يضمن ولاؤهم التام للحاكم تمتعت دولة المماليك بنوع من الاستقرار السياسي قام المماليك في أول عهد دولتهم بصد الغزو المغولي على بلاد الشام ومصر ( عين جالوت ) بعدها وفي عهد السلطان الظاهر بيبيرس ( 1260-1277م ) والسلاطين من بعده، ركز المماليك جهودهم على الإمارات الصليبية في الشام قضوا سنة 1290م على آخر معاقل الصليبيين في بلاد الشام ( عكا ) أصبحت القاهرة مركزا رئيسا للتبادل التجاري بين الشرق و الغرب، وازدهرت التجارة ومعها اقتصاد الدولة ) وكانوا يهتمون باختيار الخيل التي تمتاز بجمال المنظر، وسرعة العدو، وقوة الاحتمال وأشير في أكثر من مقام إلى الملك الناصر حيث اشتهر الملك الناصر / محمد بن قلاوون باقتنائه مجاميع من أحسن الخيول النجدية الثابتة الأنساب وكان يدفع ثمنا باهظا لاقتنائها وجاء في كلام المؤرخين كلام كثير عن كيفية ذلك الجلب وكثافته الكثير كما تحدتث المصادر عن اهتمام هذا الملك الشخصي بثروته التي لا تقدر بثمن من أجود الجياد من خيل العرب، حيث اشتهر عن الملك الناصر بناء مجموعة من الإسطبلات المذهلة، ذات مساحات فسيحة وأبنية فارهة وكان منها ما يسمى ميدان المهاري وميدان سرياقوس وثلاثة اسطبلات وميادين أخرى فكان يقوم في أحيان كثيرة على خدمة الخيل ويشرف على ذلك بنفسة وهو سلطان البلاد كما كان استخدم في إنتاجها نفس أساليب منتجيها في بلاد الجزيرة واعتمد في تدريبها على صفوة من فرسان البدو وأما ما يختص بحرصة على أنسابها فكان حرصه على أنسابها لا يقل عن حرص منتجيها من بلاد الجزيرة الذين أقاموا لنسب خيولهم ما أقاموه لأنسابهم هم أنفسهم حيث كان الملك بنفسه يشرف على توليدها وتدوين أنسابها في سجلات خاصة، ويعقد جلسات السباق بين خيوله وخيول الأمراء سنويا واستمر الحال على ذلك حتى توفي ( هناك جدل في بعض المصادر حول تقييم مجهودات الملك الناصر بالمقارنه مع مجهودات / عباس باشا وأيهما أحب وخدم الخيل العربية أكثر في مصر ) ( حكم الملك الناصر من 1293 حتى خلع بعد عام في 1294 ثم حكم من عام 1298 إلى 1308 حيث تنازل عن الحكم ومرة ثالثة من عام 1309 إلى 1340 حيث أعقبه ابنه المنصور / سيف الدين ) وبعد وفاته بفترة حصل أول ضمور في إنتاج وتربية الخيل العربية الأصيلة في مصر حيث أن أمر الإنتاج والإستيراد والتربية للخيل العربية الأصيلة تعلق بالنخبة من الملوك و الأمراء وميولهم الشخصية ومع مرور الزمن أخذ الاهتمام بشؤون الخيل يقل حتى كاد ينقرض حتى أتى السلطان / برقوق فأنعش حركة الإنتاج المنحسرة إلى أن وصل ازدهار أعداد الخيل العربية الأصيلة في عهده عند السبعة آلاف رأس من أفضل خيل زمنه وبعد وفاته بفترة حصل الإنحسار الثاني لحركة إنتاج وتربية الخيل العربية الأصيلة في مصر حيث استمرت العناية بالخيل فترة ثم تراجعت وهكذا حسب ميول الأمراء وولاة الأمور وبعد الإنحسار الثاني بقترة جاء عهد مصلح مصر الحديثة ومجدد نهضتها / محمد علي باشا الكبير فاقتنى مجموعة فاخرة جدا من الخيول النجدية وإدراكا لما كان في الماضي من ضياع لثروات الخيل بعد انقضاء عهود من سبقوه سعى إلى غرس حب الخيل في أبناءه وأبناء أبنائه حيث حرص على تعلق نجليه / ابراهيم باشا و / طوسون باشا بالخيل العربية الأصيلة .

محمد علي باشا ( 1769 - 1849م ) :-

وفي تلك الحقبة برز نجم / عباس باشا ( 1813 - 1854م ) ابن طوسون باشا وذلك لما لمسه فيه جدة / محمد على ( حيث أن والده / طوسون باشا توفي وكان عمر عباس باشا ثلاث سنوات ) من حب الخيل والغيرة عليها، فقد سلمه إدارة محطات التربية الموجودة في ذلك الوقت مما كان له أكبر الفضل فى الإبقاء على الخيول العربية الأصيلة كما نعرفها اليوم ( الخيل العربية المصرية الأصيلة ) وكان عمر / عباس باشا 23 عاما .

( في فترة حكم عمه / إبراهيم باشا تعرض / عباس باشا للإقصاء إلى حد كبير حيث اّثر المغادرة إلى الجزيرة العربية والمكوث مع قبائل عنزه الذين أحبهم مثل ما أحب جيادهم ويذكر أن حركة إستيراد الخيل والاهتمام العام بالخيل العربية الأصيلة تأثر في حقبة / إبراهيم باشا )

بعد اعتلائه عرش مصر إثر وفاة عمه / ابراهيم واصل / عباس باشا مسيرة جده وذلل / عباس باشا جميع الصعاب التي واجهته في اعادة إعمار مرابط الخيل العربية الأصيلة العائدة لجده / محمد علي ( وتذكر عدة مصادر أن من أهم مصادر الجياد الأصيلة في ذلك الوقت كان من أمراء شيوخ نجد في ذلك الوقت مثل ( عبدالله بن سعود ) والإمام ، فيصل بن سعود وتخصص بعض المراجع أقساما عن علاقة / عباس باشا الأول بالإمام / فيصل بن سعود حيث جمع بينها الحب المنقطع النظير للجياد العربية الأصيلة ولم يقف الأمر عند حب الجياد فقط وإنما بتعلقهما الشديد جدا بالأرسان والأنساب المرتبطة بتلك الجياد و ( لمزيد من المعلومات حول جياد الإمام / فيصل بن سعود يمكن الرجوع لمذكرات الرحاله بلقراف )

وظل مملوكه / علي بك جمال الجماشوجي يجوب شبه الجزيرة من أقصاها إلى أقصاها ويحضر له أفراسا من أعزم مرابط خيل العرب الأصيلة متتبعا خطواتها رغم بعد المسافة وصعوبة المواصلات وورد الكثير عن ملاحظات هذا الجلاب حيث حصل أيضا من شيوخ القبائل على معلومات لا تقدر بثمن عن تاريخ خيل جده / محمد على كما دون الكثير عن أعراف تربية الخيل الأصيلة في الجزيرة وو ضعت في كتاب ( من أكثر القصص تداولا هي قصه وردت في مذكرات الخاصة لليدي اّن بلانت حول اّخر فرس استوردها / عباس باشا قبل وفاته بألف جنيه ذهب وكان عمر تلك الفرس الدهما ما يقارب خمسة عشر عاما مما اضطرهم إلى وضعها في عربه وتم نقلها من نجد إلى مصر )

تناقلت الأخبار الشيء الكثير عن حب / عباس باشا للخيل وشغفه باقتنائها حيث أن بعض ما قيل عن ذلك :-

* انفاقه ثروات هائلة في اقتناء مجموعات من الأفراس من شبه الجزيرة ( وكان يخص الصقلاويات الجدرانيات " من مرابط عنزة " بالاهتمام البالغ حتى قيل : أنه اشترى كل ما في الصحراء من الصقلاويات الجدرانيات )

* انفاقه ( في ذلك الوقت ) ما يقارب من المليون جنيه في سبيل إنشاء إسطبلات الدار البيضاء في الصحراء في طريق السويس على بعد اثني عشر ميلا من القاهرة لتربية الخيول العربية الأصيلة .

* اقتناء أعداد كبيرة جدا من النوق بغرص إعطاء ألبانها للأمهار ( كانت النوق في عهده تربي وتعلف لأجل الخيل وليس لأجل المزاينات وما شابه من ما نراه اليوم مما يؤسف عليه )

* تعلقه الشديد بمربط الخيل الصحراوي حتى أمضى جل أوقاته هناك .

* كان / عباس باشا يفاخر بخيله الأوروبيين ويقول لهم لا تظنوا أن الخيول المولودة عندكم خيول عربية أصيلة لأن الحصان العربي لا يحفظ جميع أوصافه ومميزاته التي اتصف بها إلا إذا كان يشم هواء الصحراء ( نقطه للتأمل ) ( ومن هنا يعرف السبب وراء تحامل كثير من المؤرخين والمؤلفين الفرنسيين عليه حيث أن كتب التاريخ الفرنسيين صوروا عهده بصورة لا تخلو من التحامل الشديد ضدة, لتأثرهم من تضاؤل النفوذ الفرنسي في عهده )

* عرف عن / عباس باشا أنه من أهم الذين حافظوا على سلالة الحصان العربي ( ونقاوة نسبه ) حيث أنه كان لا يجلب الخيل من تاجر خيل بل دائماً من أعيان شيوخ القبائل وفرسانها في نجد والقصيم وكل أرجاء الجزيرة لضمان المصداقية ولا بد من التنويه أن شيوخ القبائل هؤلاء ( في ذلك الوقت ) كانوا محل الثقة ولم يكن أحدهم يرضى مطلقاً أن يكذب في نسب أي من الجياد حيث كانت توجه لمشايخ القبائل دعوات رسمية لمصر للإدلاء بحجج أرسان خيولهم وبعض ما علموا عن أرسانها من تاريخ وأشعار وعلوم فرسان ... إلخ )

* لمزيد من أعراف تربية الخيل الأصيلة في الجزيرة ارجع لمذكرات ( كارل راسوان ) حين سأل عن حجة رسن أحد الجياد التي أراد شرائها من صاحبها فقال البائع ليس لدي حجة لها لقد قتل صاحبها في معركة مع قبيلتي ولم يخبر أحداً عن نسبها فلن أعطيك نسبا لا أعلمه ولو وزنتها ذهباً فخذها كما هي وإلا دعها .

* للأسف الشديد في وقتنا الحاضر يتعذر وجود جياد ترجع على جميع أطراف شجرة نسبها للخيل التي اقتناها / عباس باشا بشكل حصري إلا أن هناك قلة قليلة من الجياد حاليا ترجع لجياد / عباس باشا ( أو من ملكوها بعده ) مع جياد أخرى توفرت فيها صفات وشروط صحة النسب التي تبناها عباس باشا )

خيل / عباس باشا المؤسسة هي :-

ظل الاهتمام بالخيل العربية الأصيلة في مصر بعد وفاة / عباس باشا بحالة جيدة إلى حد ما حتى عام 1914م حيث وضعت مصر منذ 1914م تحت الوصاية البريطانية وفي سنة 1914م أصبحت مصر سلطنة وحكم كل من / حسين كامل ( 1914 - 1917م ) و / أحمد فؤاد ( 1917 - 1922م ) وفي سنة 1922م أعلن / فؤاد الأول ( 1922 - 1936م ) نفسه ملكا على مصر وانتهى عهد الملكية في مصر مع قيام ثورة يوليو سنة 1952م وتمت الإطاحة بالملك / فاروق ( 1936 - 1952م ) ( جمع من عدة مصادر ) هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس