عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 25 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الكتابة في الأنساب

كُتب : [ 03 - 07 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

المصدر : صحيفة الجزيرة

Sunday 6th August,2000 العدد:10174 الطبعةالاولـي الأحد 6 ,جمادى الاولى 1421

الموضوع : من أخطاء الرحالة الغربيين في أنساب القبائل العربية
إعداد الأستاذ / فائز بن موسي الحربي

ملاحظاته على رحلة بيرتون إلى مصر والحجاز :

بغض النظر عن التوجهات السياسية والأهداف غير المعلنة لهم ، فإنه لا احد ينكر ما قدمه الرحالة الغربيون من معلومات تاريخية هامة عن الأوضاع السياسية والاجتماعية لسكان الجزيرة العربية .
ومع ذلك فقد كان لهم أخطاء لا تغتفر فيما يتعلق بأنساب القبائل العربية التي هي أكبر من أن يلم بها كاتب غربي عابر سبيل .
فعلم الأنساب وتفريع القبائل يشكل موضوعاً شائكاً تصعب الاحاطة به ، ولذلك يتحاشى كثير من أبناء القبائل الخوض فيه أو الكتابة عنه تجنباً لما لا تحمد عقباه من الخلط والتشوية .
وهناك عاملان مهمان يزيدان من خطورة ما يكتبه الرحالة الغربيون عن الأنساب ، وهما :
العامل الأول : إن انتشار مؤلفات الرحالة الغربيين باللغات العالمية وما تلاقية مؤلفاتهم من رواج كبير يجعلها مرجعاً أساسياً للمؤلفين والباحثين البعيدين عن القبائل ، وما يترتب على ذلك من توسيع لدائرة المعلومات الخاطئة والمغلوطة .
العامل الثاني : ان محققي تلك المؤلفات ومترجميها في الغالب من الأشقاء العرب البعيدين عن معرفة قبائل الجزيرة ، مما يزيد الطين بلة ، حيث تضاف أخطاء المترجم إلى أخطاء المؤلف .
ومن الأمثلة الحية على ذلك ما كتبه الرحالة ريتشارد بيرتون الذي زار الحجاز عام 1853م ودون مشاهداته في كتابه المترجم وعنوانه : رحلة بيرتون إلى مصر والحجاز ، الجزء الثاني ، ترجمة وتعليق :د , عبدالرحمن عبدالله الشيخ ، منشورات الهيئة المصرية للكتاب ، 1995م .
ومما تجدر الإشارة إليه ، أنني هنا سوف أقتصر على أخطائه وخلطه الواضح فيما ذكره عن قبيلة حرب ، لأنني لا أستطيع تحديد وتصحيح أخطائه مع القبائل الأخرى لعدم المامي بأنسابها وأفخاذها وديارها .
وفيما يلي مقتطفات من نص الكتاب المترجم ننقلها حرفياً :
1- قال عن حرب : وبنو حرب هم الآن (1) القبيلة الحاكمة ( السائدة ) في الأراضي المقدسة ، ويقسمها النسابون إلى قسمين كبيرين : بنو سالم والمسروح Masruh ، وتعني القبيلة الجوالة ص228.
أقول : الصحيح : مسروح ، أما الألف واللام فمن زيادة المترجم وهو اجتهاد خاطئ .
2- ويقول أيضاً : أما بنو سالم فينقسمون إلى ثمانية أقسام ( بطون ) فرعية :
الأحامدة : ( واحدهم أحمدي ) ومنهم شيخ الجبل ( سعد ) (1) ، ويقال إنهم 3500 رجل ، وأهم فروعهم الحضري The Hadari, ص229
أقول : وليس في الأحامدة فخذ اسمه الحضري ، وربما يكون قصده الحيدري ، إلا أنه ليس أهم فروعهم .
3- الحوازم ( واحدهم حازمي ) وهي القبيلة المنافسة للأحامدة ، وعددها 3000 رجل ، وأهم فروعها : المزانية والزهايرة Muzaynia zahiri نفس الصفحة السابقة .
أقول: الصحيح : أن المقصود بالمزيانية والزهايرة ، المضيانية والظاهري ، وهذا يتضح من النص الإنجليزي ، لكن المترجم أخطأ في الترجمة فاساء إلى المؤلف وإلى القبيلة .
4- صبح ( وواحدهم صبحي ) وعددهم 3500 ويسكنون قرب بدر .
السلايمة ( واحدهم سليمي ) ويسمون أيضاً أولاد سالم نفس الصفحة .
أقول : الصحيح أنهم يسمون أولاد سليم ، وليسوا أولاد سالم .
السعدان ( السعادين ) وواحدهم سعداني .
المحاميد ( واحدهم محاميدي ) وعددهم 8000 نفس الصفحة .
أقول : الصحيح واحدهم محمادي ، وليس محاميدي .
5- الرحالة ( دون تشديد الحاء ) وواحدهم رحايلي ، وعددهم 1000 , نفس الصفحة .
أقول : والصحيح : الرحلة وواحدهم رحيلي ، والخطأ من المترجم .
6- التمام ( بتشديد التاء وكسرها ) وواحدهم تميمي Tamimi, نفس الصفحة .
أقول : الصحيح : التمم والخطأ من المترجم .
7- وقال أيضا : أما شجرة بني مسروح Masruh فتنقسم إلى قسمين كبيرين هما : بنو عوف ( واحدهم عوفي ) وبنو عمرو ( واحدهم عمري ) بفتح العين وتسكين الميم Aufi Amri , وبنو عوف بطن كبيرة تمتد من وادي نقيع Nakia بالقرب من نجد إلى رابغ والمدينة ( المنورة )، وليس لديهم إلا قليل من الخيل وإن كانت جمالهم كثيرة وكذلك أغنامهم ، وهم مرهوبو الجانب لطبيعتهم المقاتلة الفظة ، وينقسمون إلى :
1- السحلية Sihliyah ( واحدهم سحلي Sihli )، وعددهم حوالي 2000.
أقول : هذالكلام في عدة أخطاء منها :
أ) ان أقسام مسروح لا تنحصر في بني عوف وبني عمرو فقط، بل إنها تتكون من ستة فروع هي : بنو عمرو وبنو عوف وبنو علي وبنو السفر وزبيد والمخاليف .
ب) إن الصحيح السهلية بالهاء وليس بالحاء ، وكذلك واحدهم سهلي وليس سحلي ، ويبدو أن الخطأ من اجتهادات المترجم .
ج) إن وادي النقيع ليس بالقرب من نجد .
8- وقال أيضاً وهو يعدد فروع بني عوف : السوايد Sawaid ( واحدهم سويدي Saidi وعددهم 1000.
أقول : الصحيح : أن المؤلف يقصد الصواعد واحدهم صاعدي ، ولكن المترجم أخطأ فأساء إلى المؤلف .
وذكر من فخوذهم أيضاً : الرباعة Rubaah ( واحدهم ربيعي ).
أقول : الصحيح الربعة : جماعة الشيخ أبو ربعة ، والخطأ من المترجم أيضاً .
وذكر منهم أيضاً : اللهبة ( واحدهم لهبي ) وعددهم 1500.
اقول : الصحيح : لهيبي وليس لهبي ، كما أن عدد اللهبة يفوق العدد الذي ذكره المؤلف بعدة أضعاف .
وذكر منهم أيضا : الفرادة Faradah ( واحدهم فرادي ) Farad i.
أقول : الصحيح : الفردة وواحدهم فريدي وليس فرادي ، كما أنهم ليسوا من بني عوف بل إنهم من بني السفر .
وذكر منهم أيضا : زبيد ( واحدهم زبيدي ) بالقرب من مكة ، وهي كثيرة العدد من لصوص مقاتلين .
اقول : وفي هذا الكلام عدة أخطاء تدل على جهل المؤلف بالقبائل وبالذات قبيلة زبيد ، ومن هذه الأخطاء ما يلي :
أ) أن زبيداً ليست من بني عوف .
ب) أن زبيداً يوجد منها فروع قرب مكة ولكن ليس كل قبيلة زبيد قرب مكة ، بل إن قاعدة قبيلة زبيد تتركز في وادي خليص ووادي حجر ، ولها تاريخ عريق ولا تنحصر في عدد من اللصوص المقاتلين ، ولكن هذا من جهل الرحالة الغربيين وأنهم يكتبون ما يقال لهم أو ما ينطبع في أذهانهم لمجرد تعرضهم أو سماعهم لقصة سارق من تلك القبيلة .
والصحيح أن قبيلة بني عوف تنقسم إلى بطنين كبيرين هما : النواصف والصواعد ، وينقسم كل بطن إلى قبائل كبيرة ، وتنقسم كل قبيلة إلى فروع متعددة يضيق المجال عن سردها .
9- وقال أيضاً عن بني عمرو : وتنقسم بنو عمرو إلى عشرة فروع :
1- المرابطة ( واحدهم مرابطي ).
2- الحصار Hussar ( واحدهم حصير Hasir ).
أقول : الصحيح : أن المرابطة واحدهم مريبطي ، وأن المقصود بالحصار ، الحسر ، واحدهم حاسر وليس حصير ، وهذه من أخطاء المترجم لا شك .
لكن الخطأ الأهم من هذا أن المرابطة والحسر من فروع قبيلة مناش التي هي أحد التقسيمات الرئيسية لقبيلة بني عمرو ، فالمؤلف قد ذكر الفرع وترك الاصل .
10- وذكر من فروع بني عمرو أيضا : الربايكة ( واحدهم ربيكي Rubayki ) وهم يسكنون بشكل أساسي حول الفرع Fara في مجموعة من التجمعات السكنية على بعد أربع مراحل إلى جنوب المدينة ( المنورة ) ويبلغ عددهم حوالي 10000 رجل وهم رعاة أغنام وإبل ، وليس لديهم إلا قليل من الخيل .
أقول : المقصود الربقة جماعة الشيخ ابن ربيق شيخ العطور من بني عمرو أهل وادي الفرع .
11- وذكر منهم أيضا : Hisnan ( واحدهم Hasuni ).
أقول : ولم يستطع المترجم ترجمتها ، والمقصود الحسنان واحدهم حسوني أو حيسوني ، والصحيح أنهم من بني السفر وليسوا من بني عمرو !
12- وذكر منهم أيضاً : البيزان Bizan ( واحدهم بيزاني ).
أقول : الصحيح : البيضان واحدهم بيضاني .
13- وذكر منهم : ( الشطارة Shatarah ) ( واحدهم شطايري ).
أقول : الصحيح : الشطرة وهم أسرة الشطير شيخ قبيلة الشعب من بني عمرو , والخطأ من المترجم ، أما الخطأ الذي وقع فيه المؤلف فهو أن الشطرة أسرة وليسوا قبيلة ، فهم شيوخ قبيلة الشعب التي هي من سائر فروع بني عمرو .
وفي الختام فهذه أهم الملاحظات التي توضح مدى جهل الرحالة الغربيين في أنساب القبائل وعدم دقتهم فيما يكتبونة إذا كان يتعلق بالقبائل .
وبالمناسبة فإن كل من نقل عن كتاب الرحالة بيرتون لم يسلم من الوقوع في أخطائه ، ومن أولئك الصديق الدكتور / محمد آل زلفة في بحثه المسمى : اصلاحات حسيب باشا في ولاية الحجاز ، الوارد ضمن البحث المنشور بعنوان الحياة الاجتماعية في الولايات العربية أثناء الحكم العثماني ، للاستاذ / عبدالجليل التميمي ، منشورات مركز الدراسات والبحوث العثمانية تونس ، 1988م ، ص ص 84 - 87 . والله الموفق .



رد مع اقتباس