عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 26 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : العرب العاربة والعرب المستعربة

كُتب : [ 20 - 11 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

مدلول لفظة العرب على اللغة والنسب :

قال ابن منظور : العرب جيل من الناس ، وأضاف : العرب العاربة - هم الخُلص ، وكذلك : المتعربة والمستعربة - هم الدخلاء . وقيل أيضا : عرب عاربة وعرباء وتعني : صرحاء. ويقال : أعرابي - بمعنى : بدوي ، والنسب الى الأعراب - أعرابي ، ويقال للرجل عربي ، اذا كان نسبه ثابتا في العرب ، حتى لو كان غير فصيحا . وقال الجوهري في صحاحه : العرب جيل من الناس ، والنسبة اليهم عربي بيِّن العروبة ، وهم أهل الأمصار ، والأعراب منهم سكان البادية . والعرب : اسم جنس ، وتجمع الكلمة على أساس أعاريب . إن كل ما عدا العرب يعتبر عجمي ، سواء أكان فارسي أو رومي ، لا كما يظنه العامة من الناس ، بأن العجم هم الفرس . وأما الأعجم - فهو الذي لا يفصح بالكلام ، حتى وإن كان عربيا .

بهذا يكون العرب على نوعين هما :

1. عرب عاربة ، وهم : ( الخلص )، الأولون الذين أفهمهم الله تعالى اللغة العربية - إبتداء - فتكلموها وقيل لهم ( عاربة )، أو ربما قيل ( العرب العرباء ).

2. عرب مستعربة ، وهم : ( ليسوا بخلص )، بمعنى دخلوا في العروبية ، وقيل لهم أيضا المتعربة . لكنه أختلف في شأن العرب العاربة والمستعربة ، حيث أورد الطبري في تاريخه بأن العاربة هم : عاد وثمود وطسم وجديس وأميم وعبيل والعمالقة وجرهم وحضرموت وحضوراء وبنو غاثر . وأما المستعربة فهم : بنو قحطان بن عابر وبنو اسماعيل عليه السلام باعتبار أن لغة كل من عابر واسماعيل عليه السلام كانت إما العبرانية أو السريانية ، لكن بنو اسماعيل قد تعلموا العربية من " جرهم ، وبني قحطان " الذين نزلوا على أمه بمكة المكرمة .

وذهب القلقشندي الى اعتبار " بني قحطان " هم العاربة ، وأن المستعربة هم " بنو اسماعيل عليه السلام "، وقد رجح صاحب العبر ، الرأي الأول بدعوى ، أنه لم يكن هنالك من تكلم العربية في بني قحطان من زمن نوح عليه السلام والى عابر ، لكنهم تعلموها نقلا عمن كان قبلهم من عاد وثمود ومعاصريهم ممن تقدم ذكرهم . ثم قد قسم المؤرخون أيضًا العرب : إلى " بائدة " ، " وغير بائدة ".

فالبائدة هم : الذين بادوا ودرست آثارهم ، كعاد وثمود وطسم وجديس وجرهم الأولى . ويلحق بهم " مدين " فانهم ممن ورد القرآن بهلاكهم .

وغير البائدة هم : الباقون في القرون المتأخرة بعد ذلك كجرهم الثانية وسبأ وبني عدنان ، ثم منهم من باد بعد ذلك كجرهم ومن تأخر منهم إلى زماننا كبقايا سبأ وبني عدنان .

‏وذهب ابن حزم في جمهرة أنساب العرب ، الى تقسيم أجذام العرب الى ثلاثة رجال هم :

1. " عدنان " ، وهو من ولد اسماعيل عليه السلام وقطع بهذا الاتجاه ، ولكن قال كل من تناسل من ولد اسماعيل فقد - غبر ودثر ولم يبقى منهم أحد -.

2. " قحطان " ، لكنه مختلف فيه ، اذ زعم البعض بأنه من ولد اسماعيل عليه السلام ، فأُبطل ذلك بدعوى ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد خص " بني العنبر " بن عمرو بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بأن تعتق عائشة منهم ، مما يصح مع هذا القول ، أن في العرب من هم ليسوا من ولد اسماعيل . واذا كان بنو العنبر من أولاد عدنان فآباؤه بلا شك من ولد اسماعيل . وأضاف ما قد قيل في أن قحطان هو من ولد سام بن نوح ، وأنه أيضا من ولد هود ، لكنه أبطل ذلك القول بدلالة قوله تعالى : " وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُون " ( سورة الأعراف : آية : 65 ). وكذلك قوله تعالى : " وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ 6 سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ 7 فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ 8 " ( سورة الحاقة " آية 6-8 ). وهود هو من عاد وعاد لا ترى لها باقية .

واعتبر ابن حزم بأن ما جاءت على ذكره التوراة بأن قحطان هو ابن عابر بن شالخ ابن ارفخشد بن سام بن نوح عليه السلام ، هو قول فاسد ، لما فيها من كذب ، وباعتبار أنها أي ( التوراة ) مصنوعة ومولدة وليست هي التي أنزلت على سيدنا موسى عليه السلام .

3. " قضاعة " ، فمختلف فيه أيضا ، فمنهم من قال : بأن قضاعة هو ابن معد بن عدنان ، وآخرون اعتبروه ابن مالك بن حمير ، والله أعلم . وقد ذُكرت قضاعة ونبذه عن أخبارهم وحروبهم ، في كتب العجم القديمة ، وكتب بطليموس ، لكنه لم يعرف أهم أوائل وأسلاف قضاعة أم غيرهم .

وقال إبن حزم أيضا : بأنه لا يوجد على ظهر الأرض من يمكنه أن يصل نسبه الى اسماعيل واسحاق أبناء ابراهيم الخليل عليهم السلام ، فكيف الى نوح وآدم عيهما السلام .

والقول بأن العرب والنسابون العرب العاربة من - جرهم ، وقطور ، وطسم ، وجديس ، وعاد ، وثمود ، وأميم ، وإرم ، وغيرهم ، فقد بادوا جميعا ، ولا يصح لأحد أن يكون منهم ، كما هو الحال بالنسبة الى ولد ابراهيم عليه السلام كمدين وسائر اخوته ، وبنو عمون المنسوبون الى " لوط عليه السلام " ، وكذلك " ولد ناحور " أخي " إبراهيم عليه السلام ". أو " عيصو " بن اسحاق عليه السلام . واختلف العلماء في ثبوت اللغة العربية - إصطلاحا أو توقيفا - وكذلك في تحديد أول من نطق في العربية ، فأخبرنا الزبيدي صاحب تاج العروس ، ما روي عن ثبوت اللغات بأسرها اصطلاحا عند المعتزلة ، بينما ذهب آخرون الى ثبوتها توقيفا من عند الله . وأورد عن رواية " لابن عباس " رضي الله عنه ، بأن أول من تكلم اللغة العربية المحضة (( عربية قريش )) التي أُنزل بها القرآن الكريم ، هو اسماعيل عليه السلام ، حيث قد تكون قد ثبتت لديه اصطلاحا بينه وبين جرهم النازلين عليه بمكة المكرمة ، وقد تكون توقيفا من الله وهوالصواب لديه . وأما ( عربية حمير ) فكانت قبل عهد اسماعيل عليه السلام . وبين بأن جمهور الصحابة والتابعين من المفسرين أكدوا بأن اللغة العربية هي توقيفا من عند الله ، وذهب آخرون أيضا الى القول بأن لغة العرب هي أسبق اللغات في الوجود . وقد قال أيضا : نقلا عن قول " السيوطي " ، " وابن عساكر " في رواية " لابن عباس " بأن " آدم عليه السلام " كانت لغته عربية في الجنة ، ولما عصى ربه ، تكلم السريانية ، ثم تاب الله عيه ، فردت اليه العربية . وأورد أيضا ما قاله " الشيرازي " في كتابه - الألقاب - بأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال : " أول من فتق لسانه بالعربية المبينة اسماعيل عليه السلام ، وهو ابن أربع عشر سنة ". وقيل : أن اللغة العربية لم تنتهي الينا كاملة ، وان الذي جاء عن العرب قليل من كثير ذهب بذهاب أهله .

وقد أود الطبري ، بأن أول ما تكلم بالعربية هو " عمليق " أبو العمالقة ، وأورد " الديار بكري " في - تاريخ الخميس - بأن " يعرب بن قحطان " هو أول من تكلم العربية وأن " إسماعيل عليه السلام " هو أول من نطق بالعربية الحجازية الخالصة التي نزل بها القرآن الكريم . وذهب آخرون ، بأن " هودا عليه السلام " من تكلم العربية ، حيث أولد أربعا هم : " قحطان " وفالغ " ومقحط " وقاحط،" وبذلك فإنه يعد أبو " مضر " ، وأن " قحطان " هو أبو - اليمن -.

وقال صاحب مروج الذهب ، في اختلاط الألسنة بأنه : بعد نسف مُلك " النمرود بن كوش بن حام بن نوح " ببابل من أرض العراق حيث كان لسان الناس ( بالسريانية )، ثم تفرقت ألسنتهم على ( اثنتين وسبعين لسانا )، وفي ولد " حام بن نوح " ( ستة عشر لسانا ) وفي ولد " يافث بن نوح " ( سبعة وثلاثون لسانا )، وكان أول من تكلم العربية هو " يعرب ، وجرهم ، وعبيل ، وجديس ، وثمود ، وعملاق ، وطسم ، ووبار ، وعبد ضخم ". وفي هذا كلام اختلاف في الآراء والله أعلم . منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس