عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post قراءة في كتاب تاريخ البلاد العربية السعودية تأليف / فاسيلي

كُتب : [ 28 - 04 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا الموضوع نقل عن الكتاب المذكور ترجمة وتعليق د / عبدالله بن صالح العثيمين حبث ذكر . إلى حديث المؤلف ، آخر الفصل السادس ، عن نجاح / عبدالله بن ثنيان في انتزاع حكم نجد أو أكثر أقاليمها من / خالد بن سعود المدعوم سابقاً من حاكم مصر ، وقد خص فاسيلييف الفصل السابع من كتابه للحديث عن الفترة الثانية من حكم الإمام / فيصل بن تركي ، وهي الفترة التي بدأت عام 1259هجرية وانتهت بوفاته سنة 1282ه على أنه في بداية هذا الفصل تكلم عن حكم / عبدالله بن ثنيان ، الذي لم يتجاوز سنتين ، ومما أخطأ فيه قوله ص210 أن مدينة عنيزة ربطت مصيرها بعبد الله بن ثنيان منافس الإمام فيصل , وما حدث كان عكس ما قال , فقد أرسل أمير تلك المدينة وكبارها إلى الإمام فيصل ، وهو في طريقه من جبل شمر إلى القصيم ، يبايعونه على الوقوف معه ضد ابن ثنيان ، كما بين ذلك ابن بشر ، المعاصر لذلك الحدث ، وغيره من المصادر , وقد بدأ فاسيلييف كلامه عن حكم الإمام فيصل بوصف له ، اذ قال عنه : ومما لا ريب فيه أن فيصل ( بن تركي ) كان حاكماً قوياً , وكانت لديه خبرة الحياة في مصر الأكثر تطوراً وخبرة الحكم في ظروف الجزيرة العربية والقدرة على الجمع بين الشدة واللين والاستعداد للمساومة مع الإصرار , وكانت الصلات المتزايدة مع المصريين والأتراك والإنجليز قد حملت أمير الرياض على إبداء المزيد من الإعتبار للعالم الخارجي . وقبل أن يتحدث فاسيلييف عن المشكلتين الكبيرتين في عهد الإمام فيصل وهما مشكلة القصيم ، ومشكلة العجمان أشار الى بعض المشكلات الأخرى غير أنه لم يكن دقيقاً في بعض اشاراته , ومن ذلك أنه قال : ص 212 . في عام 1845 1261هجرية هجم فيصل على العجمان بعساكر كبيرة , وفي العام التالي دمرهم عن بكرة أبيهم ، وحضر شيوخ العجمان وحلفاؤهم من سبيع إليه ، وأعلنوا خضوعهم له , وطوال خمسة عشر عاما لم يسمع أحد شيئا عن العجمان . وذكر في الهامش أنه اعتمد فيما قاله على ابن بشر وبيلي وايندر أما وايندر فقد نقل عن ابن بشر حرفياً أحداث تلك الفترة دون تمحيص ، ومن ثم فإن قيمة ما ذكره لا يعتد بها كثيرا , لكن المهم هو أن ابن بشر لا يفهم من كلامه أن الإمام قد دخل مع قبيلة العجمان في معركة ، وإن كان قد وصل إلى ديارهم بقواته . كان هدف الإمام ، بالدرجة الأولى ، من تحركه معاقبة / فلاح بن حثلين لمهاجمته قافلة لحجاج من بينهم أناس كثيرون من بلاد فارس ، وكانت النتيجة ذهاب فلاح إلى أحد زعماء مطير ، الذي ركب مع الحميدي الدويش إلى الإمام ليشفعا له عنده ، لكن الإمام أصر على تسليم فلاح إليه ، وكانت النتيجة أن أخذ إلى سجن الأحساء حيث مات ، أو قتل ، هذا ماقاله ابن بشر ج2، ص148 عن الحادثة وأردف هذا المؤرخ يقول : ثم إن رؤساء العجمان طلبوا من فيصل الأمان وأنهم يدفعون ما أخذوا للمسلمين والنكال ، فأخذ منهم فيصل خمساً وعشرين فرساً ، ومزقهم كل ممزق . ومن الواضح من كلام ابن بشر أنه لم يحدث قتال ، وعبارته ومزقهم كل ممزق ينبغي ألا تؤخذ بمعزل عن سياقه لوقائع الحادثة كلها , وليست هذه العبارة وحدها التي تعوزها الدقة في تاريخ ابن بشر , ومراده بها ، فيما يبدو أن الإمام أمرهم بالنزوح عن الديار التي كانوا ينزلون فيها ، وبذلك فرقهم ، لكن من المؤكد أنه لم يقاتلهم حينذاك ، ناهيك عن أن يكون دمرهم عن بكرة أبيهم كما قال فاسيلييف , وقوله : وطوال خمسة عشر عاماً لم يسمع أحد شيئاً عن العجمان , غير دقيق التعبير فالعجمان كانوا ملء السمع والبصر , لكن مراده على الأرجح أنه لم تحدث بينهم وبين الإمام فيصل مشكلات في المدة المشار إليها , وهذا صحيح . وقال فاسيلييف في الصفحة المذكورة آنفاً : عندما كان أمير الرياض الإمام فيصل مشغولاً بإخماد حركة العجمان 1261هجرية سدد / عبيد بن رشيد ضربة شديدة إلى فيصل من عنيزة ، ونظم شعراً ظل يُردَّد يذكر فيه أنه قتل تسعين من أعدائه . أما القول بأن عبيد بن رشيد هجم على أطراف عنيزة ، وقتل أميرها عبدالله ابن سليم سنة 1261هجرية فقول صحيح , لكن الشعر الذي قال فيه عبيد : أنه قتل تسعين من أعدائه كان قد قاله في معركة بقعاء المشهورة التي حدثت سنة 1257هجرية . وفي بداية كلام فاسيلييف عن مشكلة القصيم في الفترة الثانية من حكم الإمام فيصل أشار إلى المدينتين الكبيرتين في تلك المنطقة قائلاً : كانت هذه المنطقة تضم حوالي عشرين مدينة وقرية , وحسب رواية هوبير كان في بريدة حوالي عشرة آلاف نسمة , وقبل ستينيات القرن التاسع عشر حكمها أكبر إقطاعيي المنطقة ، اّل عليان ، وكان عدد سكان عنيزة بين ثمانية عشر وعشرين ألف نسمة , وكان أمراء الأسرة الإقطاعية التي حكمتها آل زامل شأنهم شأن سائر الأمراء ، ينتمون إلى وجهاء البدو الذين استقروا فتحوّلوا إلى حضر , ولكن سلطتهم ، على العكس ، كانت مقيدة كثيرا , ونعت الرحالة عنيزة بأنها جمهورية مدنية ونعتوا أميرها بأنه أول المتكافئين بل وقالوا عنه : إنه بمثابة رئيس جمهورية منتخب . وليس من الضروري قبول كل ما ذكره فاسيلييف نقلاً عن هوبير , لكن من المحتمل أن سكان عنيزة كانوا ، في ذلك الزمان ، أكثر عدداً من سكان بريدة ، لكن بريدة كانت تتبعها بلدان وقرى كثيرة في حين أنه لم يكن يتبع عنيزة إلا قرى قليلة جدا . وحديث فاسيلييف عن مشكلة القصيم ، ومشكلة العجمان في عهد زعيمهم / راكان بن حثلين ، حديث متفق ، بصفة عامة ، مع ما ذكرته غالبية المصادر المحلية . وتناول فاسيلييف العلاقة بين الإمام فيصل وكل من شريف مكة وبريطانيا يقل كثيراً في مستواه من حيث المعلومات والتحليل ، عن مستوى ما كتبه وايندر مثلا عن تلك العلاقة ، وفي حديثه عن النظام الإجتماعي السياسي للدولة قال : ص 221 . أعلن فيصل أن عبدالله وريثه ، وأشركه في الشؤون العربية وفي حكم الرياض والمناطق الوسطى ، ومنح ابنه الثاني ، سعوداً ، المنافس لعبدالله استقلالاً كبيراً في حكم المناطق الجنوبية ، وسُلّمت إلى محمد الابن الثالث ، المناطق الواقعة شمال العاصمة , إلا أن تقسيم الإمارة بين أبناء فيصل ساعدهم على كسب أنصار في مناطقهم ، الأمر الذي هيأ أساساً للنزاعات المرتقبة التي أدت إلى تمزيق الدولة السعودية الثانية . وعدم الدقة في بعض الكلام السابق واضح فإذا كان سعود بن فيصل قد منح حكم المناطق الجنوبية ، أي الواقعة جنوب الرياض ، ومحمد قد سُلّم إليه حكم المناطق الواقعة شمال العاصمة ، فماذا بقي من نجد لعبدالله غير هذه العاصمة ؟ فكيف يقال : أن عبدالله أشرك في حكم الرياض والمناطق الوسطى ؟ على أن المصادر الموثوقة لم تشر إلى أن / محمد بن فيصل قد ترك له حكم المناطق النجدية الواقعة شمال الرياض ، ولقد نقل فاسيلييف ص222 دون تعليق ما قاله المندوب البريطاني ، بلي ، عن الإمام فيصل . ما كان بوسعي إلا أن ألاحظ أن الأمير فيصلا ، في رأي الجميع ، كان عادلاً صارماً وموفقاً إلى أقصى حد في قمع العادات الوحشية للقبائل , وكان يخيل لي أنه لا أحد يحبه ، ولكن الجميع معجبون به , ليس من السهل أن يسلم القارئ بعدم وجود تناقض في الكلام السابق , فإذا كان فيصل عادلاً في رأي الجميع ، وأن الجميع معجبون به ، فهل من المعقول أنه لم يكن يوجد أحد يحبه ؟ ولقد تحدث المؤلف عن الناحية المالية في الفترة الثانية من حكم الإمام فيصل , غير أن حديثه منقول في غالبه ، عن بالجريف ، وهو ضعيف جداً إذا ما قورن بما ذكره وايندر عن الموضوع ذاته . واختتم الفصل السابع بإيجاز مبني على نظرته الفكرية من جهة والمعلومات التي اعتمد فيها على مصادر دون تدقيق ، أحيانا ، من جهة أخرى , فقال ص 226 . كانت مصلحة قسم كبير من وجهاء وأعيان نجد وتجارها وصناعها وزراعها في التوحيد ، وتأييد الفقهاء الوهابيين ، وارتفاع منزلة آل سعود قد مكنت فيصلاً من بسط سيطرة الرياض على قسم كبير من أواسط الجزيرة وشرقيها ، إلا أن علائم الضعف والخور ، وأحياناً عجز السلطة المركزية ، والنزعة الإنفصالية لدى الإقطاعيين ، ونزوات القبائل البدوية ، كانت واضحة لدرجة كبيرة لا تجعل أحداً من المعاصرين يتوقع لإمارة الرياض عمراً مديدا , وكان إقليم شمر القوي حليفاً أكثر من كونه تابعاً طيعا , ودافعت القصيم عن استقلاليتها في تمردات متكررة , وكانت القبائل البدوية تتحدى فيصلا المرة بعد المرة , وخيم ظل الإمبراطورية البريطانية من جهة الخليج وبحر العرب , وكانت قد ابتلعت في الواقع الإمارات الصغيرة على سواحل شبه الجزيرة , وأضيف إلى ذلك كله تعمق الخلافات والإنقسام داخل أسرة أمير الرياض . وإذا كان بعض الكلام السابق صحيحاً فإن بعضه الآخر تنقصه الدقة , ومن هذا الأخير ما قد يفهم منه أن كل القبائل البدوية كانت تتحدى حكومة الإمام فيصل , وهذا التعميم لم يكن صحيحا , ومنه ما قد يوهم القارئ بأن الإنقسامات بين أفراد أسرة ذلك الإمام كانت في حياته والواقع أنها حدثت بعد وفاته , ومنه أنه صور زعماء القصيم بصورة من كانوا يدافعون عن إستقلال إقليمهم , والواقع أن الحرب بين أمراء عنيزة وحكومة الإمام لم تقم لأن أولئك الأمراء كانوا يريدون الإستقلال ، بل كانوا يهدفون إلى إستعادة إمارتهم للبلدة فقط في ظل تلك الحكومة , ومما يدل على هذا قول الأمير / زامل بن سليم :

سلام يا من صار لبلادي حريب
= الحكم لله ثم له ما أحدٍ عصاه

منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .




التعديل الأخير تم بواسطة خيَّال الغلباء ; 28 - 04 - 2008 الساعة 19:31
رد مع اقتباس