[خيَّال الغلباء]

بسم الله الرحمن الرحيم

كتب خالد الطويل المدينة المنورة

خيبر الحصون والسدود

رغم أن الحديث يمتد بك وأنت تتجول بين معالمها التاريخية إلى ما قبل عهد الرسول صلى الله عليه وسلم بكثير إلا أنها وفق حزمة من المعطيات التاريخية التي راكمتها السنون لم تأخذ شهرتها وبعدها التاريخي الحقيقي إلا بعد أن وطئتها أقدام المصطفى صلى الله عليه وسلم في فتح خيبر في السنة السابعة من الهجرة تلك الغزوة المفصلية التي سر بها قلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم تلك التي قوضت حصون أعداء الإسلام ورسوله .

خيبر أو كما يحب أن ينعتها بعض ممن استوقفتهم كنوزها الأثرية بمدينة الحصون التي تتوزع فيها بكل اتجاه تشعرك وأنت تعانق ثراها لأول مرة بأن لذة الاكتشاف بدأت تفتح أمامك عشرات الأسئلة دفعة واحدة حول النقوش والقلاع والسدود والعيون النضّاحة والنخل التي تغنى بها الشعراء حتى قال / حسّان بن ثابت ( كمستبضع تمرا إلى أهل خيبر ) وليس غريبا أن يكون لخيبر المكان والتي تقع في وسط حرة يطلق عليها اسم حرة خيبر كل هذا الحضور والوهج الحضاري وما زالت بعض مواقعها القديمة تثير في ذهن عدد من الباحثين جدلا واسعا دونته كتب التاريخ وعرفه كل من مر في تلك الديار الحافلة بالكنوز زائرا كان أو باحث أو حتى غربيا تاهت به السبل .

مدينة الحصون :

لم ينل حصن من حصون خيبر شهرة كما ناله حصن القموص أو حصن مرحب كما تطلق عليه بعض المصادر التاريخية وهو يشرف على خيبر القديمة ويوفر الحماية لها ولا شك أن لصاحب الحصن مرحب الذي كان له دور بارز في قيادة المعركة ضد المسلمين رغم هزيمة جيشه ودك حصونه دورا كبيرا في بروز هذا المعلم التاريخي الذي ما زال يحكي لكل من يمشي بجواره قصة تلك اللوحة العظيمة التي سطرها جنود الله بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم في موقعة خيبر التي قادها المصطفى صلى الله عليه وسلم بنفسه . ويؤكد الباحث في تاريخ المدينة المنورة الدكتور / تنيضب الفايدي أن خيبر غنية بكنوزها الأثرية حيث الحصون وهي عبارة عن قلاع منيعة تاريخية يرجع تاريخها إلى ما قبل الإسلام . ويشير الفايدي في إحدى دراساته عن تلك الديار إلى أن تلك الحصون ارتبطت أسماؤها بالغزوة الشهيرة غزوة خيبر التي سر بنتائجها رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم حيث يقبع حصن ناعم الذي يعد من حصون النطاة ويعرف حاليا بالعاصمية وهي قرية مهجورة بنيت على أنقاض هذا الحصن المعروف حسب قوله وحاليا يعد مجموعة من الصخور المتناثرة . وكذلك حصن الصعب بن معاذ وهو أحد حصون النطاة والشق وقد اكتسب أهميته التاريخية من صاحبة إضافة إلى فنية بنائه وقد نهي المسلمون عنده حسب عدد من المصادر عن أكل لحوم الحمر الأهلية وعن متعة النساء وعن كل ذي ناب ومخلب وهو الّن عبارة ركامات حيث إنه لم يتم ترميمه واستخدامه وهنا أيضا كما يشير الفايدي الذي يقول : إنه سبق وأن قضى 20 عاما بين حصونها ومعالمها الأثرية متجولا حصن السلالم وهو عبارة عن قلعة لم يبق منها إلا بعض الأساسات ويشرف على ركامات يظهر أنها حسب قوله بقيا قرية قديمة وبالقرب منها بعض المنازل التي كانت مسكونة مؤخرا . أما حصن النزار فيعد من أكبر القلاع مساحة وأمنعها ويقع في أدنى المنطقة المعروفة بالشق والتي تسمى حاليا الروان وهو حاليا عبارة عن قرية متكاملة مهجورة وأخيرا هناك حصن الوطيح الذي يقع على مساحة واسعة من الحرة وهو عبارة عن قرية كاملة على اّثار الحصن المعروف بالوطيح وتسمى حاليا بقرية مكيدة ويؤكد الدكتور / تنيضب في دراسته أن جميع تلك الحصون تتقاطر في حاجتها للإصلاح لأنها تعد كنوزا لا تقدر بثمن وللحديث بقية .