عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
جعد الوبر
وسام التميز
رقم العضوية : 15612
تاريخ التسجيل : 06 - 09 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : المملكة العربية السعودية
عدد المشاركات : 3,068 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 25
قوة الترشيح : جعد الوبر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
سيذكرني قومي إذا جد جدهم = وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر

كُتب : [ 15 - 01 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : إليكم هذه القصيدة الرائعة من روائع الشاعر الفارس الأمير / أبو فراس الحارث بن سعيد الحمداني رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ويقول فيها :

أراكَ عـصـيَّ الـدَّمْـعِ شيمَـتُـكَ الصَّـبْـرُ = أمــا لِلْـهَـوى نَـهْـيٌ علـيـكَ و لا أمْــرُ ؟
بَـلـى ، أنــا مُشْـتـاقٌ وعـنـديَ لَـوْعَــةٌ = ولـكــنَّ مِـثْـلـي لا يُـــذاعُ لـــهُ سِـــرُّ !
إذا اللّيلُ أَضْواني بَسَطْـتُ يَـدَ الهـوى = وأذْلَـلْـتُ دمْـعـاً مــن خَـلائـقِـهِ الـكِـبْـرُ
تَـكـادُ تُـضِـيْءُ الـنـارُ بـيــن جَـوانِـحـي = إذا هـــي أذْكَـتْـهـا الصَّـبـابَـةُ والـفِـكْـرُ
مُعَلِّلَـتـي بـالـوَصْـلِ ، والـمَــوتُ دونَـــهُ = إذا مِــتُّ ظَمْـآنـاً فـــلا نَـــزَلَ الـقَـطْـرُ !
حَـفِـظْـتُ وَضَـيَّـعْــتِ الــمَــوَدَّةَ بـيْـنـنـا= وأحْسَـنُ مـن بعـضِ الوَفـاءِ لـكِ العُـذْرُ
ومــــا هــــذه الأيـــــامُ إلاّ صَـحــائــفٌ= ِلأحْرُفِـهـا مـــن كَـــفِّ كاتِـبِـهـا بِـشْــرُ
بِنَفْسي من الغادينَ في الحيِّ غـادَةً = هَــوايَ لـهـا ذنْـــبٌ ، وبَهْجَـتُـهـا عُـــذْرُ
تَـروغُ إلـى الواشيـنَ فــيَّ ، وإنَّ لــي = لأُذْنــاً بـهـا عــن كـــلِّ واشِـيَــةٍ وَقْـــرُ
بَــدَوْتُ ، وأهـلـي حـاضِــرونَ ، لأنّـنــي = أرى أنَّ داراً ، لسـتِ مـن أهلِهـا ، قَفْـرُ
وحارَبْـتُ قَوْمـي فـي هــواكِ ، وإنَّـهُـمْ = وإيّــايَ ، لــو لا حُـبُّـكِ الـمـاءُ والـخَـمْـرُ
فـإنْ يـكُ مـا قـال الوُشـاةُ ولــمْ يَـكُـنْ= فقـدْ يَهْـدِمُ الإيمـانُ مـا شَـيَّـدَ الكـفـرُ
وَفَـيْـتُ ، وفــي بـعـض الـوَفـاءِ مَـذَلَّـةٌ ،= لإنسانَـةٍ فـي الحَـيِّ شيمَتُهـا الغَـدْر
وَقـــورٌ ، ورَيْـعــانُ الـصِّـبـا يَسْتَـفِـزُّهـا ، = فَـتَــأْرَنُ ، أحْـيـانـاً كــمــا ، أَرِنَ الـمُـهْــرُ
تُسائلُنـي مـن أنــتَ ؟ وهــي عَليـمَـةٌ = وهل بِفَتـىً مِثْلـي علـى حالِـهِ نُكْـرُ ؟
فقلتُ : كما شاءَتْ وشـاءَ لهـا الهـوى= قَتيـلُـكِ ! قـالـت : أيُّـهــمْ ؟ فَـهُــمْ كُـثْــرُ
فقلـتُ لهـا : لـو شَئْـتِ لــم تَتَعَنَّـتـي ، = ولم تَسْألي عَنّـي وعنـدكِ بـي خُبْـرُ !
فقالـتْ : لقـد أَزْرى بـكَ الـدَّهْـرُ بَعـدنـا= فقلـتُ : معـاذَ اللهِ بـل أنــتِ لا الـدّهـر
ومـا كـان لِلأحْـزان ِلــولاكِ ، مَسْـلَـكٌ = إلى القلبِ ، لكنَّ الهوى لِلْبِلى جِسْـر
وتَهْـلِـكُ بـيـن الـهَـزْلِ والـجِـدِّ مُـهْـجَـةٌ = إذا مــا عَـداهـا البَـيْـنُ عَذَّبـهـا الهَـجْـرُ
فأيْقَـنْـتُ أن لا عِــزَّ بَـعْـدي لِعـاشِـقٍ ،= و أنّ يَــدي مـمّـا عَـلِـقْـتُ بـــهِ صِـفْــرُ
وقلَّـبْـتُ أَمـــري لا أرى لـــيَ راحَـــة،ً = إذا البَيْـنُ أنْسانـي ألَــحَّ بــيَ الهَـجْـرُ
فَعُـدْتُ إلـى حُـكـم الـزّمـانِ وحُكمِـهـا = لهـا الذّنْـبُ لا تُجْـزى بـهِ ولـيَ الـعُـذْرُ
كَـأَنِّــي أُنــــادي دونَ مَـيْـثــاءَ ظَـبْـيَــةً = عـلـى شَــرَفٍ ظَمْـيـاءَ جَلَّلَـهـا الـذُّعْـرُ
تَـجَـفَّـلُ حـيـنــاً، ثُــــمّ تَــرْنــو كـأنّـهــا = تُـنـادي طَــلاًّ بـالـوادِ أعْـجَـزَهُ الـحَُـضْـرُ
فــلا تُنْكِـريـنـي ، يـابْـنَـةَ الـعَــمِّ ، إنّـــهُ = لَيَـعْـرِفُ مــن أنْكَـرْتـهِ الـبَـدْوُ والحَـضْـرُ
ولا تُنْكِـريـنـي ، إنّـنــي غــيــرُ مُـنْـكَــرٍ = إذا زَلَّــتِ الأقْــدامُ ، واسْتُـنْـزِلَ الـنّـصْـرُ
وإنّــــــي لَـــجَـــرّارٌ لِـــكُـــلِّ كَـتـيــبَــةٍ = مُــعَــوَّدَةٍ أن لا يُــخِــلَّ بــهــا الـنَّـصــر
وإنّـــــي لَــنَـــزَّالٌ بِـــكـــلِّ مَــخــوفَــةٍ = كَثـيـرٍ إلـــى نُـزَّالِـهـا الـنَّـظَـرُ الـشَّــزْرُ
فَأَظْمَـأُ حتـى تَـرْتَـوي البـيـضُ والقَـنـا = وأَسْغَبُ حتى يَشبَـعَ الذِّئْـبُ والنَّسْـرُ
ولا أًصْـبَــحُ الـحَــيَّ الـخُـلُـوفَ بـغــارَةٍ= و لا الجَيْشَ مـا لـم تأْتِـهِ قَبْلِـيَ النُّـذْرُ
ويــا رُبَّ دارٍ ، لـــم تَخَـفْـنـي ، مَنـيـعَـةً = طَلَعْـتُ عليـهـا بـالـرَّدى ،أنــا والفَـجْـر
وحَــيٍّ رَدَدْتُ الخَـيْـلَ حـتّــى مَلَـكْـتُـهُ = هَـزيـمـاً ورَدَّتْـنــي الـبَـراقِـعُ والـخُـمْــرُ
وساحِـبَـةِ الأذْيـــالِ نَـحْــوي ، لَقيـتُـهـا = فـلَـم يَلْقَـهـا جـافـي اللِّـقـاءِ ولا وَعْــرُ
وَهَبْـتُ لهـا مــا حــازَهُ الجَـيْـشُ كُـلَّـهُ= ورُحْـتُ ولــم يُكْـشَـفْ لأبْياتِـهـا سِـتْـر
ولا راحَ يُطْـغـيـنـي بـأثـوابِــهِ الـغِـنــى = ولا بــاتَ يَثْنيـنـي عــن الـكَـرَمِ الفَـقْـرُ
ومــا حاجَـتـي بالـمـالِ أَبْـغـي وُفــورَهُ = إذا لـم أَفِـرْ عِـرْضـي فــلا وَفَــرَ الـوَفْـرُ
أُسِرْتُ وما صَحْبي بعُزْلٍ لَدى الوَغى ،= ولا فَـرَســي مُـهْــرٌ ، ولا رَبُّـــهُ غُــمْــرُ
ولكـنْ إذا حُــمَّ القَـضـاءُ عـلـى امــرئٍ = فـلـيْـسَ لَـــهُ بَــــرٌّ يَـقـيــهِ ، ولا بَــحْــرُ
وقــال أُصَيْحـابـي : الـفِـرارُ أو الــرَّدى ؟ = فقلتُ : هـمـا أمـــرانِ ، أحْـلاهُـمـا مُـــرُّ
ولكنّـنـي أَمْـضــي لِـمــا لا يَعيـبُـنـي ، = وحَسْبُـكَ مـن أَمْرَيـنِ خَيرُهمـا الأَسْـر
يَقولـونَ لـي : بِعْـتَ السَّلامَـةَ بالـرَّدى = فقُلْـتُ : أمـا و اللهِ ، مـا نالـنـي خُـسْـرُ
وهـلْ يَتَجافـى عَنّـيَ المَـوْتُ سـاعَـةً = إذا مـا تَجافـى عَنّـيَ الأسْــرُ والـضُّـرُّ ؟
هو المَـوتُ ، فاخْتَـرْ مـا عَـلا لـكَ ذِكْـرُهُ= فلـم يَمُـتِ الإنسـانُ مـا حَيِـيَ الـذِّكْـرُ
ولا خَـيْـرَ فــي دَفْــعِ الـــرَّدى بِـمَـذَلَّـةٍ = كـمـا رَدَّهــا ، يـومـاً ، بِسَـوْءَتِـهِ عَـمْـرُو
يَـمُـنُّـونَ أن خَــلُّــوا ثِـيـابــي ، وإنّــمــا = عـلـيَّ ثِـيــابٌ ، مـــن دِمـائِـهِـمُ حُـمْــرُ
وقـائِـمُ سَـيْـفٍ فيـهِـمُ انْــدَقَّ نَصْـلُـهُ ، = وأعْـقـابُ رُمْــحٍ فيـهُـمُ حُـطِّـمَ الـصَّـدْرُ
سَيَذْكُرُنـي قـومـي إذا جَــدَّ جِـدُّهُـمْ ، = وفــي اللّيـلـةِ الظَّلْـمـاءِ يُفْتَـقَـدُ الـبَـدْرُ
فـإنْ عِشْـتُ فالطِّعْـنُ الـذي يَعْرِفـونَـهُ = وتِلْـكَ القَنـا والبيـضُ والضُّـمَّـرُ الشُّـقْـرُ
وإنْ مُـــتُّ فـالإنْـسـانُ لابُــــدَّ مَــيِّــتٌ= وإنْ طـالَـتِ الأيــامُ ، وانْفَـسَـحَ العُـمْـرُ
ولو سَدَّ غيري ما سَـدَدْتُ اكْتَفـوا بـهِ = ومـا كـان يَغْلـو التِّبْـرُ لـو نَفَـقَ الصُّـفْـرُ
ونَـحْــنُ أُنـــاسٌ ، لا تَـوَسُّــطَ بيننا ، = لـنـا الـصَّـدْرُ دونَ العالـمـيـنَ أو الـقَـبْـرُ
تَهـونُ علينـا فـي المعـالـي نُفوسُـنـا = ومن خَطَبَ الحَسْناءَ لم يُغْلِهـا المَهْـرُ
أعَـزُّ بَنـي الدُّنيـا وأعْلـى ذَوي الـعُـلا ،= وأكْــرَمُ مَــنْ فَــوقَ الـتُّـرابِ ولا فَـخْــرُ

وهذه أيضا من روائع شعر أبي فراس الحمداني رحمه الله قالها وهو في السجن عندما سمع هديل حمامة على شجرة عالية قرب سجنه :

أقول وقد ناحت بقربي حمـامة
= أيا جارتا لو تشـعرين بحـــالي

معاذ الهوى ما ذقت طارقة النوى
= ولا خطرت منك الهـموم ببالــي

أتحمل محزون الفــؤاد قــــوادم
= على غصن نـائي المسافة عالي

تعالي تري روحا لــدي ضعيفة
= تـردد فى جـسم يـعـذب بــالـــي

أيا جارتا ما أنصف الدهر بيننا
= تعــالي أقـاسمـك الهموم تعــالــي

أيضحك مأسور وتبكي طليقة
= ويـسكت محـزون وينـدب سـالــي

لقد كنت أولي منك بالدمع مقلة
= ولــكن دمعي في الحوادث غالـي

منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .


سبيع ضد (ن) للحريب المعادي = أهل الرماح المرهفات الحدادي
مروين حد مصقلات الهنادي = سقم الحريب وقربهم عز للجار
]مدلهة الغريب - موردة الشريب - مكرمة الضيوف - مروية السيوف

التعديل الأخير تم بواسطة خيَّال الغلباء ; 11 - 12 - 2008 الساعة 21:53
رد مع اقتباس