عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 7 )
جعد الوبر
وسام التميز
رقم العضوية : 15612
تاريخ التسجيل : 06 - 09 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : المملكة العربية السعودية
عدد المشاركات : 3,068 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 25
قوة الترشيح : جعد الوبر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: الشاعر الحكيم / عبدالله بن حمد السناني رحمه الله

كُتب : [ 11 - 06 - 2009 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

مكانته وشعره : مع أن الوالد رحمه الله لم يعط الاهتمام الذي يليق به بين أبناء بلدته إلا أنهم كانوا يلجأون إليه في غالب المناسبات ليكتب الشعر باسمهم بين يدي الضيوف كقصيدته التي لا زالت أتذكر صداها إلى اليوم بمسامعــي في اجتماع أهالي القصيم في المليداء لما قدم الملك / فيصل رحمه الله للمنطقة في أول عقد التسعينات والتي ألقاها الأستاذ / إبراهيم السويل والوالد رحمه الله كان من المعجبين أشد الأعجاب بالملك / فيصل، ولمعرفتي بذلك لمّا سمعت بخبر مقتل الملك رحمه الله دخلت على الوالد رحمه الله في قيلولته، وهو وقت لا يجرؤ أحد منا أن يفعله ولم يتكرر مثله لهيبته رحمه الله، فأيقظته بشجاعة وأخبرته بالحدث فقام فزعاً كأن القيامة قد قامت، ورثاه رحمه الله بقصيدة طويلة كان منها :-

يا فقيــداً قد مـات كيف يشاء
= ميتة يستطيبهــا العظمــــاء

رابع الراشـدين والقتـــل فيكـــم
= سنة أنكــــم بــــه شهــــداء

صبغ الحزن كل شيء على الأر
= ض فألقت ألوانها الأشياء

أي خطب هل القيـامة قامت
= أم تصـــدى للعالمين الشقـاء

مـادت الأرض يوم موتـك هــولاً
= وأجلتــــك واكفهـــر الفضــاء

حتى قال رحمه الله :-

أوفـــــــاة وأمــــتي تتلظـــــــى
= وبــــلادي يدوسهـــا الأدعيــــــاء ؟

أوفاة وساعة الصفر حرف
= بيـــــن كفيـــــــك كلهــــا إصغـــــاء ؟

أوفاة وبالسيف قد حرم الغمـــــــ
= ـــــــــــــــــد ولم ترم سرجها الشقراء

وفلسطيننـــا الأخيذة عرى
= تطلـــــب الأرجــوان وهو الكســاء ؟

أوفــــاة ولامـــة الحــرب ثوب
= لبستــــــــه جيوشـــــــــــنا السمـــــراء

لا اعتراض على المقــادير إنا
= أمـــة لم يمــــت لديــهــــا الرجــــــــــاء

ومثل ذلك حين طلبوا من الوالد رحمه الله أن ينظم قصيدة للترحيب بالملك / خالد رحمه الله حين قدم لعنيزة بتأريخ 22/2/1401هـ، فنظم قصيدته التي ألقاها الأستاذ / أحمد الدبيان في الاحتفال الذي كان في موقع سوق الخضار اليوم، فمما قال فيها بعد ذكر تطلع أهل القصيم لمشاريع النماء في عهده :-

هنا تتلقى أمة أمـــــر ذاتها
= وسيــــــــــــدها ندّ لديه مسودها

ومنهجها القرآن والله ربها
= على العدل والتوحيد رفعت بنودها

فرايتها تسمو على كل راية
= ويعلو على كل النشيد نشيدها

ولن تتوانى لانتخاب رئاسة
= فليست تبالي أي رأس يسودها

لسوف يعود الحق يوما لأهله
= وتفلت أولى القبلتين يهودها

وما مات حق تقتضيه قضية
= إذا لم يقف عند الصعاب صمودها

حتى قال :-

أبا بندر هذا لسان عنيزة
= يروم بياني حاله لو يجيدها

فعفوا إذا حدّ المقام بلاغة
= وقصّر عن شأو القوافي لبيدها

جهرت بما تقضي الحقيقة منشدًا
= وما أطمعتني حُظوة أستفيدها

ولولا اعتباري أن يقال مبالغ
= لأطنبت فيما فيه غم حسوده

ومما يذكر هنا لمناسبة قوله رحمه الله : " وما أطمعتني حُظوة أستفيدها " تصديق قوله فعله أنه لما أرسل له مبلغ مالي آنذاك من وزارة الإعلام مقابل القصيدة عن طريق مذيع تلفزيون القصيم آنذاك / حمد الزنيدي رفض قبولها وردها، وقال : لم أكتب لذلك .

إن كل من عرف الوالد رحمه الله وقرأ له أقر له بالريادة في الشعر مع أنه رحمه الله لم يدرس النحو والعروض والأدب كدراسة المتخصصين، وإنما كان أدبه عن موهبة واطلاع، ولذلك لما كتب الأستاذ / عبدالله بن إدريس كتابه " شعراء نجد المعاصرون " ذكر الوالد رحمه الله ضمن من ترجم لهم، مع أن الوالد رحمه الله آنذاك كان دون الثلاثين من عمره، فالطبعة الأولى للكتاب صدرت عام ( 1380هـ ) قبل ولادتي بثلاث سنوات، ومع ذلك فقد قال عنه مؤلفه ابن إدريس : " شاعر جيد إلا أنه مقل، وتعوزه الأجواء الملونة، ومع ذلك فإن القارئ سيجد في مختاراتنا لهــــذا الشـاعر كثيراً من النفثات الدافئة، واللفتات التصويرية الحلوة ".

وقد أنصفه من أهل بلده فضلاء مؤرخيها فعرفوا مكانته الأدبية والشعرية الفذة التي تكاملت مع سمو شخصيته ـ وإنما يعرف الفضل لذي الفضل أهل الفضل ـ فترجموا للوالد رحمه الله في مؤلفاتهم التي كتبوها عن علماء الشريعة على غير عادة منهم، فترجم له الشيخ / عبدالله بن عبدالرحمن البسام عضو هيئة كبار العلماء رحمه الله في كتابـه " علماء نجد في ثمانية قرون (2/88) وقال عنه : " فصار من كبار شعراء نجد المعاصرين، وكان اطلاعه وإدراكه من كثرة قراءته وملازمته الكتــب المفيـــدة في القراءة الحرة، وزاول المترجم مهنة التدريس فصار محبوباً من زملائه ومن تلاميذه لحسن أخلاقه وكمال سلوكــــه وطيب حديثه، ولـــــه قصائد جيـاد، وكتابــات بليغة ... والمترجم من المواطنين المخلصين المحبين لوطنه، ولكنها وطنية تمثل عقله الكبير وتفكيره البعيد، فلا طيش ولا خفة " أ.هـ. وكذا ترجمه له العم الشيخ / محمد بن عثمان القاضي في كتابه " روضة الناظرين عن مآثر علماء نجد وحوادث السنين "، فقال في آخر ترجمته بعد وصفه بالزميل والأديب البارع والشاعر المنطيق : " هو طويل القامة أسمر اللون على وجهه سيما الهيبة والوقار، له نكت حسان مرِحاً لا يمل مجلسه، وكان خطاطاً فائقاً في حسنه للخط والوضوح تختاره على الطباعة، وشاعراً بارعاً لا يجارى، تـــرجم لـــــه / عبدالله بن إدريس، وكان إماماً في الأدب والشعر عربيّه ونبطيه ". أ.هـ

بل إن أحد الأدباء النقاد ممن عاش ردحاً من الزمن في عنيزة وعايش كبار شعرائها وأدبائها وهو أستاذ الأدب في جامعة الملك سعود سابقاً الأستاذ الدكتور / عبدالكريم محمد الأسعد كتب مقالاً ذكر فيه كبار أدباء عنيزة وشعرائها دون ذكر الوالد رحمه الله، فلما كان في العدد (12667) بتأريخ 18 جمادى الأول 1428 كتب معتذراً بأن الهرم والمرض تسقط معه التكاليف ثم قال : " لقد كان هذا شأني في مقالي الأول ( حديث الذكريات ) بصحيفة ( الجزيرة ) الغراء في 24-5-2007م عن أدباء المدينة السامقة عنيزة الفيحاء وعن شعرائها، فقد نسيت - وجل من لا يسهو - أن أتحدث فيه إلى جانب من تحدثت عنهم عمن أسميه بدون مبالغة أمير الشعر المعاصر الجميل الذي رحــل عن دنيانا قبــل أن ينال ما يستحقه من التنويه، ومن الثناء والمديح، ومن دراسة شعره المليح، الشاعر الألمعي المغلق / عبدالله الحمد السناني، رحمه الله، لم يُقدَّر للشاعر مع الأسف أن يخلِّف لنا ديواناً مطبوعاً واحداً على الأقل من شعره الكثير الممتاز، واكتفى بما نشره من القصائد إبان حياته بين الفينة والأخرى في الصحف والمجلات السيارة مما كان في حينه محل الإعجاب، ومناط الإطراء، من النقاد والقراء، على حد سواء ". أ.هـ. ثم ذكر الشاعر القدير / إبراهيم المحمد الدامغ .

لقد كان الوالد رحمه الله مربياً لجيلٍ من الأدباء والشعراء ممن درسهم وزاملهم وهم الآن ملء السمع والبصر، فهذا الشاعر الكبير الأستاذ / صالح الأحمد العثيمين حين كتب قصيدة للوالد رحمه الله يهنئه بالعيد ــ سيأتي ذكرها ــ قـــال في افتتاحها : " إلى الذي تعلمنا منه كيف تولد الحروف، وتضــيء الكلمات، وكيف تجود المواسم والفصول : الخال الكريم أبو سامي ". وهذا الشاعر الكبير المتواري الأستاذ / عبدالرحمن المساعد المنير يقول في رثاء الوالد رحمه الله :-

إليك انتهى سحر القوافي طبيعة
= يتيـه على الروض القشيب قشيبها

لينهزم الحرف الكثيف ضبابه
= ويبقى لنجـــد شيخهـا وأديبهــــــــــا

ذوى القول من بعد السناني وأقفرت
= مجامع فيهـا قيسهـا وحبيبها

أيا شاعري قومي تناسوك جفوة
= أم الخطـــــب نــــار لا يطـاق ركوبهــا

إذا كان فضل المرء ينسى بموته
= فلا حملــــت أنثى ولا فــــاح طيبهـــا

منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .


سبيع ضد (ن) للحريب المعادي = أهل الرماح المرهفات الحدادي
مروين حد مصقلات الهنادي = سقم الحريب وقربهم عز للجار
]مدلهة الغريب - موردة الشريب - مكرمة الضيوف - مروية السيوف
رد مع اقتباس