عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 10 )
جعد الوبر
وسام التميز
رقم العضوية : 15612
تاريخ التسجيل : 06 - 09 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : المملكة العربية السعودية
عدد المشاركات : 3,068 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 25
قوة الترشيح : جعد الوبر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الشاعر الكبير / أبو الطيب المتنبي

كُتب : [ 07 - 07 - 2008 ]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جعد الوبر مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : لقد سئل فضيلة الشيخ / عايض القرنى من هو أفضل شاعر فقال : هو المتنبي وهذى نبذه عن الشاعر هو / أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي ، أبو الطيب المتنبي من شعراء العصر العباسي ولد سنة 303 هـ / 915 م وتوفي سنة 354 هـ / 966 م الشاعر الحكيم ، وأحد مفاخر الأدب العربي ، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة ولد بالكوفة في محله تسمى ( كندة ) وإليها نسبته ، ونشأ بالشام ، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس . وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده ، ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه ، فلم يوله كافور ، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه ، فقصد العراق وفارس ، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز . ولما خرج المتنبي من شيراز في طريقه إلى بغداد خرجت عليه سرية على رأسها ( فاتك بن جبل الأسدي ) وكان بينه وبين المتنبي عداوة شديدة بسبب هجاء المتنبي لخال فاتك هجاءً مقذعا ، ودارت بينهما معركة وأسقط في يد المتنبي وأيقن بالهلاك إذا استمر في القتال ، لذلك قرر إنقاذ نفسه وأركن إلى الفرار ، وعز ذلك على غلامه فصرخ فيه قائلا ويح نفسي ! ألست القائل :

الخَيلُ وَاللَيـلُ وَالبَيـداءُ تَعرِفُنـي
= وَالسَيفُ وَالرُمحُ وَالقِرطاسُ وَالقَلَـمُ

فرجع وفضل الموت على التنصل من شعره وعاد إلى القوم وبقي يقاتلهم حتى سقط قتيلا . وهكذا سقط هذا الشاعر مع ابنه محشد وغلامه مفلح قتلى ، وسلبت أموالهم وما كانوا يحملونه من هدايا ، ولم يبق سوى ليلتين لانتهاء شهر رمضان المبارك . وهذى احد قصائد المتنبى العظيمة :

وَاحَـرّ قَلْبـاهُ مـمّنْ قَلْبُـهُ شَبِـمُ
= وَمَنْ بجِسْمـي وَحالي عِنـدَهُ سَقَـمُ

ما لي أُكَتِّمُ حُبًّا قَدْ بَـرَى جَسَـدي
= وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّوْلـةِ الأُمَـمُ

إنْ كَـانَ يَجْمَعُنَـا حُـبٌّ لِغُرّتِـهِ
= فَلَيْتَ أنّـا بِقَـدْرِ الحُـبّ نَقْتَسِـمُ

قد زُرْتُهُ وَسُيُـوفُ الهِنْـدِ مُغْمَـدَةٌ
= وَقـد نَظَـرْتُ إلَيْـهِ وَالسّيُـوفُ دَمُ

فكـانَ أحْسَـنَ خَلـقِ الله كُلّهِـمِ
= وَكانَ أحسنَ ما فِي الأحسَنِ الشّيَـمُ

فَوْتُ العَـدُوّ الـذي يَمّمْتَـهُ ظَفَـرٌ
= فِـي طَيّـهِ أسَـفٌ فِي طَيّـهِ نِعَـمُ

قد نابَ عنكَ شديدُ الخوْفِ وَاصْطنعتْ
= لَكَ المَهـابَـةُ ما لا تَصْنَـعُ البُهَـمُ

ألزَمْتَ نَفْسَكَ شَيْئـاً لَيـسَ يَلزَمُهـا
= أنْ لا يُـوارِيَهُـمْ أرْضٌ وَلا عَـلَـمُ

أكُلّمَا رُمْتَ جَيْشـاً فانْثَنَـى هَرَبـاً
= تَصَرّفَـتْ بِـكَ فِي آثَـارِهِ الهِمَـمُ

عَلَيْـكَ هَزْمُهُـمُ فِي كـلّ مُعْتَـرَكٍ
= وَمَا عَلَيْـكَ بِهِمْ عَـارٌ إذا انهَزَمُـوا

أمَا تَرَى ظَفَراً حُلْـواً سِـوَى ظَفَـرٍ
= تَصافَحَتْ فيهِ بِيضُ الـهِنْدِ وَاللِّمـمُ

يا أعدَلَ النّـاسِ إلاّ فِـي مُعامَلَتـي
= فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكَـمُ

أُعِيذُهـا نَظَـراتٍ مِنْـكَ صادِقَـةً
= أن تحسَبَ الشّحمَ فيمن شحمـهُ وَرَمُ

وَمَا انْتِفَـاعُ أخـي الدّنْيَـا بِنَاظِـرِهِ
= إذا اسْتَوَتْ عِنْـدَهُ الأنْـوارُ وَالظُّلَـمُ

سَيعْلَمُ الجَمعُ مـمّنْ ضَـمّ مَجلِسُنـا
= بأنّني خَيـرُ مَنْ تَسْعَـى بـهِ قَـدَمُ

أنَا الذي نَظَـرَ الأعْمَـى إلى أدَبـي
= وَأسْمَعَتْ كَلِماتـي مَنْ بـهِ صَمَـمُ

أنَامُ مِلْءَ جُفُونـي عَـنْ شَوَارِدِهَـا
= وَيَسْهَـرُ الخَلْـقُ جَرّاهَـا وَيخْتَصِـمُ

وَجاهِلٍ مَـدّهُ فِي جَهْلِـهِ ضَحِكـي
= حَتَّـى أتَتْـه يَـدٌ فَـرّاسَـةٌ وَفَـمُ

إذا رَأيْـتَ نُيُـوبَ اللّيْـثِ بـارِزَةً
= فَـلا تَظُـنّـنّ أنّ اللّيْـثَ يَبْتَسِـمُ

وَمُهْجَةٍ مُهْجَتـي من هَمّ صَاحِبـها
= أدرَكْتُـهَا بجَـوَادٍ ظَـهْـرُه حَـرَمُ

رِجلاهُ فِي الرّكضِ رِجلٌ وَاليدانِ يَـدٌ
= وَفِعْلُـهُ مَا تُريـدُ الكَـفُّ وَالقَـدَمُ

وَمُرْهَفٍ سرْتُ بينَ الجَحْفَلَيـنِ بـهِ
= حتَّى ضرَبْتُ وَمَوْجُ المَـوْتِ يَلْتَطِـمُ

ألخَيْـلُ وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُنـي
= وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُ

صَحِبْتُ فِي الفَلَواتِ الوَحشَ منفَـرِداً
= حتى تَعَجّبَ منـي القُـورُ وَالأكَـمُ

يَا مَـنْ يَعِـزّ عَلَيْنَـا أنْ نُفَارِقَهُـمْ
= وَجدانُنا كُلَّ شـيءٍ بَعدَكـمْ عَـدَمُ

مَا كـانَ أخلَقَنَـا مِنكُـمْ بتَكرِمَـةٍ
= لَـوْ أنّ أمْرَكُـمُ مِـن أمرِنَـا أمَـمُ

إنْ كـانَ سَرّكُـمُ ما قالَ حاسِدُنَـا
= فَمَـا لجُـرْحٍ إذا أرْضـاكُـمُ ألَـمُ

وَبَيْنَنَـا لَـوْ رَعَيْتُـمْ ذاكَ مَعـرِفَـةٌ
= إنّ المَعارِفَ فِي أهْـلِ النُّهَـى ذِمَـمُ

كم تَطْلُبُونَ لَنَـا عَيْبـاً فيُعجِزُكـمْ
= وَيَكْـرَهُ الله مـا تَأتُـونَ وَالكَـرَمُ

ما أبعدَ العَيبَ والنّقصانَ منْ شَرَفِـي
= أنَـا الثّرَيّـا وَذانِ الشّيـبُ وَالهَـرَمُ

لَيْتَ الغَمَامَ الذي عنـدي صَواعِقُـهُ
= يُزيلُهُـنّ إلـى مَـنْ عِنْـدَهُ الدِّيَـمُ

أرَى النّـوَى يَقتَضينـي كلَّ مَرْحَلَـةٍ
= لا تَسْتَقِـلّ بِهَـا الوَخّـادَةُ الرُّسُـمُ

لَئِـنْ تَرَكْـنَ ضُمَيـراً عَنْ مَيامِنِنـا
= لَيَحْـدُثَـنّ لـمَنْ وَدّعْتُهُـمْ نَـدَمُ

إذا تَرَحّلْـتَ عن قَـوْمٍ وَقَد قَـدَرُوا
= أنْ لا تُفـارِقَهُـمْ فالرّاحِلـونَ هُـمُ

شَرُّ البِـلادِ مَكـانٌ لا صَديـقَ بِـهِ
= وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإنسـانُ ما يَصِـمُ

وَشَـرُّ ما قَنّصَتْـهُ رَاحَتـي قَنَـصٌ
= شُهْبُ البُـزاةِ سَـواءٌ فيهِ والرَّخَـمُ

بأيّ لَفْـظٍ تَقُـولُ الشّعْـرَ زِعْنِفَـةٌ
= تَجُوزُ عِنـدَكَ لا عُـرْبٌ وَلا عَجَـمُ

هَـذا عِتـابُـكَ إلاّ أنّـهُ مِـقَـةٌ
= قـد ضُمّـنَ الـدُّرَّ إلاّ أنّـهُ كَلِـمُ

( براعة المتنبي )

قال : الشاعر / أبو فراس الحمداني لسيف الدولة : ان هذا المتنبي كثير الادلال عليك وأنت تعطيه كل سنه ثلاثة اّلاف دينار على ثلاث قصائد , ويمكنك أن تفرق مئتي دينار على عشرين شاعرا يأتون بما هو خير من شعره . فتأثر سيف الدولة بهذا الكلام وعمل به وكان المتنبي غائبا فبلغته القصة فدخل على سيف الدوله وأنشد :

الا مـا لـسيف الـدولة الـيوم عاتـبا
= فداه الورى أمضى السيوف قواضبا

وكـان يـدني مجـلـسي مـن سـمائه
= أحـــادث فــيـهـا بـدره والـكـواكـبـا

حـنـانــيك مسـؤولا ولـبـيك داعـيـا
= وحـسـبـي مـوهـوبـا وحـبـك واهـبا

أهذا جزاء الصدق ان كنت صادقا
= أهـذا جـزاء الـكـذب ان كـنت كاذبا

وان كـان ذنـبـي كــل ذنـــب فـانـه
= محا الذنب كل الذنب من جاء تائبا

فأطرق / سيف الدوله ولم ينظر اليه كعادته فخرج المتنبي من عنده متغيرا . وحضر أبو فراس و جماعة من الشعراء فبالغوا في الوقيعة في حق المتنبي والذي انقطع ينشئ القصيدة التي أولها : واحــر قـلـبـاه مـمـن قـلـبه شـبـم . وجاء وأنشدها وجعل يتظلم فيها من التقصير في حقه مثل قوله :

مالي أكتم حبا قد برى جسدي
= وتدعي حب سيف الدولة الأمم

ان كـان يـجـمـعـنا حـبا لغرته
= فـلـيـت أنـا بـقـدر الحـب نقتسم

فهم جماعة في قتله في حضرة سيف الدوله ولشدة ادلاله واعراض سيف الدوله عنه وصل إلى انشاده :

يا أعدل الناس الا في معاملتي
= فيك الخصام وأنت الخصم والحكم

فقال أبو فراس : مسخت قول دعبل وادعيته وهو القائل :

ولست أرجو انتصافا منك ما ذرفت
= عيني دموعا وأنت الخصم والحكم

فقال المتنبي :

أعيذها نظرات منك صادقة
= أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم

فعلم أبو فراس أنه يعنيه فقال : ومن أنت يا دعي كنده حتى تأخذ أعراض أهل الأمير في مجلسه . فاستمر المتنبي في انشاده ولم يرد عليه وقال :

سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا
= بأنني خير من تسعى له قدم

أنـا الـذي نظر الأعــمـى إلى أدبــي
= وأسـمـعـت كلماتي مـن به صمم

فزاد ذلك غيظا في أبو فراس وقال : وسرقت هذا أيضا فلم يلتفت إليه المتنبي وإنما واصل إنشاده إلى أن وصل :

الخيل والليل والبيداء تعرفني
= والسيف والرمح والقرطاس والقلم

قال : وما أبقيت للأمير إذا وصفت نفسك بالشجاعة والفصاحة والرئاسة والسماحة ؟ تمدح نفسك بما سرقته من الاّخرين وتأخذ جوائز الأمير فقال المتنبي :

وما انتفاع أخي الدنيا بناظره
= إذا استوت عنده الأنوار والظلم

فقال أبو فراس : لقد سرقت هذا من قول معقل :

إذا لم أميز بين نور وظلمة
= بعيني فالعينان زور وباطل

ولكن سيف الدولة غضب من كثرة مناقشة المتنبي والتطاول عليه في حضرته . فقال المتنبي :

إن كان سركموا ما قال حاسدنا
= فما لجرح إذا أرضاكموا ألم

فقال أبو فراس : وأخذت هذا من قول بشار :

إذا رضيتم بأن يخفى سركم
= قول الوشاه فلا شكوى ولا ضجر

فلم يلتفت سيف الدولة إلى ما قاله أبو فراس الحمداني وأعجبه بيت المتنبي ورضي عنه في الحال وأدناه إليه وأجازه . وإليكم هذه القصيدة الرائعة للشاعر / أبو الطيب المنتبى ، في مدح سيف الدولة الحمداني على قدر أهل العزم وقد قيلت : سنة ثلاث وأربعين وثلاث مئة من الهجرة النبوية المطهرة الموافق ( 954م ) :

على قدر أهل العزم تأتي العزائم
= وتأتي على قدر الكرام المكارم

وتعظم في عين الصغير صغارها
= وتصغر في عين العظيم العظائم

يكلف سيف الدولة الجيش همه
= وقد عجزت عنه الجيوش الخضارم

ويطلب عند الناس ما عند نفسه
= وذلك ما لا تدعيه الضراغم

يفدي أتم الطير عمراً سلاحه
= نسور الفلا أحداثها والقشاعم

وما ضرها خلق بغير مخالب
= وقد خلقت أسيافه والقوائم

هل الحدث الحمراء تعرف لونها
= وتعلم أي الساقيين الغمائم

سقتها الغمام الغر قبل نزوله
= فلما دنا منها سقتها الجماجم

بناها فأعلى والقنا يقرع القنا
= وموج المنايا حولها متلاطم

وكان بها مثل الجنون فأصبحت
= ومن جثث القتلى عليها تمائم

طريدة دهر ساقها فرددتها
= على الدين بالخطي والدهر راغم

تفيت الليالي كل شيء أخذته
= وهن لما يأخذن منك غوارم

إذا كان ما تنويه فعلاً مضارعاً
= مضى قبل أن تُلقى عليه الجوازم

وكيف ترجى الروم و الفرس هدمها
= وذا الطعن آساس لها ودعائم

وقــد حاكموها والمنايا حواكم
= فما مات مظلوم ولا عاش ظالم

أتوك يجــرون الحديــد كأنما
= سروا بجياد مالهــن قوائــم

إذا برقوا لم تعرف البيض منهم
= ثيابهم من مثلها والعمائم

خميس بشرق الأرض والغرب
= زحفه وفي أذن الجوزاء منه زمازم

تجمّــَع فيه كل لِِسْنٍ وأمة
= فما يُفهم الحدَّاث إلا التراجم

فللّه وقت ذوب الغش ناره
= فلم يبق إلا صارم أو ضبارم

تقطَّع مالا يقطع الدهر والقنا
= وفر من الفرسان من لا يصادم

وقفت وما في الموت شك لواقف
= كأنك في جفن الردى وهو نائم

تمر بك الأبطال كلمى هزيمة
= ووجهك وضاح وثغرك باسم

تجاوزت مقدار الشجاعة والنهى
= إلى قول قوم أنت بالغيب عالم

ضممت جناحيهم على القلب ضمة
= تموت الخوافي تحتها والقوادم

بضرب أتى الهامات والنصر غائب
= وصار إلى اللبات والنصر قادم

حقرت الردينيات حتى طرحتها
= وحتى كأن السيف للرمح شاتم

ومن طلب الفتح الجليل فإنما
= مفاتيحه البيض الخفاف الصوارم

نثرتهم فوق الأُحَيدب كله
= كما نثرت فوق العروس الــدراهم

تدوس بك الخيل الوكور على الذرى
= وقد كثرت حول الوكور المطاعم

تظن فراخ الفتخ أنك زرتها
= بأُماتها وهي العتــاق الصلادم

إذا زلقــت مشَّيتها ببطونها
= كما تتمشى في الصعيـد الأراقـم

أفي كل يوم ذا الدُّمستق مقدم
= قفاه على الإقدام للوجه لائم

أيُنكر ريح الليث حتى يَذوقَه
= وقد عرفت ريح الليوث البهائم

وقد فجعته بابنه وابن صهره
= وبالصهر حملات الأمير الغواشم

مضى يشكر الأصحاب في فوته الظُّبى
= لما شغلتها هامهم والمعاصم

ويفهم صوت المشرفية فيهم
= على أن أصوات السيوف أعاجم

يُسَرُّ بما أعطاك لا عن جهالة
= ولكن مغنوما نجا منك غانم

ولســت مليكا هازما لنظيره
= ولكنك التوحيد للشرك هازم

تشرّف عدنان به لا ربيعة
= وتفتخر الدنيا به لا العواصم

لك الحمد في الدر الذي لي لفظه
= فإنك معطيه وإني ناظم

وإني لتعدو بي عطاياك في الوغى
= فلا أنا مذموم ولا أنت نادم

على كل طيار إليها برجله
= إذا وقعت في مسمعيه الغماغم

ألا أيه السيف الذي ليس مغمدا
= ولا فيه مرتاب ولا منه عاصم

هنيئا لضرب الهام والمجد والعلى
= وراجيك والإسلام أنك سالم

ولم لا يقي الرحمن حديك ما وقى
= وتفليقه هام العدى بك دائم

وإليكم هذه القصيدة المنقولة وهي إحدى روائع الشاعر الكبير / أبو الطيب المتنبي :

لا خــيلَ عنــدَك تُهدِيهـا ولا مـال
= فَليُسـعِدِ النطـق إن لـم تُسـعِد الحـالُ

واجــز الأمِـير الـذي نعمـاه فاجئَـةٌ
= بِغــيرِ قَـولٍ ونُعَمـى النـاسُ أقـوال

فرُبَّمــا جــزَتِ الإِحســانَ موليـهُ
= خَـرِيدةٌ مـن عَـذارَى الحـي مكسـالُ

وإن تَكُـنْ محكَمـاتُ الشُـكلِ تمنَعُنـي
= ظُهـورَ جَـري فَـلِي فِيهِـنَّ تَصهـالُ

وَمــا شَــكَرتُ لأن المـالَ فَرَّحَـني
= سِــيَّانِ عِنــدِيَ إكثــار وإِقــلالُ

لكِــن رأيــتُ قَبِيحـا أنْ يُجـادَ لَنـا
= وأننــا بِقضــاءِ الحــقَّ بُخــالُ

فكُـنتُ مَنبِـتَ رَوض الحـزنِ بـاكَرهُ
= غَيــث بِغَـيرِ سِـباخِ الأرضِ هَطـالُ

غَيـــث بَيِّــنُ للنُظــارِ مَوقِعُــهُ
= أن الغُيُــوث بِمــا تَأتِيِــهِ جُهــالُ

لا يُــدرِكُ المجــدَ إلاسَــيد فطِـنٌ
= لِمــاَ يَشــق عـلى السـاداتِ فَعَّـالُ

لا وارِث جَــهِلَت يُمنـاهُ مـا وَهَبَـت
= وَلاكَسُــوبٌ بِغــيرِ السـيف سَـأآلُ

قــالَ الزمــان لَــه قَـولاً فأفهمـهُ
= إنًّ الزَمــان عــلى الإمسـاكِ عَـذال

تــدري القَنــاة إذا اهـتَزت بِراحتِـهِ
= أن الشــقي بِهــا خًــيل وأَبطـالُ

كَفــاتك ودُخــولُ الكــافِ مَنقَصـة
= كالشـمسِ قلـت وَمـا لِلشَـمسِ أمثـال

القــائد الأســد عذتهــا بَراثنُــه
= بِمِثلِهــا مِــن عـداه وهـي أشـبال

القـاتِلِ السَـيفَ فـي جِسـمِ القَتيـلِ بِهِ
= ولِلسّــيُوفِ كَمــا لِلنــاس آجَــالُ

تُغــيِرُ عنـهُ عـلى الغـاراتِ هَيبتُـهُ
= وَمالُــهُ بِأقــاصي الأرض أهمَــالُ

لـهُ مـنَ الوَحـشِ مـا اختـارَتْ أسنتهُ
= عَــيرٌ وهَيــقٌ وخنســاءٌ وذيـالُ

تُمسِــي الضُيُــوفُ مُشـهَّاةً بِعَقْوَتـهِ
= كــأن أوقاتَهـا فـي الطِيـبِ آصـالُ

لَــو اشـتهت لَحْـمَ قارِيهـا لَبادَرَهـا
= خَـرادِل منـه فـي الشِّـيزَى وأوصَالُ

لايَعـرِفُ الـرُزْءَ فـي مـالٍ وَلا وَلَدٍ
= إلا إذا حَـــفَزَ الضِّيفــانَ تَرْحــالُ

يُــرْوِي نَـدَى الأرضِ مـن فضـل ومن
= مَحـض اللّقـاح وَصـافي اللون سلسالُ

تقـري صَوارِمُـهُ السـاعاتِ عَبْـطَ دَمٍ
= كأنَّمـــا الســاع نُــزَّالٌ وقُفَّــالُ

تَجــرِي النُفــوس حَوالَيـهِ مُخلَّطـةً
= مِنهـــا عُــداةٌ وأغنــامٌ وآبــالُ

لايَحــرِمُ البُعـدُ أهـلَ البُعـدِ نائِلَـهُ
= وغَــيرُ عــاجِزَةٍ عنــهُ الأُطيفَـالُ

أمضَـى الفَـرِيقَينِ فـي أقرانِـهِ ظُبَـةً
= والبِيــض هادِيــةٌ والسُـمرُ ضُـلالُ

يُــرِيكَ مَخــبَرُهُ أضعـافَ مَنظَـرِهِ
= بَيــن الرجــالِ وفيهـا المـاءُ والآلُ

وقــد يُلّقُّبِــهُ المجــنُونَ حاسِــدُه
= إذا اخــتَلَطنَ وبَعـضُ العَقـلِ عُقَّـالُ

يَـرمِي بِهـا الجـيَشَ لابُـد لَـه وَلَهـا
= مــن شَـقِّهِ ولَـوَ أن الجـيَشَ أجبـالُ

إذا العــدَى نَشِــبَت فيهــم مخَالبـهُ
= لــم يَجــتَمِعْ لَهُــمُ حِـلمّ ورئَبـالُ

يَــرُوعُهُمْ منـه دَهْـر صَرفُـهُ أبًـدا
= مُجــاهِرٌ وصُــرُوفُ الدَهـرِ تغتـالُ

أنالَــه الشَــرَف الأعــلَى تَقَدُّمُــهُ
= فمــا الـذي بِتَـوَقِّي مـا أتَـى نـالُ

إذا المُلــوك تَحَــلَّت كــان حِليَتَـهُ
= مُهنَّــدٌ وأصَــمُّ الكَــعبِ عَسَّــالُ

أبُــو شُـجاعٍ أبُـو الشُـجعانِ قاطِبـةً
= هَــولٌ نَمَتـهُ مـنَ الهَيجـاءِ أهـوالُ

تَملَّــكَ الحَــمدَ حَـتى مـا لِمفُتَخِـرٍ
= فــي الحَـمدِ حـاءٌ ولا مِيـمٌ ولا دالُ

عليــهِ منــهُ سَــرابِيل مُضاعَفـة
= وقــد كَفــاهُ مـنَ المـاذِيِّ سِـربالُ

وكَـيفَ أسـتُرُ مـا أولَيـتَ مِـن حسنٍ
= وقــد غَمَــرتَ نَـوالاً أيُّهـا النـالُ

لَطَّفـت رَأيَـكَ فـي بِـرّي وتَكـرِمتي
= إن الكَــرِيمَ عــلى العَليـاءِ يَحتـالُ

حّــتى غَــدَوت وُللأخبـار تجـوالُ
= وللكَــواكِب فــي كــفَيكَ آمــال

وقــد أطــالَ ثنـائِي طـول لابسـه
= إن الثَنــاء عــلى التنبــالِ تِنبـالُ

إن كـنت تَكـبرُ أن تخّتـال فـي بَشَـر
= فــإن قَــدرَكَ فـي الأقـدارِ يَختـالُ

كــأن نَفســك لاتَرضـاك صاحبَهـا
= إِلاوأَنــتَ عـلى الفِضـال مِفضـالُ

ولاتَعـــدكَ صَوَّانـــا لِمُهجَتِهــا
= إِلاوأنــتَ لهــا فـي الـرَوع بـذالُ

لــولا المشــقةُ سـادَ النـاسُ كُـلَهم
= الجـــودُ يُفقِــر والإقــدامُ قَتَّــالُ

وإنمــا يَبلُــغُ الإنســانُ طاقَتَــهُ
= مــاكُــل ماشِـيةٍ بِـالرّحلِ شِـملالُ

إنــا لَفِـي زَمَـنٍ تَـركُ القَبِيـحِ بـهِ
= مِـن أكـثَرِ النـاس إِحسـانٌ وإجمـالُ

ذِكـرُ الفَتَـى عُمـرُه الثـاني وحاجَتُـهُ
= مــاقاتَــهُ وفُضُـولُ العَيشِ أشـغالُ

ومن روائع / أبو الطيب المتنبي :

بِمَ التّعَلّلُ لا أهْلٌ وَلا وَطَنُ
= وَلا نَديمٌ وَلا كأسٌ وَلا سَكَنُ

أُريدُ مِنْ زَمَني ذا أنْ يُبَلّغَني
= مَا لَيسَ يبْلُغُهُ من نَفسِهِ الزّمَنُ

لا تَلْقَ دَهْرَكَ إلاّ غَيرَ مُكتَرِثٍ
= ما دامَ يَصْحَبُ فيهِ رُوحَكَ البَدنُ

فَمَا يُديمُ سُرُورٌ ما سُرِرْتَ بِهِ
= وَلا يَرُدّ عَلَيكَ الفَائِتَ الحَزَنُ

مِمّا أضَرّ بأهْلِ العِشْقِ أنّهُمُ
= هَوَوا وَمَا عَرَفُوا الدّنْيَا وَما فطِنوا

تَفنى عُيُونُهُمُ دَمْعاً وَأنْفُسُهُم
= في إثْرِ كُلّ قَبيحٍ وَجهُهُ حَسَنُ

تَحَمّلُوا حَمَلَتْكُمْ كلُّ ناجِيَةٍ
= فكُلُّ بَينٍ عَليّ اليَوْمَ مُؤتَمَنُ

ما في هَوَادِجِكم من مُهجتي
= عِوَضٌإنْ مُتُّ شَوْقاً وَلا فيها لهَا ثَمَنُ

يَا مَنْ نُعيتُ على بُعْدٍ بمَجْلِسِهِ
= كُلٌّ بمَا زَعَمَ النّاعونَ مُرْتَهَنُ

كمْ قد قُتِلتُ وكم قد متُّ عندَكُمُ
= ثمّ انتَفَضْتُ فزالَ القَبرُ وَالكَفَنُ

قد كانَ شاهَدَ دَفني قَبلَ قولهِمِ
= جَماعَةٌ ثمّ ماتُوا قبلَ مَن دَفَنوا

مَا كلُّ ما يَتَمَنّى المَرْءُ يُدْرِكُهُ
= تجرِي الرّياحُ بمَا لا تَشتَهي السّفنُ

رَأيتُكُم لا يَصُونُ العِرْضَ جارُكمُ
= وَلا يَدِرُّ على مَرْعاكُمُ اللّبَنُ

جَزاءُ كُلّ قَرِيبٍ مِنكُمُ مَلَلٌ
= وَحَظُّ كُلّ مُحِبٍّ منكُمُ ضَغَنُ

وَتَغضَبُونَ على مَنْ نَالَ رِفْدَكُمُ
= حتى يُعاقِبَهُ التّنغيصُ وَالمِنَنُ

فَغَادَرَ الهَجْرُ ما بَيني وَبينَكُمُ
= يَهماءَ تكذِبُ فيها العَينُ وَالأُذُنُ

تَحْبُو الرّوَاسِمُ مِن بَعدِ الرّسيمِ بهَا
= وَتَسألُ الأرْضَ عن أخفافِها الثَّفِنُ

إنّي أُصَاحِبُ حِلمي وَهْوَ بي كَرَمٌ
= وَلا أُصاحِبُ حِلمي وَهوَ بي جُبُنُ

وَلا أُقيمُ على مَالٍ أذِلُّ بِهِ
= وَلا ألَذُّ بِمَا عِرْضِي بِهِ دَرِنُ

سَهِرْتُ بَعد رَحيلي وَحشَةً لكُمُ
= ثمّ استَمَرّ مريري وَارْعَوَى الوَسَنُ

وَإنْ بُلِيتُ بوُدٍّ مِثْلِ وُدّكُمُ
= فإنّني بفِراقٍ مِثْلِهِ قَمِنُ

أبْلى الأجِلّةَ مُهْري عِندَ غَيرِكُمُ
= وَبُدِّلَ العُذْرُ بالفُسطاطِ وَالرّسَنُ

عندَ الهُمامِ أبي المِسكِ الذي
= غرِقَتْ في جُودِهِ مُضَرُ الحَمراءِ وَاليَمَنُ

وَإنْ تأخّرَ عَنّي بَعضُ مَوْعِدِهِ
= فَمَا تَأخَّرُ آمَالي وَلا تَهِنُ

هُوَ الوَفيُّ وَلَكِنّي ذَكَرْتُ لَهُ
= مَوَدّةً فَهْوَ يَبْلُوهَا وَيَمْتَحِنُ

وهذه القصيدة تعتبر من روائع المراثي للشاعر / أبو الطيب المتنبي :

إنّي لأعْلَمُ، واللّبيبُ خَبِيرُ،
= أنْ الحَياةَ وَإنْ حَرَصْتُ غُرُورُ

ورَأيْتُ كُلاًّ ما يُعَلّلُ نَفْسَهُ
= بِتَعِلّةٍ وإلى الفَنَاءِ يَصِيرُ

أمُجاوِرَ الدَّيْمَاسِ رَهْنَ قَرَارَةٍ
= فيها الضّياءُ بوَجْهِهِ والنّورُ

ما كنتُ أحسبُ قبل دفنكَ في الثّرَى
= أنّ الكَواكِبَ في التّرابِ تَغُورُ

ما كنتُ آمُلُ قَبلَ نَعشِكَ أن أرَى
= رَضْوَى على أيدي الرّجالِ تَسيرُ

خَرَجُوا بهِ والكُلّ باكٍ خَلْفَهُ
= صَعَقاتُ مُوسَى يَوْمَ دُكّ الطُّورُ

والشّمسُ في كَبِدِ السّماءِ مري
= ضَةٌ والأرْضُ واجفَةٌ تَكادُ تَمُورُ

وحَفيفُ أجنِحَةِ المَلائِكِ حَوْلَهُ
= وعُيُونُ أهلِ اللاّذقِيّةِ صُورُ

حتى أتَوْا جَدَثاً كَأنّ ضَرِيحَهُ
= في قَلْبِ كُلّ مُوَحِّدٍ مَحْفُورُ

بمُزَوَّدٍ كَفَنَ البِلَى مِن مُلْكِهِ
= مُغْفٍ وإثْمِدُ عَيْنِهِ الكافُورُ

فيهِ السّماحةُ والفَصاحةُ والتّقَى
= والبأسُ أجْمَعُ والحِجَى والخِيرُ

كَفَلَ الثّنَاءُ لَهُ بِرَدّ حَيَاتِهِ
= لمّا انْطَوَى فكأنّهُ مَنْشُورُ

وكأنّما عيسَى بنُ مَرْيَمَ ذِكْرُهُ
= وكأنّ عازَرَ شَخْصُهُ المَقْبُورُ

وإليكم هذه الرائعة من روائعه :

أُطاعِنُ خَيلاً مِن فَوارِسِها الدَهرُ = وَحيداً وَما قَولي كَذا وَمَعي الصَبرُ
وَأَشجَعُ مِنّي كُلَّ يَومٍ سَلامَتي = وَما ثَبَتَت إِلّا وَفي نَفسِها أَمرُ
تَمَرَّستُ بِالآفاتِ حَتّى تَرَكتُها = تَقولُ أَماتَ المَوتُ أَم ذُعِرَ الذُعرُ
وَأَقدَمتُ إِقدامَ الأَتِيِّ كَأَنَّ لي = سِوى مُهجَتي أَو كانَ لي عِندَها وِترُ
ذَرِ النَفسَ تَأخُذ وُسعَها قَبلَ بَينِها = فَمُفتَرِقٌ جارانِ دارُهُما العُمرُ
وَلا تَحسَبَنَّ المَجدَ زِقّاً وَقَينَةً = فَما المَجدُ إِلّا السَيفُ وَالفَتكَةُ البِكرُ
وَتَضريبُ أَعناقِ المُلوكِ وَهامِها = لَكَ الهَبَواتُ السودُ وَالعَسكَرُ المَجرُ
وَتَركُكَ في الدُنيا دَوِيّاً كَأَنَّما = تَداوَلُ سَمعَ المَرءِ أَنمُلُهُ العَشرُ
إِذا الفَضلُ لَم يَرفَعكَ عَن شُكرِ ناقِصٍ = عَلى هِبَةٍ فَالفَضلُ فيمَن لَهُ الشُكرُ
وَمَن يُنفِقِ الساعاتِ في جَمعِ مالِهِ = مَخافَةَ فَقرٍ فَالَّذي فَعَلَ الفَقرُ
عَلَيَّ لِأَهلِ الجَورِ كُلُّ طِمِرَّةٍ = عَلَيها غُلامٌ مِلءُ حَيزومِهِ غِمرُ
يُديرُ بِأَطرافِ الرِماحِ عَلَيهِمِ = كُؤوسَ المَنايا حَيثُ لا تُشتَهى الخَمرُ
وَكَم مِن جِبالٍ جُبتُ تَشهَدُ أَنَّني ال= جِبالُ وَبَحرٍ شاهِدٍ أَنَّني البَحرُ
وَخَرقٍ مَكانُ العيسِ مِنهُ مَكانُنا = مِنَ العيسِ فيهِ واسِطُ الكورِ وَالظَهرُ
يَخِدنَ بِنا في جَوزِهِ وَكَأَنَّنا = عَلى كُرَةٍ أَو أَرضُهُ مَعَنا سَفرُ

وللقصيدة بقية . منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
أخوي حزم الجلاميد شكرا لمرورك بمسامر الكثيرين الشاعر الكبير / أبي الطيب المتنبي رحمه الله


سبيع ضد (ن) للحريب المعادي = أهل الرماح المرهفات الحدادي
مروين حد مصقلات الهنادي = سقم الحريب وقربهم عز للجار
]مدلهة الغريب - موردة الشريب - مكرمة الضيوف - مروية السيوف
رد مع اقتباس