رد : =: (( أضحى التنائي بديـلاً مـن تدانينـا = وناب عن طيـب لقيانـا تجافينـا )) :=
كُتب : [ 10 - 03 - 2008 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
" ابن زيدون " بين الإبداع والطموح وفاته: 1 من رجب 463هـ أبو الوليد / أحمد بن زيدون المخزومي الأندلسي ، برع " ابن زيدون " في الشعر كما برع في فنون النثر ، حتى صار من أبرز شعراء الأندلس المبدعين وأجملهم شعرًا وأدقهم وصفًا وأصفاهم خيالا، كما تميزت كتاباته النثرية بالجودة والبلاغة ، وتعد رسائله من عيون الأدب العربي .
الميلاد والنشأة :
ولد الشاعر " أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أحمد بن غالب بن زيد المخزومي " سنة [394هـ= 1003م] بالرصافة من ضواحي قرطبة ، وهي الضاحية التي أنشأها " عبد الرحمن الداخل " بقرطبة ، واتخذها متنزهًا له ومقرًا لحكمه ، ونقل إليها النباتات والأشجار النادرة ، وشق فيها الجداول البديعة حتى صارت مضرب الأمثال في الروعة والجمال ، وتغنّى بها الكثير من الشعراء .
وفي هذا الجو الرائع والطبيعة البديعة الخلابة نشأ ابن زيدون ؛ فتفتحت عيناه على تلك المناظر الساحرة والطبيعة الجميلة ، وتشربت روحه بذلك الجمال الساحر ، وتفتحت مشاعره ، ونمت ملكاته الشاعرية والأدبية في هذا الجو الرائع البديع .
وينتمي " ابن زيدون " إلى قبيلة " بني مخزوم " العربية ، التي كانت لها مكانة عظيمة في الجاهلية والإسلام ، وعرفت بالفروسية والشجاعة .
وكان والده من فقهاء " قرطبة " وأعلامها المعدودين ، كما كان ضليعًا في علوم اللغة العربية ، بصيرًا بفنون الأدب ، على قدر وافر من الثقافة والعلم .
أما جده لأمة " محمد بن محمد بن إبراهيم بن سعيد القيسي " فكان من العلماء البارزين في عصره ، وكان شديد العناية بالعلوم ، وقد تولى القضاء بمدينة " سالم "، ثم تولى أحكام الشرطة في " قرطبة ".
كفالة الجد :
وما كاد " ابن زيدون " يبلغ الحادية عشرة من عمره حتى فقد أباه ، فتولى جده تربيته ، وكان ذا حزم وصرامة ، وقد انعكس ذلك على أسلوب تربيته لحفيده ، وهو ما جنبه مزالق الانحراف والسقوط التي قد يتعرض لها الأيتام من ذوي الثراء .
واهتم الجد بتربية حفيده وتنشئته تنشئة صحيحة وتعليمه العربية والقرآن والنحو والشعر والأدب ، إلى غير ذلك من العلوم التي يدرسها عادةً الناشئة ، ويقبل عليها الدارسون .
وتهيأت لابن زيدون - منذ الصغر - عوامل التفوق والنبوغ ، فقد كان ينتمي إلى أسرة واسعة الثراء ، ويتمتع بالرعاية الواعية من جده وأصدقاء أبيه ، ويعيش في مستوى اجتماعي وثقافي رفيع ، فضلا عما حباه الله به من ذكاء ونبوغ ، وما فطره عليه من حب للعلم والشعر وفنون الأدب .
ابن زيدون متعلمًا :
ومما لا شك فيه أن " ابن زيدون " تلقى ثقافته الواسعة وحصيلته اللغوية والأدبية على عدد كبير من علماء عصره وأعلام الفكر والأدب في الأندلس ، في مقدمتهم أبوه وجده ، ومنهم كذلك " أبو بكر مسلم بن أحمد بن أفلح " النحوي المتوفى سنة [433هـ=1042م] وكان رجلاً متدينًا ، وافر الحظ من العلم والعقيدة ، سالكًا فيها طريق أهل السنة ، له باع كبير في العربية ورواية الشعر .
كما اتصل " ابن زيدون " بكثير من أعلام عصره وأدبائه المشاهير ، فتوطدت علاقته - في سن مبكرة - بأبي الوليد بن جَهْور الذي كان قد ولي العهد ثم صار حاكمًا ، وكان حافظًا للقرآن الكريم مجيدًا للتلاوة ، يهتم بسماع العلم من الشيوخ والرواية عنهم ، وقد امتدت هذه الصداقة بينهما حتى جاوز الخمسين ، وتوثقت علاقته كذلك بأبي بكر بن ذَكْوان الذي ولي منصب الوزارة ، وعرف بالعلم والعفة والفضل ، ثم تولى القضاء بقربة فكان مثالا للحزم والعدل ، فأظهر الحق ونصر المظلوم ، وردع الظالم .
ابن زيدون وزيرًا :
كان " ابن زيدون " من الصفوة المرموقة من شباب قرطبة ؛ ومن ثم فقد كان من الطبيعي أن يشارك في سير الأحداث التي تمر بها .
وقد ساهم " ابن زيدون " بدور رئيسي في إلغاء الخلافة الأموية بقرطبة ، كما شارك في تأسيس حكومة جَهْوَرِيّة بزعامة " ابن جهور "، وإن كان لم يشارك في ذلك بالسيف والقتال ، وإنما كان له دور رئيسي في توجيه السياسة وتحريك الجماهير ، وذلك باعتباره شاعرًا ذائع الصيت ، وأحد أعلام " قرطبة " ومن أبرز أدبائها المعروفين ، فسخر جاهه وثراءه وبيانه في التأثير في الجماهير ، وتوجيه الرأي العام وتحريك الناس نحو الوجهة التي يريدها .
وحظي " ابن زيدون " بمنصب الوزارة في دولة " ابن جهور "، واعتمد عليه الحاكم الجديد في السفارة بينه وبين الملوك المجاورين ، إلا أن " ابن زيدون " لم يقنع بأن يكون ظلا للحاكم ، واستغل أعداء الشاعر ومنافسوه هذا الغرور منه وميله إلى التحرر والتهور فأوغروا عليه صدر صديقه القديم ، ونجحوا في الوقيعة بينهما ، حتى انتهت العلاقة بين الشاعر والأمير إلى مصيرها المحتوم .
ابن زيدون وولادة :
كان ابن زيدون شاعرًا مبدعًا مرهف الإحساس ، وقد حركت هذه الشاعرية فيه زهرة من زهرات البيت الأموي ، وابنة أحد الخلفاء الأمويين ، وهي " ولادة بنت المستكفي "، وكانت شاعرة أديبة ، جميلة الشكل ، شريفة الأصل ، عريقة الحسب ، وقد وصفت بأنها " نادرة زمانها ظرفًا وحسنًا وأدبًا ".
وأثنى عليها كثير من معاصريها من الأدباء والشعراء ، وأجمعوا على فصاحتها ونباهتها ، وسرعة بديهتها ، وموهبتها الشعرية الفائقة ، فقال عنها " الصنبي " : " إنها أديبة شاعرة جزلة القول ، مطبوعة الشعر ، تساجل الأدباء ، وتفوق البرعاء ".
وبعد سقوط الخلافة الأموية في " الأندلس " فتحت ولادة أبواب قصرها للأدباء والشعراء والعظماء ، وجعلت منه منتديًا أدبيًا ، وصالونًا ثقافيًا ، فتهافت على ندوتها الشعراء والوزراء مأخوذين ببيانها الساحر وعلمها الغزير .
وكان " ابن زيدون " واحدًا من أبرز الأدباء والشعراء الذين ارتادوا ندوتها ، وتنافسوا في التودد إليها ، ومنهم " أبو عبد الله بن القلاس "، و" أبو عامر بن عبدوس " اللذان كانا من أشد منافسي ابن زيدون في حبها ، وقد هجاهما " ابن زيدون " بقصائد لاذعة ، فانسحب " ابن القلاسي "، ولكن " ابن عبدوس " غالى في التودد إليها ، وأرسل لها برسالة يستميلها إليه ، فلما علم " ابن زيدون " كتب إليه رسالة على لسان " ولادة" وهي المعروفة بالرسالة الهزلية ، التي سخر منه فيها ، وجعله أضحوكة على كل لسان ، وهو ما أثار حفيظته على " ابن زيدون "؛ فصرف جهده إلى تأليب الأمير عليه حتى سجنه ، وأصبح الطريق خاليًا أمام " ابن عبدوس " ليسترد مودة " ولادة ".
الفرار من السجن :
وفشلت توسلات " ابن زيدون " ورسائله في استعطاف الأمير حتى تمكن من الفرار من سجنه إلى " إشبيلية "، وكتب إلى ولادة بقصيدته النونية الشهيرة التي مطلعها :
أضحى التنائي بديلا من تدانينا
= وناب عن طيب لقيانا تجافينا
وما لبث الأمير أن عفا عنه ، فعاد إلى " قرطبة " وبالغ في التودد إلى " ولادة "، ولكن العلاقة بينهما لم تعد أبدًا إلى سالف ما كانت عليه من قبل ، وإن ظل ابن زيدون يذكرها في أشعاره ، ويردد اسمها طوال حياته في قصائده .
ولم تمض بضعة أشهر حتى توفي الأمير ، وتولى ابنه " أبو الوليد بن جمهور " صديق الشاعر الحميم ، فبدأت صفحة جديدة من حياة الشاعر ، ينعم فيها بالحرية والحظوة والمكانة الرفعية .
ولكن خصوم الشاعر ومنافسيه لم يكفوا عن ملاحقته بالوشايات والفتن والدسائس حتى اضطر الشاعر ـ في النهاية ـ إلى مغادرة " قرطبة " إلى " إشبيلية " وأحسن " المعتضد بن عباد " إليه وقربه ، وجعله من خواصه وجلسائه ، وأكرمه وغمره بحفاوته وبره .
في إشبيلية :
واستطاع " ابن زيدون " بما حباه الله من ذكاء ونبوغ أن يأخذ مكانة بارزة في بلاط " المعتضد "، حتى أصبح المستشار الأول للأمير ، وعهد إليه " المعتضد "، بالسفارة بينه وبين أمراء الطوائف في الأمور الجليلة والسفارات المهمة ، ثم جعله كبيرًا لوزرائه ، ولكن " ابن زيدون " كان يتطلع إلى أن يتقلد الكتابة وهي من أهم مناصب الدولة وأخطرها ، وظل يسعى للفوز بهذا المنصب ولا يألو جهدًا في إزاحة كل من يعترض طريقه إليه حتى استطاع أن يظفر بهذا المنصب الجليل ، وأصبح بذلك يجمع في يديه أهم مناصب الدولة وأخطرها وأصبحت معظم مقاليد الأمور في يده .
وقضى " ابن زيدون " عشرين عامًا في بلاط المعتضد ، بلغ فيها أعلى مكانة ، وجمع بين أهم المناصب وأخطرها .
فلما توفي " المعتضد " تولى الحكم من بعده ابنه " المعتمد بن عباد "، وكانت تربطه بابن زيدون أوثق صلات المودة والألفة والصداقة ، وكان مفتونًا به متتلمذًا عليه طوال عشرين عامًا ، وكان بينهما كثير من المطارحات الشعرية العذبة التي تكشف عن ود غامر وصداقة وطيدة .
المؤامرة على الشاعر :
وحاول أعداء الشاعر ومنافسيه أن يوقعوا بينه وبين الأمير الجديد ، وظنوا أن الفرصة قد سنحت لهم بعدما تولى " المعتمد " العرش خلفًا لأبيه ، فدسوا إليه قصائد يغرونه بالفتك بالشاعر ، ويدعون أنه فرح بموت " المعتضد "، ولكن الأمير أدرك المؤامرة ، فزجرهم وعنفهم ، ووقّع على الرقعة بأبيات جاء فيها :
كذبت مناكم ، صرّحوا أو جمجموا
= الدين أمتن ، والمروءة أكرم
خنتم ورمتم أن أخون ، وإنما
= حاولتموا أن يستخف " يلملم "
وختمها بقوله محذرًا ومعتذرًا :
كفوا وإلا فارقبوا لي بطشةً
= تلقي السفيه بمثلها فيحلم
وكان الشاعر عند ظن أميره به ، فبذل جهده في خدمته ، وأخلص له ، فكان خير عون له في فتح " قرطبة "، ثم أرسله المعتمد إلى " إشبيلية " على رأس جيشه لإخماد الفتنة التي ثارت بها ، وكان " ابن زيدون " قد أصابه المرض وأوهنته الشيخوخة ، فما لبث أن توفي بعد أن أتمّ مهمته في [ أول رجب 463هـ= 4 من إبريل 1071م] عن عمر بلغ نحو ثمانية وستين عامًا .
غزليات ابن زيدون :
يحتل شعر الغزل نحو ثلث ديوان " ابن زيدون "، وهو في قصائد المدح يبدأ بمقدمات غزلية دقيقة ، ويتميز غزله بالعذوبة والرقة والعاطفة الجياشة القوية والمعاني المبتكرة والمشاعر الدافقة التي لا نكاد نجد لها مثيلا عند غيره من الشعراء إلا المنقطعين للغزل وحده من أمثال " عمر بن أبي ربيعة "، " وجميل بن مَعْمَر "، و" العبّاس بن الأحنف ".
ومن عيون شعره في الغزل تلك القصيدة الرائعة الخالدة التي كتبها بعد فراره من سجنه بقرطبة إلى " إشبيلية "، ولكن قلبه جذبه إلى محبوبته بقرطبة فأرسل إليها بتلك الدرة الفريدة ( النونية ) التي يقول في مطلعها :
أضحى التنائي بديلا من تدانينا
= وناب عن طيب لقيانا تجافينا
الوصف عند ابن زيدون :
انطبع شعر " ابن زيدون " بالجمال والدقة وانعكست آثار الطبيعة الخلابة في شعره ، فجاء وصفه للطبيعة ينضح بالخيال ، ويفيض بالعاطفة المشبوبة والمشاعر الجياشة ، وامتزج سحر الطبيعة بلوعة الحب وذكريات الهوى ، فكان وصفه مزيجًا عبقريًا من الصور الجميلة والمشاعر الدافقة ، ومن ذلك قوله :
إني ذكرتك بالزهراء مشتاقًا
= والأفق طلق ، ومرأى الأرض قد راقا
وللنسيم اعتلال في أصائله
= كأنه رق لي فاعتل إشفاقًا
والروض عن مائة الفضي مبتسم
= كما شققت عن اللبات أطواقًا
نلهو بما يستميل العين من زهر
= جال الندى فيه حتى مال أعناقًا
كأنه أعينه ـ إذ عاينت أرقي ـ
= بكت لما بي ، فجال الدمع رقراقا
ورد تألق في ضاحي منابته
= فازداد منه الضحى في العين إشراقًا
سرى ينافحه نيلوفر عبق
= وسنان نبه منه الصبح أحداقًا
الإخوانيات الشعرية عند ابن زيدون :
كان " ابن زيدون " شاعرًا أصيلا متمكنا في شتى ضروب الشعر ومختلف أغراضه ، وكان شعره يتميز بالصدق والحرارة والبعد عن التكلف ، كما كان يميل إلى التجديد في المعاني ، وابتكار الصور الجديدة ، والاعتماد على الخيال المجنح ؛ ولذا فقد حظي فن الإخوانيات عنده بنصيب وافر من هذا التجديد وتلك العاطفة ، ومن ذلك مناجاته الرقيقة لصديقه الوفي " أبي القاسم ":
يا أبا القاسم الذي كان ردائي
= وظهيري من الزمان وذخري
هل لخالي زماننا من رجوع
= أم لماضي زماننا من مكرِّ ؟
أين أيامنا ؟ وأين ليال
= كرياض لبسن أفاق زهر ؟
الفنون النثرية عند ابن زيدون :
اتسم النثر عند " ابن زيدون " بجمال الصياغة ، وكثرة الصور والأخيلة ، والاعتماد على الموسيقا ، ودقة انتقاء الألفاظ حتى أشبه نثره شعره في صياغته وموسيقاه ، وقد وصف " ابن بسام " رسائله بأنها " بالنظم الخطير أشبه منها بالمنثور ".
وبالرغم من جودة نثر " ابن زيدون " فإنه لم يصل إلينا من آثاره النثرية إلا بعض رسائله الأدبية ، ومنها : الرسالة الهزلية : التي كتبها على لسان " ولادة بنت المستكفي " إلى " ابن عبدوس " وقد حمل عليه فيها ، وأوجعه سخرية وتهكمًا ، وتتسم هذه الرسالة بالنقد اللاذع والسخرية المريرة ، وتعتمد على الأسلوب التهكمي المثير للضحك ، كما تحمل عاطفة قوية عنيفة من المشاعر المتبانية : من الغيرة والبغض والحب ، والحقد ، وتدل على عمق ثقافة " ابن زيدون " وسعة اطلاعه .
وقد شرحها " جمال الدين بن نباتة المصري " في كتابه : " سرح العيون "، كما شرحها " محمد بن البنا المصري " في كتابه : " العيون ".
الرسالة الجدية : وقد كتبها الشاعر في سجنه في أخريات أيامه ، يستعطف فيها الأمير " أبا الحزم " ويستدر عفوه ورحمته ، وهي أيضًا تشتمل على الكثير من الاقتباسات والأحداث والأسماء .
ومع أن الغرض من رسالته كان استعطاف الأمير إلا أن شخصية " ابن زيدون " القوية المتعالية تغلب عليه ، فإذا به يدلّ على الأمير بما يشبه المنّ عليه ، ويأخذه العتب مبلغ الشطط فيهدد الأمير باللجوء إلى خصومه .
ولكن الرسالة ـ مع ذلك ـ تنبض بالعاطفة القوية وتحرك المشاعر في القلوب ، وتثير الأشجان في النفوس .
وقد شرحها " صلاح الدين الصفدي " في كتابه : " تمام المتون "، و" عبد القادر البغدادي " في كتابه : " مختصر تمام المتون ".
بالإضافة إلى هاتين الرسالتين فهناك رسالة الاستعطاف التي كتبها الشاعر بعد فراره من سجنه وعودته من " إشبيلية " إلى " قرطبة " مستخفيًا ينشد الأمان ، ويستشفع بأستاذه " أبي بكر مسلم بن أحمد " عند الأمير .
وهذه الرسالة تعد أقوى رسائل " ابن زيدون " جميعًا من الناحية الفنية ، وتمثل نضجًا ملحوظًا وخبرة كبيرة ودراية فائقة بأساليب الكتابة ، وبراعة وإتقان في مجال الكتابة النثرية .
ولابن زيدون كتاب في تاريخ بني أمية سماه " التبيين " وقد ضاع الكتاب ، ولم تبق منه إلا مقطوعتان ، حفظهما لنا " المقري " في كتابه الكبير : " نفح الطيب في غصن الأندلس الرطيب ". منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
|