ومن سير بني قشير قصة الصمة ولقد اوردنا لها رواية, الا ان الاصفهاني اوردها بطريقته مع سرد القصيدة
أن الصمة خطب ابنة عمه هذه إلى أبيها فقال له: لا أزوجكها إلا على كذا وكذا من الإبل، فذهب إلى أبيه فأعلمه بذلك وشكا إليه ما يجد بها فساق الإبل عنه إلى أخيه فلما جاء بها عدها عمه فوجدها تنقص بعيراً، فقال: لا آخذها إلا كاملة، فغضب أبوه وحلف لا يزيده على ما جاء به شيئاً. ورجع إلى الصمة، فقال له: ما وراءك. فأخبره، فقال: تالله ما رأيت قط ألأم منكما جميعاة وإني لألأم منكما إن أقمت بينكما ثم ركب ناقته ورحل إلى ثغر من الثغور، فأقام به حتى مات. وقال في ذلك:
أمن ذكر دار بالرقاشين أصبـحـتبها **عاصفات الصيف بدءأ ورجعـا
حننت إلى ريا ونفسـك بـاعـدت** مزارك من ريا وشعباكما مـعـا
فما حسن أن تأتي الأمـر طـائعـا **وتجزع أن داعي الصبابة أسمعـا
كأنك لم نـشـهـد وداع مـفـارق** ولم ترشعبي صاحبين تقـطـعـا
بكت عيني اليسرى فلما زجرتـهـا** عن الجهل بعد الحلم أسبلتا مـعـا
تحمل أهلي من قـنـين وغـادروا** به أهل ليلى حين جيد وأمـرعـا
ألا يا خليلـي الـلـذين تـواصـيا** بلومي إلا أن أطـيع وأسـمـعـا
قفا إنه لا بد مـن رجـع نـظـرة** يمانية شتى بها الـقـوم أو مـعـا
لمغتصب قد عزه الـقـوم أمـره** حياء يكف الدمع أن يتـطـلـعـا
تبرض عينيه الصـبـابة كـلـمـا دنا** الليل أو أوفى من الأرض ميفعا
فليست عشيات الحمـى بـرواجـع** إليك ولكن خل عينـيك تـدمـعـا
قل لأسماء أنـجـزي الـمـيعـادا** وانظري أن تـزودي مـنـك زادا
إن تكوني حللت ربعاً مـن الـشـأ** م وجـاورت حـمـيراً أومـرادا
أوتناءت بك النـوى فـلـقـد قـد** ت فؤادي لـحـينـه فـانـقـادا
ذاك أني علقت منـك جـوى الـحـ** ب ولـيداً فـزدت سـنـاً فـزادا