بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : إليكم بحث قصير قيم قام بإعداده أحد الإخوة حول ديار قبيلة سبيع بت عامر الغلباء في النصوص القديمة الدالة عليها, أرجوا أن ينال إستحسانكم : جاء في قصيدة النابغة الجعدي ذكر لمواضع مشهورة في وديان سبيع حيث قال :-
أقامت به البردين ثم تذكرت = منازلها بين الدخول فجرثم
ومسكنها بين العزوب إلى اللوى= إلى شعب ترعى بهن فعيهم
ليالي تصطاد الرجال بفاحم = وأبيض كالأغريض لم يتثلم
فأبلغ عقالا أن غاية داحس = بكفيك فاستأخر لها أو تقـدم
تجير علينا وائلا في دمائنا = كأنك عما ناب أشياعنا عـم
قلت الدخـول : ويقع شرق عرق سبيع ( المعروف قديما برملة بني عبدالله بن كلاب ) والمراد بجرثم هي الجرثمية : وهي قرية ذات نخيل تقع في وادي رنية وفيها بعض بطون سبيع كالروبة من الزكور من سبيع .
واللوى : قرية في وادي رنية وفيها بعض بطون سبيع كالمجامعة من الزكور من سبيع . قال / الهمداني : ترد الدخـول ولها علم يقال له منخر هضبة ثم تقع قي رملة / عبدالله بن كلاب ثم ترد الأخضر بأسفل وادي تربة . قال / ابن جنيدل : الواقع أن هذا التحديد دقيق وصائب, فالدخـول لا تزال معروفة وكذلك هضية منخر, وهما شرق عرق سبيع, والأخضر لا يزال معروفا, وهو في غربي عرق سبيع حيث يتنهي سيل وادي تربة / عالية نجد ج 3 ص 983 .
قال / أبو عمرو الشيباني : كان السبب في قول الجعدي هذه القصيدة أن المنتشر الباهلي خرج فأغار على اليمن ثم رجع مظفرا، فوجد بني جـعـدة قد قتلوا ابنا له يقال له / سيدان وكانت باهلة في بني كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ثم في بني جـعـدة، فلما أن علم ذلك المنتشر واتاه الخبر أغار على بني جـعـدة ثم على بني سبيـــع في وجهه ذلك فقتل منـهم ثلاثة نفر، فلما فعل ذلك تصدعت باهلة فلحقت فرقة منهم يقال لهم بنو وائل بعقال بن خويلد العقيلي ولحقت فرقة أخرى بيزيد بن عمرو بن الصعق الكلابي فأجارهم يزيد وأجار عقال وائلا فلما رأت ذلك بنو جـعـدة أرادوا قتالهم، فقال لهم عقال : لا تقاتلوهم فقد أجرتهم, فأما أحد الثلاثة القتلى منكم فهو بالمقتول, وأما الآخران فعلي عقـلهما، فقالوا : لا نقبل إلا القتال ولا نريد من وائل غيرا ( لا نقبل الدية ) فقال : لا تفعلوا فقد أجرت القوم، فلم يزل بهم حتى قبلوا الدية، وانتقلت وائل إلى قومهم، فقال النابغة في ذلك قصيدته التي ذكر فيها عقالا .
قال / أبو الفرج الأصفهاني : وهذا الشعر يقوله / النابغة الجعدي لعقال بن خويلد العقيلي يحذره مغبة الظلم لما أجار بني وائل بن معن وكانوا قتلوا رجلا من جـعـدة فحذرهم مثل حرب البسوس إن أقاموا على ذلك فيهم ( الأغاني طبعة دار إحياء التراث العربي - بيروت لبنان ط 1 / 1994م 1414 / 1415هــ ج 5 ص 25 ــ 26 ) وقال / ياقوت الحموي في ذكر حرب البسوس : وقد حكى هذه القصة بعينها " النابغة الجعدي يخاطب عقال بن خويلد وقد أجار بني وائل بن معن وكانوا قتلوا رجلا من جـعـدة فحذرهم مثل حرب البسوس وحرب داحس والغبراء فقال في ذلك " وأورد الأبيات ( معجم البلدان : رسم الأحص ) قال المؤرخ / راشد الأحيوي : نلاحظ في النصوص السابقة ما يلي :-
1ــ ذكر / الأصفهاني وياقوت الحموي أن بني وائل بن معن الباهليين قتلوا رجلا من جعدة .
2ــ ذكر / أبو عمرو الشيباني أن القتلى كانوا ثلاثة رجال من بني سبيع .
3ــ ذكر / النابغة الجعدي أن القتلى من بني جعدة ( لاحظ قوله : دمائنا, أشياعنا )
4ــ أدى / عقال بن خويلد دية القتيلين الجعديين أما الجعدي الثالث فهو برجل باهلة .
5ــ ذكر / النهشلي [ ت 403هـ ] أن القتلى من بني جعدة - الممتع في علم الشعر تحقيق د / منجي الكعبي
6ــ ذكر / الشيباني أن قتلة سيدان بن المنتشر الباهلي هم بنو جعدة .
7ــ ذكر / الشيباني أن المنتشر أخذ بثأره من بني سبيع .
8ــ ذكر / الشيباني أن جعدة أرادوا قتال بني وائل بن معن انتقاما لقتلاهم رغم أن / عقال بن خويلد قد أجارهم .
9- روى / المرزباني بسنده إلى أبي الورد الكلابي أنه حكى : قال النابغة لعقال بن خويلد العقيلي وكان أجار بني وائل بن معن بن مالك بن أعصر وكانوا قتلوا رجلاً من بني جعدة وكانوا يطالبونهم بدمه فحذر النابغة عقالاً أن يصيبه في ظلمه ما أصاب كليب وائل في تعديه عليهم، وأن يقع بينهم ما وقع بين عبس وذبيان في حرب داحس والغبراء من الشر فقال :-
أبلغ عقالاً أن غاية داحس
= بكفيك فاستأخر لها أو تقدم
بغية الطلب في تاريخ حلب لابن العديم . قلت : ويؤيد قول الأحيوي حول ما مضى أن الباهلي أغار على بني جـعـدة ثم على بني سبيـــع في وجهه ذلك فقتل منـهم ثلاثة نفر . فبحسب ما تقتضيه اللغة فإن قوله منهم المراد به : من بني سبيع, لأن هم : ضمير والضمير يعود الى أقرب مذكور أي أن القتلى ثلاثة جعديين من فرع بني سبيع وأيضا يعرف هذا عقلا فجعدة قتلت / سيدان بن المنتشر الباهلي فلما علم الباهلي أغار على جعدة وقتل منهم ثلاثة فكيف يمضي ويغير غارة أخرى على بني سبيع ما دام قد تم له الثأر بقتل الجعديين في غارته الأولى !!!
وقد ذكر / الهمداني ما يوحي بوجود صلة قديمة بين بني ثور أحد فروع بني سبيع بن عامر وبين بني جعدة في وادي أكمة بفلج اليمامة مما يؤيد قولنا أن بني ثور من فروع بني عامر بن صعصعة القديمة وليسوا من الرباب، وقد ذكر / الهمداني ( ت 350هـ ) بني ثور في حديثه عن جعدة فقال : ( وحصون بني ثور وحصن بني صهيب بأكمة )، وقال : ( وأكمة لبني عبدالله بن جعدة ) قال المؤرخ / راشد الأحيوي : يتضح مما سبق أن بني سبيع من بني جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وقد انضوت البطون العامرية في نجد تحت مسمى سبيع التي تجمعت تحت لوائها بقايا بني عامر بن صعصعة وصار يقال لهم : بنو سبيع بن عامر وعامر المراد هو عامر بن صعصعة وهذا من باب تغليب الانتساب إلى الجد الأكثر شهرة وكما كان يقال لبني زياد العامريين : أنهم بنو زياد بن عامر وذلك في إحدى المخطوطات القديمة التي يقال : أنها من القرن العاشر قال الشيخ / حمد الجاسر : ( سبيع بضم السين وفتح الباء : سبيع بن عامر ومنازلها أسافل رنية والخرمة وقد نزح قسم كبير منهم إلى نجد وتضرب اليوم دائرة حول الرياض ولها فروع في معظم أقاليم نجد ومدنه كعنيزة وشقراء والافلاج ) مجلة العرب ج 1 و 2 السنة التاسعة رجب وشعبان 1394 هجري وجاء في كنز الأنساب : ( قبيلة سبيع وهم من أهل النجدة والنخوة وتتألف هذه القبيلة من أرومة عدنانية وهم بنو سبيع بن عامر بضم السين المهملة من بني عامر بن صعصعة . منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .