عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 6 )
كلي مشاعر
عضو مميز
رقم العضوية : 1504
تاريخ التسجيل : 12 - 09 - 2004
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : EVERYWHERE
عدد المشاركات : 521 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : كلي مشاعر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : ( ذكريات مجاهد ، واعترافات إنسان ، الحقيقة من الألف إلى الياء ) ؟؟

كُتب : [ 19 - 09 - 2004 ]

(( 5 ))

أشكر الجميع على المتابعة

ركبنا السيارات كما ذكرت سابقاً في حلقة رقم ( 4 ) متجهين نحو معسكرات التدريب في مدينة خوست ، والبعض في مدينة غرديز وافترقنا في الطريق كل حسب وجهته ومعسكره ، فمن في معسكر أبو الحارث ذهب إلى معسكره ومن في الصديق كذلك ومن في جهاد وال ومن في خلدن وو ...

المهم أنني كنت في السيارة المتجهة إلى معسكر الفاروق ، ذلك المعسكر الذي لطالما ضرب به المثل في الشدة والضراوة ومركزية التدريب وصرامة القوانين فيه والالتزام المطلق بأوامر قادته والسمع والطاعة دون مناقشة ...

وبينما نحن في الطريق إلى معسكر الفاروق بدأنا نسلك الطرق الوعرة والجبال الشاهقة وكنا نمر على قرى ومراكز للقبائل ، وكنا نمر على مناظر طبيعية خلابة لا توصف من خضرة وشلالات ومياه تتدفق وجداول رقراقة ، ولم ينم أي أحد منا فوعورة الطريق لم تكن تسمح بنوم هادئ بالإضافة إلى أننا في صندوق السيارة الخلفي ومن جرب كيف يسوق الأفغان لا يلام إذا لم ينم ...

أخذنا من الوقت قرابة الثلاث إلى أربع ساعات لست أذكر في الحقيقة فلربما أقل أو أكثر ، وحينما اقتربنا من المعسكر أشعرنا السائق أن نتجهز فقد شارفنا على الوصول إلى الطريق المؤدي للمعسكر ...

بالطبع وصلنا المعسكر الذي سوف أصوره لكم تصويراً دقيقاً وكأنكم ترونه بأعينكم ..كان المعسكر لحظة الوصول هادئاً لم نبصر أي أحد فيه سوى الحراسات التي على البوابات أو على رؤوس الجبال المحيطة بالمعسكر وتسمى ( التبة ) بتشديد التاء ، قال السائق للحارس هؤلاء شباب جدد فرحب بنا وألقى التحية والسلام ودخلنا، نزلنا في ساحة في وسط المعسكر وفي أيدينا حقائبنا ، ومن ثم قال لنا السائق انتظروا سيأتي قائد المعسكر إليكم ، كان الوصول قرابة الساعة العاشرة والنصف صباحاً تقريباً قبيل الظهر بقليل .. وعرفت سلفاً أن سبب هدوء المعسكر أنه وقت تلقي الدروس الصباحية النظرية والتي يقدمها المدربون كل حسب تخصصه ودورته وسلاحه والتي تبدأ من التاسعة والنصف صباحاً حتى أذان الظهر ، وسوف أتطرق للجدول اليومي في المعسكر بعون الله لاحقاً ...

المهم انتظرنا هذا القائد أبو عبدالرحمن المصري وهو أمير المعسكر ، فأتى وألقى السلام وسأل عن الحال ، ومن ثم سكت لوهلة ينظر فينا نظرة قائد صامت ، ثم بدأ يسأل كل شخص عن مدة مكوثه ، فقلت أنا مدتي مفتوحة والمفتوحة تطلق على ستة أشهر فما فوق ، البعض قال شهرين والبعض قال ثلاثة وو هكذا ، ومعسكر الفاروق لا يقبل أي متدرب مدته أقل من شهرين متتاليين ..

المهم أنه قام بمناداة رجل أسمه أبو عمير وهو باكستاني الجنسية وقال وزع الشباب على الخنادق كي يضعون أمتعهم ومن ثم يعودون إلى الجمع في الساحة ..

الخنادق ليست خنادق قتال بل خنادق سكنى ، عبارة عن غرف محفورة في عمق الأرض كبيرة ولها تهوية من الأعلى كي تكون باردة في الصيف دافئة في الشتاء ..
تم توزيعنا في الخنادق وكان نصيبي في الخندق مع أربعة من شباب الجزيرة العربية كما يسمونها واثنان من تركيا وواحد من مصر واثنان من الجزائر ...

وضعنا أمتعتنا في الخندق ومن ثم عدنا إلى الساحة ، فوجه الأمير أبو عبدالرحمن المصري أبو عمير أن يذهب بنا إلى مبنى إدارة المعسكر ، وهناك فوجئنا أنه يطلب منا التوقيع على تعهد أن لا نخرج من المعسكر إلا بعد إنهاء الدورة الأولية لمدة شهرين ومن ثم الذي يريد أن يستمر في دورات عديدة فله ذلك ، وكان يقصد بالخروج أي من الدورة الأولية ...

بالطبع كلنا سلمنا للأمر الواقع ووقعنا على التعهد ، ومن ثم أعطونا قائمة طويلة بالتوجيهات التي يجب أن نتبعها وهي كثيرة سأختصرها بعون الله وهي : الالتزام بالصلوات الخمس في وقتها ، الالتزام بحلقة القرآن في الفجر حتى الإشراق ، الالتزام بالطابور الصباحي والتمارين الرياضية كل صباح ، الالتزام بحضور الدروس العسكرية في وقتها ، السمع والطاعة للمدربين ، يوم الجمعة هو اليوم الوحيد للراحة والذي يمكن فيها غسيل الملابس والسباحة والزيارات للمعسكرات المجاورة ، عدم إدخال أي نوع من الطعام إلى المعسكر ، النوم بعد صلاة العشاء مباشرة ، الالتزام بجدول الحراسات الليلية ، ووو قائمة طويلة ..

ومن ثم أمر أمير المعسكر بتوجهنا مع أبي عمير إلى مستودع التموين ومن ثم أعطونا بعض الملابس والبطانيات والجزم والبجامات وكل ما يحتاجه المتدرب ..

وقال لنا أبو عمير الآن أذهبوا للراحة فاليوم ليس هناك من تكليف لكم في أي تدريبات أو شيء آخر ويوم غد يبدأ التدريب ، هذا توجيه الأمير ....

بالطبع أذن المؤذن لصلاة الظهر وماشاء الله العدد في المعسكر كله في كل الدورات يفوق المئة والخمسين شخص من أغلب الدول الإسلامية وكان الأقل هم من الخليج العربي والأكثر من مصر والجزائر ...

صلينا الظهر ولا أحد يعرف منا أحد سوى بالكنية وممنوع أن نذكر الأسماء ، فقط أبو فلان من الجزيرة العربية ، كنت مرهقاً حينها وأكابد النعاس والنوم ، وأردت النوم فقال لي أحد الأخوة انتظر الآن الغداء ، قلت لا أريد لعلي آكل أي شيء مؤخراً ، فتبسم وقال أنت جديد لا تعرف الوضع ، كل معنا لأنك لن تذوق طعاماً إلا العشاء بعد صلاة المغرب ، بالطبع انتظرت حتى انتهى الغداء وكنت أحس أنني فعلاً في غربة عجيبة وموقف عصيب فأكاد أكون أصغر القوم بالإضافة إلى أخ سوري يكنى بأبي إسلام السوري ...

أكلت الغداء ويا له من غداء ، فعلاً امتحان صبر وجلد ، رز مخلوط بحليب وسكر مع كوب من الشاي ، وتختلف الوجبات من حين لآخر ولكن السائد هذا بالإضافة إلى الشعيرية والفاصوليا ، وأما اللحم ففي يوم الجمعة فقط أي لمرة واحدة في الأسبوع مع الرز العادي ، بالإضافة إلى قطعة خبز تميس ...

المهم ذهبت إلى الخندق كي أرتاح وكان الوقت وقت راحة حينها فأتى الشباب الذين معي في الخندق وتعرفت عليهم بالكنية طبعاً ، ومن الذين في الجزيرة هم من مكة ثلاثة وواحد من القصيم ، وتعرفت على الإخوان من تركيا والجزائر ومصر
...
خلدت للنوم حتى أذان العصر ... وهكذا مضى اليوم كله في راحة وتجوال في المعسكر كله ... حتى أتى النوم في الليل .. ومن ثم كنت قد عرفت البرنامج ليوم غد ...

سوف أذكر لكم كيف بدأت أول يوم في المعسكر وتتالي الأحداث فيه ....

شكراً لكم جزيلاً .... يتبع ( 6 )


رد مع اقتباس