عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 30 )
الراعي
عضو مميز
رقم العضوية : 13
تاريخ التسجيل : 12 - 04 - 2003
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 797 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 11
قوة الترشيح : الراعي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
كُتب : [ 14 - 06 - 2003 ]

من 216 الى 239
وهنا مضى نفيس للمستشرق الرحالة تشارلز دواتي ، فيذكر فيه أن زامل السليم جعل حملة البنادق من أهل عنيزة وعددهم مائتي رجل ليلة المعركة في مدخل وادي عنيزة ولما طلع الفجر ، أطلقوا النار على سقاة جيش محمد بن فيصل ثم تابعوا إطلاقها على الجيش كله واستطاعوا التقدم إلى مخيم أعدائهم ، وحصلت في أعدائهم مذبحة .
ثم يقول دواني : إن زامل اوقف المذبحة رحمة بإخوانه في الدين ، ثم لم تلبث أن سقطت الأمطار فابطلت نيران فتايل البنادق فاصبحوا عاجزين عن الدفاع بعد أن أصبحت البنادق في أيديهم عديمة الفائدة ، فاضطر رجل عنيزة إلى الانسحاب ، ولكن رجال الخيالة انتصروا عليهم بسيوفهم وكان عددهم يزيد على الألف ، فهلك في أثناء الحرب مائتان من رجال عنيزة .
ودواتي يخالف بذلك ابن عيسى الذي يذكر ان عدد القتلى 400 رجل ، ورحم الله زاملاً فشتان بين موقفه وموقف غيره .
وفي موقعة المطر يقول الشاعر محمد بن حريول مخاطباً الإمام فيصل :
خذ من كلام الله ولا تبغي سواه
وماشين في كل الأوامر للإله
مثل الحنيس الخطف يرهب عن سواه
مير إن والى العرش مدك من سماه
قل له بنا لا يستمع قول اللمنام
هنا اسلام وكل أسامينا اسلام
هذي عنيزة ما تهام ولا تضام
لو المجد تومك تعديت الخيام

وقد انتهت هذه المعركة بالصلح بعد أن أرسل أهل عنيزة زامل السليم ممثلاً منهم إلى عبدالله الفيصل في معسكره .
وفي سنة 1301هـ ولما أراد الإمام عبدالله الفيصل الاستيلاء على بريدة وأخذها من حسن المهنا ، اتفق مع زامل السليم امير عنيزة ، ومصلط بن ربيعان أمير الروضة من عتيبه ، وعسكروا خارج عنيزة ينتظرون قدوم عقاب بن حميد وعمر بانه من برقا ، ليبدأوا من هجومهم على بريدة ، لكن عقاب تأخر عن موعد مجيئة ، وابن رشيد وصل بجنوده من الحاضرة والبادية نصرة لحسن المهنا وعشيرته ، وسعى عبدالله بن عبدالرحمن البسام في إقناع زامل السليم وكبار أهل عنيزة ، وفروا عدم الاشتراك في الحرب ، ولما علم مصلط بن ربيعان بذلك أتى صيوان عبدالله الفيصل وهو ينشد :
ماسايله أنا عن بيرق بالشام
لومك على برقا وابن بسام
عقلت سبلاكم في من يوم
يا شيخنا مالك علينا لوم

سبلا : ابله المشهورة ، وبين الشام : علم ابن رشيد ويقصد بالشام شمال نجد وجمتها : عرب ابن حميد .
وفي سنة 1038هـ كانت وقعة المليداء المشهورة بين أهل القصيم واهل حائل ، وانتهت المعركة بهزيمة اهل القصيم ومقتل الفارس الأمير زامل السليم – رحمه الله .
وفيها يقول حمود بن عبيد الرشيد :
وصار الطمع مناد منهم بالارقاب
وتكسرت عن روسهم عوج الانصاب
اقبل يتهيالك نصيب ومغراب
قبيلة يشبع بها النسر وغراب
جونا وجينا هم سواة الجبال
أول علفهم زامل والعيالي
ياذيب اللي بالجواد المغالي
ترى بالضلفق مثل الرجوم الطوالي

وقد كان الاتفاق بين زامل السليم وحسن المهنا أمير بريدة بدأ سنة 1306هـ بعد طول بقاء وقد حاول أمير حائل محمد بن رشيد أبطاله ، بمراسلته لزامل ، ولكن محاولاته باءت بالفشل ولقد استطاع زامل أن يستغل بغمارة عنيزة ومقاطعاتها ، وذلك أن لاويته على الإمارة صارت في وقت ضعف فيه آل سعود ، ولم يمتد فيه نفوذ آل رشيد ، فاستقل بغمارةالبلاد حتى قتل في معركة المليداء .
أما والده عبدالله فلقد صار اميراً في عنيزة سنة 1257هـ حتى قتل في معركة الفريس بين أهل عنيزة بقيادته وبين عبيد بن رشيد وذلك عام 1261هـ.
وأما جده سليم ، واسمه سليمان ، فهو جد آل سليم كلها من أبنائه الخمسة ، وليس له علاقة بالإمارة ، وإنما كانفلاحاً بسيطاً في عنيزة ، وقد توفي حاجاً
سنة 1246هـ .
وبسبب زامل أصبح لعنيزة هيبة في قلوب القبائل فلقد كان قوي الشخصية حازماً صارماً صارماً ، حين يتطلب الأمر ذلك .
ففي عام 1289هـ تعرضت عنيزة إلى اعتداء على حماها من جانب مصلط ابن ربيعان أمير الروقة من عتيبة ، وضيق على سابلة عنيزة ، فأرسل له زامل سرية من أهل عنيزة ومن بادية مطير – الموالية لعنيزة – فمنهم من نهب إبل مصلط بن سبلا ، فطلب مصلط الأمان من زامل ، فأمنه وأكرمه ، ولما رأى مصلط إبله في عنيزة تساق للذبح قال :
ماهيب عند مصرفة خضر الأرباع
يا ليت سبلا يوم جاها بلاها

يعني أهل القصيم ، وخضر الأرباع : عمله يتعامل بها أهل القصيم .
وفي رجب عام 1295هـ جاء آل عاصم من قحطان رئيسهم حزام بن حشر فنزلوا في الشقيقة والغميس المجاورة لبلده عنيزة ، وهي لأهل عنيزة يرعون فيها إبلهم وأغنامهم ، فأرسل إليه أمير عنيزة أن يذهبوا عن حمى عنيزة والفلاة واسعة ، فأبوا وكان فيهم تجبر وتطاول على أهل القرى ، فاستشار زامل السليم أمير عنيزة فاض البلد الشيخ علي المحمد المراسة ( ت 1304هـ ) ، واستفتاه في جواز قتالهم وأجاز له ذلك .
فخرجت قوة من البلد يوم الأربعاء وانكسر الرمح الذي فيه الراية ، فرجع زامل السليم إلى الشيخ الراشه وقال له : إن الراية انكسرت عند باب البلد ويوم الأربعاء مكروه عند الوبه ، فهل نرجع ونخرج منها الخميس ، فقال الشيخ : خذوا رمماً سالماً وأصلحوا رايتكم واغزوا على بركة الله فإن لا خير إلا خيره ولا طير إلا طيره وليس عند الأيام خبر ، فساروا من حينهم إلى العدو ، وكان في بلد عنيزة رجل يقال له ابن فتنان من قحطان المغزوين ، فأرسل ابنته لتخبر قومه وكانت جميلة ، فلما وصلت إلى نادي آل حشر وأخبرتهم الخبر ، ضحكوا بها وأسمعوها كلمة قبيحة بشعة للغاية ، فيما بينهم في ضحكهم وتهكمهم حتى طلعت عليه جيوش أهل عنيزة ، فقتلوهم قتلة عظيمة أصاب من رؤسائهم آل حشر أحد عشر قتيلاً منهم رئيس حزام بن حشر .
وقد ذكر هذه الموقعة ابن بليهد ، كما ذكرها لوريمر ، وذكر أن بعضاً من قبيلة مطير اشتركوا مع أهل عنيزة ضد قحطان ، كما ذكر أن قوة عنيزة تكونت من 400 من الرجال وعشرين حصاناً ، و200 جمل .


الأشعار المنسوبة لزامل :
ينسب لزامل كثير من الأشعار ، أكثرها حربيات قيلت في حروب عنيزة ، فيها هذه القصيدة ، ذكر ابن خميس أن زامل قالها سنة 1270هـ وذكر غيره أنها قالها بعد موقعة المطر سنة 1279هـ ، وسببها أن أحد رجال قبيلة سبيع قال لزامل بعد كون المطر الذي قتل فيها كثير من أهل عنيزة : هل تظن أن أصحابك تقوم لهم قائمة ؟ فقال زامل هذه الأبيات :
رابح من عليك استعانا
والرفيق الموالي جفانا
لي حصل ما حمانا
دون صرة محامل نسانا
والمنايا تعسكر هذانا
بالفرنجي نطوع عدانا
افرحي والطمع بضد دانا
مرخصين غوالي دمانا
وساعدوهم كبار قصرانا
يالله إنا لوجهك شخنا
كان صلب العرب قد حضبنا
ما علينا خسرنا ربحنا
بالعمار الغوالي سمحنا
يقتبس شرنامي ذبحنا
كان جمع المعادي نظمنا
يا هنوف تخضب بحنا
دون سور المرابيع هنا
بيننا والمصالح شحنا


وتنسب له أيضاً هذه القصيدة ، قالها قاصداً أمير بريدة ابن مهنا :
جايب الصلح يمشي به
بمهمات لوابيه
صاحب المكر ترمي به
واخلفتني تحاسيبه
والفرنجي غاري به
فوق متنه تباهى به
هي شيخ لنا لاخي
جاب علم وله قاضي
يالله اليوم يا كافي
احسب الشيخ لي صافي
ما فقنا لله سياف
دون من قرنها ضافي

له أيضاً هذه الحربية قالها في عمان مخاطباً الإملم فيصل أو ابنه عبد الله :
خير كل الملا تر تجي فضايله
مستجيب للدعا ما نجيب سايله
ممتزين عن رماة تجينا عايله
بامر شيخ قوم قد مضت فعايله
ما ظهر من غبته كود نفسه زايله
والنسا من عقبنا يا مشيري حايله
كلهم يا شيخ يبغى يعدل ما يله
من وقف هم ركزت فصايله
فحمد المعبود يا حمود جياب المطر
يا ورود وازق الدود في هم الصخر
عز قوم نازلين على جال الخطر
عزهم بالدين والنصر وسهوم الظفر
نضرب البر العبر ما نخان من الخطر
من عصا الإسلام ما زمن عنا البحر
ذا الناجمان حول وبه زايد شمر
مع هل العوجا كما السيل لا منه هدر

وله هذه القصيدة تتحدث عن موقعة رواق ، وسبق أن ذكرت بعض أبياتها يقول :
من عظم هم بالضمير أحايله
يذكر جموع بالراخم صايله
دونه منا عير تدور الطايله
للخير اللي نرجي فضايله
يا والي الدنيا تعدل ما يله
ترعد وتبرق بالغضب فمايله
وتنطموهم كاسبين الطايله
بيوم من الشعرى حلول القايله
نروي الدم الحمر سلايله
يوم البطامي من دماهم سايله
وتزبنوا عنا القصور الطايله
رمح الحبردي عن حصانه شايله
رعيب قلب وشاذ أمر هايله
والحمد للي ما نجيب سايله
يكون روس من محله زايله
يا بو ذراع ذقت انامز السهر
وعسان به شريان جاب لي الخبر
يبغون دار دونها ملح القهر
يالله يالمطلوب يا عدل النظر
تعزنا بالكون يا مجرى القدر
سرنا من الفيحا ما مزن ظهر
سرنا بصبيان تماري بالظفر
سرنا وساروا مثل موج البحر
دون المحارم دون جلوات الثمر
انشه نفود رواق يعطيق الخبر
واقفوا معيقين كما صيد نفر
وابن دغيثر طاح عند ربعه ثبر
وابنإبراهيم هرب شوف النظر
وهنا شربنا العز والضد انكسر
وأنا أحمد اللي ما يزلزلنا الندر

وقد رد عليه شاعر من أهل البرة بقصيدة منها :
تنقز على رجل والآخرى عايبه
حكام نجد اهل المرام الصايبه
شفت الخطر واقفيت نفسك طايبه
من بشر بيوم الشمس عنكم غايبه
يا زو يمل وش فيك يا راس القشر
ظهرت عن طاعة مصفين الكدر
من يوم شغت النارترمي بالشرر
بقت العهود وكل غدار عثر

فاجابه زامل بقوله :
يجر حبله والكتب في غاربه
ما دوجت بي في الدروب الخايبه
واحلى من الصافي بشافي شاربه
ونقوم مع طول الزمان بواجبه
وقال الجهاد وقلت ذي ركايبه
يوم اللقا تعجبك في مضاربه
أناور بعي للحرايب داربه
أقفى إلى شفته العقيدة خاربه
وغلى زما العايل دقمنا شاربه
يا راعيالبرة كما الثور الحمر
الرجل تضلع صاحبها ملح القهر
وحنا على الطاعة على طول الدهر
نمشي بطاعة ششيخنا بما أمر
قال الزكاة قلت ذابر حمر
وقالوا توجه وقلت علات النظر
اشمر بجنحان السعد من من شمر
وان طاوع العدوان وأخطار استمر
أضرب على الكايد ولا أهاب الخطر

وله أيضاً هذه القصيدة بعثها إلى الإمام فيصل بن تركي قيل إنه بعثها إليه عقب إخراج أخيه جلوي بن تركي من عنيزة ، وقيل بعد ذلك .
يقول فيها :
الحكم لله ثم له ما أحد عصاه
ومن الغضب رد خطوطي ما قراه
رب السما المعبود فلاق النواه
يا من رجاه الخلق في عالي سماه
وتصلح أحوال الناس والحاكم قداه
بالحكم يا ما به عفا وادرك مناه
والشر مخطن للشرايع مبتداه
سلام يا من سار البلاوي حريب
كزيت مرسولي وعيا يستجيب
رفعت أنا الشكوى لمن هو لي يثيب
يالله ياللي من يسألك ما يخيب
تذهب وشاة السوعنا من قريب
فيثل ملك نجد بتدبير مصيب
مير القدر يمضي ويخطيه الطبيب

وهي طويلة منها :
مع حاكم كل القبائل في سناه
وضدك بركن بلادنا يطمن رحاه
يوم أن نجد تختبط لك بالشعيب
سريت لي جمح الدجا قلبك مريب

وهناك قصيدة مشهورة نسبها مقبل الذكير لزامل السليم ، ومنها :
حارفيها الطبيب وضاعت أطبابه
أنكم قصر عزنا وأننا بابه
وان صفينا كما السكر لشرابه
مسهالين والسم يا نيابه
خبر أهلالقصيم وقل بكم علة
لو تعرفون لو تدرون بالخلة
إن حربنا فحنا للعدو علة
لابني هبة وقطا بصدع لـه

وذكر الشيخ عبد الله بن خميس أنها لمحمد بن عبد الله القاضي ، قالها على لسان عبد الله اليحيى السليم :
وتنسب لزامل قصايد أخرى لا يتسع المجال لذكرها .
وأخيراً بقي أن أقول أن زامل رغم صرامته وقوة شخصيته إلا أنه كان متسامحاً هيناً ليناً ، ففي عام 1281هـ غزا طلال بن رشيد الجوف وعاد منتصراً فرأى الشاعر محمد العبد الله القاضي وهو من أهالي عنيزة ، أن يرسل إليه قصيدة
يهنئه فيها بهذا النصر ، وهي قصيدة طويلة رائعة نقتطف منها هذه الأبيات :
شهم وفي هيلع ووهاب
امداه من حامي وطيس الوغى ذاب
وسلبت حال عداك ياعز الأرقاب
يا طيب من عاداك يوم ولا شاب
ما كان يوخذ زملنا من ورا الباب
صميدع صنديد قرم عنيد
خلاله لو قلبك حجراً حديد
كسبت حكمك ثوب عز جديد
بحرب وضرب شاب منه الوليد
يا ليت حكمك عندنا يالمرشيدي


وقد بلغت هذه القصيدة زاملاً قبل أن يخرج بها الرسول ليوصلها إلى أمير حائل ابن رشيد ، وأثارت حفيظته ، وحق له ذلك ففيها ما يؤلمه ، إلا أنه لم يتهدد ولم يتوعد ولكنه لرجاحة عقله أمر بإحضار الرسول وقابله بلطف ، وطلب منه القصيدة ليقرأها ، فسلمها الرسول له فأخذها زامل وجذ بها بقوة حتى انشقت ، فأبدى أسفه المصطنع على ما بدر منه وقال الرسول من الأفضل أن تنقل القصيدة على ورقة سليمة ، وفعلاً بدأ يملي على كاتبه على سمع من الرسول ، ليكتبها في ورقة جديدة ، فلما وصل إلى البيت الأخير :
" يا ليت حكمك عندنا يالرشيدي ...." أشار إلى أحد رجاله أن يشغل انتباه الرسول وحذف البيت الأخير ، وأدخل بيتاً جديداً من نفس القافية والوزن هذا نصه :
مع مشلح يا أميري ترى مشلحي ذاب يا أمير أنا طالبك مية مجيدي

وأخذ الرسول القصيدة وسلمها إلى أمير حائل الذي استطاع بعد ذلك اكتشاف الخطة في قصة معروفة .
سعد بن حريول :
هو سعد بن حمد بن حريول السبيعي ، الشاعر المعروف المشهور من الأعزة أهل الحاير .
قال عنه شارح ديوانه الشيخ زيد بن فياض :
" لشاعرنا الأديب روح أدبية شعبية ويطمح إلى الأدب وإن كان لم يتعلم القراءة ولا الكتابة ، إلا أن شاعريته الطموحة جعلته يحتل مكانة مرموقة من العلماء والعامة على حد سواء .
ولد الشاعر في قرية الحاير ، ودرج بين أحضان والديه وتلقى عن والده الشهامة والرجولة والمكارم العربية ، ولا غرو فهو عربي من الصميم ، وينتمي والده إلى قبيلة العزة من سبيع المشهورين .
نشأ متنقلاً في البراري والصحاري يتتبع المراعي الخصبة لإبله وغنمه ، وقد كان لرياض الصحراء الجميلة الخلابة أثر فعال على نبوغه وعبقريته وشاعريته ... "
ثم يمضي ابن فياض إلى أن يتطرق إلى مواضيع شعره فيقول :
" وكثيراً ما تنشر له الصحف المملية أنواع ( كذا ؟ ) من قصائده الشهيرة ومع ذلك فإن شاعرنا المحبوب يربا بنفسه عن الهجاء والذم فلا يقول إلا المدح والثناء ، أو يفضل الصمت على ذلك عملاً بالحديث النبوي الشريف : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيراً أو ليصمت " وقل أن تجد هذه الصفة الحميدة في غالب الشعراء .
وأخيراً يقول :
" بقي أن نتعرض لشخصية الشاعر فهو هشوش بشوش محبوب من جميع الطبقات كما قد أسلفنا ، ولا يعرف التملق ولا النفاق ، بل تظهر عليه الصراحة كما نستفيد ذلك من أشعاره " ا.هـ .
هذا ما قاله ابن فياض عن شاعرنا سنة 1374هـ أما الآن وبعد 40 سنة مضت على هذا الكلام ، وبعد عشر سنوات أو أزيد ، انقضت من وفاة الشاعر سعد بن حريول – رحمة الله عليه – فما عساي أن اقول ، وما عسى بناني أن يكتب عن والد صاحبنا ، والد هذا الشهم الكريم .
أما عن شعره فشاعرنا مكثر وأكثر شعره في المديح ، وقديمه في الغزل ، وديوانه المطبوع يضم هذين القسمين ومعهما قسم ثالث هو : " الحربيات " وشعره في الغزل أروع من غيره .
ومن عيون شعره هذه القصيدة ألقاها بين يدي الملك عبد العزيز بعد وفاة الأمير محمد بن عبد الرحمن :
أبيات شعر في ضميري سواه
يا خير كل الخلايق برجواه
يونس بقلبه صالي الحسم يصلاه
من عقب أبو خالد على الكبد عرقاه
رب العباد اللي عطا عبده أغناه
وخبره بدروب حظي ودعواه
لا من قزت عينك من النوم عفناه
يرادانا أنتم يوم كل ورد ماه
مع بيرتك مثل الجمال المثناه
كم من بلاد خربوا زين مبناه
وإلى زما جمع المعادي لطمناه
منطاولة كمر صوايده وعماه
كم شيخ قوم عرض السيف علباه
يثني بطيبه واحد سمع طرباه
يا ويل من هو في الملاقى تولاه
بسم الله الرحمن وأثنيه بفنون
يالله يا منشي من الوسم بمزون
ان ترحم اللي يونس الهم وهزون
اشوى خمس الحظ من دون في دون
وأنا برجواي اللي لهالناس يرجون
واشرح علامي للملك وابدع لمون
وهنا عضدوك يوم طاعن ومطعون
يوم القبائل عند غيرك يحربون
ربعي سبيع إلى مشوا ما يهابون
ودولة هل العوجا على الموت يردون
تحت البيارق سامعين يطيعون
في شف أبو تركي على الكره يحثون
يوم اللقاء يروي شبا كل مسنون
عبد العزيز اللي له الناس يثنون
يضرب بسيف ينطل الراس ومثون

وكان بين شاعرنا وبين نايف بن حميد أحد امراء عتيبة علاقة وطيدة ، فأرسل الآخر للأمل قصيدة يشكو فيها لواعج الغرام وفرقة الأحباب ، يقول :
قد لها عامين ما يدرج نماها
المراجل كلها ضاري علاها
كل دكتور تعومس من دواها
من عرفها ما يحسب مشتراها
والعيون القشر راحت في عناها
يا نديمي فوق حمر مستعدة
عند أخو سالم ترى إيه يسده
يا سعد نبشدك رش طب الموده
بوحديل أشقر على متنه يكده
العهد يا سعد بأطراف جده

فأجابه المترجم :
والذلول اللي لغت عدة خطاها
من عطا شلقة يد يبغى ملاها
جده اللي نجد بالسيف احتماها
وربعه عتيبة تشوق اللي نخاها
والحرار فروخها تطلع سواها
ذي دروب قبلكم كل مشاها
لين كبدك عقبها يبرد ظماها
رح بنايف والحق عيونه هواها
فوق طياره وسابقها قداها
ورها نايف تجدد لـه غلاها
مرحباً بالخط واللي لي يمده
والجواب اللي لنا لازم برده
من شجاع طيب من طيب جده
جده الأول شجاع وشيخ بده
انتم فروخ الحرار المستهده
وكان تنشد مونس للحب ضده
وطبها يا مسندي شوف وشده
وخذت يا سلطان في بيروت مده
لا مشيتوا تقطعون المجر هده
لا لغيتوا اللي كما القرطاس خده


وهذه قصيدة غزلية جميلة للمترجم :
أشوفه عقب فرقا ضامر المرجوف يلافي
يسرق الرجل يرقيها يعالي كل مشرافي
يغرونك بزين الهرج والله يعلم الخافي
ربيع القلب شوفه حيثني للزين ميلافي
عديم الجنس ما له في جميع أجناسه أوصافي
فعيم العود جسم بالتعزل صدروا ردافي
ألا يأمل قلب عقب فرقاً ضامراً السرجون
عقب فرقاً ولهفي صار قلبي بالهوى مشعوف
أنا بنصحك يا قلبي ترى منت بهم مكلوف
أنا ما أبغى النصيحة وارحى الله يطلق المكتوف
أنا ما أسمع ولا أطاوع وحبه قد لجا بالجدف
دقيق العنق مركوز النهد وسط الحشا ملهوف

وهذه قصيدة غزلية أخرى :
شفته ولا أبطيت في شوفه
واليوم في كبدي حفوفة
بالك تعيرين ملقوفة
مانتى على البعد مكلوفة
وانا مع الزين مشعوفة
مترف عايز نوفة
وقرنه إلى حد سرجونه
لطف المشا كامل وصونه
الزين بكماله الوافي
قبله وأنا كنت متعافي
يالعين ما قد جرى كافي
لدي لمن مثلك أطرافي
وريتني زين الأوصافي
غرو غضيض بالاترافي
متغزل صدروا ردافي
اسمه علىلونه الصافي

وأخيراً فقد توفي شاعرنا في 22 / شعبان / 1403هـ عن عمر يناهز التاسعة والستين ، حيث كانت ولادته في سنة 1334هـ في بلدة الحاير ، وخلف أربعة أولاد وعدة بنات ، وأكثرهم يقرض الشعر .
وصاحبنا بندر خالف قومه فلا ينظم إلا الشعر الفصيح ، وذلك لتولعه بالأدب العربي القديم ، وقراءته في أمهات كتبه كالأغاني ، وفقهم الله لما يحبه ويرضاه .


رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي
مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات
الراعي

التعديل الأخير تم بواسطة الجبري ; 29 - 11 - 2003 الساعة 21:20