[خيَّال الغلباء]

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الكريم / باحث في التاريخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : الأنساب توقيفية وابني هتيم الوارد لهم ذكر في أول النص هم أبناء رجل أهتم ساقط الأسنان الأمامية الثنايا وليس من هتيم القبيلة كما أن قبائل هتيم عرب أقحاح يأخذون ويؤخذون ولا يركبون الحمير بل أهل سنان وعنان وكرائم الإبل من الجيش المتفق على أصالته وامتاع السامر كتاب ساقط لا يؤخذ بكل ما جاء به لجهالة المؤلف وهتيم من القبائل العربية العزيزة العريقة والتي ظلم بعضها من قبل الإسلام فأول هتمة في التأريخ في معركة ذي قار واّخر هتمة لمن أوصلوا الحجر الأسود إلى الأحساء مع القرامطة ولم يلزم الحكام هتم بالأشغال الوضيعة بل إن من يركب الحمير ويشتغل بالأشغال الوضيعة هم الصلبة فقط وتسميهم عوارف الجزيرة العربية بمقطعة أذناب الحديد وبأمسح العرقوب لأنهم من أصل غجري من بلاد المجر لا تشبه أرجلهم أرجل العرب وهناك سلم عند القبائل العربية إلى مطلع القرن الحادي عشر ألا وهو أن العربي إذا قتل رجلا وشح بنفسه من القصاص ركب الحمير مع الصلبة لمدة سنة فيهفي ولا يقتل لأنه غير مكافئ للعربي المقتول وهذا ما حدث للشاعر الكبير / راشد الخلاوي فإنه قتل سبعة رجال أرادوا بجارته السوء ولا يمكن أن يفعلها الصلبي فركب الحمير مع الصلبة سبع سنين فحسب هافي ولم يقتص منه والمدقق لشعره يجد أنه كثيرا ما يذكر خلاوي حال لا خلاوي قبيلة لأنه من أرومة عربية عريقة الحسب والنسب وفي تفسير إمتاع السامر إساءة إلى قبائل عريقة وأول من هتم من القبائل العدنانية بني محارب أما بني عامر بن صعصعة فليس فيهم من هتم بل هتمت قبيلة من أبناء عمهم هوازن وقد حكم الإسلام حكما منصفا بقوله تعالى : ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) ويوجد في يومنا هذا قبيلتين أخوة بالنسب لأب وأم أحدهما هتمت والأخرى نسيبه مع العلم أن الهتمان أظفر وأطيب من إخوانهم الذين لم يهتموا ولولا مخافة التجريح باخواني العرب المسلمين لقلت لك بني فلان وبني فلان أما الفهيقات فمع عنزة قيل لهم إنفهقوا عنا فسمي بهذا الاسم وتسميتهم لم تلحق القرن السادس والصلبة في الجزيرة العربية والنور في الشام والغجر في مصر والسودان كلها أسماء لمسمى واحد أما الهتمان فهم عرب أقحاح استنقصتهم العرب لأسباب حدث أولها عام الفيل في معركة ذي قار حيث حشدت العرب على كسرى لما قتل النعمان بن المنذر ملك الحيرة بوشاية العبادي وأراد نساءه التي زبنت حايل وقبيلة طي فأرسلوا لبقية قبائلهم أن من لم يشترك بمال أو رجال أو شوكة سلاح فلن نرفده في الدية ولن نزوجه ولن نتزوج منه فتأخرت جزء من قبيلة عريقة هتموها بعدما انتصروا على كسرى في ذي قار والهتمة الثانية اسلامية لمن دلوا القرامطة موارد المسلمين وسهلوا عملية وصول الحجر الأسود إلى الأحساء . وكتاب إمتاع السامر جمع بين الغث والسمين فلا يؤخذ منه إلا ما تحقق في غيره وبني الخلا بن هاجر بن شريف القحطانية هم أبناء راشد الخلاوي في القرن العاشر فكيف يستقيم إستنتاج صاحب الكتاب وبني كعب وبني كلاب من أفخر العرب العدنانية إسلاما لأنهم لم يحاربوا مع هوازن في حنين وقد سال عنهم دريد بن الصمة فقيل له لقد أنجدوا فقال كلمته المذكورة في جميع كتب السير لو أن فيها فخارا أو يوم رفعة ما تركتكم كعبا وكلابا وعليها بنى جرير التميمي بيته عندما قال للراعي النميري :

فغض الطرف إنك من نمير
= فلا كعبا بلغت ولا كلابا

ومن رد الراعي عليه ما ضر السحاب زمع الكلابا ونمير من أعرق قبائل بني عامر ويسمون بحريجة الطعان وهم وإخوانهم الكلابيين أصحاب قلعة كعبر التي أسقطوا منها دولة الحمدانيين التغالبة بالموصول ولإخوانهم دولة بحلب هي دولة / صالح بن مرداس أما الذين هتموا في ذي قار فرباب الشر الكلبية أصحاب النجائب الكلبية وهم من أعرق القبائل العربية إذ فيهم خفارات بلاد الشام وأطراف العراق لأن السماوة تسمى بهم فيقال سماوة بني كلب ورملة عالج رملة بحتر الطائية فيما بعد كانت تسمى بهم فيقال رملة كلب وقد ذكر نعوم شقير بدو سيناء قبائل من الهتمان وليسوا بهتمان وما كان لا يخفى وما يخفى إلا الذي لم يكن . واسلم وسلم والسلام .