عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 2 )
جعد الوبر
وسام التميز
رقم العضوية : 15612
تاريخ التسجيل : 06 - 09 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : المملكة العربية السعودية
عدد المشاركات : 3,068 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 25
قوة الترشيح : جعد الوبر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : إرهاصات مذهبة الكميت ودامغة الهمداني

كُتب : [ 02 - 02 - 2008 ]

ولا فَخْـرٌ لِعَدْنَـانٍ عَلَيْـنَـا
بِمَـا كُنَّـا [لَهُـمْ] بِـهِ مُتْحِفِيْـنَـا

ومَا كُنّا لَهُمْ ، مِنْ غَيْـرِ مَـنٍّ ،
طِـلاَبَ الشُّكْـرِ مِنْهُـمْ ، واهِبِـيْنـا

ونَحْنُ غَدَاةَ بَـدْرٍ قَـدْ تَرَكْنَـا
قَبِيْـلاً فـي القَلِـيْـبِ مُكَبْكَبِيْـنَـا

ويَوْمَ جَمَعْتُمُ الأَحْـزَابَ كَيْمَـا
تَكُـونُـوا لِلْمَدِيْـنَـةِ فَاتِحِـيْـنَـا

فَسَالَ ابْنُ الطُّفَيْلِ وُسُوْقَ تَمْرٍ
يَكُـوْنُ بِهَـا عَلَيْـكُـمْ مُسْتَعِيْـنَـا

فَقُلْنَا : رَامَ ذَاكَ بَنُـو نِـزَارٍ ،
فَمَـا كَـانُـوا عَلَـيْـهِ قَادِرِيْـنَـا

وإِنْ طَلَبُوا القِرَى والبَيْعَ مِنَّا ،
فَـإِنَّـا واهِـبُـونَ ومُطْعِـمُـونَـا

فَلَمَّـا أَنْ أَبَـوا إِلاَّ اعْتِسَافًـا
وأَضْـحَـوا بِـالإِتَـاوَةِ طَامِعِيْـنَـا

فَلَيْنَا هَامَهُـمْ بِالبِيْـضِ ، إِنَّـا
كَـذَلِـكَ لِلْجَمَـاجِـمِ مُفْتَـلُـونَـا

وذَاكَ المُوْعِدُ الهَـادِيْ بِخَيْـلٍ
وفِتْـيَـانٍ عَلَيْـهَـا عَامِـرِيْـنَـا

فَقَالَ المُصْطَفَى : يَكْفِيْهِ رَبِّـيْ
وأَبْـنَـاءٌ لِقَيْـلَـةَ حَـاضِـرُونَـا

ومَا إِنْ قَالَ : تَكْفِيْـهِ قُرَيْـشٌ ،
ولاَ أَخَـوَاتُـهَـا المُتَمَـضِّـرُونَـا

وأَفْنَيْنَـا قُرَيْظَـةَ إِذْ أَخَـلُّـوا
وأَجْلَيْـنَـا النَّضِـيْـرَ مُطَرَّدِيْـنَـا

وسِرْنَا نَحْوَ مَكَّةَ يَـوْمَ سِرْنَـا
بِصِـيْـدٍ دَارِعِـيْـنَ وحَاسِرِيْـنَـا

فَأَقْحَمْنَا اللِّـوَاءَ بِكَـفِّ لَيْـثٍ
فَقَـالَ ضِرَارُكُـمْ مَــا تَعْرِفُـونَـا

فَآثَرَنَـا النَّبِـيُّ بِكُـلِّ فَخْـرٍ ،
وسَمَّـانَـا إلَـهِـي المُؤْثِـرِيْـنَـا

وحَانَ بِنَا مُسَيْلِمَـةُ الحَنِيْفِـيْيُ ،
إِذْ سِرْنَـا إِلَـيْـهِ مُوْفِضِيْـنَـا

وزَارَ الأَسْودَ العَنْسِـيَّ قَيْـسٌ
بِجَمْـعٍ مِـنْ غُطَيْـفٍ مُرْدِفِيْـنَـا

فَعَمَّمَ رَأَسَـهُ بِذُبَـابِ عَضْـبٍ
فَطَـارَ القَحْـفُ يَسْمَعُـهُ حَنِيـنَـا

وهَلْ غَيرُ ابْنِ مَكْشَوحٍ هُمَـامٌ
نَكُـونُ بِـهِ مِــنَ المُتَمَرِّسِيْـنَـا

وطَارَ طُلَيْحَـةُ الأَسَـدِيُّ لَمَّـا
رآنَــا لِلـصَّـوَارِمِ مُصْلِتِـيْـنَـا

ونَحْنُ الفَاتِحُونَ لأَرْضِ كِسْرَى
وأَرْضِ الشَّـامِ غَـيْـرَ مُدَافَعِيْـنَـا

وأَرْضِ القَيْرَوَانِ إلى فِرَنْجَـا
إِلَـى السُّـوْسِ القَصِـيِّ مُغَرِّبِيْنَـا

وجَرْبِيَّ البِـلادِ فَقَـدْ فَتَحْنَـا
وسِرْنَـا فـي البِـلادِ مُشَرِّقِيْـنَـا

كَأَنَّـا نَبْتَغِـيْ مِمَّـا وَغَلْـنَـا
ورَاءَ الصِّيْنِ ، في الشَّرْقِيِّ ، صِيْنَـا

وغَادَرْنَـا جَبَابِرَهَـا جَمِيْعًـا
هُمُـوْدًا فـي الثَّـرَى ، ومُصَفَّدِيْنَـا

وتَابِعَهُـمْ يُـؤَدِّيْ كُـلَّ عَـامٍ
إِلَيْكُـمْ مَـا فَرَضَـنَـا مُذْعِنِيْـنَـا

وآزَرْنَـا أَبَـا حَسَـنٍ عَلِيًّـا
عَلَـى المُـرَّاقِ بَـعْـدَ النَّاكِثِيْـنَـا

وصَارَ إِلَى العِرَاقِ بِنَا ، فَسِرْنَا
كَمِثْـلِ السَّيْـلِ نَحْطِـمُ مَـا لَقِيْنَـا

عَلَيْنَا اللأْمُ لَيْسَ يَبِيْـنُ مِنَّـا
بِهَـا غَيْـرُ العُـيُـونِ لِنَاظِرِيْـنَـا

فأَرْخَصْنَا الجَمَاجِمَ يَـوْمَ ذَاكُـمْ
ومَــا كُـنَّـا لَـهُـنَّ بِمُثْمِنِيْـنَـا

وأَجْحَفْنَا بِضَبَّـةَ يَـوْمَ صُلْنَـا
فَصَـارُوا مِـنْ أَقَـلِّ الخِنْدِفِيْـنَـا

وطَايَرْنَا الأَكُفَّ عَلَـى خِطَـامٍ
فَـمَـا شَبَّهْتُـهَـا إِلاَّ القُلِـيْـنَـا

وعَنَّنَّا الخُيُوْلَ إِلَى ابْـنِ هِنْـدٍ
نُطَـالِـبُ نَفْـسَـهُ أَوْ أَنْ يَدِيْـنَـا

وظَلْنَا نَفْتِـلُ الزَّنْدَيْـنِ حَتَّـى
[أَ]طَـارَا ضَـرْمَـةً لِلْمُضْرِمِيْـنَـا

لإِعْظَـامِ الجَمِيْـعِ لَـهُ فَلَمَّـا
تَـوَقَّـفَ وَقَّـفُـوا ، لا يَحْرُكُـونَـا

وكُنْتُمْ بَيْنَ عَابِـدِ مَـا هَوِيْتُـمْ
وبَـيْـنَ زَنَــادِقٍ ومُمَجِّسِـيْـنَـا

كَـآلِ زُرَارَةٍ نَكَحُـوا بِجَهْـلٍ
بَنَاتِـهِـمُ ، بِكِـسْـرَى مُقْتَـدِيْـنَـا

ونَبَّوا مِنْهُـمُ أُنْثَـى ، وقَالُـوا :
نَكُـونُ بِهَـا الذُّكُـوْرَةَ مُشْبِهِيـنَـا

وضَارِطُهُمْ فَلَمْ يَخْجَـلْ ، ولَمَّـا
يَـكُـنْ لِنَشِـيْـدِهِ مِالقَاطِعِـيْـنَـا

ولاَ تَنْسَوا طِلاَبَ هُذَيْلَ مِنْكُـمْ
لِتَحْلِـيْـلِ الـزِّنَـا مُسْتَجْهِـدِيْـنَـا

وبَكْرًا يَوْمَ بَالُـوا فـي كِتَـابٍ
أَتَـى مِـنْ عِنْـدِ خَيْـرِ المُنْذِرِيْنَـا

وكَانَتْ عَامِرٌ [بِكِتَـابِ] حَـقٍّ
أَتَــى مِـنْـهُ لِـدَلْـوٍ رَاقِعِيْـنَـا

وعُكْلٌ يَـوْمَ أَشْبَعَهُـمْ فَتَـرُّوا
بِـرِسْـلِ لِـقَـاحِـهِ مُتَغَبِّقِـيْـنَـا

فَكَافَـوْهُ بِـأَنْ قَتَلُـوا رِعَـاهُ
وشَلُّـوْهُـنَّ شَــلاًّ مُسْرِعِـيْـنَـا

ونَحْنُ بِصَالِحٍ ، والجَـدِّ هُـوْدٍ ،
وذِي القَرْنَـيْـنِ ، والمُتَكَهِّفِـيْـنَـا ،

وفَيْصَلِ مُرْسَلِيْ رَبِّيْ ، شُعَيْبٍ ،
وذِيْ الرَّسِّ ابْنِ حَنْظَـلَ ، فَاخِرُونَـا

وبِالسَّعْدَيْنِ سَعْـدٍ ثُـمَّ سَعْـدٍ
وعَمَّـارِ بْـنِ يَـاسِـرَ طَائِلُـوْنَـا

ولُقْمَـانُ الحَكِيْـمُ فَكـانَ مِنَّـا
ومَوْلَى القَـوْمِ فـي عِـدْلِ البَنِيْنَـا

ومِنَّا شِبْـهُ جِبْرِيْـلٍ ، ومِنْكُـمْ
سُرَاقَـةُ شِبْـهُ إِبْلِـيـسٍ يَقِيْـنَـا

بِبَدْرٍ يَوْمَ وَلَّـى لَيْـسَ يُلْـوِيْ
عَلَـى العَقِبَيْـنِ أُوْلَـى النَّاكِصِيْنَـا

ومِنَّا زَيْـدٌ المَشْهُـوْرُ بِاسْـمٍ
مِـنَ التَّنْزِيْـلِ بَـيْـنَ العَالَمِيْـنَـا

ورِدْفُ المُصْطَفَى مِنَّـا ومِنَّـا
فَأَنْـصَـارٌ لَــهُ ومُهَـاجِـرُونـا

ومِنَّا ذُو اليَمِيْنَيْـنِ الخُزَاعِـيْ
وذُو السَّيْفَيْـن خَيْـرُ المُصْلِتِيْـنَـا

ومِنَّا ذُو الشِّمَالَيْـنِ المُحَامِـي
وذُو العَيْنَيْـنِ عُجْـبَ النَّاظِرِيْـنَـا

وذُو التَّمَرَاتِ مِنَّا ، ثُمَّ حُجْـرٌ ،
وخَـبَّـابٌ إمَـــامُ المُوقِنِـيْـنَـا

وذُو الرَّأْيِ الأَصِيْلِ ، وكَانَ مِنَّـا
خُزَيْمَـةُ عِـدْلُ شَفْـعِ الشَّافِعِيْـنَـا

ومِنَّـا أَقْـرَأُ الـقُـرَّا أُبَــيٌّ
ومِـنَّـا بَـعْـدُ رَأْسُ الفَارِضِيْـنَـا

ومِنَّا مَـنْ تَكَلَّـمَ بَعْـدَ مَـوْتٍ
فَأَخْبَـرَ عَـنْ مَصِـيْـرِ المَيِّتِيْـنَـا

وأَوَّلُ مَنْ بِثُلْثِ المَالِ أَوْصَـى
لِيُفْـرَقَ بَعْـدَهُ فــي المُقْتِرِيْـنَـا

ومَنْ أُرِيَ الأَذَانَ ، وكَانَ مِنَّـا
مُعَـاذٌ رَأْسُ رُسْــلِ المُرْسَلِيْـنَـا

ومِنَّا مَنْ رَأَى جِبْرِيْـلَ شَفْعًـا
ومِنَّـا فــي النَّـبِـيِّ الغَائِلُـونَـا

ومِنَّـا مَـنْ أَبَـرَّ اللهُ رَبِّـي
لَـهُ قَسَمًـا ، وقَــلَّ المُقْسِمُـونَـا

ومَنْ بَسَـطَ النَّبِـيُّ لَـهُ رِدَاءً
وأَوْصَـاكُـمْ بِـــهِ لِلسَّيِّـدِيْـنَـا

ومِنَّا ذُو المُخَيْصِرَةِ بْنُ غُنْـمٍ
ومِـنَّـا لِلْـقُـرَانِ الحَافِـظُـونَـا

ومِنَّا المُكْفَنُـونَ ، وذَاكَ فَخْـرٌ
بِقُمْـصِ المُصْطَفَـى ، إِذْ يُدْفَنُـونَـا

كَصَيْفِيِّ بْنِ سَاعِدَ ، وابْنِ قَيْسٍ
وعَـبْـدِ اللهِ رَأْسِ الخَزْرَجِـيْـنَـا

ومَا ابْنُ أَبِيْ سَلُـوْلٍ ذَا نِفَـاقٍ
فَـإِنْ قُلْتُـمْ : بَلَـى ، فَاسْتَخْبِـرُونَـا

أَلَيْسَ القَوْلُ يُظْهِرُ كُـلَّ سِـرٍّ
لَـهُ كُــلُّ الخَـلاَئِـقِ كَاتِمُـونَـا ؟

ونَحْنُ نَرَاهُ عَاذَ بِمَـا يُصَالِـي
بِجِلْـدِ الهَاشِمِـيِّ ، ولَـنْ يَكُـونَـا

بِغَيْـرِ حَقِيـقَـةٍ إِلاَّ شَقَقْـنَـا
لَكُـمْ عَــنْ قَلْـبِـهِ تَسْتَيْقِنُـونَـا

كَمَا قَدْ قَال أَحْمَدُ لابْـنِ زَيْـدٍ
لِقَتْـلِ فَتًـى مِـنَ المُسْتَشْهِدِيْـنَـا :

فَلَوْلاَ إذْ شَكَكْتَ شَقَقَـتَ عَنْـهُ
فَتَعْـلَـمَ أَنَّــهُ فــي الكَافِريْـنَـا

وفِيْنَا مَسْجِدُ التَّقْـوَى ، وفِيْنَـا
إذَا اسْتَنْجَـيْـتُـمُ المُتَطَـهِّـرُونَـا

ومِنَّا الرَّائِشَـانِ ، وذُو رُعَيْـنٍ
ومَـنْ طَحَـنَ البِـلادَ لأَنْ تَدِيْـنَـا

وقَادَ الخَيْـلَ لِلظُّلُمَـاتِ تَدَمَـى
دَوَابِرُهَـا لِكَـثْـرَةِ مَــا وَجِيْـنَـا

يُطَرِّحْنَ السِّخَـالَ بِكـلُِّ نَشْـزٍ
خِدَاجًـا لَـمْ تُعَـقَّ لِـمَـا لَقِيْـنَـا

طَوَيْنَ الأَرْضَ طُوْلاً بَعْدَ عَرْضٍ
وهُنَّ بِهَـا ، لَعَمْـرُكَ ، قَـدْ طُوِيْنَـا

فَهُنَّ لَوَاحِـقُ الأَقْـرَابِ قُـبٌّكَ
أَمْـثَـالِ الـقِـدَاحِ إذَا حُنِـيْـنَـا

يَطَأنَ عَلَى نُسُـوْرٍ مُفْرَجَـاتٍ
لِلَقْطِ المَـرْوِ مَـا اعْتَلَـتِ الوَجِيْنَـا

فَتُحْسَـبُ لِلتَّوَقُّـمِ مُنْـعَـلاَتٍ
بِأَعْيُنِهِـنَّ مِـمَّـا قَــدْ حَفِيْـنَـا

تَكَادُ إِذا العَضَارِيْـطُ اعْتَلَتْهَـا
يُلاثِمْـنَ الثَّـرَى مِـمَّـا وَنِيْـنَـا

فَدَانَ الخَافِقَانِ لَـهُ ، وأَضْحَـى
مُلُوكُهُـمَـا لَـــهُ مُتَضَائِلِـيْـنَـا

أَبُو حَسَّـانَ أَسْعَـدُ ذُو تَبَـانٍ
وذَلِـكَ مُـفْـرَدٌ عَــدِمَ القَرِيْـنَـا

ومِنَّا الحَبْرُ كَعْـبٌ ، ثُـمَّ مِنَّـا
إِذَا ذُكِــرُوا خِـيَـارُ التَّابِعِـيْـنَـا

أَخُو خَوْلاَنَ ، ثُمَّ أَبُـو سَعِيْـدٍ ،
وثَالِثُـهُـمْ إذَا مَــا يُـذْكَـرُونَـا

فَعَامِرُ ، وابْنُ سِيْرِيْنٍ ، وأَوْسٌ ،
وذاكَ نَـعُـدُّهُ فــي الشَّافِعِـيْـنَـا

وبِابْنِ الثَّامِـرِيِّ إذَا افْتَخَرْنَـا
ظَلَلْـنَـا لِلْـكَـوَاكِـبِ مُعْتَلِـيْـنَـا

ومِنَّـا كُـلُّ ذِيْ ذَرِبٍ خَطِيْـبٍ
ومِـنَّـا الشَّـاعِـرُونَ المُفْلِقُـونَـا

ومِنَّا بَعْـدُ ذَا الكُهَّـانُ جَمْعًـا
وحُـكَّـامُ الـدِّمَــاءِ الأَوَّلُـونَــا

ومِنَّا القَافَةُ المُبْـدُونَ ، مَهْمَـا
بِـهِ شَكِلَـتْ ، عُـرُوقَ النَّاسِبِيْـنَـا

ومِنَّا عَابِرُ الرُّؤْيَـا بِمَـا قَـدْ
تَجِـيءُ بِـهِ ، ومِـنَّـا العَائِفُـونَـا

ومِنَّـا رَاوِيُـو خَبَـرِ البَرايَـا
ومِـنَّـا العَالِـمُـونَ النَّاسِبُـونَـا

ومِنَّا أُسْقُفَـا نَجْـرَانَ كَانَـتْ
بِرَأْيِهِمَـا النَّـصَـارَى يَصْـدُرُونَـا

وتَفْخَـرُ بِالخَلِيْـلِ الأَزْدُ مِنَّـا
وحُـقَّ لَهُـمْ حَكِـيْـمُ المُسْلِمِيْـنَـا

ومِنَّا سِيْبَوِيْـهِ ، وذُو القَضَايَـا
أَخُـو جَـرْمٍ رَئِيْـسُ الحَاسِبِيْـنَـا

ومِنَّا كُلُّ أَرْوَعَ كَابْـنِ مَعْـدِيْ
وزَيْـدِ الخَيْـلِ مُـرْدِي المُعْلِمِيْـنَـا

وفَرْوَةَ ، وابْنِ مَكْشُوحٍ ، وشَرْحٍ
ووَعْـلَـةَ فَــارِسِ المُتَرَسِّبِيْـنَـا

ومُسْهِرَ ، وابْنِ زَحْرٍ ، ثُمَّ عَمْرٍو
وعَـبْـدِ اللهِ سَـيْـفِ اليَثْرِبِيْـنَـا

وسُفْياَنَ بْنِ أَبْرَدَ ، [و]ابْنِ بَحْرٍ
ومِـنَّـا الفِـتْـيَـةُ المُتَهَلِّـبُـونَـا

ومِنْهُمْ مَالِكُو الأَرْبَـاعِ جَمْعًـا
وكَـانُـوا لِلْـخَـوَارِجِ شَاحِكيْـنَـا

ومَا لِلأَشْتَـرِ النَّخَعِـيِّ يَوْمًـا
ولا قَيْـسِ بْـنِ سَعْـدٍ مُشْبِهُـونَـا

ولا كَعَدِيِّ طَيْئٍ ، وابْـنِ قَيْـسٍ
سَعِيْـدِ المَلْـكِ قَـرْمِ الحاشِدِيْـنَـا

وشَيْبَانَ بْنِ عَامِرَ عِدْلِ أَلْـفٍ
ومَـا مِثْـلُ ابْـنِ وَرْقَـا تَنْجُلُونَـا

ومِنَّـا المُتَّلُـوْنَ لِكُـلِّ فَتْـحٍ
ورَائِـبُ صَدْعِـكـمْ والرَّاتِقُـونَـا

وبِالحَسَنِ بْنِ قَحْطَبَةَ افْتِخَارِي
إِذا مَــا تَـذْكُـرُونَ المُطْعِمِيْـنَـا

فَتًى أَمَرَتْ مُلُوكُ الـرُّوْمِ لَمَّـا
رَأَتْـهُ عِـدْلَ نِصْـفِ المُعْرِبِيْـنَـا

بِصُوْرَتِهِ عَلَى بِيَعِ النَّصَـارَى
وتِمْـثَـالاً بِـطُـرْقِ السَّابِلِـيْـنَـا

ومَا مِثْلُ ابْنِ عُلْبَةَ ، وابْنِ كُرْزٍ ،
وعَبْـدِ يَغُـوثَ بَـيْـنَ القاَتِلِيْـنَـا

فَهَذَا مُصْلِـحٌ شِسْعًـا ، وهَـذَا
يَقُـولُ قَصِيـدَةً فــي الجَاذِلِيْـنَـا

وذَاكَ مُؤْمِّرٌ مِـنْ بَعْـدِ قَتْـلٍ
بِأَنَّـهُ لَـمْ يَكُـنْ فـي الجَازِعِيْنَـا

ومَدَّ بِذاكَ ، يُسْرَى بَعْد يُمْنَـى
ولَـمْ يَــكُ لِلْمَنِـيَّـةِ مُسْتَكِيْـنَـا

ومَا كَجَوَادِنَـا فِيْكُـمْ جَـوَادٌ ،
وكَـلاَّ ، لَـيْـسَ فِيْـكُـمْ بَاذِلُـونَـا

وأَيْنَ كَحَاتِـمٍ فِيْكُـمْ ، وكَعْـبٍ ،
وطَلْـحَـةَ لِلْعُـفَـاةِ المُجْتَدِيْـنَـا ؟

وحَسَّانُ بْنُ بَحْدَلَ قَـدْ تَوَلَّـى
خِلافَتَـكُـمْ ، وأَنْـتُـمْ حَاضِـرُونَـا

ومَنْ خِفْتُـمْ غَوَائِلَـهُ عَلَيْهَـا
وكُنْتُـمْ مِـنْـهُ فِيْـهَـا مُوْجَلِيْـنَـا

ومِنَّا مَنْ كَسَرْتُمْ ، يَـوْمَ أَوْدَى
عَلَيْـهِ مِــنْ لِــوَاءٍ ، أَرْبَعِيْـنَـا

ومَنْ سَجَدَتْ لَهُ مِئَتَـا أُلُـوفٍ
وأَعْـتَـقَ أُمَّـــةً يَتَشَـهَّـدُونَـا

ومِنَّا مُدْرِكُ بْنُ أَبِـيْ صَعِيْـرٍ
ومُذْكُـو الحَـرْبِ ثُـمَّ المُخْمِدُونَـا

وقَاتِـلُ صِمَّـةَ الهِنْـدِيِّ مِنَّـا
ومِـنَّـا بَـعْـدَ ذَا المُتَصَعْلِكُـونَـا

كَمِثْلِ الشَّنْفَرَى ، وهُمَـامِ نَهْـدٍ
حَزِيْـمَـةَ أَمْــرَدِ المُتَمَـرَدِّيْـنَـا

ونَدْمَـانُ الفَرَاقِـدِ كَـانَ مِنَّـا
وضَحَّـاكُ بْـنُ عَـدْنَـانٍ أَخُـوْنَـا

ومَنْ خَدَمَتْهُ جِنُّ الأَرْضِ طَوْعًا
ومَـا كَـانُـوا لِخَـلْـقٍ خَادِمِيْـنَـا

وبَادِرُنَا فَلَـمْ نَحْصِـيْ إذَا مَـا
عَـدَدْتُـمْ أَوْ عَـدَدْنَـا المُفْرَدِيْـنَـا

ونَاقِلُنَـا قَـدِ اتُّبِعُـوا لَديْكُـمْ
وكَانُـوا خَلْـفَ قَوْمِـيْ تَابِعِيْـنَـا

وفِيْنَا ضِعْفُ مَا قُلْنَـا ، ولَكِـنْ
قَصَرْنَـا ؛ إِذْ يُـعَـابُ المُسْهِبُـونَـا

ولَكِنِّـيْ كَوَيْـتُ قُلُـوْبَ قَـوْمٍ
فَظَـلُّـوا بِالمَنَـاخِـرِ رَاغِمِـيْـنَـا

يَعَضُّونَ الأَنَامِلَ مِـنْ خَـزَاءٍ
ومَـاذَاكُـمْ بِشَـافِـي النَّادِمِـيْـنَـا

فَلاَ فَرَجَ الإِلَـهُ هُمُـوْمَ قَـوْمٍ
بِقُبْـحِ القَـوْلِ كَـانُـوا مُبْتَدِيْـنَـا

هُمُ وَلَجُوا إِلَى قَحْطَـانَ نَهْجًـا
فَصَادَفَهُـمْ بِـهِ مَــا يَحْـذَرُوْنَـا

وقَدْ شَيَّدْتُ فَخْرًا فـي قَبِيْلِـيْ
يُقِيْـمُ مُخَـلَّـدًا فــي الخَالِدِيْـنَـا

فَمَنْ ذَا يَضْطَلِعْ بَعْـدِيْ بِهَـدْمٍ
فَيَهْـدِمَـهُ بِــإِذْنِ الشَّائِـدِيْـنَـا

فَهَدْمُ الشَّيْءِ أَيْسَرُ ، غَيْرَ كِذْبٍ ،
مِـنَ البُنْيَـانِ عِـنْـدَ الهَادِمِيْـنَـا

ولَوْ أَنِّيْ أَشَـاءُ لَقُلْـتُ بَيْتًـا
تَكَـادُ لَـهُ الحِـجَـارَةُ أَنْ تَلِيْـنَـا

ولَكِنِّـي لِرَحْمَتِهِـمْ عَلَيْـهِـمْ
بِتَزْكِـيَـةٍ مِــنَ المُتَصَدِّقِـيْـنَـا

فَكَمْ حِلْـمٍ أَفَـادَ المَـرْءَ عِـزًّا
ومِـنْ جَهْـلٍ أَفَـادَ المَـرْءَ هُوْنَـا

وحَسْبُكَ أَنَّ جَهْلَ المَرْءِ يُضْحِيْ
عَلَـيْـهِ لِلْـعِـدَاءِ لَــهُ مُعِيْـنَـا

ولو رأيتم شرح الدامغة وتمعنتم فيه لشاعرها لسان اليمن / أبو الحسن الهمداني رحمه الله أو ابنه على خلاف في ذلك لرايتم العجب العجاب من علم أيام العرب والتاريخ والبلدان واللغة ومما يخالف الأرجح أنه نسب فيها قبيلة غطفان القيسية المضرية النزارية المعدية العدنانية إلى قبيلة قحطان اليمانية ولا دليل على ذلك إلا سكناهم تهامة وغير ذلك الكثير من الأخطاء والإجتهادات الواهية ومن أهمها نفي النفاق عن / عبدالله بن أبي بن سلول عليه من الله ما يستحق والهمداني رحمه الله وعفا عنه وغفر ذنبه خالف بذلك صريح القران الكريم عصبية لأهل اليمن وقد قال الله تعالى : في سورة المنافقين ( يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ..... الاّية ) والقائل لذلك هو / عبدالله بن أبي بن سلول فجلس له ابنه المؤمن / عبيد الله على باب المدينة ومنعه من دخولها بسيفه بعد مقدمهم من غزوة تبوك إلى أن أذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم بدخولها والعبرة ليست بطول القصيدة أو جمالها وحسنها بل بما جاء فيها من تكلف عكس الأرجح وأخطاء وعصبية منهي عنها بصريح الشرع دعوها فانها منتنة . وليس في قول لسان اليمن أبو الحسن الهمداني رحمه الله وغفر ذنبه :

وكل مؤلف فيكم ولما
= يكن في اليعربين مؤلفينا

هجاء كما اجتهد بعض الأخوة بل هو مدح بما يشبه الذم وإن كان المؤلفون منا فذلك لأنهم أعراب أقحاح كفروا في أمرهم صراحة ولم يضطروا للنفاق مثل أهل المدينة من الأزد قال تعالى : ( ومن أهل المدينة من مردوا على النفاق .... الاّية ) أما أهل اليمن فمنهم أهل الصفة وعلى راسهم عمدة المحدثين أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه وإليكم قصيدة ذات الفروع الشهيرة ( والرد على لسان اليمن أبو الحسن الهمداني رحمه الله ) مفاخر العرب العرباء للشاعر الأمير الناصر / محمد بن الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة الهاشمي العلوي الحسني اليمني رحمه الله تعالى (600هـ-632هـ ) وهي قصيدة عظيمة في القبائل العدنانية والشــاعــر : هو ( الأمير الناصر ) محمد بن ( الإمام المنصور بالله أبو محمد ) عبدالله بن حمزة بن سليمان بن حمزة بن علي بن حمزة بن ( الإمام النفس الزكية ) الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى بن عبدالله بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه . والمولود سنة 600 هـ والمتوفى سنة 632 هـ وله من العمر 32 عاماً ، قام محتسباً ، وكان له من رباطة الجأش وثبات القلب عند منازلة الأقران ، ومجاولة الفرسان ما هو خليق بمثله ، وكان فصيحاً بليغاً مفلقاً ، وأخذ في الدعاء إلى الله والجهاد في سبيله حتى توفاه الله ، بعد أن توسل إلى الله إن كان قد قبل عمله أن يقبض روحه . وهو أحد أئمة اليمن المشهورين . والتمهيد الشرعي المنطقي قبل عرض قصيدة ذات الفروع الشهيرة بمناقب وفضائل وخصائص عرب بني نزار بن معد بن عدنان للشاعر الأمير الناصر محمد بن الإمام المنصور بالله أبو محمد عبدالله بن حمزة الهاشمي الطالبي العلوي الحسني - رحمه الله تعالى - والتي فيها الرد على لسان اليمن الهمداني المتعصب حين فضل قحطان على عدنان وهذا التمهيد اقتباس من بحث الشيخ / أبو همام الاثبجي الدريدي الهلالي حفظه الله الموسوم بـ( الخلافة في القرآن الكريم ) فضل العرب على العجم وفضل عرب عدنان على عرب قحطان ، و مضر الحمراء على سائر العرب والعجم ، وقريش على الثقلين : قال فضيلة الشيخ الداعية ناصر بن سليمان العمر - حفظه الله تعالى - في كتابه ( جزيرة العرب بين التشريف والتكليف ) جزيرة العرب وعلاقتها بفضل العرب .

ســــل المعاني عنــا إننّـــا عــرب
= شعـــارنا المـجـــد يهــوانا ونهــواه

لقد قرر أهل العلم أن العرب هم " رأس الأمة وسابقوها إلى المكارم " (1) فهم " أفضل من العجم " (2) بل " أفضل من غيرهم " (3) بل " أفضل الأمم " (4) قاطبة ، قال شيخ الإسلام : " ولهذا ذكر أبومحمد حرب بن إسماعيل بن خلف الكرماني صاحب الإمام أحمد في وصفه للسنة التي قال فيها : هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها المقتدى بهم فيها : وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق والحجاز والشام وغيرهم عليها ، فمن خالف شيئا من هذه المذاهب ، أو طعن فيها ، أو عاب قائلها ، فهو مبتدع ، خارج عن الجماعة ، زائل عن منهج السنة وسبيل الحق ، وهو مذهب أحمد وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد وعبد الله بن الزبير الحميدي وسعيد بن منصور وغيرهم ممن جالسنا وأخذنا عنهم العلم ، فكان من قولهم أن الإيمان قول وعمل ونية ، وساق كلاما طويلاً إلى أن قال : ونعرف للعرب حقها وفضلها وسابقتها ونحبهم ، لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( حب العرب إيمان وبغضهم نفاق ) ولا نقول بقول الشعوبية وأراذل الموالي ، الذين لا يحبون العرب ، ولا يقرون بفضلهم ، فإن قولهم بدعة وخلاف . ويروون هذا الكلام عن أحمد نفسه ، في رسالة أحمد بن سعيد الأصطخري عنه إن صحت ، وهو قوله وقول عامة أهل العلم " (5) وقال الكرماني أيضاً : " فالعرب أفضل الناس ، وقريش أفضلهم ، هذا مذهب الأئمة وأهل الأثر والسنة ." (6) قال شيخ الإسلام : " (إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة ) الحديث ، وقال الترمذي : هذا حديث صحيح وهذا يقتضي أن إسماعيل وذريته صفوة ولد إبراهيم ، فيقتضي أنهم أفضل من ولد إسحق ، ومعلوم أن ولد إسحق الذين هم بنو إسرائيل أفضل العجم ، لما فيهم من النبوة والكتاب ، فمتى ثبت الفضل على هؤلاء فعلى غيرهم بطريق الأولى " (7) وقال قبلها : " فإن الذي عليه أهل السنة والجماعة : اعتقاد أن جنس العرب أفضل من جنس العجم . وليس فضل العرب ثم قريش ثم بني هاشم بمجرد كون النبي صلى الله عليه وسلم منهم ، وإن كان هذا من الفضل بل هم في أنفسهم أفضل ، وبذلك ثبت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أفضل نفسا ونسبا وإلا لزم الدور " (8)، وقد وضع المصنفون كُتباً وأجزاء في الدليل على فضل العرب فلتراجع (9). وسر تفضيل العرب على من سواهم ، هو ما تميزوا به من خصال حميدة ، وأخلاق نبيلة ، كما قال الحكيم الترمذي : " فالعرب بالأخلاق شرفوا ، وإلاّ فالشجرة واحدة وهو خليل الرحمن " (10) وقال الشيخ بكر : " فالعرب هم حملة شريعة الإسلام إلى سائر المخاطبين بها . لأنهم يومئذ قد امتازوا من بين سائر الأمم باجتماع صفات أربع لم تجتمع في التاريخ لأمة من الأمم ، وتلك هي : جودة الأذهان ، وقوة الحوافظ ، وبساطة الحضارة والتشريع ، والبعد عن الاختلاط ببقية أمم العالم " (11)، كما أنهم " أطوع للخير ، وأقرب للسخاء ، والحلم ، والشجاعة ، والوفاء . أصحاب إباء لا يعرفون التزلف والنفاق وتحمل الاستبداد . ومما تميز به العرب الصدق ، حتى الذين كانوا يحاربون الإسلام ظهر صدقهم في أمور " (12). فيا لله كيف انتكست بعد ذلك الفطر وتغيرت العقول ففتن بعضنا بحضارة غربية قاصرة على جوانب قاصرة فيها ما فيها ، واسْتَبْدَل - يوم اسْتَبْدَل - شرها بمكارم حضارة عريقة .

مولى المكارم يرعاها ويعمرها
= إن المكارم قد قلت مواليها

ولا يخفى على القارئ الكريم أن هذا التفضيل ينبغي أن يراعى عند النظر إليه أمران : الأول : أن النظرة هنا إلى طبائع الشعوب والأجناس مجردة عما تأثرت به من أمور خارجة عنها ، فمن استصلح بالشرع والدين يفضل من سواه ويعلوه بقدر ما قام فيه من دين . ومَن فضّلَ العرب إنما فضلهم لمكارم الأخلاق التي اتصفوا بها ، وجاءت الشرائع بتميمها ، فإذا التزم الناس بالشرائع فلا فضل لعربي على أعجمي إلاّ بالتقوى ، والأصل أن الناس معادن (13). الثاني : أنه وصف عام وعند التفصيل ومقارنة الأفراد يشذ بعضهم ، فقد تجد شخصاً من العجم يفضل بعض العرب في أخلاقه وصفاته ، ولكن عند الإطلاق والتعميم فالعرب أفضل ممن سواهم . و الشاهد من هذا التقرير هو أن البيئة التي يعيش فيها الإنسان ، والأرض التي ينشأ عليها لها صلة وثيقة بأخلاقه وعاداته ، وقد عرفت العرب هذه العلاقة منذ زمن بعيد ، ولهذا كانوا يدفعون أولادهم إلى المراضع " لينشأ الطفل في الأعراب ، فيكون أفصح للسانه وأجلد لجسمه وأجدر أن لا يفارق الهيئة المعدية وقد قال - عليه السلام - لأبي بكر - رضي الله عنه - حين قال له : " ما رأيت أفصح منك يا رسول الله ". فقال : ( وما يمنعني ، وأنا من قريش ، وأرضعت في بني سعد ؟) فهذا ونحوه كان يحملهم على دفع الرضعاء إلى المراضع الأعرابيات . وقد ذُكِر أن عبد الملك بن مروان كان يقول أضر بنا حُب الوليد لأن الوليد كان لحّاناً ، وكان سليمان فصيحاً ; لأن الوليد أقام مع أمه ، وسليمان وغيره من إخوته سكنوا البادية ، فتعربوا ، ثم أدبوا فتأدبوا " (14)، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فرق بين من يتقلب في عيش لين الأعطاف رطب ، وبين آخر تربى في بيئة شديدة وعرة ، فذلل شظف العيش وركب صعبه ، وقد قيل :

إنما الإسلام في الصــحرا امتهد
= ليجــيء كـــل مسلم أســد

فإذا شرف العرب لأخلاقهم وصفاتهم فالبيئة [الجزيرة العربية] هي التي ساعدت في صنع كثير من تلك الأخلاق والخصال التي تميز بها العرب (15)، ولهذا كانت الجزيرة العربية أفضل من غيرها .

وإني وإن فارقت نجـــداً وأهــله
= لمحترق الأحشاء شوقاً إلى نجدِ

أروح على وجدٍ وأغدو على وجدٍ
= وأعشق أخلاقاً خلقن من المجدِ

للعالم الرباني أبو العباس الناشئ في نظم النسب النبوي منها :

وفي مضر يستجمع الفخر كلَّه
:إذا اعتركت يوماً زُحوفُ المقانب

وحل نزار من رياسة أهلــه
:محلا تسامى عن عيون الرواقــب

وكان معد عدة لــوليـــه
:إذا خاف من كيد العدو المحــارب

ومـا زال عدنان إذا عد فضله
:توحد فيه عن قرين وصـــاحب

همو نسل إسماعيل صادق وعده
:فـما بعده في الفخر مسعى لذاهب

وكان خليل الله أكرم من عنت له
:الأرض ما ماش عليها وراكــب

وما فالغ في فضلهِ تلو قومه
: ولا عابر من دُونهم في المراتب

وشالخ وأرفشخشد وسام سمت بهم
:سجايا حمتهم كل زارٍ وعائب

ومازال نوح عند ذي العرش فاضلاً
:يُعَدِّدُ في المصطفين الأطايب

ومازال شيث بالفضائل فاضلاً
:شريفاً برئياً من ذميم المعائب

وكلهم من نور آدم أُقتبسوا
: وعن عُودهِ أجنوا ثِمار المناقب

وكان رسول الله أكرم منجبٍ
:جرى في ظُهُور الطيبِّين المناجب

مُقابلةً آباؤه أُمهاتهِ
: مبرأة من فاضحات المثالبِ

عليه سلام الله في كِّل شارقٍ
:ألاح لنا ضوءاً وفي كل غاربِ

وقيل :

إذا افتخرت قحطان يوماً بسـؤدد
:أتى فخـــرنا أعلى وأســــودا

ملكناهم بدءاً بإسحاق عمـنا
:وكانوا لنا عوناً على الدهــــر وأعبدا

*
وإسحاق وإسماعيل مدا
:معالي الفخر والحسب اللبابا

فوارس فارس وبنونزار
:كلا الفرعين قد كبرا وطابا

انظر كتاب ( جزيرة العرب بين التشريف والتكليف ) للشيخ ناصر بن سليمان العمر - حفظه الله تعالى - وانظر ( البداية والنهاية ) تأليف أبي الفداء الحافظ ابن كثير الدمشقي القرشي المتوفى سنة أورد قصيدةً للعالم الرباني أبو العباس الناشئ في نظم النسب النبوي 774 هـ. صـ 154 .وثقه وقابل مخطوطاته الشيخ علي محمد معوض ، والشيخ عادل أحمد عبد الموجود ، وضع حواشيه الدكتور أحمد وآخرون .( ج /1 ماقبل الهجرة النبوية )، منشورات محمد علي بيضون . دار الكتب العلمية- بيروت – لبنان.( ط/ 2 – 1418 هـ - 1997م ). وانظر ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) تأليف الدكتور جواد علي ، ص 496 الناشر الشريف الرضي ج / 1 ط / 1 . والقول الفصل حول مفاخرة ومنافرة عدنان وقحطان المناظرة للإمام ابن حزم الأندلسي الأموي التي يشيد بها بفضل عدنان على قحطان بدراية ، وإنصاف ، وباستقراء التاريخ لكلا الفريقين بلا حيف ولا إجحاف : *رسالة إنصاف من الإمام علي بن حزم الأندلسي – رحمه الله - إلى أبناء قبائل عدنان وأبناء قبائل قحطان المهاجرة والمستقرة قبل وبعد عصره قال فيها : ( هو أنهم إن فخروا في الملك ، فإن ملك اليمن إنما كان في حمير خاصة . وكان دون التبابعة ملوك في كندة ولخم وغسان فقط. فأما ملوك حمير ، فالتبابعة ، لم يملكوا غير اليمن . وقد ولي اليمن عمال لخلفاء قريش ، ليسوا بأجل عمالهم ، على مخاليفهم فقط. ، وإنما هي أقاليم يليها ( المستطرف في كل فن مُستظرف ) من صـ150-151.شهاب الدين بن أحمد أب الفتح الأبشيهي عمال أمير المؤمنين وكان في كندة ملوك منهم على مخاليفهم ، منهم : أولاد الحارث بن آكل المرار ، ملكتهم قبائل عدنان ؛ ثم رفضوهم . وأما لخم ، فملكوا الحيرة ، وهي مسلحة من مسالح الكوفة ، يملك أمير الكوفة مائة مثلها . وأوما غسان ، فلم يملكوا إلا مخاليف باليمن ؛ ثم البلقاء ، وهي من عمل دمشق ، يملك أمير دمشق عشر أمثالها . وكل هذا لا يقابل به عامل من عمال الخلفاء . وأما الفخر بالدين ، فللأنصار و المهاجرين من قريش ، يفوقنهم في الدين ؛ والكل راجع إلى رسول الله وهو مضري ؛ وسقط فخر كل ملك عند الفخر بملك الخلفاء بعده ، عليه السلام . وافتخار بني عدنان بقريش كفخر اليمانيين بالتبابعة والأنصار ، ولا فرق ، بل قبائل عدنان أقرب أخوة إلى قريش من قبائل اليمن إلى الأنصار وإلى التبابعة ، فلم يبق إلا أن يسقطوا فخر الملك والدين ؛ إذ عمودهما في عدنان ، ويقتصروا فخر أهل الجاهلية فقط ، من الشجاعة والسخاء ، والحكمة ، والرياسة في قومهم ، والأيام المشهورة ، والشعر ؛ ولا مزيد . فإذا كان ذالك ، وجب أن تنظر قبائل هؤلاء بنظرائها من قبائل هؤلاء ؛ فوجدنا القبائل العظام من عدنان ثلاثا ؛ وهم : تميم بن مر ، وعامر بن صعصعة ، وبكر بن وائل ؛ ووجدنا قبائل اليمن العظام ثلاثا أيضا . وهي : الأزد بعد إسقاط الأنصار وملوكهم من كندة ولخم وغسان ، وحمير بعد إسقاط ملوكهم ، ومذحج فتعارض كل قبيلة من هذه قبيلة من تلك . و وجدنا بعد هذه القبائل قبائل ليست بعظم التي ذكرنا ، وهي كنانة ، وأسد ، والرباب ، وضبة ، ومزينة ، وجشم ، ونصر ، وسعد بن بكر ، وثقيف ، ومرة ، وثعلبة بن سعد ، وفزارة ، وعبس ، وسليم ، وعبد القيس ، وتغلب ، والنمر وعنزة ، وإياد . ووجدنا في اليمن ، على أن ، نسلم لهم قضاعة وخزاعة ، على أن نسلم لليمن ، وليسوا منهم : كلب ، وبلقين ، وعاملة ، وجذام ، وجهينة ، وهمدان ، وخشين ، وخولان ، وبجيلة ، وخثعم ، و الأشعر ، وطيئ ، ولخم ، وعذرة ، وضنة ، وبلى ، وجرم ، وكندة . ووجدنا بعد هذه القبائل قبائل دون هذه ، هي : القارة ، وهذيل ، ومازن بن منصور ، والطفاوة ، وغني ، وباهلة ، وفهم ، وعدوان ، وسلول ، وعبدالله بن غطفان ، وأنمار ، وأشجع ، ومحارب ، وعك ، وعنز بن وائل . ووجدنا في اليمن : ألهان ، ومعافر ، وسلامان ، وسليم ، ومهرة ، وتنوخ ، وسبأ ، وحضرموت ، وبهراء ، والسلف . فتعارض كل قبيلة بنظيرها ، يظهر البون حينئذ في كل ما ذكرنا . الأولى : تميم للأزد ، بنو عامر لحمير ، بكر بن وائل لمذحج . الثانية : كنانة لكلب ، أسد لكندة ،الرباب لبلقين ، ضبة لعاملة ، مزينة لجهينة ، جشم بن ( معاوية ) بن بكر لجذام ، نصر بن معاوية لخشين ، سعد بن بكر لضنة ، ثقيف لجرم ، سليم لهمدان ، ثعلبة بن سعد لخثعم ، فزارة لعذرة ، عبس للأشعر ، مرة للخم ، عبد القيس لبجيلة ، النمر لبلى ، عنزة لخولان ، تغلب وإياد لطيئ . الثالثة : غني وباهلة لمعافر ، والقارة وهذيل لألهان ، مازن لسلامان ، الطفاوة وفهم لسليم ، عدوان لمهرة ، سلول للسلف ، عبد الله بن غطفان وأنمار لسبأ ، أشجع لتنوخ ، محارب لبهراء ، عنز وعك لحضرموت ، قريش للأنصار و خزاعة. - ويتابع ابن حزم بيانه - فيعد شجعان كل قبيلة ، وأجوادها ، و حكماؤها ، وشعراؤها ، وأوفياؤها ، ورؤساؤها ، وأيامها ، مع كل ذلك من التي قابلناها بها ، فإنه يلوح البون حينئذ بين الطائفتين ظاهرا ؛ أويجمع جميع أنجاد عدنان وقحطان ، وجميع أجوادهما ، وجميع أوفيائهما ، و حكمائها ، وشعرائهما ، ورؤسائهما ، وأيامها الجاهلية ، ثم ينظر بين الأمرين كما ذكرنا ، وكذالك أيضا في المثالب فإن الأمر يلوح حينذ بلا إشكال ، فضل ويظهر عدنان ظهورا لا خفاء به . وبالله تعالى التوفيق انظر ( جمهرة أنساب العرب ) للإمام علي بن حزم الأندلسي . صـ 487 ،488 ،489 ،490 . وأما في الحقيقة ، فلا فخر إلا بالتقوى ، وما عدا ذلك ، فخطأ : ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) [ الآية 13 من سورة الحجرات] . انتهى كلامه – رحمه الله تعالى ، وغفر له - ) . (المرجع : الخلافة في القرآن الكريم للباحث / عبدالهادي بن أحمد بن عبدالهادي الدُّرَيْدي الأَثبجي)


سبيع ضد (ن) للحريب المعادي = أهل الرماح المرهفات الحدادي
مروين حد مصقلات الهنادي = سقم الحريب وقربهم عز للجار
]مدلهة الغريب - موردة الشريب - مكرمة الضيوف - مروية السيوف
رد مع اقتباس