عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post من قصص إكرام الضيف عند العـــــرب

كُتب : [ 04 - 11 - 2009 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فإن من قصص إكرام الضيف عند العـــــرب ما حدث في شتاء إحدى السنين المجدبة ومع حلول الليل الحالك والظلام الدامس الذي يخيم بأجنحته على الأرض وفي تلك الليلة الشديدة البرودة البرد قارص والرياح الشمالية الباردة تعصف بالمكان كان هناك ركب سائر في الصحراء يقاسي شدة البرد الذي لا يرحم والليل المظلم والجوع الذي أنهك العزم ولم يشدّ انتباه ذلك الركب في تلك الصحراء سوى وميض نار تتقد من مكان بعيد اتجه هذا الركب صوب النار لعله يجد قرى وطعام يسد به الجوع ويستعيد به القوى وعندما اقتربوا وجدوا بيت من الوبر لأعرابي يسكن فيه ( جعد الوبر ) فاستأذنوا فأذن لهم وقابلهم ذلك الأعرابي بالترحيب وأجلسهم حول النار لكي ينعموا بالدفء وهو القرى الذي يستطيع أن يقدمه لهم لأن إبل ذلك الأعرابي كانت عازبة في مكان بعيد وأبناءه وأبناء أخيه يتضمرون جوعاً أمام عينية فلا يوجد لديهم طعام يسدون به رمقهم وما يستطيع أن يقدمه هذا الأعرابي لضيوفه هو الدفء فقط وقد أبدى لهم العذر بخلو البيت من الطعام وعندما سمع الضيوف العذر بكوا مما بهم فلم يملك الأعرابي سواء البكاء من حاله الفقير وعجزه عن إقراء ضيوفه ولكن هذا الأعرابي يموت هو وأولاده وأولاد أخيه ولا يرجع ضيوفه بلا قرى فهل من حيلة يحتالها ذلك الأعرابي !! نعم لقد رأى رواحل ضيوفه ولفت نظره كوماء سمين من بينهن فما كان منه إلا أن أشار وأومأ لإبن أخيه ( حبتر ) أن يعقر راحلة ضيفه ليهيأها طعام لهم فما كان من الفتى حبتر إلا أن انتظى سيفه وعقرها فأقرى ضيوفه وباتوا بأمن من الجوع والبرد وعندما انبلج النور وحل الصباح فإذا بإبل ذلك الأعرابي تحل على بيته فقام بإعطاء ضيفه اثنتين منها يأخذ إحداهن الآن يمتطيها لمكانه الذي يريد والأخرى يأخذها إذا أتى الحيا وقد صور هذا الأعرابي ما حدث له بقصيدة عصماء تناقلتها الركبان هي قوله :-
عجبت من السارين والريح قـرةٍ=إلى ضوء نارٍ بين فـردة والرحـا
إلى ضوء نارٍ يشتوي القد أهلهـا=وقد يكرم الأضياف والقد يشتـوى
فلمـا أتونـا واشتكينـا إليـهـمُ=بكوا وكلا الحيين ممـا بـهِ بكـى
بكى معوزٍ من أن يـلامَ وطـارقٍ=يشد من الجوع الإزارَ على الحشا
فأرسلت عيني هل أرى من سمينةٍ=تدارك فيها نيِّ عامين والصـوى
فأبصرتهـا كومـاء ذات عريكـةٍ=هجانا من اللاتي تمتعـن بالصـوا
فأومـأت إيمـاءً خفيـاً لحبـتـرٍ=ولله عينـا حبتـرٍ أيمـا فـتـى
وقلت له : الصق بأيبـس ساقهـا=فإن يجبر العرقوب لا يرقإ النسـا
فيا عجباً مـن حبتـرٍ إن حبتـراً=مضى غير منكوبٍ ومنصله انتضى
كأني وقد أشبعتهم مـن سنامهـا=جلوت غطاءٍ عن فؤاديَ فانجلـى
فبتنـا وباتـت قدرنـا ذات هـزةٍ=لنا قبل ما فيها شـواء ومصطلـى
وأصبح راعينـا بريمـة عندنـا=بستين أنقتهـا الأسنـة والخـلا
فقلت لرب النـاب : خذهـا ثنيـةً=ونابٍ عليها مثل نابك فـي الحيـا

والقصة حدثت على أحد بني نمير بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بل وشيخهم صاحب الإبل / الراعي النميري أبا جندل، شيخ مضر وشاعرها في عصر الدولة الأموية وكان يلقب بمعتسف الصحراء ويرعى صحراء المروت المسماة قديما حائل وحاليا تبتدء من إنتهاء نفود السر إلى الجله وتبراك وسمي بمعتسف الصحراء لأنه مميزا بين شعراء العرب وله لقبه هذا لم يستحقه غيره ومعناه أنه لم يقلد شاعر قبله فقد ألهمته الإبل والصحراء شعرا جديدا ليس فيه بكاء الأطلال ولا النسيب ولا ما يقوله العرب قبله ورهطه الحارث بن نمير فيهم شرف بني نمير ومن بني الحارث بن نمير : عبدالله بن الحارث، وفيه البيت؛ والشاعر / الراعي النميري، هو / عبيد بن حصين بن جندل بن قطن بن ربيعة بن عبدالله بن الحارث بن نمير؛ فرحم الله الراعي النميري وأسكنه فسيح جناته هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس