[خيَّال الغلباء]

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : إليكم هذا اللغز من ألغاز النحاة والذي عرضه أحد المشائخ رحمه الله وأسكنه فسيح جناته على العديد من الأكاديميين ولم يحيروا جوابا وهو بيت من الشعر قال الشاعر :

لقد طاف عبدالله بالبيت ساعة
= وحج منى الناس الكرام الأفاضل

وعبدالله مثنى لرجلين اسمهم اسمهم عبدالله فعند النطق يلتبس على السامع عبدالله كيف يكون فاعلا ومنصوبا في اّن واحد لأن حذف نون المثنى للإضافة تجعله ينطق بألف التثنية فيظهر وكأنه مفرد منصوب وكذلك يلتبس عليه وحج منى الناس الكرام الأفاضل لأن منى تكون في النطق شبيهة بمن حرف الجر فكيف يكون ما بعدها الناس الكرام الأفاضل مرفوعات وعبدالله فى البيت لم تحذف منها نون المثنى فقط وإنما حذفت منها ألف التثنية أيضا عند نطق البيت ووصل كلمة عبدا بلفظ الجلالة وذلك للتخلص من التقاء الساكنين ( الألف من عبدا واللام الأولى الساكنه من لفظ الجلالة ) ومعلوم أنه إذا التقى ساكنان فى كلمتين وكان الأول منهما حرف مد حذف تخلصاً من التقاء السكنين فتنطق هكذا ( عَبْدَالله ) وإنما يستدل السامع على تثنية الفاعل بفتح دال عبدا لأنه لو كان الفاعل مفرداً لوجب ضمها ( عبدُالله ) ففتحها دليل على تثنية الفاعل ولا يميز هذا إلا من له دراية بالعربية ، أما قوله ( منى الناس ) فإنها حقا تلتبس على السامع ولا يميزها أيضا إلا أهل الدراية والجميل أنها قد تلتبس على القائل نفسه فينطق الناس مجرورةً فيُخْرِجُ لنا هذا اللبس فهما جديدا للبيت فلو قال : ( وحج منَ الناسِ الكرامُ الأفاضلُ ) لكان ذلك مدحاً للحجاج أى أن الحجاج هم الكرام الأفاضل بين عبادالله وفتح الدال في " عبد " قد بين للسامع أن الكلمة مثناه وليست مفردة . أما في قوله تعالى " وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ". فإن ألف التثنية في " قالا " تسقط نطقا لالتقاء ساكنين ، فلا يفهم السامع أن الفعل للمثنى إلا من السياق . هذا وتقبلوا فائق الشكر والإمتنان مقرونا بجزيل المحبة والإحترام مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .