عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 30 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : من أسماء خيل العرب وفرسانها ومرابطها

كُتب : [ 13 - 04 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم


لم تكن الخيول العربية أفضل الخيول في العالم مصادفة ، ولم يكن الجواد العربي الأصيل أثمن الجياد مصادفة أيضاً ، إن ذلك يعود إلى مئات من السنين قضاها العرب يعتنون بخيولهم أشد الإعتناء ، ويهتمون بها اهتمامهم بأنفسهم وبعيالهم ، فنتج عن أيديهم أفضل سلالات العالم من الخيول ، وأصبح الحصان يتضاعف ثمنه عندما ينعت بأنه عربي . وكان الحصان في العصر الجاهلي ، رفيق العربي في حربه ، وصيده ، وتنقله من مكان لآخر ، فعليه يحارب الأعداء ، وينجو بنفسه إذا لم يكن الإنتصار في المعارك حليفه ، وبه يغزو الأعداء ويسبي ، ويشن الغارات ، وبه يصيد الوحوش والحيوانات ، وبه أيضاَ يسابق ويلهو ، وعليه أخيراً لا آخراً يتنقل من مكان إلى آخر مجانبا لذلوله وسط الفيافي الشاسعة .

ولم يكن الحصان بالنسبة للعربي في العصر الجاهلي مجلبة للمنافع ومدرأة للأخطار وحسب ، بل كان له نعم الرفيق والمؤنس في الفيافي الشاسعة ، وكم من مرة ارتبطت حياة كل منهما بحياة الآخر ، فوجدا في معارك أو صحار يموتان فيها معاً أو يعيشان سوية .

من أجل هذا وغيره احتفل العربي بالحصان أيما احتفال ، واعتنى به عناية فوق ما يحسب المرء ، واهتم به اهتماماً لا نظير له عند سائر الشعوب . وكان من مظاهر هذا كله أن العرب كانوا يتسابقون إلى اقتناء الجياد العتيقة التي هي المال عندهم ، لا غيرها أو قُل هي أحسن المال وأثمنه . قال اسماعيل بن عجلان :

ولا مال إلا الخيـل عندي أعده
= وإن كنت من حمر الدنانيـر موسـرا

أقاسمها مالـي وأطعـم فضلها
= عيالي وأرجـو أن أعــان وأوجــرا

إذا لـم يكن عندي جواد رأيتني
= ولو كان عندي كنز قــارون مـعسـرا

وعندما جاء الإسلام برسالته إلى الناس جميعاً والعرب خاصة ، أدرك النبي العربي محمد بثبات بصره ، وحكمة بصيرته ، ما للخيل من أهمية بالغة من نشر الدين الحنيف ، ومقاتلة المشركين أعداء الله ، وأن الفرسان هم الذين يربحون المعارك لا المشاة ، وأن القوم الذين يمتلكون العدد الأكبر من الخيول هم الذين ينتزعون النصر في المعارك ، ولذلك حض كثيراً على ارتباط الخيل في سبيل الله " من كثرت سيئاته ، وقلت حسناته ، فليرتبط فرساً في سبيل الله ، ومن ارتبط خيلاً في سبيل الله ، كان كمن نصر موسى وهارون وقاتل فرعون وهامان ".

وبعد الرسول ظلت كلمته المشهورة : الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ، شعار المسلمين فاقتنوا الخيول ، وتفاخروا بها ، وبأنسابها ، فتسابق الأمراء والخلفاء إلى اقتناء أكبر عدد منها ، وتزويد جيوشهم بها لما لها من فعالية حاسمة في المعارك . ثم ما لبث أن نهض الكتاب يكتبون في أنسابها وصفاتها ومميزاتها وفي مختلف الشؤون المتعلقة بها ، وظهرت الكتب في هذا الموضوع ، منها : " أنساب الخيل " لابن الكلبي ، وكتاب " أسماء الخيل " لابن الأعرابي ، وكتاب " كتاب الخيل " للأصمعي .

وفي أوج النهضة العربية في العصر العباسي ، وإقبال العرب على العلوم ، بمختلف مناحيها ، لم يترك العرب جيادهم مع اقبالهم على الكتب ، بل جمعوا هذه وتلك ، ولسان حال العلماء والشعراء والمثقفين يردد مع المتنبي :

أعز مكان في الدنى سرج سابح
= وخير جليس في الأنام كتاب

وفي العصور التي تلت العصر العباسي ظل للجواد مكانته المرموقة ، وخاصة في الحروب ، وما أكثرها بين العرب والفرنجة من جهة ، وبين العرب فيما بينهم من جهة أخرى . كذلك ظل البدو يعتنون بجيادهم كما كان أسلافهم يعتنون بها .

أما في العصر الحديث ، ومع غزو الحضارة بكل تقنياتها وآلاتها المتطورة للبلدان العربية ، فقد شهدنا ، مع الأسف تراجعاً ملحوظاً في تربية الخيل والإعتناء بها ، وحلت السيارات مكانها في التنقل والألعاب الرياضية المختلفة مكان ألعاب الفروسية ، واقتصر الإهتمام بها على نفر من الفرسان ، والأمراء والذين يرغبون في العودة إلى الجذور حيث الأصالة والفروسية بكل ما فيها من شهامة ومروءة .

وما إعدادنا لهذه الصفحات سوى عودة إلى الأصالة ، وعودة إلى تراثنا العربي الغسلامي الشرقي المليئ بالفروسية ، والبطولة ، والشهامة . وغايتنا الأهم هي لفت الإنتباه إلى الحصان العربي الأصيل ، وإلى مكانته في تراثنا العربي الإسلامي ، وأهميته حتى في عصر التكنولوجيا الذي نعيشه . منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس