[ثفيل السبيعي]

كثيرة هي الضغوط التي تواجه الإنسان نتيجة قبوله لشئ ما وهو لا يريده نتيجة إما إحراج أو مجاملة أو غيرها من الأمور
التي تعترضه في الحياة , ونتيجة لذلك فإنه يدخل في مواقف ضاغطة تؤثر عليه في النهاية بشكل سلبي .


إن الإنسان عندما يقول ( لا ) وتكون في محلها فإنه بذلك يكسب قوة في الشخصية وقدرة على التحكم والسيطرة على مجريات الأمور
لا سيما وأن مجتمعنا يعج بالمجاملات التي طغت على التعاملات الودية وحتى الرسمية في كثير من الأحيان .


قد يكون الرد بكلمة ( لا ) ذو مفعول سلبي على الشخص المتلقي لهذه الكلمة ولكنه سيكون وقتيّا إذا ما قارناه
بكلمة ( نعم ) في غير محلها والتي تكون بمثابة الدين اللي قد يعجز الإنسان بالإيفاء بها .


كتب الأديب الصحفي الكبير مصطفى أمين : " كلمة ( لا ) أغلى كلمة في اللغة العربية , قد تكلف صاحبها حياته , لكنها كلمة
تشعر الإنسان بآدميته ، وتفجر بداخله براكين الغضب ، وتحقق الإنسانية في أوسع معانيها "
هذا ما جاء في روايته المعنونة بـ( لا ) وهي الاسم الأصغر لرواية عربية بلغ عدد صفحاتها الآلاف .


قول كلمة ( لا ) لا يعني عدم اللباقة , صحيح أنك ستحصل على الثناء والمديح والابتسامات بكلمة ( نعم )
بينما لا تحصل إلا على التجهم والعبوس بكلمة ( لا ) إلا أن ذلك لا يقارن بما ستحصل عليه من راحة أنت بحاجة لها من كلمة ( لا )
وتستطيع أن تخفف كثيراً من ذلك العبوس والتجهم بذكر الأسباب التي دعتك لقول ( لا ) بكل وضوح وإصرار على تبرير الموقف.



كلمة ( لا ) لا تعني التمرّد على الأنظمة والقيم ولكنها تعني الكثير من الاعتزاز والكثير من الكرامة إذا أتت في مكانها ووقتها المناسبين .