عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 25 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : قطوف من الفكاهة والبلاغة والحكم والأدب والحكمة

كُتب : [ 10 - 06 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

قد يدفع البخل أهل خراسان البخل إلى أعجب الحيل وأطرفها ، من ذلك ما رواه الجاحظ من أن أناساً من أهل مدينة مرو لا يلبسون خفافهم ( أحذيتهم ) إلا ستة أشهر في السنة فإذا لبسوها في هذه الأشهر الستة يمشون على صدور أقدامهم ثلاثة أشهر وعلى أعقاب أرجلهم ثلاثة أشهر مخافة أن تنقب هذه النعال .

وروى إن رجلاً زار قوماً فأكرموه وطيبوه فجعلوا المسك في شاربه ، فحكته شفته العليا ، فأدخل إصبعه فحكها من باطن الشفة مخافة أن تأخذ إصبعه من المسك شيئاً .

وهنا قصة الشيخ الخراساني الذي كان يأكل في بعض المواضع إذ مر به رجل فسلم عليه فرد الشيخ السلام ثم قال : هلم عافاك الله .

فتوجه الرجل نحوه فلما رآه الشيخ مقبلاً قال له : مكانك … فإن العجلة من عمل الشيطان .

فوقف الرجل ، فقال له الخرساني : ماذا تريد ؟

قال الرجل : أريد أن أتغذى .

قال الشيخ : ولم ذاك ؟ وكيف طمعت في هذا ؟ ومن أباح لك مالي ؟

قال الرجل : أوليس قد دعوتني ؟

قال الشيخ : ويحك ، لو ظننت أنك هكذا أحمق ما رددت عليك السلام .

الأمر هو أن أقول أنا : هلم فتجيب أنت : هنيئاً فيكون كلام بكلام . فأما كلام بفعال وقول بأكل فهذا ليس من الإنصاف .

وقدم بعض التجار مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه حمل من الخمر السود ( الخمر : جمع خمار ، وهو ما تغطى به المرأة وجهها )، فلم يجد لها طالباً ولا شارياً ، فكسدت عليه وضاق صدره ، فقيل له : ما ينفقها لك إلا " مسكين الدرامى " ( هو ربيعة بن عامر ، توفى سنة 89هـ ) وهو من مجيدي الشعر الموصوفين بالظرف والخلاعة . فقصده فوجده قد تزهد وانقطع في المسجد ، فأتاه وقص عليه القصة . فقال : وكيف أعمل وأنا قد تركت الشعر وعكفت على هذه الحال ؟ فقال له التاجر : أنا رجل غريب ، وليس لي بضاعة سوى هذا الحمل ، وتضرع إليه ، فخرج من المسجد وأعاد لباسه الأول وعمل هذه الأبيات وشهرها وهى :

قل للمليحة في الخمار الأسود
= مـــاذا فـعـلت بـنـاسك مـتـعبد

قــد كـان شـمر لـلصلاة ثـيابه
= حـتى قـعدت له بباب المسجد

ردى عـلـيه ثـيـابه وصـلاتـه
= لا تـقـتليه بـحـق ديــن مـحمد

فشاع بين الناس أن " مسكيناً الدرامي " قد رجع إلى ما كان عليه ، وأحب واحدة ذات خمار أسود ، فلم يبق في المدينة ظريفة إلا وطلبت خماراً أسود . فباع التاجر الحمل الذي كان معه بأضعاف ثمنه ، لكثرة رغباتهم فيه ، فلما فرغ منه عاد إلى تعبده وانقطاعه . منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس