عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 28 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post رد: ملاعب الأسنة صاحب المثل : ( عرف بطني بطن تربة )

كُتب : [ 22 - 09 - 2009 ]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاضجم مشاهدة المشاركة
اشكرك اخي الفاضل على الموضوع الشيق والمفيد




سرية بئر معونة

وقد كانت في صفر منها، وأغرب مكحول رحمه الله حيث قال: إنها كانت بعد الخندق.

قال البخاري: حدثنا أبو معمر، حدثنا عبد الوارث، حدثنا عبد العزيز، عن أنس بن مالك قال:

بعث رسول الله سبعين رجلا لحاجة يقال لهم القراء، فعرض لهم حيان من بني سليم رعل وذكوان عند بئر يقال لها بئر معونة، فقال القوم: والله ما إياكم أردنا، وإنما نحن مجتازون في حاجة للنبي فقتلوهم، فدعا النبي عليهم شهرا في صلاة الغداة، وذاك بدء القنوت وما كنا نقنت.

ورواه مسلم من حديث حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس بنحوه.

ثم قال البخاري: حدثنا عبد الأعلى بن حماد، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا سعد، عن قتادة، عن أنس بن مالك أن رعلا وذكوان وعصية وبني لحيان استمدوا رسول الله على عدو، فأمدهم بسبعين من الأنصار كنا نسميهم القراء في زمانهم، كانوا يحتطبون بالنهار، ويصلون بالليل، حتى إذا كانوا ببئر معونة قتلوهم وغدروا بهم، فبلغ النبي فقنت شهرا يدعو في الصبح على أحياء من العرب على رعل وذكوان وعصية وبني لحيان.

قال أنس: فقرأنا فيهم قرأنا، ثم إن ذلك رفع، بلغوا عنا قومنا أنا قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا.

ثم قال البخاري: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا همام، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، حدثني أنس بن مالك أن النبي بعث حراما أخا لأم سليم في سبعين راكبا، وكان رئيس المشركين عامر بن الطفيل، خير رسول الله بين ثلاث خصال فقال:

يكون لك أهل السهل ولي أهل المدر، أو أكون خليفتك، أو أغزوك بأهل غطفان بألف وألف، فطعن عامر في بيت أم فلان فقال: غدة كغدة البكر في بيت امرأة من آل فلان، ائتوني بفرسي فمات على ظهر فرسه، فانطلق حرام أخو أم سليم وهو رجل أعرج، ورجل من بني فلان فقال: كونا قريبا حتى آتيهم، فإن أمنوني كنتم قريبا، وإن قتلوني أتيتم أصحابكم.


وللمعلومية ففي دراسة تاريخية للدكتور والباحث اجمد الدعيج وهي مادة من العيار الثقيل : انه لم يذكر قتل علمر الطفيل في سرية بئر معونه وانما قتلهم بنو سليم منهم رعل وذكوان وعصية . اما عارم فدعا عليه المصطفى ان يكفيه شره ومات على ظهر الفرس..

واما الشهرة التي وصلت الى قيصر عظيم الروم فهي لعامر الطفيل وليس لعمه وهذا هو المشهور

تحياتي وتقديري
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الكريم / الأضجم بعد السلام فإن لك قناعتك ولنا قناعتنا فلا تحاول أن تفرض علينا ما ترى أرشدك الله إلى الصواب ونحن معك وكان الأولى بك أن تحشد الأدلة لقناعاتك والتي لم تتعارض مع أدلة أخرى أقوى منها فقد استدلينا لك بالقراّن الكريم ثم استدليت بالحديث على القراّن وإليك هذا موضوع لأحد الإسلاميين المصريين المتشددين مع ما فيه من الأخطاء إلا أنه أنه لا يخلوا من صواب عله يقنعك إن تمعنت فيه أو تفنده بطريقة علمية مدروسة ولولا ملاعب الأسنة ما عرف / عامر بن الطفيل ولو راجعت كتابتي عن أبي البراء ملاعب الأسنة وعامر بن الطفيل في المنتديات لما استعجلت بالدفاع عن هذا الكافر وأبو طالب سيد مطاع في قومه وقد حمى الرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك أبي الحكم ( أبي جهل ) :-

عامر بن الطفيل :-

جاء القرآن الكريم، ومن أهدافه تربية جيل من الناس وأمة من الأمم لتحمل هذا الدين إلى البشرية كلها تربية توافق الفطرة البشرية وتتواءم مع النفس الإنسانية ولا تحيد قيد أنملة عن الجبلة التي فطر الله الناس عليها .

أسباب نزول الآية :-

قـال تعالى : ( سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار، له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءاً فلا مرد له وما لهم من دونه من وال، هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقال، ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال ) ( سورة الرعد الآيات من : 10 - 13 ) قال بعض رجال التفسير نزلت هذه الآيات في / عامر بن الطفيل و / أربد بن ربيعة ذلك أنهما أقبلا يريدان رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل من أصحابه : يا رسول الله هذا / عامر بن الطفيل قد أقبل نحوك فقال : دعه فإن يرد الله به خيرا يهده فأقبل حتى قام عليه فقال : يا محمد مالي إن أسلمت ؟ قال : لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم قال : تجعل لي الأمر من بعدك قال : لا ليس ذلك إليّ إنما ذلك إلى الله تعالى يجعله حيث يشاء قال : فتجعلني على الوبر وأنت على المدر قال : لا قال : فماذا تجعل لي ؟ قال : أجعل لك أعنة الخيل تغزو عليها قال : أوليس ذلك إليّ اليوم .

وكان أوصى إلى / أربد بن ربيعة إذا رأيتني أكلمه فدر من خلفه واضربه بالسيف، فجعل يخاصم رسول الله ويراجعه، فدار أربد خلف النبي صلى الله عليه وسلم وجعل عامر يومئ إليه فالتفت رسول الله فرأى أربد وما يصنع بسيفه، فقال : اللهم اكفنيهما بما شئت فأرسل الله تعالى على أربد صاعقة فأحرقته وولى عامر هاربا وقال : يا محمد دعوت ربك فقتل أربد والله لأملأنها عليك خيلاً جرداً وفتياناً مرداً فقال رسول الله : يمنعك الله من ذلك .

فنزل عامر بيت امرأة من بني سلول فلما أصبح ضم سلاحه فخرج وهو يقول : واللات والعزى لئن أسحر محمد إلي وصاحبه - يعني ملك الموت - لأنفذهما برمحي فلما رأى الله تعالى ذلك منه أرسل ملكا فلطمه بجناحه فأذراه في التراب وخرجت على ركبتيه غدة عظيمة كغدة البعير، فجاء إلى بيت السلولية وهو يقول : غدة كغدة البعير وموت في بيت السلولية ثم مات على ظهر فرسه، وأنزل الله تعالى فيه هذه القصة .

من هو / عامر بن الطفيل ؟

عامر بن الطفيل رجل غليظ القلب لا يعرف الرحمة فتح عينيه على القتل والسلب وعاش طفولته وشبابه بين الكهوف والمغارات وكانت أولى المعارك التي خاضها معركة ( فيف الريح ) ومن أخبارها أن بني الحارث بن كعب إحدى قبائل نجران كان لها ثارات كثيرة عند بني عامر، وكان بنو عامر في ذلك الوقت يقيمون في مكان يسمى ( فيف الريح ).

فلما عرف / عامر بن الطفيل بمسير القوم أشار على قومه بالمسير وقال : أرجو أن نأخذ غنائمهم ونسبي نساءهم ولا تدعوهم يدخلون عليكم واستمع قومه إليه وأجابوا إلى طلبه وساروا إليهم .

فلما دنوا من بني الحارث تواعدوا على القتال واقتتلوا قتالا شديدا ثلاثة أيام وأوشك بنو عامر أن ينهزموا، ولكن / عامر بن الطفيل سار إلى نمير يستنفرهم على القتال معهم فخرجوا معه فقويت نفوس بني عامر وأخذ يحث القوم على القتال وانتصر بنو عامر وقبل أن تنتهي المعركة تقدم رجل من بني الحارث إلى / عامر بن الطفيل فقال له : يا أبا علي انظر ما صنعت بالقوم انظر إلى رمحي فلما أقبل عليه عامر لينظر إليه فاجأه بالرمح في وجنته فعلقها وفقأ عينه وترك رمحه وعاد إلى قومه .

لكن عامرا لم يمت ولم تؤثر فيه تلك الجراحات بل زادته بغضا على الناس وحقدا عليهم لأنها شوهت خلقته وذهبت بإحدى عينيه وتحول من يومها إلى وحش كاسر واتخذ معه مجموعة من الشباب يحبون الزهو ويفتخرون بجندلة الأبطال ومقارعة الشجعان وأغراه النصر على بني الحارث بن كعب فاتجه مع رجاله إلى بني مُرة بن عوف بن سعد ومعهم قوم من أشجع والتقى بهم في وادي الرقم فاقتتلوا قتالا شديدا وانهزم وفر كما يفر الثعلب وترك خلفه قومه بين قتيل وجريح طعاما للنسور وممن قتل في ذلك اليوم / ربيعة المقترين والد الصحابي الجليل الشاعر / لبيد بن ربيعة رضي الله عنه وأرضاه .

وما أن إلتأمت جراح قومه حتى فكر / عامر بن الطفيل في أن يأخذ بالثأر فجمع جموعه وجهز أسلحته وأوصى قومه وسار يريد غطفان، وفي الطريق إليها التقى بنو عامر ببني عبس وذبيان فأغاروا على أغنامهم وإبلهم فأخذوها وعادوا متوجهين إلى بلادهم فتحولوا من أبطال محاربين إلى لصوص مغيرين .

وعند عودتهم إلى بلادهم اجتمعت عليهم القبائل واقتتل الناس وانهزمت بنو عامر وقتل منهم كثيرون .

إن / عامر بن الطفيل لا يجيد فن الحرب ولا يتحلى بشرف الفارس المحارب، إنه يتقن فقط فن الخداع والمكر ويجيد أخذ الناس على غرة .

قتل الصحابة :-

قدم رجل من بني عامر يقال له أبو براء / عامر بن مالك ملاعب الأسنة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليه الرسول الإسلام ودعاه فلم يسلم وقال للرسول : لو بعثت رجالا من أصحابك إلى أهل نجد تدعوهم إلى أمرك رجوت أن يستجيب لك فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم / المنذر بن عمرو في أربعين رجلا من أصحابه من خيار المسلمين، فساروا حتى نزلوا بئر معونة فلما نزلوا بها بعثوا / حرام بن ملحان بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عدو الله / عامر بن الطفيل، فلما أتاه الكتاب لم ينظر فيه ولم يهتم بما جاء به وتمادى في غيه وجبروته فقتل الرجل مع أن الرسل لا تقتل مهما كان بين القوم من خصومة وخرج مع قبائل بني سليم بعد رفض بنو عامر القتال معه والتقوا بالقوم فأحاطوا بهم في رحالهم فلما رأوهم أخذوا سيوفهم ثم قاتلوهم حتى قتلوا عن آخرهم يرحمهم الله .

وكان خلف القوم / عمرو بن أمية الضمري ورجل من الأنصار من بني عمرو بن عوف فلم ينبئهما بمصاب أصحابهما إلا الطير تحوم على المكان، فذهبوا إلى المكان فإذا القوم في دمائهم وقاتلوا أعداء الله حتى قتل الأنصاري واتخذ / عمرو بن أمية أسيرا فلما أخبرهم أنه من مضر أطلقه / عامر بن الطفيل وجز ناصيته فخرج / عمرو بن أمية حتى إذا كان بمكان يسمى ( القرقرة ) أقبل رجلان من بني عامر حتى نزلا معه في ظل هو فيه وكان مع العامريين عقد مع رسول الله وجوار لم يعلم به / عمرو بن أمية فأمهلهما حتى ناما فقتلهما وهو يرى أنه قد أصاب لهما ثأرا من بني عامر فيما أصابوا من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم .

فلما قدم / عمرو بن أمية على رسول الله فاخبره الخبر قال رسول الله : لقد قتلت قتيلين لأديِّنهما ثم قال : هذا عمل أبي براء قد كنت لهذا كارها متخوفا .

أسلم بنو عامر بعد ذلك ما عدا / عامر بن الطفيل وقال في ذلك : لقد كنت آليت أن لا أنتهي حتى تتبع العرب عقبي أفأنا أتبع عقب هذا الفتى من قريش حتى أعد هو وصاحبه / أربد بن ربيعة العدة لقتل الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت نهايتهما .

والمثل : ( مرعى ولا كالسعدان ) في / عامر بن الطفيل على أحد روايتيه وفيه تفوق فرسان وأقيال بني عبدالمدان بن الديان عليه شهرة والسعدان : هو عشب يزيد بخثورة لبن بهيمة الأنعام وهو من أنجع الأعشاب للإبل والنعم والماشيه عموما ويضرب هذا المثل للشيء الذي يفضل أمثاله ويقال : في أحد الروايتين من قصته : أنه اجتمع / يزيد بن عبدالمدان من بني الحارث بن كعب المذحجية و / عامر بن الطفيل بموسم عكاظ وقدم / أمية بن الأسكر الكناني ومعه ابنة له من أجمل أهل زمانها فخطبها يزيد وعامر فقالت أم كلاب إمرأة أمية بن الأسكر : من هذان الرجلان فقال : هذا / يزيد بن عبدالمدان بن الديان وهذا / عامر بن الطفيل فقالت : أعرف بني الديان ولا أعرف عامرا فقال : هل سمعت بملاعب الأسنة فقالت : نعم قال : فهذا ابن أخيه وأقبل يزيد فقال : يا أمية أنا ابن الديان صاحب الكثيب ورئيس مذحج ومكلم العقاب ومن كان يصوب أصابعه فتنطف دما ويدلك راحتيه فتخرجان ذهبا فقال : أمية بخ بخ فقال عامر : جدي / الأخرم وعمي / ملاعب الأسنة وأبي فارس / قرزل فقال أمية : بخ بخ مرعى ولا كالسعدان فأرسلها مثلا ومعني مرعى ولا كالسعدان : أي أنه المرعى الجيد ولكن ليس في الجودة مثل السعدان والسعدان عشب ينبت في وسم الصيف وهو يفرش في الأرض وله شوك مستدير كمثل الهللة أو زرار المعطف وأظنه ما تسميه العوام الحسك من نباتات الصيف .

وقصة عامر بن الطفيل وأربد بن قيس :-

قال ابن إسحاق وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد بني عامر / عامر بن الطفيل وأربد بن قيس بن جزء بن خالد بن جعفر وجبار بن سلمى بن مالك بن جعفر وكان هؤلاء الثلاثة رؤساء القوم وشياطينهم وقدم عامر بن الطفيل عدو الله، على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يريد الغدر به، وقد قال له قومه : يا عامر إن الناس قد أسلموا فأسلم قال : والله لقد كنت آليت ألا أنتهي حتى تتبع العرب عقبي، أفأنا أتبع عقب هذا الفتى من قريش ؟! ثم قال لأربد : إن قدمنا على الرجل، فإني سأشغل عنك وجهه، فإذا فعلت ذلك فاعله بالسيف فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال / عامر بن الطفيل يا محمد خالني قال : " لا والله حتى تؤمن بالله وحده " قال : يا محمد، خالني قال : وجعل يكلمه وينتظر من أربد ما كان أمره به، فجعل أربد لا يحير شيئا، فلما رأى عامر ما يصنع أربد قال : يا محمد خالني قال : " لا حتى تؤمن بالله وحده لا شريك له " فلما أبى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أما والله لأملأنها عليك خيلا ورجالا فلما ولى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم اكفني عامر بن الطفيل " فلما خرجوا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عامر لأربد : أين ما كنت أمرتك به، والله ما كان على ظهر الأرض رجل أخوف على نفسي منك وأيم الله لا أخافك بعد اليوم أبدا قال : لا أبا لك !! لا تعجل علي والله ما هممت بالذي أمرتني به إلا دخلت بيني وبين الرجل حتى ما أرى غيرك أفأضربك بالسيف ؟! وخرجوا راجعين إلى بلادهم حتى إذا كانوا ببعض الطريق بعث الله عز وجل على / عامر بن الطفيل الطاعون في عنقه فقتله الله في بيت امرأة من بني سلول فجعل يقول : يا بني عامر أغدة كغدة البكر في بيت امرأة من بني سلول ؟! قال / ابن هشام ويقال : أغدة كغدة الإبل وموت في بيت سلولية ؟

وروى الحافظ / البيهقي من طريق / الزبير بن بكار حدثتني / فاطمة بنت عبدالعزيز بن مولة عن أبيها عن جدها مولة بن جميل قال : أتى / عامر بن الطفيل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : " يا عامر أسلم " فقال : أسلم على أن لي الوبر ولك المدر ؟ قال : " لا " ثم قال : " أسلم " فقال : أسلم على أن لي الوبر ولك المدر ؟ قال : " لا " فولى وهو يقول : والله يا محمد لأملأنها عليك خيلا جردا ورجالا مردا ولأربطن بكل نخلة فرسا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم اكفني عامرا وأهد قومه " فخرج حتى إذا كان بظهر المدينة صادف امرأة من قومه يقال لها : سلولية فنزل عن فرسه ونام في بيتها فأخذته غدة في حلقه، فوثب على فرسه وأخذ رمحه وأقبل يجول وهو يقول : غدة كغدة البكر، وموت في بيت سلولية فلم تزل تلك حاله حتى سقط عن فرسه ميتا وذكر الحافظ / أبو عمر بن عبدالبر في " الاستيعاب " في أسماء الصحابة مولة هذا، فقال : هو / مولة بن كثيف الضبابي الكلابي العامري من بني عامر بن صعصعة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن عشرين سنة، فأسلم وعاش في الإسلام مائة سنة، وكان يدعى ذا اللسانين؛ من فصاحته روى عنه ابنه عبدالعزيز وهو الذي روى قصة / عامر بن الطفيل غدة كغدة البعير وموت في بيت سلولية .

قال / الزبير بن بكار حدثتني / ظمياء بنت عبدالعزيز بن مولة بن كثيف بن جميل بن خالد بن عمرو بن معاوية وهو الضباب بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة قالت : حدثني أبي عن أبيه عن مولة أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وهو ابن عشرين سنة، وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسح يمينه، وساق إبله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فصدقها بنت لبون ثم صحب أبا هريرة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاش في الإسلام مائة سنة، وكان يسمى ذا اللسانين، من فصاحته .

قلت : والظاهر أن قصة / عامر بن الطفيل متقدمة على الفتح، وإن كان ابن إسحاق والبيهقي قد ذكراها بعد الفتح وذلك لما رواه الحافظ البيهقي عن الحاكم عن الأصم، أنبأنا محمد بن إسحاق أنبأنا معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق الفزاري، عن الأوزاعي عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة، عن أنس في قصة بئر معونة وقتل / عامر بن الطفيل / حرام بن ملحان - خال أنس بن مالك - وغدره بأصحاب بئر معونة حتى قتلوا عن آخرهم سوى / عمرو بن أمية كما تقدم .

قال الأوزاعي : قال يحيى : فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على / عامر بن الطفيل ثلاثين صباحا : اللهم اكفني / عامر بن الطفيل بما شئت وابعث عليه ما يقتله فبعث الله عليه الطاعون . وروى عن همام عن إسحاق بن عبدالله عن أنس في قصة / حرام بن ملحان قال : وكان / عامر بن الطفيل قد أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أخيرك بين ثلاث خصال يكون لك أهل السهل ويكون لي أهل الوبر وأكون خليفتك من بعدك أو أغزوك بغطفان بألف أشقر وألف شقراء ؟! قال : فطعن في بيت امرأة فقال : أغدة كغدة البكر وموت في بيت امرأة من بني فلان ائتوني بفرسي فركب فمات على ظهر فرسه .

قال / ابن إسحاق ثم خرج أصحابه حين واروه حتى قدموا أرض بني عامر شاتين فلما قدموا أتاهم قومهم فقالوا : ما وراءك يا أربد ؟ قال : لا شيء والله لقد دعانا إلى عبادة شيء لوددت لو أنه عندي الآن، فأرميه بالنبل حتى أقتله الآن فخرج بعد مقالته بيوم أو يومين معه جمل له يبيعه فأرسل الله تعالى عليه وعلى جمله صاعقة فأحرقتهما قال ابن إسحاق : وكان / أربد بن قيس أخا / لبيد بن ربيعة لأمه فقال لبيد يبكي أربد :-

مـا إن تعـرى المنـون مـن أحد
= لا والـــد مشـــفق ولا ولـــد

أخشــى عـلى أربـد الحـتوف ولا
= أرهــب نــوء السـماك والأسـد

فعيــن هــلا بكــيت أربــد إذ
= قمنــا وقــام النسـاء فـي كبـد

إن يشـــغبوا لا يبــال شــغبهم
= أو يقصــدوا فـي الحـكوم يقتصـد

حــلو أريــب وفــي حلاوتــه
= مــر لطيــف الاحشــاء والكبـد

وعيــن هــلا بكــيت أربـد إذ
= ألــوت ريــاح الشـتاء بـالعضد

وأصبحـــت لاقحــا مصرمــة
= حــتى تجــلت غوابــر المــدد

أشــجع مــن ليـث غابـة لحـم
= ذو نهمــة فــي العــلا ومنتقـد

لا تبلــغ العيــن كــل نهمتهــا
= ليلــة تمســي الجيــاد كــالقدد

البــاعث النــوح فــي مآتمــه
= مثــل الظبــاء الأبكـار بـالجرد

فجـعني الـبرق والصـواعق بالفـا
= رس يـــوم الكريهـــة النجــد

والحــارب الجــابر الحـريب إذا
= جــاء نكيبــا وإن يعــد يعــد

يعفـو عـلى الجـهد والسـؤال كمـا
= ينبــت غيـث الـربيع ذو الرصـد

كــل بنــي حــرة مصــيرهم
= قــل وإن كــثروا مــن العـدد

إن يغبطـــــوا يهبطــــوا وإن
= أمـروا يومـا فهـم للهـلاك والنفـد

وقد روى ابن إسحاق عن لبيد أشعارا كثيرة في رثاء أخيه لأمه / أربد بن قيس تركناها اختصارا واكتفاء بما أوردناه، والله الموفق للصواب .

قال / ابن هشام وذكر / زيد بن أسلم، عن / عطاء بن يسار، عن / ابن عباس قال : وأنزل الله عز وجل في عامر وأربد : ( اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ يعني محمدا صلى الله عليه وسلم ثم ذكر أربد وقتله فقال الله تعالى: وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ) قلت : وقد تكلمنا على هذه الآيات الكريمات في سورة "الرعد" ولله الحمد والمنة، وقد وقع لنا إسناد ما علقه ابن هشام رحمه الله فروينا من طريق الحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني في " معجمه الكبير " حيث قال : حدثنا مسعدة بن سعد العطار حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي حدثني عبدالعزيز بن عمران حدثني عبدالرحمن وعبدالله ابنا زيد بن أسلم، عن أبيهما عن عطاء بن يسار عن ابن عباس، أن / أربد بن قيس بن جزء بن خالد بن جعفر بن كلاب وعامر بن الطفيل بن مالك قدما المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهيا إليه وهو جالس فجلسا بين يديه فقال / عامر بن الطفيل : يا محمد ما تجعل لي إن أسلمت ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم " قال عامر : أتجعل لي الأمر إن أسلمت من بعدك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليس ذلك لك ولا لقومك ولكن لك أعنة الخيل " قال : أنا الآن في أعنة خيل نجد، اجعل لي الوبر ولك المدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا " فلما قفا من عنده، قال عامر : أما والله لأملأنها عليك خيلا ورجالا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يمنعك الله " فلما خرج أربد وعامر قال عامر : يا أربد، أنا أشغل عنك محمدا بالحديث، فاضربه بالسيف فإن الناس إذا قتلت محمدا لم يزيدوا على أن يرضوا بالدية ويكرهوا الحرب، فسنعطيهم الدية قال أربد : أفعل. فأقبلا راجعين إليه، فقال عامر : يا محمد قم معي أكلمك. فقام معه رسول الله صلى الله عليه وسلم فخليا إلى الجدار ووقف معه رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلمه، وسل أربد السيف، فلما وضع يده على السيف، يبست يده على قائم السيف، فلم يستطع سل السيف فأبطأ أربد على عامر بالضرب فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى أربد وما يصنع فانصرف عنهما فلما خرج أربد وعامر من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كانا بالحرة حرة واقم، نزلا، فخرج إليهما / سعد بن معاذ وأسيد بن الحضير، فقالا : اشخصا يا عدوي الله لعنكما الله فقال عامر : من هذا يا سعد ؟ قال : أسيد بن حضير الكتائب فخرجا حتى إذا كانا بالرقم أرسل الله عز وجل، على أربد صاعقة فقتلته، وخرج عامر حتى إذا كان بالخريم، أرسل الله عليه قرحة فأخذته فأدركه الليل في بيت امرأة من بني سلول، فجعل يمس قرحته في حلقه ويقول : غدة كغدة الجمل في بيت سلولية !! يرغب عن أن يموت في بيتها ثم ركب فرسه فأحضرها حتى مات عليه راجعا فأنزل الله فيهما اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ إلى قوله : وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ قال : المعقبات من أمر الله يحفظون محمدا صلى الله عليه وسلم ثم ذكر أربد وما قتله به فقال : وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ الآية وفي هذا السياق دلالة على تقدم قصة عامر وأربد، وذلك لذكر / سعد بن معاذ فيه والله أعلم . وقد تقدم وفود الطفيل بن عامر الدوسي، رضي عنه، على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة وإسلامه وكيف جعل الله له نورا بين عينيه، ثم سأل الله فحوله له إلى طرف سوطه وبسطنا ذلك هنالك، فلا حاجة إلى إعادته هاهنا كما صنع البيهقي وغيره . هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .



رد مع اقتباس