رد : سَيَذْكُرُنـي قـومـي إذا جَــدَّ جِـدُّهُـمْ أبو فراس الحمداني
كُتب : [ 13 - 03 - 2008 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه القصيدة من غرر الفارس الشاعر / أبي فراس الحمداني في تشيعه لاّل البيت ضد إخوانهم العباسيين وقد يشك في نسبتها إليه لما فيها مما يوافق رأي الغلاة الراوافض ويقول فيها :
الدين مخترم والحق مهتضم
= وفئ آل رسول الله مقتسم
والناس عندك لا ناس فيحفظهم
= سوم الرعاة ولا شاء ولا نعم
إني أبيت قليل النوم أرقني
= قلب تصارع فيه الهم والهمم
وعزمة لا ينام الدهر صاحبها
= إلا على ظفر في طيه كرم
يصان مهري لأمر لا أبوح به
= والدرع والرمح والصمصامة الخذم
وكل مائرة الضبعين مسرحها
= رمث الجزيرة والخذراف والعنم
وفتية قلبهم قلب إذا ركبوا
= يوما ورأيهم رأي إذا عزم
يا للرجال اما لله منتصر
= من الطغاة ؟ أما لله منتقم ؟
بنو علي رعايا في ديارهم
= والأمر تملكه النسوان والخدم
محلؤون فأصفى وردهم وشل
= عند الورود وأوفى شربهم لمم
فالأرض إلا على ملاكها سعة
= والمال إلا على أربابه ديم
فما السعيد بها إلا الذي ظلموا
= وما الغني بها إلا الذي حرموا
للمتقين من الدنيا عواقبها
وإن تعجل فيها الظالم الأثم
لا يطغين بني العباس ملكهم
= بنو علي مواليهم وإن رغموا
أتفخرون عليهم لا أبا لكم
= حتى كأن رسول الله جدكم
وما توازن يوما بينكم شرف
= ولا تساوت لكم في موطن قدم
ولا لكم مثلهم في المجد متصل
= ولا لجدكم مسعاة جدهم
ولا لعرقكم من عرقهم شبه
= ولا نثيلتكم من أمهم أمم
قال النبي بها يوم الغدير لهم
= والله يشهد والأملاك والأمم
حتى إذا أصبحت في غير صاحبها
= باتت تنازعها الذؤبان والرخم
وصيروا أمرهم شورى كأنهم
= لا يعلمون ولاة الحق أيهم
تالله ما جهل الأقوام موضعها
= لكنهم ستروا وجه الذي علموا
ثم ادعاها بنو العباس ملكهم
= ومالهم قدم فيها ولا قدم
لا يذكرون إذا ما معشر ذكروا
= ولا يحكم في أمر لهم حكم
ولا رآهم أبو بكر وصاحبه
= أهلا لما طلبوا منها وما زعموا
فهل هم يدعوها غير واجبة ؟
= أم هل أئمتهم في أخذها ظلموا ؟
أمّا علي فقد أدنى قرابتكم
= عند الولاية إن لم تكفر النعم
أينكر الحبر عبد الله نعمته
= أبوكم أم عبيدالله أم قثم ؟!
بئس الجزاء جزيتم في بني حسن
= أباهم العلم الهادي وأمهم
لا بيعة ردعتكم عن دمائهم
= ولا يمين ولا قربى ولا ذمم
هلا صفحتم عن الأسرى بلا سبب
= للصافحين ببدر عن أسيركم
هلا كففتم عن الديباج سوطكم
= وعن بنات رسول الله شتمكم
ما نزهت لرسول الله مهجته
= عن السياط فهلا نزه الحرم
ما نال منهم بنو حرب وإن عظمت
= تلك الجرائر إلا دون نيلكم
كم غدرة لكم في الدين واضحة
= وكم دم لرسول الله عندكم
أأنتم له شيعة فيما ترون وفي
= أظفاركم من بنيه الطاهرين دم
هيهات لا قرّبت قربى ولا رحم
= يوما إذا أقصت الأخلاق والشيم
كانت مودة سلمان لهم رحما
= ولم تكن بين نوح وابنه رحم
يا جاهدا في مساويهم يكتّمها
= غدر الرشيد بيحيى كيف ينكتم
ذاق الزبيري غب الحنث وانكشفت
= عن ابن فاطمة الأقوال والتهم
ليس الرشيد كموسى في القياس ولا
= مأمونكم كالرضا إن أنصف الحكم
باءوا بقتل الرضا من بعد بيعته
= وأبصروا بعض يوم رشدهم وعموا
يا عصبة شقيت من بعد ما سعدت
= ومعشرا هلكوا من بعد ما سلموا
لبئسما لقيت منهم وإن بليت
= بجانب الطف تلك الأعظم الرمم
لا عن أبي مسلم في نصحه صفحوا
= ولا الهبيري نجا الحلف والقسم
ولا الأمان لأهل الموصل اعتمدوا
= فيه الوفاء ولا عن غيهم حلموا
أبلغ لديك بني العباس مألكة
= لا تدّعوا ملكها ملاكها العجم
أي المفاخر أمست في منازلكم
= وغيركم آمر فيها ومحتكم
أنى يفيدكم في مفخر علم ؟
= وفي الخلاف عليكم يخفق العلم
يا باعة الخمر كفوا من مفاخركم
= لمعشر بيعهم يوم الهياج دم
خلوا الفخار لعلامين إن سئلوا
= يوم السؤال وعمالين إن علموا
لا يغضبون لغير الله إن غضبوا
= ولا يضيعون حكم الله إن حكموا
تنشى التلاوة في أبياتهم سحرا
= وفي بيوتكم الأوتار والنغم
إذا تلوا آية غنى إمامكم
= قف بالديار التي لم يعفها قدم
منكم علية أم منهم ؟ وكان لكم
= شيخ المغنين إبراهيم أم لهم ؟
ما في بيوتهم للخمر معتصر
= ولا بيوتهم للشر معتصم
ولا تبيت لهم خنثى تنادمهم
= ولا يرى لهم قرد له حشم
الركن والبيت والأستار منزلهم
= وزمزم والصفا والحجر والحرم
صلى الإله عليهم أينما ذكروا
= لأنهم للورى كهف ومعتصم
وليس من قَسَم في الذكر نعرفه
= إلا وهم - دون شك - ذلك القَسَم
منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
|