عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
مخايل الغربي
وسام التميز
رقم العضوية : 7672
تاريخ التسجيل : 26 - 05 - 2006
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذيه
عدد المشاركات : 1,824 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : مخايل الغربي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
أهل السنة والجماعة

كُتب : [ 24 - 01 - 2007 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

من هم أهل السنة والجماعة ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد من هم اهل السنة والجماعة والتعريف بهم وباعلامهم ومعتقادتهم .

تعريفهم :

لقب أهل السنة والجماعة يتركب من مفردين الأول السنة ، والثاني الجماعة ، ولتعريف المركب لا بد من تعريف مفرديه ، فالسنة في اللغة الطريقة وهي هنا الأخذ بما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم ظاهراً وباطناً ، في القول ، والعمل ، والاعتقاد .

والجماعة في اللغة عددُ كل شيءٍ وكثْرَتُه ، واختلف العلماء في تحديد معناها اصطلاحا على أقوال : فقيل هم الصحابة ، وقيل : أهل العلم ، قال الإمام الترمذي : " وتفسير الجماعة عند أهل العلم هم أهل الفقه والعلم والحديث "، وقيل : الجماعة ما وافق الحق ولو قل المتمسكون به ، كما قال ابن مسعود : " الجماعة ما وافق الحق ولو كنت وحدك " وقال نعيم بن حماد : " إذا فسدت الجماعة فعليك بما كانت عليه الجماعة قبل أن تفسد وإن كنت وحدك فإنك أنت الجماعة "، وقيل الجماعة : هي السواد الأعظم المجتمعون على إمام يحكم بالشرع ويجانب الهوى والبدعة .

ولعل القول الراجح في تعريف مصطلح الجماعة هو ما يشمل جميع هذه الأقوال ، فهم الصحابة رضوان الله عليهم بما تمثلوه من منهج الإسلام الحق ، وهم العلماء والفقهاء كونهم حجة الله على الخلق ، والناس تبع لهم في أمر الدين ، وهي جماعة المسلمين المنضوية تحت راية إمام يحكم بشرع الله ويقيم حدوده ، وقد لخص الإمام ابن حزم هذه الأقوال وجمعها في قوله : " وأهل السنة الذين نذكرهم أهل الحق ، ومَن عداهم فأهل البدعة ؛ فإنهم الصحابة رضي الله عنهم ، وكلُّ مَن سَلَكَ نهجهم من خيار التابعين رحمهم الله تعالى ، ثم أصحاب الحديث ، ومَن اتَّبعهم من الفقهاء ، جيلاً فجيلاً إلى يومنا هذا ، ومَن اقتدى بهم من العوامِّ في شرق الأرض وغربها " . ( الفصل في الملل والأهواء والنحل ) (2/271).

ألقاب أهل السنة والجماعة :

عرف أهل السنة والجماعة بألقاب هي علامات على صفاتهم ، وهي في مجملها مأخوذة من حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، فمن تلك الألقاب :

1- الفرقة الناجية : وهذا الوصف مأخوذ من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليأتيَنَّ على أُمَّتي ما أتى على بني إسرائيلَ حَذْوَ النعل بالنعل ، حتى إن كان منهُم مَن أتى أُمَّه علانية ؛ لكان في أُمَّتي مَن يصنع ذلك ، وإنَّ بني إسرائيل تفرَّقت على ثنتين وسبعين ملَّة ، وتفترق أُمَّتي على ثلاث وسبعين ملة ؛ كلهم في النار ؛ إلا ملة واحدة . قالوا : ومَن هي يا رسول الله ؟ قال : ما أنا عليه وأصحابي ) رواه الترمذي وحسنه الألباني . ووجه الدلالة أنه وصف الفرق كلها بالهلاك إلا واحدة حازت صفة النجاة واستبدت بها ، وهي الجماعة التي اتصفت باتباع منهج السلف في الأقوال والأعمال والاعتقادات .

2- الطائفة المنصورة : وهذا الاسم مأخوذ من حديث ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ) وفي رواية : ( لا تزال طائفة من أمتي قائمون بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس ) رواه مسلم في صحيحه ، ووجه الدلالة أن هذه الطائفة وإن مرت بها مراحل استضعاف إلا أن مآلها إلى النصر والتمكين إن شاء الله ، وهي تمتاز بثبات عجيب في وجه المخالفين والمخذلين قائمة بأمر الله لا تأخذها في الله لومة لائم .

3- السلف الصالح : وسموا بذلك لاتباعهم نهج الصحابة رضوان الله عليهم وأئمة الهدى في القرون الثلاثة المفضلة التي زكاها النبي صلى الله عليه وسلم وفضلها في الجملة على سائر الأمة ، فقال عليه الصلاة والتسليم : ( خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري .

خصائص عقيدة أهل السنة والجماعة :

امتازت عقيدة أهل السنة والجماعة عن عقائد غيرهم من الفرق بخصائص منها :

1- وحدة المصدر : فلا مصدر يعتمدون عليه في تقرير عقائدهم ، سوى الكتاب والسنة وإجماع السلف ، ولا يعارضون ما ثبت من ذلك بقياس أو رأي أو هوى .

2- موافقتها للأدلة الصحيحة فطرة وعقلا ونقلا : فلا شيء أريح للنفس وأطمن للقلب من عقائد السلف ، فهي تتفق تمام الاتفاق مع الفطر السليمة والعقول المستقيمة ، ولن تجد بحمد لله معارضة أي منها لمقررات العقول أو صحيح المنقول ، فلا يمكن أن يتعارض عقل صريح مع نقل صحيح صريح البتة .

3- الوضوح والسهولة : فلا تعقيد في فهمها ولا صعوبة في شرحها ، بل يفهما الخاص والعام من الناس على اختلاف مستوياتهم ، وتفاوت درجاتهم دون أدنى صعوبة ، وهي ليست بحاجة في فهمها سوى إلى سماع آياتها وأحاديثها ، قال الإمام أبو مظفر السمعاني فيما نقله عنه الحافظ في الفتح 12/507 في بيان سهولة انقياد العامة لاعتقاد السلف واعراضهم وإضرابهم عن عقائد أهل الكلام : " العوام جميعا .. لا يعرفون إلا الاتباع المجرد ، ولو عرض عليهم هذا الطريق - طريق المتكلمين - ما فهمه أكثرهم ، فضلا عن أن يصير منهم صاحب نظر ، وإنما غاية توحيدهم التزام ما وجدوا عليه أئمتهم في عقائد الدين والعض عليها بالنواجذ ، والمواظبة على وظائف العبادات ، وملازمة الأذكار بقلوب سليمة طاهرة عن الشبه والشكوك ، فتراهم لا يحيدون عما اعتقدوه ولو قطعوا إرباً إرباً ، فهنيئا لهم هذا اليقين وطوبى لهم هذه السلامة "

4- الثبات والاستمرار : فلا يزيدها طعن الطاعنين إلا بريقا ، ولا تشكيك المشككين إلا قوة وثباتا .

عقائد أهل السنة والجماعة :

أهل السنة والجماعة هم الامتداد الصحيح لمنهج النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته في العلم والعمل والسلوك والاعتقاد ، وما نذكره من اعتقادات هنا هو بعض ما كتبه العلامة الطحاوي في عقيدته الشهيرة " العقيدة الطحاوية "، والتي تلقاها العلماء بالقبول ، مع زيادات يسيرة اقتضاها المقام :

1- الإعتقاد الجازم بأن الله واحد لا شريك له ، ولا مثيل له ولا يعجزه شيء ، ولا إله غيره .

2- الاعتقاد الجازم بأن لله الأسماء الحسنى والصفات العلا .

3- إثبات ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات ، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف .

4- الاعتقاد الجازم بأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبدالله ورسوله ، وأنه خاتم الأنبياء وإمام الأتقياء وسيد المرسلين وحبيب رب العالمين . وكل دعوى النبوة بعده فغي وهوى . وهو المبعوث إلى عامة الجن وكافة الورى بالحق والهدى وبالنور والضياء .

5- الإيمان بالملائكة والنبيين والكتب المنزلة على المرسلين .

6- الاعتقاد الجازم بالقدر خيره وشره من الله تعالى وأن الله خلق الخلق بعلم ، وقدر لهم أقدارا وضرب لهم آجالا ، ولم يخْفَ عليه شيء قبل أن يخلقهم ، وعلم ما هم عاملون قبل أن يخلقهم ، وأمرهم بطاعته ونهاهم عن معصيته ، وكل شيء يجري بتقديره ومشيئته . ومشيئته تنفذ ، فما شاء كان ومالم يشألم يكن .

7- الاعتقاد الجازم بأن القرآن كلام الله ، أنزله على رسوله وحيا ، وصدقه المؤمنون على ذلك حقا .

8- الإيمان بالملائكة الكرام الكاتبين ، وأن الله قد جعلهم لعباده حافظين . والإيمان بملك الموت الموكل بقبض أرواح العالمين . وبعذاب القبر لمن كان أهلا له . وسؤال منكر ونكير في قبره عن ربه ودينه ونبيه ، على ما جاءت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة رضوان الله عليهم . والقبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران .

9- الإيمان باليوم الآخر وبالبعث بعد الموت ، وجزاء الأعمال يوم القيامة والعرض والحساب وقراءة الكتاب والثواب والعقاب والصراط والميزان .

10- الإيمان بأن الجنة والنار مخلوقتان الآن لا تفنيان أبدا ولا تبيدان ، وأن الله خلق الجنة والنار قبل الخلق ، وخلق لهما أهلا . فمن آمن وعمل الصالحات أدخله الله الجنة بفضله ، ومن كفر منهم أدخله إلى النار بعدله . والحوض الذي أكرم الله تعالى به نبيه . والشفاعة التي ادخرها له حق ، كما ثبت في الأخبار .

11- الاعتقاد الجازم بأن المؤمنين يرون ربهم في الجنة كما نطق بذلك الكتاب والسنة ، قال تعالى { وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة } وقال صلى الله عليه وسلم : ( إنكم سترون ربكم ) رواه البخاري ومسلم .

12- الاعتقاد بأنه لا تجوز الشهادة لأحد من أهل القبلة بجنة ولا بنار إلا من شهد له النص بعينه ، مع رجاء الثواب للمحسنين ورجاء العفو عن المسيئين .

13- الإيمان هو الإقرار باللسان والتصديق بالجنان والعمل بالجوارح والأركان .

14- الإيمان بأن أهل الكبائر من أمة محمد صلى الله عليه وسلم لا يخلدون في النار إذا ماتوا وهم موحدون ، وإن لم يكونوا تائبين ، وهم في مشيئة الله وحكمه ، إن شاء غفر لهم وعفا عنهم بفضله ، كما ذكر عز وجل في كتابه { ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } وإن شاء عذبهم في النار بعدله ثم يخرجهم منها برحمته وشفاعة الشافعين من أهل طاعته ثم يدخلهم إلى جنته .

15- ولا يرون الخروج على ولاة أمور المسلمين ما أقاموا الكتاب والسنة ، ولا ينزعون يدا من طاعة ، ويرون طاعتهم من طاعة الله عز وجل ما لم يأمروا بمعصية .

16- حب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الإيمان من غير إفراط ولا تفريط .

17- الإيمان بأن الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أولا لأبي بكر الصديق رضي الله عنه ، تفضيلا له وتقديما على جميع الأمة ، ثم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ثم لعثمان بن عفان رضي الله عنه ، ثم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه . وهم الخلفاء الراشدون والأئمة المهديون .

18- الإيمان بأن نبياً واحداً أفضل من جميع الأولياء ، مع الإيمان بكرامات الأولياء وفضلهم .

19- الإيمان بأشراط الساعة من خروج الدجال ونزول عيسى بن مريم عليه السلام ، وطلوع الشمس من مغربها وخروج دابة الأرض من موضعها . ولا نصدق كاهنا ولا عرافا ولا من يدعي شيئا يخالف الكتاب والسنة وإجماع الأمة .

20- الإيمان بأن الإسلام هو الدين الحق الذي يجب اتباعه ، وأن اتباع غيره من الأديان والمذاهب باطل وضلال ، قال تعالى : { إن الدين عند الله الإسلام } (آل عمران : 19 ) وقال { ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين } (آل عمران : 85).

أعلام أهل السنة :

لا شك أن الناشر الأول لعقيدة أهل السنة والجماعة ، هو سيد الخلق صلى الله عليه وسلم ، الذي أوضح العقيدة وأبانها خير بيان ، ويأتي في المرتبة بعده صحابته رضوان الله عليهم الذين ساروا على نهجه واقتفوا أثره ونشروا سنته ، وسار على خطا الصحابة رضوان الله عليهم التابعون ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، من أئمة الدين وعلماء المسلمين ، منهم :

1- الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت ، ت : ( 150هـ )، كان أحد أئمة الإسلام وجهابذته العظام ، وكانت له جهوده العظيمة في نشر العقيدة الصحيحة والذود عنها ، وكتابه " الفقه الأكبر " أشهر من نار على علم في هذا الباب ، من أقواله - رحمه الله - في بيان مذهب السلف في صفات الله تعالى قوله : " لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين , وغضبه ورضاه صفتان من صفاته بلا كيف , وهو قول أهل السنة والجماعة ، وهو يغضب ويرضى ، ولا يقال : غضبه عقوبته ورضاه ثوابه , ونَصِفُه كما وصف نفسه أحدٌ لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد , حيٌّ قادر سميع بصير عالم , يد الله فوق أيديهم ، ليست كأيدي خلقه ، ووجهه ليس كوجوه خلقه " وكان - رحمه الله - ينهى عن الكلام ، ويذم أهله ، فمن ذلك قوله : " لعن الله عمرو بن عبيد - زعيم المعتزلة - فإنه فتح للناس الطريق إلى الكلام فيما لا ينفعهم فيه الكلام " .

2- الإمام أبو عبد الله مالك بن أنس ، ت : ( 179هـ) كان إماما عظيما من أئمة السلف ، وهو وإن كان ممن يُعمل رأيه في الفقه ، إلا أنه كان في مجال العقيدة وقافا عند النصوص لا يتعداها ، ملتزما بمذهب السلف الصالح لا يحيد عنه قيد أنملة ، وكان - رحمه الله - منكرا للكلام ذاما لأهله ، ومما يروى عنه في ذلك ، ما رواه ابن عبد البر من قوله : " الكلام في الدين أكرهه ، ولم يزل أهل بلدنا يكرهونه وينهون عنه , نحو الكلام في رأي جهم والقدر وكل ما أشبه ذلك , ولا نحب الكلام إلا فيما تحته عمل , فأما الكلام في دين الله وفي الله عزوجل فالسكوت أَحَبُّ إليَّ لأني رأيت أهل بلدنا ينهون عن الكلام في الدين إلا فيما تحته عمل " وروى أبو نعيم عنه : " لو أن رجلاً ركب الكبائر كلها بعدَ ألا يشرك بالله ، ثم تخلّى من هذه الأهواء والبدع .. دخل الجنة " .

3- الإمام محمد بن إدريس الشافعي ، ت : ( 204هـ) أحد أعلام الإسلام المتبوعين ، كان على اعتقاد السلف الصالح ، وكان شديدا على أهل الكلام ذاما لهم ، محذرا منهم ، من كلامه الذي يبين معتقده ما أورد العلامة ابن قيم الجوزية في اجتماع الجيوش الإسلامية ، قوله : " القول في السُّنة التي أنا عليها ، ورأيت أصحابنا عليها - أهل الحديث - الذين رأيتهم وأخذت عنهم مثل سفيان ومالك وغيرهما ، الإقرار بشادة أن لا إله إلا الله , وأن محمداً رسول الله ، وأن الله تعالى على عرشه في سمائه ، يَقرُب من خلقه كيف شاء ، وأن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء" ومن كلامه أيضا قوله : " الإيمان قول وعمل واعتقاد بالقلب , ألا ترى قول الله عز وجل : { وما كان الله ليضيع إيمانكم } يعني صلاتكم إلى بيت المقـدس فسمى الصـلاة إيماناً وهي قول وعمـل وعقد "، وأما موقفه من الكلام فيوضحه ما أخرجه ابن بطة عن أبي ثور قال : قال لي الشافعي : " ما رأيت أحداً ارتدى شيئاً من الكلام فأفلح " وأخرج الهروي عن يونس المصري قال : قال الشافعي : " لأن يبتلي الله المرء بما نهى الله عنه خلا الشرك بالله خير من أن يبتليه بالكلام ".

4- الإمام المبجل أحمد بن محمد بن حنبل ، ت : (241هـ) سيد السنة وناصرها ، وإمام الطائفة وقائدها ، ابتلي فصبر ، وجاهد في تبليغ مذهب السلف فنصره الله ، وأضحى ذكره ثناء عطرا في ألسن الصالحين .

من أقواله رحمه الله في بيان عقيدة السلف : " القرآن كلام الله وليس بمخلوق " وقال أيضاً : " من أفضل خصال الإيمان الحب في الله والبغض في الله " وقال أيضاً : " الإيمان يزيد وينقص كما جاء في الخبر : ( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً ) " .

وأما موقفه من الكلام فقد كان رحمه الله شديدا النقد له ، شديد الذم لأهله ، ومن أقواله في ذلك : " من تعاطى الكلام لم يفلح ، ومن تعاطى الكلام لم يخل أن يتجهم " وكتب أحمد بن حنبل إلى عبيد الله بن يحيي بن خاقان : " لست بصاحب كلام ، ولا أرى الكلام في شيء من هذا , إلا ما كان في كتاب الله أو في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم , فأما غير ذلك فإن الكلام فيه غير محدود ".

5- شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية : علم الأمة وعالمها ، كان بحرا لا تكدره الدلاء ، مجاهدا بالقلم والسنان ، أوضح عقيدة السلف خير إيضاح وأبانها خير بيان ، وردَّ ونقض عقائد المبتدعة والملحدين ، فثاروا عليه ووشوا به للسلطان فحبسه ، وابتلي ابتلاء عظيما فصبر ، وخلف تراثا ضخما من الكتب والمراجع ، التي أضحت مرجعاً للباحثين .

تلك نبذة موجزة عن أهل السنة والجماعة تعريفهم عقائدهم ، أعلامهم ، خصائهم ، والتي يجدر بالمسلم مع غلبة الفرق المخالفة وكثرتها أن يتعرف عليها ، وأن يتحقق بصفاتها ، وألا يكون انتسابه إليها إنتساب نسب ومتابعة أصل ، فهم أهل الحق والهدى . منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .


أشوف لي رجل يعدد جدوده = لو إن أبوه وجده أضعف من الـدود
لعـل رحمـة خالقـه ما تـعـوده = وعساه مع زمرة هل النار بخلـود
هـذا زمـان هايـبـات فـهـوده = والناس نادوا عنتره باسم مسعـود

[ سبيع الغلباء - متيهة البكار - معسفة المهار - مدلهة الجار ]

التعديل الأخير تم بواسطة خيَّال الغلباء ; 25 - 07 - 2008 الساعة 13:49
رد مع اقتباس